بوابة الوفد:
2024-11-28@00:45:25 GMT

حكم المسح على القبور وتقبيلها والتبرك بها

تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية إن المسح على قبور الأنبياء والصالحين وتقبيلها جائزٌ شرعًا؛ وذلك لأن هذا يعد من قبيل التبرك بصاحب القبر وتعظيمه واحترامه، ولا مانع منه شرعًا؛ فهذا ما دلت عليه الأدلة، وجرى عليه عمل المسلمين عبر الأزمان والبلدان.

حكم المسح على القبور 

روى طاهر بن يحيى العلوي والحافظ ابن الجوزي في "الوفاء" -كما ذكر الإمام الصالحي في "سبل الهدى والرشاد" (12/ 237، ط.

دار الكتب العلمية)- عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما رمس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاءت فاطمة رضي الله عنها فوقفت على قبره، وأخذت قبضة من تراب القبر فوضعته على عينيها، وبكت، وأنشأت تقول:
ماذا على من شمّ تربة أحمد ... أن لا يشمّ مدى الزّمان غواليا
صبّت عليّ مصائب لو أنّها ... صبّت على الأيّام عــدن ليــاليـا

ونقل الإمام الصالحي أيضًا في "سبل الهدى والرشاد" (12/ 398): [وذكر الخطيب ابن جملة أنَّ ابن عمر رضي الله عنهما كان يضع يده اليمنى على القبر الشريف.. قال: ولا شك أن الاستغراق في المحبّة يُحمَل على الإذن في ذلك، والمقصود من ذلك كله الاحترام والتعظيم، والناس يختلف مراتبهم في ذلك، كما كانت تختلف في حياته، فأناس حين يرونه لا يملكون أنفسهم، بل يبادرون إليه، وأناس فيهم أناة يتأخرون، والكلّ محل خير. وقال الحافظ: استنبط بعضهم من مشروعية تقبيل الحجر الأسود جواز تقبيل كلّ من يستحق التعظيم من آدميّ وغيره] اهـ.

وعلى ذلك جرى فعل السلف والمحدثين وهو المعتمد عند أصحاب المذاهب الفقهية المتبوعة؛ قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (7/ 388، ط. مطبعة دائرة المعارف النظامية): [قال الحاكم (صاحب المستدرك) في "تاريخ نيسابور": سمعت أبا بكر محمد بن المؤمل يقول: خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة مع جماعة من مشايخنا، وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضى بطوس، قال: فرأيت من تعظيمه، يعني ابن خزيمة، لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا] اهـ.

ووجَّه السادة الشافعية الإباحة بأن التقبيل إنما يُقصَد به التبرك بصاحب الضريح، وهو بهذا القصد لا يوجد ما يمنعه في الشرع؛ قال العلاَّمة الشمس الرملي في "نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج" (3/ 34، ط. دار الفكر): [إن قصد بتقبيل أضرحتهم التبرك لم يكره كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى] اهـ، قال الشيخ الرشيدي في "حاشيته عليه": [(قوله: نعم إن قصد بتقبيل أضرحتهم التبرك إلخ) هذا هو الواقع في تقبيل أضرحتهم وأعتابهم فإن أحدًا لا يقبلها إلا بهذا القصد كما هو ظاهر] اهـ.

وقال الشيخ البجيرمي في "حاشيته على شرح المنهاج" (1/ 495، ط. مطبعة الحلبي): [إن قصد بتقبيل أضرحتهم -أي: وأعتابهم- التبرك لم يكره، وهذا هو المعتمد. برماوي] اهـ.

وقال الإمام العيني في "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" (9/ 241، ط. دار إحياء التراث العربي): [وقال -يعني شيخَه زين الدين- وأخبرني الحافظ أبو سعيد ابن العلائي قال: رأيت في كلام أحمد بن حنبل من جزء قديم عليه خط ابن ناصر وغيره من الحفاظ أن الإمام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقبيل منبره فقال: لا بأس بذلك. قال: فأريناه للشيخ تقي الدين ابن تيمية فصار يتعجب من ذلك ويقول: عجبت! أحمدُ عندي جليلٌ يقوله؟ وهذا استفهامٌ إنكاري؛ أيْ: أيقوله؟ وقال زين الدين: وأيُّ عجبٍ في ذلك؛ وقد روينا عن الإمام أحمد أنه غسل قميصًا للشافعي وشرب الماء الذي غسله به.. قال المحب الطبري: يمكن أن يستنبط من تقبيل الحجر واستلام الأركان جواز تقبيل ما في تقبيله تعظيم الله تعالى] اهـ.

المسح على القبور 

وقال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (11/ 212، ط. مؤسسة الرسالة): [أين المتنطع المنكر على أحمد، وقد ثبت أنَّ عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويمس الحجرة النبوية فقال: "لا أرى بذلك بأسًا".. وختم الإمام الذهبي كلامه بقوله: أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع] اهـ.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القبور المسح الإفتاء دار الإفتاء المسح على

إقرأ أيضاً:

خبير علاقات دولية: لبنان أدى ما عليه للتهدئة.. والكرة في ملعب إسرائيل

قال الدكتور وسام ناصيف ياسين خبير العلاقات الدولية إنّ ما يحدث الآن هو محاولة لإرساء اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لكن الذي يحدد الخواتيم والنهايات الجيدة لهذا الاتفاق هو السلوك الإسرائيلي، خاصة أنَّ لبنان وحزب الله أدوا ما عليهما بشأن التهدئة ووضعا الأوراق بيد المفاوض الوسيط، بالتالي الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي.

إسرائيل تراوغ في لبنان ودباباتها تُدمر 

وأضاف «ياسين» خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية» أنّ التجربة في لبنان توضح أن الإسرائيلي يراوغ دائمًا، لكن المختلف الآن عن ما يحدث في قطاع غزة، أنَّه كان يراوغ في غزة ويده ليست في النار، بينما يراوغ في لبنان ودباباته تُدمر على الحدود وتل أبيب تتلقى الصواريخ من حزب الله.

لبنان كان لديه ثوابت أساسية بقرار 1701

وتابع: «لبنان كان لديه ثوابت أساسية وتتمثل في عدم انتهاك السيادة اللبنانية أو المساس بما هو متفق عليه في 2006 بالقرار 1701».

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: لبنان جاد في تنفيذ ما عليه لوضع الكرة في ملعب إسرائيل
  • كلمة رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر في الذكرى الرابعة لرحيل «الإمام الحقاني»
  • متى وقع حلف الفضول وسبب التسمية؟.. شهد عليه الرسول في صباه
  • بدء الاحتفالات بمولد السيدة نفسية بالقاهرة
  • الإفتاء: حماية المال والمحافظة عليه أحد مقاصد الشرع الشريف
  • خبير علاقات دولية: لبنان أدى ما عليه للتهدئة.. والكرة في ملعب إسرائيل
  • أدعية سيدنا موسى عليه السلام.. احرص عليها
  • ترند تنظيف القبور يجتاح تيك توك: إحياء للتراث أم انتهاك للمقدسات؟
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم