قوافل النازحين تعود وسط المشهد الكارثي لدمار لا مثيل له
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
كتبت" النهار": سابق ألوف اللبنانيين موعد الرابعة من فجر أمس 27 تشرين الثاني 2024 الذي دخل سجل نهايات الحروب في لبنان، فاستعادوا في قوافل عودتهم إلى مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع الشمالي مشهد نهاية حرب تموز 2006 ولو بتعديل أشد قسوة وصدمة في ظل انكشاف المشهد الكارثي لدمار لا مثيل له في تاريخ الاجتياحات والحروب التي شهدها لبنان.
وشكل تجاهل العائدين إلى بلداتهم وقراهم لكل التحذيرات التي طالبتهم بالتريث في العودة في انتظار تسهيل ظروف العودة وتنفيذ المراحل الأولى من اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل الذي بالكاد اكتملت مراسم إعلانه، مشهداً مثيراً للانطباعات الانفعالية حيال الصدمة الكبرى التي واجهها العائدون أمام عشرات ألوف المباني والمنازل المدمرة والركام الهائل، فيما كانت التساؤلات والشكوك تزاحم الآمال التي استولدتها نهاية الحرب "مبدئياً" بعد شهرين وثلاثة أيام من اشتعالها. حتى إن عائدين اتجهوا إلى نصب خيم فوق ركام منازلهم المهدمة.
برزت المعالم الأساسية للاتفاق في جملة حقائق أبرزها أنه أعاد الاعتبار إلى الشرعيتين اللبنانية والدولية في جنوب الليطاني بحيث يفترض انسحاب "حزب الله" انسحاباً كاملاً بمقاتليه وسلاحه فيما ينتشر الجيش وقوة "اليونيفيل" ومن ثم ينجز الانسحاب الإسرائيلي كاملاً في مهلة الـ60 يوماً. كما أن الاتفاق يعيد الاعتبار كاملاً لكل منطوق القرار 1701 وتفكيك كل البنى التسليحية ومنع التسليح عبر الحدود فضلاً عن التمهيد لإطلاق مفاوضات تسوية الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل.
وإذا كان كل من إسرائيل و"حزب الله" يفسران بعض البنود كل لمصلحته، فإن الحقيقة الأساسية تتمثل في أن الاتفاق يرمي ثقلاً مصيرياً وأساسياً على عاتق الدولة والسلطات اللبنانية، بعدما انتصر لشرعيتها وثبّتها كما في القرارات الدولية تماماً، لجهة التزامها الحاسم في منع إعادة "حزب الله" من التفرد بمغامرات تزج بلبنان في أتون حروب ساحقة. إذ ان التساهل في "شمال الليطاني" إذا استعاد نمطه السابق يعني عودة المخاطرة بمصير لبنان، علماً أن مؤشرات سلبية واكبت عودة النازحين أمس في احتفالات "نصر مزعوم" أقامها مناصرو الحزب وأُطلق خلالها الرصاص الابتهاجي الذي أصاب بعضه شباناً نقلوا إلى المستشفيات، في ظل تساؤلات عن أي نصر هذا مع استشهاد ما يناهز 4000 شخص و16 ألف جريح وآلاف المنازل المهدمة والاقتصاد المدمر.
وكتبت" اللواء": عمت الاحتفالات منطقة الضاحيةالجنوبية ابتهاجاً بعودة اهاليها اليها، واطلقت العيارات النارية والمفرقعات ورفعت الاعلام وجابت مسيرات كبيرة بالدراجات لنارية احياء المنطقة وحمل سائقوها وراكبوها اعلام المقاومة وهم يُكبّرون ويهتفون بالنصر. كما أطلق أهالي النبطية صباح اليوم الأربعاء، المفرقعات النارية في ساحة المدينة، احتفالاً بالعودة.
وفور بدء تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار في الرابعة من صباح اليوم، وكما في العام 2006، انطلق الاف الجنوبيين الى مدنهم وقراهم، رجال ونساء واطفالا،غير آبهين بإنذار جيش الاحتلال لهم بعدم العودة. من صيدا بوابة الجنوب، الى صور وقراها، والناقورة وقرى المواجهة في البياضة واللبونة وقرى القطاع الغربي، الى النبطية وقراها، بنت جبيل، الى كفر كلا وبوابة فاطمة رمز الارادة التي لا تقهر، ثم الى الخيام التي تراجع عن مداخلها العدو.
وتفقد وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حميه صباح امس الباكر منطقة الضاحية الجنوبية انطلاقا من جسر حارة حريك، واعلن أن ورش الاشغال بدأت عند الساعة السابعة من صباح اليوم، بالتعاون مع اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، فتح الطرق بدءا من جسر حارة حريك.
