أكدت راشيل كرم، الكاتبة والباحثة السياسية، أنه أمام أي استحقاق في لبنان ينقسم الشارع اللبناني أفقيًا وأحيانا بشكل متعدد سواء من الطوائف أو من المذاهب أو من الأحزاب السياسية، مشددة على أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير شهد حالة جديدة، وهي مطالبة بعض الأحزاب والفئات بضرورة القضاء كليا على حزب الله ونزع سلاحه ضمن شروط الاتفاق.

سحب سلاح حزب الله

وأوضحت «كرم»، خلال مداخلة عبر الإنترنت عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن بعض الأصوات ذكرت علانية بشكل فاضح وواضح بأن وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه لا يفيد، وكان لابد أن يكون هناك نزع لسلاح حزب الله، مؤكدة أنه من الواضح أن نتائج هذا الاتفاق لم تأتِ على سحب سلاح حزب الله من الشارع اللبناني.

وتابعت: «الأقوال والآراء عن الانتصار أو الخسارة في الحرب هي جدلية ستبقى في لبنان، الغالبية الساحقة من اللبنانيين اليوم بكوا فرحا وارتياحا من دون أي سبب»، مشددة على أن قرار الحرب الأهلية في لبنان غير موجود في الوقت الحالي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حزب الله سلاح حزب الله وقف إطلاق النار الشعب اللبناني حزب الله

إقرأ أيضاً:

مشاعر متباينة في إسرائيل حيال وقف النار.. هل تعود الحرب؟

تباينت ردود الفعل في الإعلام الإسرائيلي على اتفاق وقف النار بين لبنان، واعتبر البعض أن هذه الخطوة تشكل فشلاً جديداً لحكومة بنيامين نتانياهو التي شهدت أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، بحجة أن حزب الله سيتمكن من تعزيز قوته مُجدداً، فيما دعا آخرون إلى استغلال الفرصة للتركيز على الجبهات الأخرى.

اعتبرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أن وقف إطلاق النار يتضمن انجازاً استراتيجياً يتمثل في قطع الترابط بين ساحات القتال في لبنان وقطاع غزة، لكنه في الوقت نفسه يعكس الفرصة الضائعة على إسرائيل.

سياسيون لـ 24: ماذا استفاد #لبنان من مغامرة حزب الله؟https://t.co/hJBUOqldvo pic.twitter.com/tK9fUoTTs9

— 24.ae (@20fourMedia) November 27, 2024  إيران واغتنام الفرصة

وقالت الصحيفة تحت عنوان "خسارة فرصة ذهبية.. الخسارة التي تكمن في التسوية مع حزب الله"، إن إيران ليست طرفاً في اتفاق وقف النار الذي بدأ اليوم، ومن غير المرجح أن توافق على التخلي عن تنظيم "حزب الله"، ذراعها الاستراتيجي الأول في الشرق الأوسط، والذي يلعب دوراً مهماً في دفع خطة الهيمنة الإيرانية في المنطقة وخطة تدمير إسرائيل، بالتالي، فإن إيران ستغتنم تلك الفرصة للبدء في خطة شاملة لاستعادته والحفاظ على هيمنتها في لبنان.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه من المرجح أن يختار حزب الله أن يعيد تأهيل نفسه ومكانته بعد تلقي انتقادات من قاعدته الاجتماعية بلبنان، وذلك بمساعدة مليارات الدولارات من إيران التي ستطلق برنامج إعادة إعمار ضخمة.
وفي الوقت نفسه، ستقوم الوحدات المختلفة في فيلق القدس الإيراني المسؤولة عن تسليح حزب الله وتعزيز قوته، بمهمتها في تهريب الأسلحة والذخيرة، كجزء من الصراع الاستراتيجي بين إسرائيل وإيران، علاوة على ذلك، سيعود عناصر حزب الله، بمن فيهم قوات الرضوان، لتلقي التدريب في إيران والعمل على خطة "غزو الجليل".


شعور بالضياع

ورأت يسرائيل هيوم أن غياب "المنطقة العازلة" يضمن عودة حزب الله إلى الحدود تحت رعاية سكان جنوب لبنان، مما يجدد التهديد المُحتمل الذي سيتزايد مع إعادة بناء البنية التحتية في المنطقة بـ"مساعدة إيرانية ضخمة"، وبعد أن تنسحب إسرائيل من لبنان، فسوف تجد صعوبة في العودة إلى القتال المكثف ضد حزب الله مجدداً، مؤكدة أن "غياب آلية مطلقة تضمن حرية التصرف في الحالات التي يخرق فيها حزب الله الاتفاق، يظهر أن الضياع الذي يشعر به كثيرون في إسرائيل له ما يبرره".


اتفاق فاتر

وفي مقال بالصحيفة نفسها تحت عنوان "السباق ضد حزب الله.. 60 يوماً تحدد كل شيء"، وصف الكاتب الإسرائيلي نداف شارجاي الاتفاق بـ"الفاتر" ولكنه يمنح إسرائيل "فرصة حاسمة"، معتبراً أنه بينما سيعمل حزب الله على تعزيز قوته، على إسرائيل أن تتحرك على ثلاثة مستويات، أولها إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حركة حماس في قطاع غزة، والتهديد الإيراني، وفي هذا الوضع ستكون إسرائيل خففت من أوجه القصور في الاتفاقية.


