مبعوث ترامب لأوكرانيا.. مع إنهاء الحرب أم استمرار الدعم لكييف؟
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
يشير تعيين الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، للجنرال السابق كيث كيلوغ مبعوثًا خاصًا للصراع الأوكراني الروسي، إلى أن الإدارة الجديدة ستنتهج سياسة مغايرة لما عهدته كييف من واشنطن منذ بداية الحرب في 24 فبراير 2022.
ويرى مراقبون أن ترامب، الذي وعد خلال حملته الانتخابية بأنه سيوقف الحرب خلال 24 ساعة إذا عاد إلى البيت الأبيض، قد يستخدم مساعدات وعدت بها إدارة الديمقراطي جو بايدن ولم تتمكن من تسليمها بعد إلى أوكرانيا، للضغط على كييف وحملها على التفاوض مع روسيا لوقف القتال.
وانتقد ترامب في عدة مناسبات إنفاق إدارة بايدن مليارات الدولارات لدعم أوكرانيا.
ودفعت واشنطن بأكثر من 56 مليار دولار كمساعدات أمنية لأوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي، ومن المتوقع أن ترسل مليارات أخرى قبل مغادرة بايدن منصبه في أقل من شهرين.
وقد كثفت الولايات المتحدة مؤخرًا شحنات الأسلحة وتنازلت عن مليارات الدولارات من القروض المقدمة لكييف، وفق وكالة أسوشيتد برس.
وبدأ مايك والتز، الذي اختاره ترامب قبل نحو أسبوعين لمنصب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، يدرس مقترحات لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وفقا لوسائل إعلام أميركية.
ويرى لاري كورب، الذي يشغل حاليا منصب كبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي، أن مواقف كيلوغ التي عبر عنها مرارا بخصوص إيقاف الحرب في أوكرانيا "ليست مؤشرا على السياسة التي سينتهجها في إطار منصبه الجديد".
ويعتبر كورب أن أي مبعوث لمنطقة نزاع يواجه عدة تحديات في الميدان ومواقف متصلبة "قد تكبح سعيه في إنهاء الصراع".
ولطالما كرر ترامب أنه يستطيع إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في غضون 24 ساعة، وهي تصريحات فسرها بعض المراقبين بأن ترامب قد يضغط على أوكرانيا للتنازل عن الأراضي التي تحتلها روسيا حاليا ثمنا لعقد صفقة سلام مع موسكو.
تعليقا على ذلك، يقول الباحث السياسي المقيم في واشنطن، حسن منيمنة، إن تعيين كيلوغ قد يساهم في تسريع وتيرة إيجاد حل للصراع بين روسيا وأوكرانيا، لكن منيمنة أوضح أن "موقف ترامب لا يحتاج إلى مؤشرات لأنه عبّر عنه على مدار الأعوام الماضية".
وفي اتصال مع موقع "الحرة"، شدد منيمنة على أن ترامب سيعمل خلال المفاوضات بين الطرفين على ألا يحصل أي منهما على أقصى ما يريده، وقال إن "التعيين بحد ذاته يؤكد المؤكد، ولا يشير إلى أي تبدل أو جديد".
من هو كيث كيلوغ وما هي مواقفه؟سبق أن خدم كيلوغ في إدارة ترامب السابقة مستشارا للأمن القومي بالوكالة بعد استقالة مايكل فلين من المنصب، على خلفية الكشف عن اتصالاته مع مسؤولين روس.
وقال ترامب عن كيلوغ إنه خدم في إدارته الأولى في "أدوار الأمن القومي الحساسة للغاية".
وأردف ترامب: "كان معي منذ البداية، سنضمن السلام من خلال القوة، ونجعل أميركا والعالم آمنين مرة أخرى".
Gen. Keith Kellogg, who Trump just named "Special Envoy for Ukraine and Russia," has said the "end game" for the war is "evicting the Russians from Ukraine," including the Donbas and Crimea, resulting in the downfall of Putin. "I don't think there's going to be any negotiations" pic.twitter.com/vJwcCtoqah
— Michael Tracey (@mtracey) November 27, 2024
وخدم كيلوغ (80 عاما) في صفوف الجيش الأميركي لمدة 36 عاما. وعمل عند تقاعده عام 2003 ضابطًا مسؤولًا رفيع المستوى في سلطة التحالف المؤقتة في العراق، الهيئة التي كانت تحكم العراق في ذلك الوقت.
بصفته الرئيس المشارك لمركز الأمن الأميركي في معهد "أميركان فيرست بوليسي"، كتب كيليوغ العديد من الفصول في كتاب السياسة الخاص بالمجموعة.
وفي أبريل، كتب كيلوغ أن "إنهاء حرب روسيا وأوكرانيا سيتطلب قيادة قوية من أميركا أولًا لتحقيق صفقة سلام وإنهاء الأعمال العدائية بين الطرفين المتحاربين على الفور".
