لبنان ٢٤:
2025-04-07@11:33:52 GMT

ماكرون يستعجل الرئاسة... بري: نعم فرنسا أمّنا الحنون

تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT

كتب رضوان عقيل في" النهار": يحضر الموفد الفرنسي جان - إيف لودريان إلى بيروت هذه المرة بزخم أكبر منه في المحطات السابقة التي لم تؤد إلى انتخاب رئيس بعد رحلة قاهرة من الشغور ظهرت ارتداداتها السلبية على مختلف المؤسسات. ولم يكن مفاجئا تركيز الرئيس نبيه بري على تثبيت مندرجات ورقة آموس هوكشتاين ومشاركة فرنسا في إنضاجها بفعل عاملين، تمثلا في إصرار الرئيس إيمانويل ماكرون على الوقوف إلى جانب لبنان طوال سنوات وجوده في الإليزية، ناهيك بإصرار لبناني على إشراك باريس في لجنة المراقبة على الـ 1701 رغم الاعتراض الشديد من إسرائيل.

 

ويقول بري في هذا المجال إنه منذ بداية المفاوضات مع هوكشتاين كان هناك تصميم لبناني على عدم استبعاد فرنسا نظرا إلى الدور الذي تؤديه ووقوفها إلى جانب اللبنانيين على أكثر من مستوى.
ويؤكد بري دور ماكرون وسعيه الدؤوب إلى إنجاح المؤتمر الدولي من أجل دعم لبنان والجيش، وقد تم جمع أكثر من مليار يورو "وأنا لا أنسى للرئيس ماكرون هذا الفضل في إسناده لبنان في أكثر من محطة. ونريد أن نثبت بالفعل والممارسة أن فرنسا أمّنا الحنون".

وفي هذا التوقيت الذي كان أكثر من صعب على لبنان جراء العدوان الإسرائيلي، استغل ماكرون الأمر وطلب من لودريان التوجه إلى بيروت ليساهم مجددا في تسهيل الطريق لانتخاب رئيس، وخصوصا أنه لم يعد في استطاعة الكتل النيابية، بغض النظر عن توجهاتها، الاستمرار في مقاربتها السابقة لانتخاب الرئيس في ظل كل هذه التهديدات، ولا سيما أن بري قد تعهد بتحديد موعد لجلسة الانتخاب غداة وقف النار، وهو ما يؤشر لوضع حجر الأساس لانتظام عمل المؤسسات الدستورية.

وتأتي زيارة لودريان الذي سيجول على القوى السياسية اليوم في إطار المواكبة الإيجابية، إذ تشكل بلاده عنصرا رئيسيا في لجنة الرقابة التي ستكون بمثابة المظلة لتطبيق القرار 1701، علما أن فرنسا تشكل عصب "اليونيفيل" منذ عام 1978 وهي الدولة الغربية الأولى التي تتواصل مع "حزب الله" المعني بإرساء قواعد القرار الأممي، ولا سيما بعد تدهور علاقته بألمانيا، مع أن قناة أمنية بقيت على تواصل بين الطرفين إلى نحو سنة.

أما في الملف الرئاسي، ورغم كل الإيجابيات التي بثها بري حيال هذا الاستحقاق، فإن لودريان سيعمل على استغلالها مع الكتل النيابية ولا سيما أن ماكرون مصمم منذ اليوم الأول على إتمام هذا الاستحقاق وإزالة الحواجز التي تعترضه، ولكن من المبكر الحسم منذ الآن أنه سيتمكن من إحداث هذا الخرق إثر سلسلة من الإخفاقات التي تعرض لها لودريان في بيروت بعدما أدخله الأفرقاء والكتل في دوامة سياسية أثبتت له أن أكثر من كتلة لا تريد انتخاب رئيس.

وتقول جهات مواكبة إنه رغم حسن النيات عند الفرنسيين، لا يمكن الاستعجال في انتخاب رئيس قبل معاينة الإدارة الأميركية الحالية في آخر شهرين من ولايتها وتسلم الرئيس دونالد ترامب مفاتيح البيت الأبيض، في وقت لا ينفك كثيرون عن الإشارة إلى أهمية موقع واشنطن في لعبة القرارات الكبرى وتأثيرها في لبنان، إلى جانب طهران، ولا سيما أن دور الأولى يبقى وازنا على المسرح اللبناني، وقد أصبحت أكثر حضورا بعد تسلمها مهمة الإشراف على اللجنة المولجة تطبيق الـ1701 الذي لن يغيب بالطبع عن أجندة الرئيس المقبل، ولو أن هذه المهمة تعود إلى الحكومة مجتمعة.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ولا سیما أکثر من

إقرأ أيضاً:

من خان الخليلي إلى آفاق المستقبل.. دلالات زيارة ماكرون لمصر

يقول الساسة "إن الدولة هي أرض لها حدود، يعيش عليها شعب"، لكن سدنة مصر يرونها - كما كانت منذ فجر التاريخ، وكما ستظل حتى آخر الزمان - أرضا مقدسة، يملؤها قلب نابض بالحياة، وتسكنها روح تضئ لكل أبنائها.

