سونا للأنباء .. (الحيطة القصيرة) !!
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
• قبل أن يجف مداد القرارات الغريبة لوزير الحكم الاتحادي بتقليص الوزارات بحكومات الولايات إلي ثلاث وزارات فقط وبدمج متعجل لا علاقة له بسياسات ولا اختصاصات ومهام الوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة ، قبل أن يجف مداد هذا القرار المعيب جاءنا من ناحية مجلس الوزراء أن تتم كل أخبار الحكومة ومؤسساتها الرسمية عبر وكالة سونا للأنباء .
• والحقيقة أن هذا القرار غير المدروس سيقود إلي تعقيدات كثيرة ستكون مانعاً وحاجباً لنقل أخبار ومناشط الحكومة علي قلتها ولن يمنع تداول وتسريب الأخبار التي يري فيها مجلس الوزراء الموقر تعريضاً وتضارباً في الخطاب الرسمي ..
• المدهش أن مجلس الوزراء انتبه فجأة لمشكلة كبيرة تعيق دولاب عمل الدولة وهي تضارب الخطاب الحكومي .. بينما المجلس الموقر يعلم أن مشكلة البلاد اليوم ليست في تضارب الخطاب الحكومي وإنما في تكلّس مفاصل دولاب العمل الرسمي وعجز مجلس الوزراء عن اتخاذ قرارات صارمة لتحريك العمل وذلك بإبعاد مليشيات التمرد وكلاب صيد حميدتي وشتات الحرية والتغيير الذين لايزالون يمارسون مهامهم ويتلقون امتيازاتهم من مال حكومة الطوارئ علماً بأنهم قحاتة حتي أخمص أقدامهم !!
• من ناحية أخري مشكلة الخطاب الإعلامي الرسمي اليوم ليست في الوزارات الاتحادية ولا ولاة الولايات .. مشكلة الخطاب الرسمي تبدأ من مجلس السيادة نفسه حيث يتضارب حديث الفريق ياسر العطا مع أعضاء مجلس السيادة الآخرين !!
• مشكلة الإعلام الرسمي في التجنيب الذي نعايشه في تأسيس وتأثيث مراكز ونقاط بث ومواقع صحفية تستمد قوتها من مؤسسات سيادية ستضرب بقرار مجلس الوزراء عرض الحائط !!
• قرار مجلس الوزراء الجديد يطرح أسئلة أكثر من الإجابات .. وأول وأهم هذه الأسئلة كيف سيتعامل تلفزيون الدولة الرسمي وكيف ستتعامل الإذاعة الرسمية والإذاعات الخاصة والمتخصصة مع أخبار الحكومة ؟ .. هل تنتظر سونا لتجود عليهم بأخبار دولاب العمل الرسمي أم سيكون هنالك ملحق لتفسير وشرح القرار الجديد ؟!
• هذا من حيث الشكل .. أما من حيث المضمون فهنالك معضلة أساسية تواجهها وكالة سونا للأنباء تتمثل في فقر وضعف وعدم قدرة وقابلية هذه الوكالة علي أداء مهامها .. سونا حالياً لا تملك حتي ميزانية ( باكتة ورق الA4 ) ناهيك عن المعينات الأخرى لمقابلة المطلوب منها لأداء الدور الجديد ..
• وعليه فإنه من واجب مجلس الوزراء أن يوفر لسونا ( الذرة) قبل الطحين !!
• ونصيحة لوجه الله للأخ الوزير خالد الإعيسر أن يجلس بهدؤ مع أركان وأعمدة وزارته لتحديد الأولويات والتركيز عليها .. والإعيسر يعلم أكثر من غيره أن الإعلام في بلادنا يحتاج لقرارات عبر التخطيط المتأني والمتمهل وليس عبر الخواطر والقرارات المتعجلة ..
• هذا وبالله التوفيق ..
عبد الماجد عبد الحميد إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: مجلس الوزراء
إقرأ أيضاً:
كتاب وأدباء لـ24: جذوة الإبداع في القصة القصيرة لا تزال متقدة
يصادف 14 فبراير (شباط) سنوياً اليوم العالمي للقصة القصيرة، وبهذه المناسبة استطلع موقع 24 آراء عدد من المثقفين، حول نظرتهم للنتاج الأدبي للقصة القصيرة، في آخر 7 سنوات على الصعيد الإماراتي، وعلى الصعيد العربي، ومدى إقبال شباب الكتاب العرب على كتابتها، وتقيمهم لما قرأوه أثناء هذه الحقبة الزمنية من مجموعات قصصية.
تقول الأديبة رئيسة مؤسسة"التفرد للنشر" شيماء المرزوقي: "أنا متفائلة بالمزيد من النجاحات والانتشار للقصة القصيرة تحديدا، وذلك لعدة أسباب، من أهمها مناسبة لون القصة القصيرة مع طبيعة العصر الذي نعيشه، وتحديدا متطلب السرعة، فالقصة القصيرة يمكن إتمام قراءتها في وقت موجز مقارنة مع الرواية على سبيل المثال، لذا أرى أن هناك تطوراَ مستمراً في مجال القصة القصيرة، يوما بعد يوم، سواء على مستوى الإمارات أو العالم العربي".
وتضيف: "أرى أن هناك إقبال من القرّاء، بل تذوق وانتقاء دقيق للمجموعات القصصية، وهناك من يتصفح المجموعة قبل الشراء، ويقرأ إحدى قصصها، وكذلك الأمر في مجال الكتابة والتأليف، بل أعتبر القصة القصيرة هي المنصة، التي ينطلق منها الروائي، فهو يبدأ بالقصة القصيرة، ثم تنمو الفكرة لديه وتتوسع لتصبح رواية أو عدة قصص".
