الصحة العالمية تحذر.. تلوث الهواء يسبب الانسداد الرئوي المزمن
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
لا تقتصر الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن على المدخنين ولكن هناك تمرينات وعلاجات تخفف من وطأة المرض
إذا كان الشخص يعاني من ضيق التنفس والتعب ويتعرض للهواء الملوث، فربما يكون مصابًا بمرض الانسداد الرئوي المزمن، بحسب ما شرحته دكتورة سارة رايلانس، مسؤولة إدارة أمراض الجهاز التنفسي المزمنة بمنظمة الصحة العالمية.
وخلال لقاء بحلقة "العلوم في خمس"، الذي تقدمه فيسميتا غوبتا سميث وتبثه منظمة الصحة العالمية على منصاتها الرسمية، تطرقت دكتورة رايلانس إلى الحديث عن اثنين من أكبر عوامل الخطر للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن COPD، مشيرة إلى أن الكثيرين لا يعرفون ما هو مرض الانسداد الرئوي المزمن، حتى لو كانوا مصابين بالمرض وقد لا يعرفون كيفية التعرف عليه.
مراحل الإصابة وشدة الحالات
إن مرض الانسداد الرئوي المزمن عبارة عن مجموعة من الحالات التي تؤثر على رئتي البالغين وتسبب انسداد مجرى الهواء أو التهاب الشعب الهوائية المزمن أو انتفاخ الرئة أو مصطلحات أخرى ربما سمعتها للتحدث عن هذا.
في مرض الانسداد الرئوي المزمن، نعاني من تلف والتهاب في أجزاء مختلفة من مجرى الهواء. واعتمادًا على الأجزاء المصابة، يمكن أن يؤثر ذلك على الأشخاص بشكل مختلف، وربما يؤدي هذا إلى أعراض مختلفة.
وتضيف دكتورة رايلانس أن أعراض مرض الانسداد الرئوي المزمن تظهر ببطء وغالبًا ما تتفاقم تدريجيًا. يمكن أن يلاحظ شخص ما، على سبيل المثال، أنه يواجه صعوبة في ممارسة حياته اليومية الطبيعية. في بعض الأحيان يلاحظ الأشخاص أولاً أنهم يواجهون صعوبة في المشي، وخاصة عند صعود التل، أو إذا كان عليهم صعود السلالم، فربما يصابون بضيق في التنفس. ومع تقدم الأمور، يصبح من الصعب عليهم ارتداء ملابسهم في الصباح، على سبيل المثال، أو القيام بالأعمال المنزلية اليومية العادية.
وتوضح دكتورة رايلانس أنه في الحالات الشديدة، يمكن أن يصبح الأمر سيئًا لدرجة أن الأشخاص يعانون من ضيق في التنفس حتى عندما يتحدثون أو يأكلون. في بعض الأحيان يمكن أن تتفاقم الأعراض فجأة أيضًا. في تلك الأثناء، يحتاج الأشخاص إلى الحصول على علاج طبي إضافي. في بعض الأحيان يحتاجون حتى إلى دخول المستشفى لهذا الغرض. تعتمد الأعراض الدقيقة على ما يحدث داخل الرئتين.
التهاب الشعب الهوائية
تنصح دكتورة رايلانس إذا كان الشخص يعاني من التهاب الشعب الهوائية المزمن، فإن مجاري الهواء تكون ملتهبة ومنتفخة، ويوجد مخاط. وبالتالي يصاب الشخص بالسعال أو السعال المصحوب بالبلغم أو المخاط. ويمكن أن يعاني من ضيق في التنفس. وفي حالة انتفاخ الرئة، تظهر أكياس هوائية صغيرة في نهاية مجاري الهواء، ويمكن أن تتلف. ثم يتجمع الهواء في هذه الأكياس الهوائية، وهذا يعني أن المريض لا يستطيع الزفير بشكل كامل، وبالتالي تكون رئته منتفخة بشكل مفرط، مما يخلق شعورًا بضيق التنفس.
مخاطر التدخين وتلوث الهواء
وتشرح دكتورة رايلانس أن هناك الكثير من الأشياء المختلفة، التي يمكن أن تسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن. في الماضي، كان مرض الانسداد الرئوي المزمن يُعزى إلى التدخين، ويزداد خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن مع زيادة عدد السجائر التي يتم تدخينها كل يوم أو كلما طالت مدة التدخين. لكن أصبح من المعروف الآن أن هناك مسببات أخرى أيضًا، من بينها تلوث الهواء، بما يشمل تلوث الهواء الداخلي.
