الحرة:
2025-04-09@15:30:59 GMT

ماذا بقي لوكلاء إيران في الشرق الأوسط؟

تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT

ماذا بقي لوكلاء إيران في الشرق الأوسط؟

بعد الخسائر التي مني بها حزب الله وحماس وجماعة الحوثي، ما الدور الذي سيلعبه وكلاء النظام الإيراني في الشرق الأوسط مستقبلا؟

" خسرت قدرات ردعية في المنطقة بعد أن خسر حزب الله معظم صواريخه بعيدة المدى"، يقول لقناة "الحرة" باتريك كلاوسن، مدير برنامج فيتيربي Viterbi بشأن إيران والسياسة الأميركية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.

ويضيف كلاوسن أن إسرائيل أقل خوفا الآن من تهديدات حزب الله، بعد أن كانت في السابق "مترددة في تنفيذ عمليات داخل لبنان أو استهداف إيران خشية الرد"، لكنها الآن "ليست خائفة من ضرب إيران إذا شعرت أن هناك حاجة. وهذا تغير كبير في المعادلة".

إيران و"ابنها البكر".. موجة تحولات جذرية تنتظر حزب الله كشفت استراتيجية إيران الإقليمية عن طموحات توسعية تهدف إلى تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط، وذلك من خلال مشروع أُطلق عليه لاحقا "الهلال الشيعي". ويهدف هذا المشروع إلى ربط إيران ببعض الدول العربية التي تشهد وجوداً شيعياً، مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن، لتشكيل محور نفوذ إيراني يمتد من طهران إلى بيروت.

ويرجح كلاوسن أن يستمر القتال في غزة وأن تكون هناك صعوبة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار كما هو الحال في لبنان. وأشار إلى أن حماس لم يحقق أهدافه، في حين حققت إسرائيل جزءا من أهدافها هناك، بحسب قوله.

وذكر مدير برنامج فيتيربي Viterbi في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن الحوثيين رغم هجماتهم المستمرة، تهديدهم أقل تأثيرا الآن، وفشلوا في الضغط على إسرائيل وتغيير مسار الحرب في غزة.

حروب وأزمات.. حصاد 45 عاما من التدخل الإيراني في الشؤون العربية منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، شهد الشرق الأوسط تحولات جذرية كان معظمها ناتجا عن اعتماد الجمهورية الإسلامية الجديدة سياسة تصدير الثورة إلى دول الجوار.

ويزعم الدبلوماسي الإيراني السابق، عباس خامة يار، أن إسرائيل باتت ضعيفة وصورتها تغيرت أمام العالم، "لاسيما بعد قرارات المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".

وأشار خامة يار في مقابلة مع قناة "الحرة" من طهران، إلى أن "إسرائيل تكبدت خسائر كبيرة في حربها مع حزب الله وحماس، وفشلت في عملياتها العسكرية في غزة ولبنان، ولم تتمكن لحد الآن من تحرير رهائنها".

وأضاف أن "الدمار الذي لحق بغزة ومقتل المدنيين من نساء وأطفال وتدمير المنازل ودور العبادة لا يعد نصرا لإسرائيل".

مرشح ترامب للأمن القومي يوجه "رسالة واضحة" إلى إيران وكتب على حسابه في منصة "أكس": "دعونا نكون واضحين: إن النظام الإيراني هو السبب الجذري للفوضى والإرهاب الذي انتشر في جميع أنحاء المنطقة. ولن نتسامح مع الوضع الراهن المتمثل في دعمهم للإرهاب".

وأوضح الدبلوماسي الإيراني السابق أن الولايات المتحدة تعتبر طهران خصمها وبالتالي ليس هناك فرق بين الديمقراطيين والجمهوررين، وأن إيران على مدى العقود الأربعة الماضية "كانت ضحية لسياسات هذين الحزبين".

وأنهى عباس خامة يار حديثه لـ"الحرة" بالقول إن جدار عدم الثقة بين واشنطن وطهران صار سميكا، ودعا الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، إلى اعادة النظر بالسياسات الأميركية وتحقيق وعده بجعل المنطقة أكثر أمنا.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الشرق الأوسط حزب الله

إقرأ أيضاً:

ثمن التوسع: من أوكرانيا إلى غزة

هل هناك روابط في الفكر الاستراتيجي الليبرالي بين أوكرانيا وغزة؟ بين فكرة السيطرة على غزة، وضم كل من أوكرانيا وجورجيا إلى حلف «الناتو» ضمن عملية التوسع شرقاً؟

تعرفت على هذا النمط من التفكير عام 1997، عندما كنت أعمل أستاذاً للسياسة بجامعة جورج تاون في كلية السياسة الخارجية، حيث كانت هذه الكلية هي مرآب الخارجين من الإدارة الأميركية والمنتظرين للدخول ضمن إدارة أخرى... وكان طبيعياً أن تلتقي أنتوني ليك مستشار الأمن القومي في إدارة كلينتون، أو مادلين أولبرايت، وغيرهما من قادة التفكير بتوسعة «الناتو» في البداية ليشمل دول التشيك والمجر وبولندا من أجل ما سمَّاها ليك «توسعة المجتمع الأطلسي». ولكن كان يحسب لأنتوني ليك أنه كان يرى أن فكرة توسيع «الناتو» يجب أن تُبنَى على «التوسع والانخراط» (enlargement and engagement) وعدم انقطاع الحوار مع روسيا. كان هذا في الجزء الثاني من عقد التسعينات في القرن الماضي، وكانت الجامعة معملاً لهذه الأفكار، تستمتع فيها إلى محاضرات ونقاشات لا تنتهي، وكلها كانت دعايةً لتوسيع «الناتو»، رغم وجود قلة عاقلة من أساتذة السياسة حينها مَن حذَّروا من خطورة هذه التوسعة، ولكن القصة استمرَّت وتَوسَّع «الناتو» ليشمل دول البلقان، ومن بعدها دولاً جديدة على أعتاب روسيا مثل: إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وذلك في عام 2004.