كما بدأت قوافل سيارات العودة بالتوافد من مناطق النزوح والإيواء والإستضافة، الى مدن وبلدات منطقة بعلبك وقرى البقاع الاخرى منذ الصباح الباكر. وعلى الرغم من سلسلة غارات العدو التي تواصلت على مدى أكثر من 12 ساعة وحتى مشارف الموعد المحدد لوقف إطلاق النار.
وفي الخيام تعرض الاهالي في بلدة الخيام الحدودية والذين توجهوا صباحاً لتفقد منازلهم لاطلاق نار مباشر من قبل جنود اسرائيليين، لا يزالون في البلدة.
وقالت اليونيفيل في بيان لها سنواصل اداء المهام المنوطة بنا، وبدأنا في تعديل عملياتنا بما يتلاءم مع الوضع الجديد.
وخرق العدو الاسرائيلي ظهر امس إتفاق وقف اطلاق النار، بقصف مدفعي طال بلدة عيتا الشعب الحدودية، للمرة الأولى من إعلان وقف اطلاق النار بحسب اتفاق الهدنة.
وافيد بعد الظهر ان القوات الاسرائيلية في بلدة الخيام اطلقت النار على مجموعة من الصحافيين خلال تغطيتهم عودة الأهالي والانسحاب الاسرائيلي من البلدة، مما ادى الى اصابة اثنين من المصورين بجروح مختلفة، وقد ونقلا إلى مستشفى حاصبيا لتلقي العلاج.
وكتبت"الديار":انتصر لبنان، واسقط أهالي الجنوب والضاحية وبيروت والبقاع المؤامرة الاسرائيلية بعد ان هبوا دفعة واحدة للعودة الى قراهم ومدنهم لحظة اعلان وقف اطلاق النار غير مكترثين بالتهديدات الاسرائيلية وبيانات القوى الامنية بالتروي بالعودة الى القرى التي شهدت مواجهات عنيفة، وغصت طرقات الجنوب والبقاع والضاحية وبيروت بعشرات الالاف من العائدين الى قراهم حاملين صور الشهيد حسن نصرالله، ونصبوا الخيم على انقاض منازلهم المهدمة متحدين إسرائيل ومجازرها والطقس العاصف، ليدفنوا شهدائهم ويبنوا بيوتهم ويزرعوا اراضيهم ووصل العديد من العائلات الى الخيام وكفركلا متحدين القوات الإسرائيلية الذين أطلقوا باتجاههم 6 قذائف مدفعية مما شكل اول خرق لوقف النار، واسقطوا المناطق العازلة بعمق 5 او 10 كيلومترات كما سوق الاسرائيلي وبعض الاعلام، ما فعله اهل الجنوب من خلال العودة السريعة شكل نصرا اضافيا للمقاومة واستفتاء لها وللرئيس نبيه بري، واللافت ان بعض أهالي الجنوب الذين عادوا الى منازلهم وجدوا اوراقا خطها مجاهدو حزب الله وكتبوا عليها «نعتذر منكم، استخدمنا بعض اغراضكم المنزلية أثناء مرورنا».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وقف اطلاق النار حزب الله
إقرأ أيضاً:
لبنان: لم يبلغنا أي طرف بعدم انسحاب إسرائيل من الجنوب بعد الهدنة
بيروت (الاتحاد)
أخبار ذات صلة الإمارات تدين بأشد العبارات حرق قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان في غزة «لبنان 2024».. حرب ودمار من دون رئيسنفت الحكومة اللبنانية، أمس، ما ورد في وسائل إعلام إسرائيلية بأن وسطاء أبلغوا لبنان أن إسرائيل لن تنسحب من جنوب لبنان بعد انقضاء مهلة الستين يوماً من الهدنة، ووصفت التقارير بأنها غير صحيحة على الإطلاق.
وجاء في بيان للحكومة أن الموقف الثابت للبنان ينص على ضرورة الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية، ووقف خروقها وأعمالها العدائية، وهو ما كرَّره رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال الاتصالات الدبلوماسية والعسكرية المكثفة التي أجراها من أجل انسحاب إسرائيل من «القنطرة، وعدشيت، والقصير ووادي الحجير» في الجنوب.
وشدد البيان على أن الجيش اللبناني يقوم بواجبه في مناطق انتشاره، وباشر بتعزيز وجوده في الجنوب طبقاً للتفاهم.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الأول، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال البقاء في جنوب لبنان لمدة أطول من فترة الشهرين المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ أواخر نوفمبر الماضي.
وفي سياق آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه قصف معبراً حدودياً بين لبنان وسوريا كانت تستخدمه عناصر من «حزب الله».
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن «حزب الله اللبناني استغل البنية التحتية المدنية بغية تنفيذ أعمال إرهابية وتهريب أسلحة مخصصة لتنفيذ اعتداءات ضد إسرائيل».
وأضاف البيان «قصف سلاح الجو بنية تحتية في معبر جنتا على الحدود السورية اللبنانية تم استخدامها لتهريب أسلحة عبر سوريا إلى حزب الله».