وأردفت قائلة إن التعرض من خلال الطهي باستخدام وقود الكتلة الحيوية، على سبيل المثال، مثل الخشب أو الفحم داخل مساحة مغلقة، أو تلوث الهواء الخارجي من حركة المرور أو من مصانع الصناعة، يمكن أن تسبب الانسداد الرئوي المزمن.
مسببات الانسداد المزمن
وتوضح دكتورة رايلانس أن الرئة تبدأ في النمو والتطور حتى قبل أن يولد الشخص، وتستمر في النمو والتطور طوال مرحلة الطفولة، طوال سنوات المراهقة حتى تصل إلى أقصى إمكاناتها في أوائل العشرينيات من العمر. وإذا تعرض الشخص لأشياء خلال تلك الفترة من نمو الرئة وتطورها تمنع الرئتين من النمو والتطور بهذه الطريقة، فهذا يعني أنه لن يصل أبدًا إلى هذه الإمكانات الكاملة وأنه معرض لخطر متزايد للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.
وتعطي دكتورة رايلانس أمثلة على تلك الحالات من بينها إذا كانت الأم مدخنة أو تعرض الشخص لتلوث الهواء أو دخان التبغ أثناء الحمل. إذا كان قد وُلد صغيرًا جدًا أو مبكرًا، أو إذا كان يعاني من التهابات الجهاز التنفسي الشديدة أثناء الطفولة، فإنها أسباب تؤثر على نمو الرئتين وتطورهما، مما يعني أنه يصل إلى مرحلة البلوغ من دون أن تنمو الرئتين إلى حجمهما الكامل.
عوامل الخطر
وتفسر دكتورة رايلانس أنه بالتالي يكون معرضًا بشكل أكبر لخطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، مشيرة إلى أن الربو من عوامل الخطر أيضًا، إذ إنه أصيب الشخص بالربو في مرحلة الطفولة، وخاصة إذا تم علاجه بشكل سيئ، فربما يكون ذلك عامل خطر. كما أن هناك بعض الحالات الوراثية التي يمكن أن تكون أكثر عرضة للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.
وتشير دكتورة رايلانس إلى أنه إذا تم تشخيص مرض الانسداد الرئوي المزمن مبكرًا وبدأ العلاج المناسب على الفور، فيمكن للأشخاص المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن أن يعيشوا حياة مليئة قدر الإمكان. يجب تذكر أنه ليس من الطبيعي أن يكون الشخص مصابًا بضيق التنفس، علاوة على أنه مرض الانسداد الرئوي المزمن لا يصيب المدخنين فقط.
نصائح مهمة
وتنصح دكتورة رايلانس بأنه من المهم، أولاً، الإقلاع عن التدخين. وثانيًا، أن يتم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث إن هناك برامج خاصة تسمى إعادة التأهيل الرئوي للأشخاص المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن للمساعدة في تقوية رئاتهم.
واختتمت قائلة إن النقطة الثالثة هي أن هناك علاجات استنشاق مختلفة متاحة تعمل بطرق مختلفة داخل الرئتين ويمكن أن تكون مفيدة، وأخيرًا، فإنه من المهم جدًا الحماية من العدوى. لذا إذا كان شخص ما مصابًا بمرض الانسداد الرئوي المزمن، فمن المهم حقًا أن يحصل على التطعيم ضد الأنفلونزا وكوفيد، على سبيل المثال، والتهابات الجهاز التنفسي الأخرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خمس الجهاز التنفسي أمراض الجهاز التنفسي الصحة العالمية التنفس الرئتين مرض الانسداد الرئوی المزمن على سبیل المثال تلوث الهواء یعانی من أن هناک إذا کان یمکن أن
إقرأ أيضاً:
دراسة تحذر: أحلامك قد تكون علامة مبكرة على الإصابة بمرض الزهايمر
وُجد أن الأشخاص الذين يستغرقون وقتًا طويلًا للدخول في نوم عميق، قد يكونون عرضة للإصابة بمرض الزهايمر، فهذه إحدى العلامات المبكرة له، خاصةً إذا كانوا يصابون بما يُسمى اضطراب نوم حركة العين السريعة، التي يرون فيها أحلامًا غير سارة، مصاحبة لأصوات صاخبة ويحدث لهم حركات مفاجئة وعنيفة في الذراعين والساقين بسبب عدم القدرة على النوم، وحذرت الدراسات من أن نوعية النوم هذه، يمكن أن تسبب خطر الإصابة بحالة فقدان الذاكرة.