ما مصيرا المساعدات لكييف؟تولجه واشنطن تحديات في شحن كميات كبيرة من الأسلحة لأوكرانيا بسبب قيود زمنية ولوجستية، إذ أن أمام إدارة الرئيس جو بايدن أسابيع قليلة لإتمام إرسال ما تبقى منها (قبل استلام إدارة ترامب).
وفي حال لم يتم تسليم كل المساعدات سيبقى قرار تقديمها لكييف بيد ترامب. لذلك، يرى متابعون أن ترامب قد يستخدم تلك المساعدات ورقة ضغط على كييف. فهل سيتمكن من ذلك؟
ولدى الإدارة الحالية أكثر من 6.5 مليار دولار متبقية في ما يُعرف بسلطة السحب، التي تسمح لوزارة الدفاع بنقل الأسلحة والمعدات إلى أوكرانيا من مخزوناتها الخاصة، وفقا لما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال، عن مسؤولين أميركيين.
ومع ذلك، فقد وصل البنتاغون إلى الحد الأقصى للأسلحة التي يمكنه إرسالها إلى أوكرانيا شهريًا دون التأثير على قدراته القتالية الخاصة، وهو يواجه تحديات لوجستية في نقل الأسلحة إلى قوات كييف، وفقًا للمصادر.
وتحتاج الولايات المتحدة إلى شحن أسلحة تقدر قيمتها بأكثر من 110 مليون دولار يوميًا، أو ما يقارب 3 مليارات دولار في ديسمبر ويناير، من أجل إنفاق الأموال المتبقية في الوقت المحدد.
لصعوبة ذلك، يرى لاري كورب أن بإمكان ترامب استغلال هذه الثغرة واستخدامها لتنفيذ وعده بإيقاف الحرب، لكن حسن منيمنة يقول إن هذه المساعدات "ليست العنصر الأساسي" في سياسة ترامب حيال الملف الأوكراني لكنها قد تشكل ورقة هي الأخرى.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: بین روسیا وأوکرانیا البیت الأبیض أن ترامب
إقرأ أيضاً:
هل أرقام ترامب حول الدعم المالي لأوكرانيا حقيقية؟
يقول ترامب إن صفقة المعادن التي وقعها مع كييف ستسمح للولايات المتحدة باسترداد ما يصل إلى 350 مليار دولار من الدعم المالي. يورونيوز تتحقق من صحة هذه المزاعم.
تقترب أوكرانيا والولايات المتحدة من إبرام اتفاق كبير بشأن استغلال المعادن والأتربة النادرة على الأراضي الأوكرانية، فيما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن هذا الاتفاق سيمكن واشنطن من استرداد ما يصل إلى 350 مليار دولار من الأموال التي منحتها لأوكرانيا.
وقال ترامب، يوم الثلاثاء: "لقد أنفقنا 350 مليار دولار... أعطيناهم هذه الأموال، سواء كانت 300 أو 350 مليار، لا أحد يعرف حقًا. لا يمكنهم حتى إخباري بالإجابة على ذلك، وربما تكون أكثر من ذلك."
وأضاف أن دافعي الضرائب الأمريكيين "سيستعيدون أموالهم" من خلال اتفاقية المعادن، مشيرًا إلى أن قيمة هذا الاتفاق قد تصل إلى تريليون دولار.
لكن الأرقام التي ذكرها ترامب تتجاوز بكثير المبالغ التي أبلغت عنها الحكومة الفيدرالية. وهو ما يثير تساؤلات حول الحجم الحقيقي للدعم المالي الأمريكي لأوكرانيا.
فما هو الحجم الفعلي للدعم المالي الذي قدمته الولايات المتحدة لأوكرانيا؟
يقدّم الحلفاء الغربيون لأوكرانيا مجموعة متنوعة من مجالات من الدعم المالي، تشمل المساعدات الإنسانية والتنموية والدعم العسكري بالإضافة إلى مخصصات مالية أخرى.
وتهدف هذه المساعدات إلى المساعدة في دعم اقتصاد أوكرانيا ومنحها القوة العسكرية التي تحتاجها للصمود في وجه الغزو الروسي.
ووفقًا لمصادر الحكومة الفيدرالية الأمريكية، مرر الكونغرس خمسة قوانين تسمى "قوانين الاعتمادات التكميلية" منذ غزو عام 2022، حيث خصص 174.2 مليار دولار أمريكي من الأموال لأوكرانيا.
Relatedحصري: واشنطن تسعى إلى إبعاد أوروبا عن صفقة التمويل مع أوكرانيابولندا تستنفر طائراتها العسكرية بعد حملة جوية روسية عنيفة على أوكرانيا وسلطات كييف تعلن عن خسائر"عواقب وخيمة".. كيف يؤثر وقف المساعدات الأمريكية على مرضى الإيدز في أوكرانيا؟ويضع متتبع آخر لبيانات الحكومة الأمريكية - وهو يجمع البيانات من أكثر من 20 جهة رقابية من مختلف الجهات الحكومية - المبلغ الرئيس أعلى قليلاً عند 182.8 مليار دولار. ويرجع ذلك إلى أن أداة التتبع تشمل أيضًا تبرعات أصغر قدمتها وكالات حكومية أخرى، مثل الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي (USAGM) أو وزارة العدل (DOJ).