وإلى قلب مصر النابض، وإلى روح شعبها الوضاءة، تظل فرنسا، ويظل الفرنسيون يحملون شغفا عميقا بزيارة مصر؛ أرضا وشعبا، قلبا وروحا.

وهناك، في قلب العاصمة، في حي الجمالية العتيق، وتحديدا في درة الجمالية، خان الخليلي، جاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زائرا، برفقة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أحب مصر، وتشرب عشقها من نبض روحها.

وكان السيسي وماكرون يسيران جنبا إلى جنب وسط المصريين البسطاء، ولكن الحضارة كانت هي من تخطو.. خطوة من باريس، وخطوة من الفسطاط، ولقاء بين زعيمين عند مفترق التاريخ.. عند بوابةٍ لا تغلق، اسمها: خان الخليلي.

تجول ماكرون بأريحية وأمان وسعادة في خان الخليلي وأزقته، واختزل مشاعره الجياشة لهذا اليوم التاريخي بكلمات شكر للرئيس السيسي وللشعب المصري على ترحيبهم الحار، قائلا:
"هذه الحماسة، وهذه الأعلام، وهذه الطاقة تليق بخان الخليلي: تحية نابضة بالحياة للصداقة التي تجمع بين مصر وفرنسا".

كلمات ماكرون لم تكن مجاملة، بل اعتراف بحضارة خطت أول حروفها على ضفاف النيل، ونسجت معاني التحضر منذ فجر التاريخ.
ربما سمع ماكرون عن خان الخليلي من روايات نجيب محفوظ، أو قرأ عنه في "وصف مصر"، أو في آلاف الكتب الفرنسية التي تناولت تاريخ مصر وفنونها.. وربما من المقررات المدرسية التي تدرس الحضارة المصرية في مراحل التعليم الأولى بفرنسا.

لكن هذه المرة لم يكن الأمر سمعا فقط. لقد رأى وشعر مثلما سمع.. رأى الجمال، وسمع المحبة.. رأى الحفاوة الصادقة من شعب بسيط وعميق، يحتشد خلف قائده بثقة في رؤيته ونبل مقاصده.. رأى كيف يرحب المصريون بضيف رئيسهم، وكيف يحملون مودة لزعيم دولة صديقة تشاركهم حمل مشعل الحضارة والثقافة والجمال.

لم تكن الزيارة مجرد مرور في الأزقة القديمة، كان ماكرون يسير برفقة زعيم مصر يرى ويسمع صخب حفاوة الترحيب بينما ينصت بروحه للحجارة التي تحفظ الذاكرة، ويصغى للضوء المتسلل عبر مشربيات تحكي عن زمن لا يشيخ.

ماكرون رأى مصر.. ليس فقط بتاريخها، بل بروحها، بثقتها، وبقدرتها على قراءة الحاضر واستشراف المستقبل، تماما كما وصف يوما العلاقة بين البلدين بأنها "خيوط سرية تربط مصر بفرنسا عبر البحر المتوسط".
وإذا كانت زيارة ماكرون لمصر تحمل دلالات متعددة، فإن توقيت الزيارة يزيدها عمقا.

وجاءت في لحظة يشهد فيها العالم غموضا في ملامح النظام الدولي، مع أفول وانصهار نظام عالمي صيغت نسخته الأخيرة مع نهايات الحرب العالمية الثانية، وبزوغ نظام آخر جديد لا تزال معالمه قيد التبلور.
نظام يحمل في ملامحه تنافسا محتدما حتى بين شركاء الأمس، خاصة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وفي القلب منه فرنسا.. وفي خضم هذا التحول، تدرك كل الأطراف، أن مصر - بثقلها الجيوسياسي، وإرثها الحضاري، وإمكاناتها البشرية والاقتصادية والعلمية - لا غنى عنها في صياغة معادلات الاستقرار.

فالشرق الأوسط، هذا الإقليم الذي يمس أوروبا وآسيا وأفريقيا، لا يستقر إلا بمصر، ولا يزدهر إلا بحكمتها.

