«الإفتاء» توضح حكم الصلاة بالقفازين لشدة البرد
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
كشفت دار الإفتاء المصرية حكم لبس القفازين خلال الصلاة للحماية من شدة البرد، قائلة إنه من رحمة الله بعباده المؤمنين أنه يسَّر لهم طريق العبادة، ورفع عنهم كل حرجٍ فيه؛ فما كلفهم إلا بما هو في طاقتهم ووسعهم؛ قال تعالى: «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ» [البقرة: 185].
حكم الصلاة بالقفازين لشدة البردوأضافت الإفتاء أنه ينبغي للمصلِّي عند سجوده أن يباشر الأرض بسبعة أعضاء مخصوصة؛ منها: اليدان؛ فعن عبد الله بن عباس أن النبي قال: «أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ: عَلَى الْجَبْهَةِ -وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ-، وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ، وَلَا نَكْفِتَ الثِّيَابَ وَالشَّعَرَ» متفق عليه، مٌشيرة إلى أن المقصود باليدين في الحديث: باطن الكفين؛ لما أخرجه الإمام ابن خزيمة في «صحيحه» عن عبد الله بن عباس قال: «أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ: عَلَى وَجْهِهِ، وَكَفَّيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَقَدَمَيْهِ، وَنُهِيَ أَنْ يَكُفَّ شَعَرًا أَوْ ثَوْبًا»، وكَفْتُ الشَّعرِ هوَ رَبْطُه بحيثُ لا يَستَرْسِلُ ويَنسابُ، بلْ نُرسِلها حتَّى تَقَعَ على الأرضِ، فتَسجُدَ مع الأعضاءِ، بحسب أحد التفاسير للحديث.
ومما ورد في تفسير هذا الحديث: يَشْرَحُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصُّورةَ الصَّحيحةَ للسُّجودِ، فيُخبِرُ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ أمَرَه أنْ يَسجُدَ على سَبعةِ «أعْظُمٍ» جمْعُ عَظْمةٍ، والمقْصودُ عِظامُ الجِسمِ؛ والأعضاءُ السَّبعةُ هي: «الجَبهةُ»، وهي: صَفْحةُ الوَجهِ ما فوقَ الأَنْفِ والعَيْنينِ، وأشارَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِيَدِهِ إلى أنْفِهِ، مُبَيِّنًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بذلك أنَّ الجَبهةَ والأَنفَ عُضوٌ وَاحدٌ مِن السَّبعةِ، وتَأكيدًا على أنَّ الساجدَ يُلامِسُ بأنْفِه الأرضَ، وكذلك اليَدانِ والرُّكْبتانِ، وأصابِعُ القَدَمينِ وما يَلِيهِما، فاليَدانِ والرُّكْبتانِ والقَدَمانِ سِتَّةُ أعضاءٍ، ولا «نَكْفِتَ الثِّيابَ والشَّعرَ»، وكَفْتُ الثِّيابِ هُوَ ضَمُّ بَعضِها فوقَ بَعضٍ بحيثُ لا تَنْسدِلُ، وكَفْتُ الشَّعرِ هوَ رَبْطُه بحيثُ لا يَستَرْسِلُ ويَنسابُ، والمرادُ ألَّا نَكُفَّ شُعورَنا وثِيابَنا عندَ السُّجُودِ على الأرضِ صِيانةً لها، بلْ نُرسِلها حتَّى تَقَعَ على الأرضِ، فتَسجُدَ مع الأعضاءِ، والحِكمةُ في ذلك: أنَّه إذا رفَعَ ثَوبَه وشَعرَه عن مُباشَرةِ الأرضِ أشْبهَ المُتكبِّرَ. وقيل: إنَّ الشَّعرَ يَسجُدُ مع الرَّأسِ إذا لَم يُكَفَّ أو يُلَفَّ.
وتابعت «الإفتاء» عبر موقعها الإلكتروني، أنه إذا شق على المصلي أن يباشر الأرض بكفَّيه وهما مكشوفتان عند سجوده -كما في مسألتنا-؛ فله أن يسجد عليهما مع وجود حائلٍ بينهما وبين الأرض؛ كأن يلبس القفاز الساتر لكفَّيه ونحوه، ولا يمنع ذلك من صحة الصلاة؛ قياسًا على ما جاء عن النبي أنه كان يتقي -عند سجوده- حرَّ الأرض وبرودتها بفضول ثوبه، وكذلك ما جاء عن الصحابة أنهم كانوا يصلون وأيديهم داخل أكمامهم دون أن يخرجوها.
