إدمان وأخبار مضللة وتنمر رقمي... هكذا يريد الاتحاد الأوروبي وقاية القُصّر من مخاطر وسائل التواصل
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
كثر الحديث في السنوات القليلة الماضية عن التأثير السلبي لتطبيقات مثل تيك توك وفيسبوك وإنستغرام على المستخدمين، بالأخص على الأطفال والمراهقين، والآثار النفسية التي قد تنجم عن ذلك. فهل يستطيع الاتحاد الأوروبي الحد من النفوذ الواسع الذي اكتسبته شركات التكنولوجيا العملاقة في الآونة الأخيرة؟
إذا كان أطفالك يقضون ساعات طويلة على وسائل التواصل الاجتماعي وهم يحدّقون في مقاطع الفيديو المتدفقة كنبع لا ينضب من المنصات المعروفة مثل تيك توك وإنستغرام وسناب تشات، وإذا وصل بهم الحد إلى مرحلة تشبه الإدمان، فيحملقون في شاشات هواتفهم الذكية دون الانتباه لما يدور حولهم، فقد يكون الخامس والعشرون من آب/أغسطس من هذا العام خبرًا جيدا لك، حيث ستم العمل من هذا التاريخ فصاعدًا وفق قوانين جديدة فرضها الاتحاد الأوروبي على المنصات الرقمية الكبيرة التي لديها 45 مليون مستخدم شهريًا أو أكثر.
فالإفراط في المشاهدة والاستهلاك ليس المشكلة الوحيدة في هذا السياق، فالمحتوى أيضا يؤدّي دورا هاما. سيل مقاطع الفيديو الذي ينساب من هذه التطبيقات، يحمل معه في عديد من الأحيان أخبارا زائفة ومضللة، أو حتى ممنوعة، ناهيك عن خطاب الكراهية والتنمر الرقمي. بالإضافة إلى أن تلك التطبيقات تخزن بيانات المستخدمين وتستخدمها بطريقة غير شفافة بالنسبة لهم.
لكن الاتحاد الأوروبي يحاول الحد من تلك المخاطر، بالأخص على الأطفال والقصر، وأن يعطي المستخدمين حقوقا أكثر في السيطرة على ما تعرضه لهم التطبيقات. واعتبارًا من الخامس والعشرين من الشهر الجاري سيفرض الاتحاد الأوروبي لوائح قانونية جديدة على منصات التواصل العملاقة، تجبرها على تسهيل تبليغ المستخدم عن خطاب الكراهية في هذه المنصات، وعلى توفير معلومات أوسع حول النهج المتبع لديها في اختيار المحتوى الذي يوصي به التطبيق للمستخدم.
ماذا تريد تلك التطبيقات من المستخدم؟هذه الإجراءات هي جزء من حزمة قوانين في الاتحاد الأوروبي اسمها "قانون الخدمات الرقمية" أو Digital Services Act. وهي استراتيجية التكتل لزيادة الضغط على شركات التكنولوجيا الرقمية العملاقة ولمحاربة المعلومات المضللة والمواد الرقمية الضارة الأخرى. استراتيجيةٌ لا تقتصر على الاتحاد الأوروبي فحسب، بل هي جزء من توجه عالمي نحو الحد من نفوذ هذه الشركات وتأثيرها على حياة الأفراد والدول.
صراع عمالقة التواصل الاجتماعي.. ميتا تطلق تطبيق "ثريدز" لمنافسة تويتركيف تسيطر هذه التطبيقات على مستخدمها؟ هي تحاول جذب انتباهك وشد أنظارك لأطول وقت ممكن. فكلما قضى المستخدم وقتا أطول على التطبيق، كلما زاد عدد الدعايات التي يراها عبر التطبيق، وكلما زاد ربح الشركة. يضاف إلى ذلك الإشعارات والإعجابات والتفاعلات المستمرة التي يحصل عليها المستخدم من هذا التطبيق، مما يؤثر على دماغه ويبقيه في حالة ترقب مستمرة لكل ما هو جديد في التطبيق.