معياران أساسيان

وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن هناك معيارين أساسيين يجب استخدامهما لتقييم جودة الاتفاقيات التي وافق عليها مجلس الوزراء الإسرائيلي أمس بشكل صحيح، الأول يتعلق بسكان المستوطنات الشمالية، فإذا لم يسفر عن عودتهم السريعة إلى منازلهم فهذا الاتفاق فاشل، وستكون الحكومة قد فشلت في تحقيق هدف الحرب.
أما المعيار الثاني فيتعلق بمسألة الوقت، وأوضح أنه على الرغم من أن الاتفاق له مزايا إلا أن البعض يقول إنه اتفاق سيئ، ويحتوي على عدد لا بأس به من العيوب، والسؤال هو "ماذا ستفعل إسرائيل؟ هل ستستفيد من 60 يوماً من وقف إطلاق النار وكيف؟".


استغلال الوقت

وأضاف أنه من الواضح تماماً أن حزب الله سيستغل ذلك الوقت لتعزيز وتسليح نفسه مُجدداً، لكي يلحق الأذى بإسرائيل مرة أخرى، وهذا ما تميل التنظيمات المسلحة عادة إلى فعله عند شراء الوقت، وتابع: "إذا استغلت إسرائيل الشهرين المقبلين للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة واستئصال حكم حماس المدني هناك وليس الحكم العسكري فحسب، فإن إسرائيل ستكون فعلت الكثير، وإذا استخدمت الـ60 يوماً المقبلة للتوصل إلى اتفاقات مع إدارة دونالد ترامب تسميح بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية وإلحاق الضرر بها، فقد تكون فعلت الكثير".
واستطرد: "إذا استخدمنا الستين يوما المقبلة تجاه غزة وحماس، وللإفراج عن الرهائن وإلحاق الضرر بالبرنامج النووي الإيراني، فإن طعم الاتفاق قد يكون أقل مرارة بالنسبة لنا، وقد يكون من المفيد لنا استيعاب عيوبه".

 حرب وشيكة

أما صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، فذكرت تحت عنوان "وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.. سلام هش مع مخاطر حرب مستقبلية"، أنه منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما هاجم حزب الله قرى الحدود الإسرائيلية بالصواريخ، وحتى 25 أغسطس (آب) من هذا العام، كانت الحرب متعادلة في الغالب، حتى تمكنت إسرائيل من تغيير المسار منذ منتصف سبتمبر (أيلول) إلى "الضربة القاضية".
وأضافت أنه على الرغم من شروط وقف إطلاق النار، فإن حزب الله يحافظ على العديد من مصادر قوته، وهذا يوضح أن حرباً أخرى في لبنان قد تكون قريبة.


نتانياهو يخلق الأوهام

وقال البروفيسور الإسرائيلي، دانيال فريدمان، في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، تحت عنوان "نتانياهو يبرع في خلق الأوهام.. لكن الواقع مختلف تماماً"، إن رئيس الحكومة الإسرائيلي، برع في وصف واقع غير موجود، وفي تقديم وعود لا يمكن الوفاء بها، إلا أن إسرائيل في الحقيقة لا تملك القوة العسكرية والسياسية للقضاء على حزب الله، ومن الأفضل قول الحقيقة بدلاً من نشر الأوهام الكاذبة.
وأضاف أن نتانياهو، المسؤول الرئيسي عن "كارثة" 7 أكتوبر (تشرين الأول) تمكن من استعادة مكانته بين مؤيديه من خلال خلق الوهم بفوز كامل متوقع في الحملة الانتخابية، ووعد سكان الشمال بأنهم سيتمكنون من العودة إلى المستوطنات بأمان.

انقسام حاد في إسرائيل حول اتفاق الهدنة مع حزب اللهhttps://t.co/7xpDx62PZ4

— 24.ae (@20fourMedia) November 27, 2024  
النصر الكامل

ورأى فريدمان، أنه لن يكون هناك نصر كامل في الجنوب أيضاً مثلما حدث في الشمال، موضحاً أن النصر يتمثل في استبدال حكم حماس بُحكم تمليه إسرائيل.
كما أوضح أن حماس في غزة تواصل حكمها المدني، وتستمر في توزيع المساعدات الإنسانية، مستطرداً: "فيما يتعلق باستبدال حكم حماس، فقد تعرضنا لفشل كامل، لقد ضاع عام كامل من الحرب القاسية دون تسوية هذا الأمر المهم، وليس من الواضح ما إذا كان من الممكن إصلاح ذلك اليوم أم لا".

مقالات مشابهة

  • باحثة سياسية: اتفاق التهدئة في لبنان مبهم والتضليل يكتنف بنوده (فيديو)
  • هل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يؤدي لنزع سلاح حزب الله؟.. خبير يُجيب
  • هل يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان إلى نزع سلاح حزب الله؟
  • باحثة سياسية: حزب الله كان معارضا لأغلب بنود تسوية وقف الحرب
  • مشاعر متباينة في إسرائيل حيال وقف النار.. هل تعود الحرب؟
  • هدنة تحت الاختبار.. هل يصمد وقف إطلاق النار بلبنان؟
  • باحثة: اتفاق سري بين واشنطن وطهران على تسليم سلاح «حزب الله» للجانب الإيراني
  • باحثة: اتفاق سري بين أمريكا وإيران على تسليم سلاح حزب الله لوقف إطلاق النار في لبنان
  • باحثة: اتفاق سري بين أمريكا وإيران على تسليم سلاح حزب الله لوقف النار بلبنان