ومن ضمن 182.8 مليار دولار مقدمة، لم يتم صرف سوى 83.4 مليار دولار فقط، أما المبلغ المتبقي البالغ 99.4 مليار دولار، فإما أنه لم يتم الالتزام به بعد أو لم تتم الموافقة على دفعه بعد.
وتشير التقديرات الأخرى التي قدمها معهد "كيل" للاقتصاد العالمي ومقره برلين إلى أن الرقم الرئيس لإجمالي المساعدات الأمريكية يبلغ 114.15 مليار دولار (119.76 مليار دولار).
ويرجع ذلك إلى منهجية معهد "كيل" التي لا تأخذ في الاعتبار سوى الدعم المقدم مباشرةً إلى أوكرانيا. فهي تستثني أشياء مثل الأموال المستخدمة لتجديد مخزون الأسلحة الأمريكية بعد التبرعات المقدمة إلى كييف، أو الأموال التي تنفق لمساعدة الدول المجاورة على استقبال اللاجئين الأوكرانيين.
لماذا يتم تداول ادعاءات كاذبة بأن أوكرانيا "فقدت" الأموال الأمريكية؟طُلب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع وكالة الأنباء الأمريكية في 2 فبراير/شباط، الرد على تجميد إدارة ترامب للمساعدات التي تقدمها واشنطن. وقد أثر القرار على مجموعة كبيرة من المشاريع الأوكرانية، بما في ذلك تلك التي تقدم المساعدات الإنسانية ودعم قدامى المحاربين.
أجاب زيلينسكي: "عندما أسمع (...) أن أمريكا أعطت أوكرانيا مئات المليارات - 177 (مليار دولار) على وجه الدقة - (...) أقول لك، كرئيس بلد في حالة حرب، إننا تلقينا أكثر من 75 مليارًا".
وتابع الرئيس الأوكراني: "أي هناك 100 مليار (...) لم نحصل عليها أبدًا"، موضحًا أن معظم المساعدات التي تم تقديمها تم استلامها على شكل أسلحة.
وكان زيلينسكي يشير إلى ما يقرب من 100 مليار دولار خصصتها الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا، ولكنها لم تصرفها بعد. ويتفق هذا الرقم مع أرقام الحكومة الأمريكية.
ومضى الرئيس الأوكراني يقول إن الولايات المتحدة ساهمت أيضًا في تدريب العسكريين الأوكرانيين بالإضافة إلى البرامج الإنسانية. "ولكن عندما يقولون إن أوكرانيا تلقت خلال الحرب 200 مليار دولار كدعم، فهذا غير صحيح. ولا أعرف أين توجد كل هذه الأموال".
هذا كان كلام زيلينسكي، لكن في الأسابيع التي تلت نشر المقابلة من قبل وكالة أسوشييتد برس، تم التلاعب بتعليقات زيلينسكي للإيحاء بأن أوكرانيا احتفظت بمبلغ 100 مليار دولار التي تقول إنها لم تتلقها. وقد ادعى بعض مستخدمي الإنترنت زوراً أن التمويل قد أسيء استخدامه أو تم غسله.
وقد وجدنا هذه الادعاءات متداولة على X وFacebook وTikTok.
يقول الرئيس ترامب إن اتفاق المعادن الذي أفادت التقارير بتوقيعه بين واشنطن وكييف الأربعاء، سيسمح له باسترداد المساعدات المالية التي أنفقتها الولايات المتحدة حتى الآن.
ووفقًا لتقارير إعلامية، طالبت إدارة ترامب في البداية بمبلغ 500 مليار دولار (524.2 مليار دولار) من عائدات الصندوق المشترك الذي سيتم إنشاؤه بموجب الاتفاق. وقد تم إسقاط هذا الطلب الآن من مسودة الاتفاقية، التي نشرتها صحيفة فاينانشيال تايمز بالكامل، ولم يذكر النص قيمة الصفقة.
يوم الأحد الماضي، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني يوليا سفريدينكو: "لدينا معلومات تفيد بأن هناك للأسف ما قيمته حوالي 350 مليار دولار من هذه المواد الحيوية المفيدة (المعادن موضوع الاتفاقية مع ترامب) موجودة في الأراضي المحتلة مؤقتًا".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بوتين يتعهد في "يوم المدافعين عن الوطن" بتعزيز القدرات العسكرية الروسية ثلاثة مزاعم أطلقها ترامب حول زيلينسكي والحرب الروسية الأوكرانية.. ما الذي تكشفه الأرقام؟ هل تنتهك خطة دونالد ترامب بشأن غزة القانون الدولي؟ فولوديمير زيلينسكيدونالد ترامبالحرب في أوكرانيا