إنها حالة من التلهف يصعب على البالغين السيطرة عليها، حسب وصف موقع بوليتيكو. فما بالك إذا كان الأمر متعلقًا بأطفال قاصرين؟ هنا، حسب بوليتيكو، تصبح عواقب هذا التلهف ملموسة وسلبية: "توتر، إحباط، مشاكل في نظرة الشخص لجسمه، وتركيز ضعيف."
هذا التأثير على حياة الأفراد قد يأخذ منحى خطرا، إذ ثمة نقاش حاليًا حول التبعات النفسية والعقلية لاستهلاك وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين والأطفال. يقول موقع بوليتيكو، مستشهدًا بمسح حول الصحة العقلية أجري في الولايات المتحدة الأمريكية، يقول إن الأعوام الـ15 الأخيرة شهدت ازديادًا ملحوظًا في حالات الشعور بالبؤس لدى اليافعين، وهو توجه استمر أيضا خلال جائحة كورونا.
"تفكيرٌ بالانتحار، إحباطٌ وأرق"حالات الشعور بالبؤس هذه لها عدة أوجه، كالتفكير بالانتحار، أو الإحباط، أو الأرق. وتعالت في الآونة الأخيرة أصوات الأخصائيين النفسيين والباحثين الذين يربطون بين استهلاك وسائل التواصل الاجتماعي وبين ارتفاع نسبة الاضطرابات النفسية في أوساط اليافعين والشباب.
إسبانيا: هكذا يستغل اليمين المتطرف مواقع التواصل لنشر الكراهية ضد المسلمينليس من الواضح إن كانت الإجراءات التي فرضها الاتحاد الأوروبي ستؤتي أكلها أم لا. لكن من اللافت أن دولا أخرى ذهبت إلى ما أبعد من ذلك وفرضت قوانين صارمة على استخدام الأطفال والقصّر للإنترنت والهواتف الذكية. في الصين مثلا، واعتبارًا من أيلول/سبتمبر من هذا العام، سيُمنع أي قاصر من استخدام الإنترنت عبر أي جهاز محمول بين العاشرة ليلا والسادسة صباحًا. إضافة إلى ذلك، ستضع الصين سقفا زمنيًا للوقت الذي يمضيه القصّر وهم يتصفّحون شبكة الإنترنت عبر الهواتف الذكية، وتتراوح تلك المدة بين 40 دقيقة وساعتين يوميًا، حسب الفئة العمرية.
المصادر الإضافية • أ ب/ بوليتيكو/ د ب أ/ أ ف ب
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الوليد بن طلال يتحدث مع نيمار عبر الفيديو ويرحب به في "الهلال" الأفضل آسيويا زامبيا: احتجاز طائرة خاصة أقلعت من مصر تضمّ ملايين الدولارات وأسلحة وذهب.. من هو مالكها؟ مقتل 17 جنديا في النيجر عند حدود بوركينا فاسو.. ودعوات دولية لحل سلمي في نيامي مراهقون الاتحاد الأوروبي تكنولوجيا وسائل التواصل الاجتماعي أطفال شركاتالمصدر: euronews
كلمات دلالية: مراهقون الاتحاد الأوروبي تكنولوجيا وسائل التواصل الاجتماعي أطفال شركات أزمة المهاجرين البطالة إسرائيل إيطاليا حرائق غابات مهاجرون فيلم سينمائي الإسلام جو بايدن البحر الأبيض المتوسط دونالد ترامب أزمة المهاجرين البطالة إسرائيل إيطاليا حرائق غابات مهاجرون وسائل التواصل الاجتماعی الاتحاد الأوروبی من هذا
إقرأ أيضاً:
مفوضة الاتحاد الأوروبي: لا غنى عن دور مصر في أمن واستقرار المنطقة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت دوبرافكا سُويتشا، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، إن مصر شريك أساسي للاتحاد الأوروبي وتلعب دورا أساسيا في أمن واستقرار المنطقة.
وأضافت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، خلال مؤتمر صحفي مع الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية نقلته " إكسترا نيوز"، أننا نستمر في الدعم المقدم للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر في مصر.
وأكدت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، علي أن مصر لها دور أساسي ولا غنى عنه في أمن واستقرار المنطقة.