في عام 2008، وفي مؤتمر بوخارست فُتحت شهية «الناتو» لضم كل من أوكرانيا وجورجيا للحلف رغم اعتراض دول كبرى مثل ألمانيا وفرنسا، ومع ذلك سار الموضوع قدماً بضغط أميركي، بعد ذلك جاء الرد الروسي بضم جزيرة القرم عام 2014، ثم الحرب الشاملة على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، والورطة مستمرة إلى الآن.

ولكن ما علاقة ذلك بما يجري في منطقتنا والعدوان الإسرائيلي على غزة وجيرانها؟ إضافة إلى التوسُّع على الأرض في فلسطين؟

العلاقة تبدو واضحة بالنسبة لي! بالقرب من مكتب أنتوني ليك في جورج تاون، كان هناك فريق آخر من إدارة كلينتون يتحدَّث عن حل القضية الفلسطينية على طريقة المقايضة الكبرى، التي قيل إنَّ عرفات رفضها، ولكن في غرف أخرى أو على بعد خطوات في شارعَي M ستريت، وk ستريت، كانت نقاشات أخرى تقول إنَّ الفلسطينيين حصلوا على دولتهم وهي الأردن، أما الباقي فهو إرث إسرائيل التاريخية. وكانت فكرة التوسُّع والانخراط مع بوتين هي ذاتها مع عرفات... فقط اختلاف الأماكن والتكتيك.
ما نراه اليوم في فلسفة نتنياهو من التطهير العرقي، وحوار القوة في غزة ولبنان وسوريا (التوسع) مصحوباً بمحاولة التطبيع (الانخراط في حوار مع الجوار) ينطلق من الجذور الفلسفية ذاتها التي تبنتها مجوعة إدارة كلينتون التي بدت وكأنَّها من الحمائم تجاه القضية الفلسطينية يومها.

ثم جاء 11 سبتمبر (أيلول) وعهد جورج بوش الابن، وقرَّر نتنياهو أن يحمل أجندة إسرائيل في المنطقة على العربة الأميركية أو الدبابة الأميركية التي ستشق غبار الشرق الأوسط، وبدايتها كانت في العراق عام 2003. ومن يومها ونتنياهو يقود العربة الأميركية في الشرق الأوسط.

العربة الأميركية في توسعة «الناتو» انقلبت في أوكرانيا، والتهمت الحريق الروسي الذي نراه منذ عام 2022، وذلك سيكون مصير العربة الأميركية في الشرق الأوسط، رغم عدم وجود روسيا التي تقف ضدها.

العربة الأميركية اليوم المتجهة نحو إيران لن تجد الحائط الروسي ذاته الذي صدها في أوكرانيا، وإنما ستدخل نفق الانزلاق السياسي في بيئة تتطاير فيها القذائف، وفي الوقت نفسه لا توجد قنوات دبلوماسية مغلقة تستطيع التهدئة.

في معظم الحروب، حتى الحرب الباردة، كانت دائماً هناك قنوات دبلوماسية لتقليل التوتر، هذه القنوات تكاد تكون منعدمةً في الشرق الأوسط اليوم أو فاشلة، كما رأينا في محاولات التوصُّل لوقف إطلاق نار في غزة، ومن هنا تكون فكرة الانزلاق واردةً، ويصبح انضمام أطراف، عن دون قصد، إذا ما حدثت ضربة لإيران إلى المشهد، وارداً أيضاً.

المنطقة تتَّجه إلى الانزلاق، والعربة دون كوابح، والأبواب الدبلوماسية الخلفية كلها تقريباً مسدودة.
مستقبل السياسة الأميركية في الشرق الأوسط هو ذاته في أوكرانيا اليوم. فثمن التوسُّع الإسرائيلي سيكون غالياً على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وله تبعات على أعمدتها الثلاثة المعروفة، مثل أمن الطاقة، وأمن إسرائيل، ومحاربة الإرهاب. التكلفة أعلى ممَّا تتصوره أروقة السياسة في واشنطن والعواصم الأوروبية. فالغباء الاستراتيجي واحد في الحالتين.

(الشرق الأوسط اللندنية)

مقالات مشابهة

  • خاص.. الشرق الأوسط على شفا شهر غير مسبوق في حال فشل محادثات مسقط
  • إيران: العقبة الأخيرة في خطة إسرائيل للهيمنة على الشرق الأوسط
  • ترامب: لدينا محادثات مباشرة مع إيران وسيكون هناك اجتماع مهم جداً السبت
  • اقرأ غدا في عدد البوابة: مباحثات مصرية فرنسية تتناول قضايا الشرق الأوسط
  • محمد عبد الله أفضل رئيس تنفيذي بقطاع الاتصالات في الشرق الأوسط لعام 2025
  • بعد التهديد الإيراني بقصفها.. أبرز 6 قواعد عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط
  • د. لبيب قمحاوي .. إسرائيل الكبرى والشرق الأوسط الصغير : مخاض التغيير
  • ثمن التوسع: من أوكرانيا إلى غزة
  • كيف غيّرت حرب صدام مع إيران وجه الشرق الأوسط واقتصاد العالم؟
  • إسرائيل تكشف عن رسائل سرية بين إيران والسنوار.. وطلب بـ500 مليون دولار