وتجد المرزوقي: "أنه من الأهمية على المؤسسات والهيئات المشتغلة بالثقافة ودعم الأدب، أن تخصص برامج ومبادرات لدعم مؤلفي وكتَاب القصة القصيرة، وإقامة المزيد من الأمسيات لهم، وتشجيعهم، فالقصة القصيرة، تمتلك روح الانتشار والتوسع، والقابلية للتطور لأجناس أدبية أخرى".
أما الأديبة فاطمة سلطان المزروعي فتقول: "نلاحظ على المستوى العام، تراجع في كتابة القصة القصيرة في الإمارات والعالم العربي، وأصبحت الذائقة الأدبية تميل إلى الروايات ولأشكال أخرى، بسبب اهتمام دور النشر بالروايات، ووجود جوائز كبيرة مثل البوكر العربية وجائزة الشارقة للابداع العربي، وجائزة الشيخ زايد وغيرها من الجوائز، فالرواية تحكي حياة كاملة وهي أقرب إلى قلب المتلقي وأسهل لتفكيره، ويشعر بمتعة أكبر أثناء قراءتها.
ومع أن القصة القصيرة ممتعة إلا أن قصر نصوصها وصعوبة كتابتها وتقنياتها وعدم الإقبال على قرائتها كالسابق، ساهم في ابتعاد الكتاب عنها، ولكن توجد أعمال أدبية تستحق النشر والدعم نراها في مناسبات ثقافية، ويتناولها النقاد وتتم قراءتها، وإن كانت قليلة مقارنة بالرواية، لكن هناك تجارب إماراتية وعربية تستحق الالتفات إليها والاهتمام بها، خلال السنوات الأخيرة.
وتقول: "المجموعات القصصية التي صدرت خلال آخر 7 سنوات، تعكس تطور الأدب العربي وتنوعه، وتساهم في إثراء المشهد الثقافي، ورغم قلة الانتاج الأدبي للقصة القصيرة إلا أنني متفائله، أنها سوف تستعيد مكانتها في المستقبل"
وتوضح المزروعي: "أجد في القصة القصيرة، عالما من المتعة، ومع أن هناك تنوعا واضحا في القصص، من حيث الأسلوب والنوع والموضوع، إلا أن الكلمة الأساسية هي الابداع، وقوة التفكير البشري، وقدرته على ضغط الأفكار العامة التي مضت بها السنوات، لتكن موضوعا لقصة قصيرة، فالتكثيف مذهل ويستحق الإشادة، وهو أكثر ما يميز القصة القصيرة".
ويقول الأديب والناقد الدكتور هيثم يحيى الخواجة: "توطد فن القصة القصيرة في الإمارات بعد الاتحاد، وبعد الثمانينات والتسعينات، غدت هذه القصة نابضة بالحياة مفعمة بالعمق والتشويق، وصارت توازي الرواية في القوة والنضج، وتنافستا في النجاح، إلى أن تغلبت الرواية مؤخرا، ليس إبداعيا، وإنما في اعتماد الكتابة والإبداع فيها من قبل الكثيرين، مما جعلها تتصدر الأجناس الأدبية.
وإن القصة القصيرة الإماراتي التي ازدهرت في القرن العشرين، عالجت موضوعات مهمة، من مثل، العمالة الأجنبية، والطفرة الاقتصادية، والزواج من الأجنبيات، والحنين إلى البحر، والمعاناة النفسية، والتراث، الحكايات الخرافية، إضافة إلى استفادتها من التجارب القصصية العربية والعالمية، وحرق المسافات بغاية التفوق وتحقيق الذات.
وما زال لدينا كتاب عرب يبدعون في هذا الجنس الأدبي، ولكن ليس بمستوى الإقبال على الرواية، ولعل الاندفاع نحو القصة القصيرة جدا يوضح ذلك، فالرواية تتصدر المشهد الإبداعي والقصة القصيرة جدا، باعتباره فن حديث جعل الكثيرين يدلون بدلوهم فيه، وإن القصة القصيرة فن صعب يخضع للفكرة المعمقة والتكثيف والاقتصاد، والبعدين النفسي والفلسفي، وقد استمر الإبداع في القصة القصيرة ويوجد كتاب كثيرون ما زالوا مخلصين لهذا الفن".
ويضيف: "إن كتَاب القصة القصيرة في الوطن العربي تجاوزا القصة التقليدية شكلا ومضمونا، فقد أصروا على معالجة موضوعات حارة تتعلق بالمعاناة الذاتية، والحرب والفقر، والطفولة، المعاناة الإنسانية، والتراث والحاضر والمستقبل، والخيال العلمي، إلخ، وتتصدر هذه الموضوعات العزلة، والحب، والعقد النفسية.
أما على صعيد الشكل، فإن التجريب هو الهدف الرئيس في الإبداع، إذ أن القاص المعاصر، يعمل جاهدا على تجاوز التقليدي إلى فضاءات القصة الرحبة، إن جذوة الإبداع العربي، ومنه الإماراتي في القصة القصيرة ما زال متقدا، حيث أكد هذا الإبداع حقه في تسلم المكانة اللائقة بعد أن تجاوز الأطر المألوفة، وانطلق في فضاءات الحرية والتجريب".
ويختم الخواجة: تبقى الواقعية السحرية هي المعتمدة لدى غالب القصاصين الإماراتيين الذين يميلون إلى الحداثة، وقد تجلى ذلك لدى الكثير منهم عندما فتحوا النوافذ أمام التيارات والمذاهب الأدبية التي هبَت من الغرب".