علامة تدل على الإصابة بمرض الزهايمروجد الباحثون أن الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في الدخول في نوم عميق بسرعة أكثر عرضة لتراكم بروتينين سامين والأميلويد والتاو في الدماغ، وهو ما يحدث لدى الأشخاص المصابين بالزهايمر، وقال الدكتور يوي لينج، الأستاذ المشارك في الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إن اضطراب نوم حركة العين السريعة يعطل قدرة الدماغ على توحيد الذكريات من خلال التدخل في العملية التي تساهم في التعلم والذاكرة.
يؤدي هذا إلى إضعاف البنية الأساسية لتعزيز الذاكرة، ووجدت الدراسة أن الذين يعانون من مرض الزهايمر كانوا أكثر عرضة لاضطراب نوم حركة العين السريعة، وزيادة في مستويات الأميلويد بنسبة 16% مقارنةً بالأشخاص الذين لم يعانوا من اضطراب نوم حركة العين السريعة، لأنه يضعف عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF)، وفقًا للنتائج المنشورة في مجلة الزهايمر والخرف.
واقترح العلماء أن الأشخاص الذين يشعرون بالقلق بشأن خطر الإصابة بمرض الزهايمر يجب أن يمارسوا عادات نوم صحية تساعدهم على التحول من النوم البطيء إلى النوم السريع.
أضاف الدكتور دانتاو بينج، الخبير في علم الأعصاب والمؤلف الرئيسي للدراسة أنه يتضمن هذا علاج توقف التنفس أثناء النوم وتجنب الإفراط في شرب الكافيين، لأن كلاهما يمكن أن يتداخل مع دورة النوم الصحية.
ما هو مقدار النوم الذي يجب أن تحصل عليه؟وبحسب الدراسة فإن النوم في مرحلة ما قبل المدرسة من سن 3 إلى 5 سنوات، يجب أن يكون من حوالي 10 إلى 13 ساعة في اليوم، وفي سن المدرسة من 6 إلى 13 سنة مقدار النوم يجب أن يكون حوالي 9 أو11 ساعة، وللمراهقون من 14 إلى 17 سنة، يكون مقدار النوم من 8 إلى 10 ساعات، والشباب 18 و25 يكون من 7 إلى 9 ساعات، وللبالغون من سن 26 إلى 64 يكون من 7 إلى 9 ساعات، وكبار السن يكون حوالي 8 ساعات، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
خطوات لتحسين جودة النوموهناك عدة أشياء لتحسين جودة النوم، وتتمثل في التالي:
تحديد وقت شاشة التليفون بالقفل ساعة قبل النوم، لتنظيم الإيقاع اليومي. الابتعاد عن الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة التلفزيون، لأنها تصدر ضوءًا أزرقًا يرسل إشارات إلى الدماغ لبقائه مستيقظًا. خصص من 5 إلى 10 دقائق قبل الذهاب إلى النوم لتجلس مع دفتر ملاحظات وتكتب قائمة بأي شيء تحتاج إلى القيام به في اليوم التالي. تجنب تناول الكافيين بعد الساعة 12 ظهرًا. إذا كنت ترغب في تناول مشروب ساخن في فترة ما بعد الظهر أو في المساء، فتناول الشاي أو القهوة منزوعة الكافيين. الحفاظ على درجة حرارة غرفة النوم باردة وهادئة. تناول مكملات فيتامين د، إذ يلعب دورًا فعالًا في النوم. تأكد من تناول كمية كافية من المغنيسيوم والزنك، وتشمل الأطعمة الغنية بالماغنيسيوم السبانخ، والكرنب، والأفوكادو، والموز، والكاجو، والبذور، وتشمل الأطعمة الغنية بالزنك اللحوم، والجبن، والعدس المطبوخ، والشوكولاتة الداكنة.