واختتمت دار الإفتاء فتوها حول حكم الصلاة بالقفازين لشدة البرد فإنه يجوز لك شرعًا أن تصلي حال كونك مرتديًا القفاز «الجوانتي»، ولا يجب عليك نزعُه ما دام يشق عليك ذلك بسبب شدة البرد، ولا حرج عليك حينئذٍ ولا كراهة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإفتاء الصلاة حكم الصلاة بالقفازين البرد ى الله
إقرأ أيضاً:
آداب واجبة للاحتفال شم النسيم 2025.. الإفتاء توضح حكم الاحتفال به
مع قدوم فصل الربيع، تتجه أنظار المصريين إلى أحد أقدم أعيادهم وأكثرها ارتباطًا بالهوية والثقافة الشعبية شم النسيم. ورغم أن كثيرين يبحثون عن موعد شم النسيم 2025 لأسباب مختلفة – سواء للتحضير للاحتفال، أو انتظار إجازة رسمية، أو بدافع ديني واجتماعي – إلا أن ما لا يعرفه البعض هو الخلفية الحضارية والدينية والثقافية لهذا اليوم، وارتباطه بالتقاليد المصرية الممتدة منذ آلاف السنين.
شم النسيم، أو عيد الربيع كما يُعرف تاريخيًا، ليس مجرد يوم عطلة أو مناسبة لتناول الفسيخ والرنجة والبيض الملون، بل هو جزء متجذر من هوية المصريين، ويعكس روح التآلف والتعايش بين مكونات المجتمع.
موعد شم النسيم 2025
يختلف موعد شم النسيم من عام لآخر، لأنه لا يعتمد على تقويم هجري أو ميلادي ثابت، بل يُحدد بناءً على التقويم القبطي. وبحسب ما أُعلن رسميًا، فإن شم النسيم 2025 يحل يوم الإثنين 21 إبريل 2025، ويُعتبر إجازة رسمية مدفوعة الأجر في مصر، تشمل العاملين في القطاعين العام والخاص.
ويُعد شم النسيم بداية لفصل الربيع، وهو مستمد من مهرجان "شمو" الذي كان يحتفل به المصريون القدماء احتفالًا بالحياة والتجدد.
طقوس المصريين في شم النسيم
يمارس المصريون في شم النسيم طقوسًا فريدة أصبحت جزءًا من عاداتهم الراسخة، من أبرزها:
التنزه في الحدائق العامة وعلى ضفاف النيل وحديقة الحيوان.تناول أطعمة خاصة مثل الفسيخ (السمك المملح)، الرنجة، الترمس، البصل الأخضر، والخس.تلوين البيض، وهو طقس يعبر عن بهجة الربيع والحياة المتجددة.هذه العادات، رغم بساطتها، إلا أنها تعبر عن روح مصرية عريقة وتُضفي على اليوم طابعًا اجتماعيًا مميزًا.
الأصل التاريخي لشم النسيم
حسب دار الإفتاء المصرية، فإن الأصل في شم النسيم أنه عيد ربيعي ارتبط بظهور الاعتدال الربيعي، أي عندما يتساوى الليل والنهار إيذانًا ببداية الربيع. ولكن بسبب توافقه مع صوم المسيحيين، جرى العرف على أن يُحتفل به فور انتهاء الصوم المسيحي، وهو ما رسّخ طابعًا من الاحتفال الجماعي الوطني، يشارك فيه المسلمون والمسيحيون معًا.
حكم الاحتفال بشم النسيم في الإسلام
أكدت دار الإفتاء أن الاحتفال بشم النسيم مباح شرعًا، ولا يتعارض مع العقيدة الإسلامية، لأنه مناسبة اجتماعية لا تتضمن أي طقوس دينية مخالفة. كما أوضحت أن مشاركة المسلمين في الاحتفال به يُجسد روح التعايش والتآخي بين مكونات المجتمع، وهو ما أفرزته التجربة المصرية الفريدة في التناغم بين الأديان.
وتؤكد الفتوى أن شم النسيم ليس له علاقة بأي معتقدات دينية تتعارض مع الإسلام، بل هو مناسبة للفرح والترويح عن النفس، وهو من المباحات التي يثاب الإنسان عليها إذا صلحت النية.
أعمال مستحبة في شم النسيم
أشارت دار الإفتاء إلى أن هناك أربعة أعمال يمكن أداؤها في هذا اليوم ويُثاب عليها المسلم:
صلة الأرحام: تقوية العلاقات الأسرية وزيارة الأقارب.التمتع بالطيبات: أكل الطعام الجيد بنية الشكر لله.التوسعة على الأبناء: إدخال السرور على الأطفال والأسرة.الاستجمام والاستراحة: الاستعانة على العمل والتجديد بالطاقة.وكل هذه الأعمال تُعد من المندوبات الشرعية التي تحث على البهجة مع الحفاظ على القيم الإسلامية.
آداب واجبة عند الاحتفال
نبهت دار الإفتاء إلى أهمية مراعاة الآداب العامة خلال الاحتفال، خصوصًا في المتنزهات والأماكن العامة:
الحفاظ على النظافة وعدم ترك مخلفات.عدم التعرض للآخرين بالتحرش أو المعاكسات.احترام الطريق وإعطاؤه حقه.وهذه الآداب تضمن أن يمر يوم شم النسيم بروح من النظام والجمال والتقدير للآخرين.