وبين السياسة والتاريخ، بين الاقتصاد والفن، وبين القوة الناعمة والعسكرية، تحركت محطات الرئيس الفرنسي في مصر.. ومن هذا المنطلق، يأتي انعقاد لقاء القمة الثلاثي بين السيسي وماكرون والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ليؤكد توافق الرؤى إزاء قضايا الإقليم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وفي السياق ذاته، يزور ماكرون مدينة العريش، تأكيدا على موقف فرنسا الداعي لوقف إطلاق النار في غزة، واحتراما لمكانة مصر المحورية في هذا الملف.

وفي إدراك عميق لقيمة العلم، تأتي زيارة ماكرون اليوم لجامعة القاهرة، منارة المعرفة في المنطقة، إيمانا بإمكانيات الشباب المصري وثقل مؤسسات مصر التعليمية.

يأتي حضور ماكرون كذلك فعالية هامة لمنتدى الأعمال المصري الفرنسي وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين ترسيخا لمدى حرص فرنسا على تعزيز الروابط الاقتصادية والتعاون التجاري والاستثمارات بين البلدين.

ولم يكن مفاجئا في ظل شغف فرنسا وشعبها وزعمائها بتاريخ قدماء المصريين ومصر الفرعونية أن يزور ماكرون المتحف المصري الكبير.. لم تكن زيارة سياحية بقدر ما كانت تأملا، رؤيا للمستقبل مستمدة من حضارة نقشتها أيدي أجدادنا على الجرانيت ورسمتها على أوراق البردي، ربما يجد العالم فيها اليوم نبراسا في لحظة يبدو فيها البشر تائهين عن أبسط قيم التحضر.

وفي ترحيب مصر بضيف زعيمها، استقبله شعبها بالسلام، ورفرفت أعلام فرنسا إلى جوار أعلامنا المصرية.. ورد ماكرون السلام بكلمات قليلة لكنها عميقة:

"تحية نابضة للصداقة التي توحد بين مصر وفرنسا".
هذه الصداقة القوية تستند إلى التاريخ، وتبنى على الحاضر، وتتسلح بالقوة الناعمة كما تتكامل مع التعاون العسكري، حيث عبر ماكرون فور وصوله إلى مصر عن اعتزازه بطائرات الرافال التي تمثل رمزا لقوة التعاون العسكري بين البلدين.

وفي تغريدته على تويتر، كتب ماكرون: "وصلنا إلى مصر برفقة طائرات رافال المصرية، فخورون بهذا لأنه يعد رمزا قويا للتعاون الاستراتيجي بيننا".

ومن خان الخليلي إلى آفاق المستقبل، تبقى هذه الصداقة الممتدة عبر الزمان والمكان شاهدا على قدرة الدولتين على تعزيز التعاون المثمر، وخلق حلول واقعية للتحديات الإقليمية والدولية.

وبينما ترفرف أعلام فرنسا إلى جانب أعلام مصر، تظل زيارة ماكرون ومحادثاته مع الرئيس السيسي نقطة انطلاق نحو غد أكثر إشراقا، حيث تلتقي الحضارات وتنسج رؤى الأمل والازدهار لشعبينا.. ومن هنا أيضا.. من خان الخليلي تبدأ خطوة جديدة نحو بناء عالم أكثر توازنا وتعاونا.. نحو عالم تستعيد معه الإنسانية مفردات التحضر والحضارة.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسى: ترفيع العلاقات بين مصر وفرنسا خطوة تحقق تطلعات البلدين
  • من خان الخليلي إلى آفاق المستقبل.. دلالات زيارة ماكرون لمصر
  • ماكرون يزور مصر للمرة الرابعة.. رفح والعريش ضمن جولة الرئيس الفرنسي
  • السيسي يبحث هاتفيًا مع ماكرون إمكانية عقد قمة مصرية أردنية فرنسية
  • فضيحة “الدرونز” التي كشفت مشاركة فرنسا في إبادة غزة
  • الرئاسة اللبنانية: اجتماع عون والمبعوثة الأمريكية بحث 3 ملفات مهمة
  • فضيحة “الدرونز” التي كشفت مشاركة فرنسا في إبادة غزة
  • فضيحة الدرونز التي كشفت مشاركة فرنسا في إبادة غزة
  • رغم نفي الرئاسة.. من هو مؤيد هايل القبلاوي نائب الرئيس السوري؟
  • عاجل | السيد القائد: العدو الإسرائيلي استأنف الإجرام منذ أكثر من نصف شهر بذات الوحشية والعدوانية التي كان عليها لمدة 15 شهرا