* يروّج العدو الإسرائيلي وحلفاؤه الصهاينةُ العرب الذين يسعون إلى تقسيم وإضعاف محور المقاومة فكرةَ أن وقفَ إطلاق النار بين لبنان وكيان العدو يعني أن حزب الله يتخلّى عن غزة وشعبها، وأنه علامة ضعف، وأن محورَ المقاومة يتفكّك. لكننا نعرف خطتهم جيداً. فنحن نعلم أن المحورَ أقوى من أي وقتٍ مضى، وأن روابط التضامن بيننا لا تنكسر، وأن التزامنا جميعاً بالقضية الفلسطينية لا يتزعزع.
* ومع أن محور المقاومة هو أكثر من مجرد عمل عسكري؛ كونه يتعلق برؤية مشتركة وعمل حقيقي متنوع الأساليب والأدوات والوسائل من أجل التحرير والعدالة لجميع الشعوب المضطهدة من قبل أمريكا وإسرائيل في المنطقة، فإن وقف إطلاق النار ـ في الواقع ـ هو خطوة تكتيكية تسمح لحزب الله بإعادة تجميع صفوفه وإعادة تقييم استراتيجيته، مع الحفاظ على التزامه الثابت بالقضية الفلسطينية، ودعمه المطلق لها بطرق وأساليب متعددة.
* إن قرار حزب الله بإعطاء الأولوية لاستقلال لبنان لا يعني أنه نسي غزة. بل على العكس من ذلك. فهذا يعني أن الحزبَ يتخذ خطوةً إلى الوراء لإعادة شحن بطارياته وتجديد موارده والتخطيط لخطوته التالية في الجهاد والمقاومة ضد العدو الإسرائيلي.
* ولنتذكر أن محور المقاومة لا يقتصر على حزب الله فقط، فهو تحالفٌ من الشعوب والجماعات والمنظمات التي تتقاسم هدفاً مشتركاً: “مقاومة العدوان الإسرائيلي وإسناد الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الاستقلال”.
ولأن غزة جزءٌ لا يتجزأ من هذا النضال، فإن المحور سيواصل حتماً دعمَ إخوانه هناك بكل السُبل الممكنة.
* لذا، دعونا لا ننخدع بالرواية الكاذبة، دعونا لا نتأثر بالدعاية والمعلومات المضلّلة التي تسعى إلى تقسيمنا. فالحقيقة الأكيدة هي أن محور المقاومة متحد وقوي وعازم على مواصلة النضال ضد العدو الإسرائيلي، بكل الأساليب والوسائل المتاحة، سواءً في لبنان أو غزة أو أي مكان آخر في المنطقة.
* وزير الإعلام
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
فلسطين ٢٠٢٤.. بين الإبادة والمقاومة
زهراء جوني
عملية بطولية واحدة للمقاومة الفلسطينية، في أواخر العام 2023؛ كانت كافية لرسم مشهد الكيان الوحشي والمجرم واستشراف العام القادم، ليصحّ القول إنّ العام ٢٠٢٤ كان عام الإبادة الجماعية بحق شعب بأكمله يعيش في مساحة جغرافية صغيرة تسمّى “غزة”. وكانت هذه العملية التي عُرفت بــ”طوفان الاقصى” كافيةً ليشهد العالم مقاومة صمدت- وما تزال- على الرغم من كل المحاولات الإسرائيلية للقضاء عليها وسحقها بحسب تعبير قادة الكيان ومسؤوليه.
بعد شهرين من مشاهد تاريخية حُفرت في الذاكرة لمقاومين فلسطينيين دخلوا عمق الكيان، وأثاروا الرعب في قلوب مستوطنيه، افتُتحت سنة ٢٠٢٤ بعدوان إسرائيلي على غزة أراد عبره الاحتلال القضاء على الفلسطينيين وأرزاقهم وأحلامهم ومقومات العيش في أرضهم، لكنهم حتى اليوم ومع مرور عام كامل على الإبادة يصرّون على المقاومة والصمود بالرغم من كل المآسي والجراح.
إنه العام ٢٠٢٤، وفيه رُفعت أول دعوى قضائية على الكيان، واتُهم رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ومعه وزير حربه السابق يؤاف غالانت بجرم الإبادة، وطالبت المحكمة الجنائية الدولية بمثولهم أمام القضاء، لتفتح هذه الخطوات الباب أمام مسار قانوني؛ يوضع فيه الاحتلال على قائمة الاتهام والمحاسبة للمرة الأولى في تاريخه، ويهدد الكيان بالعزلة الدولية، إلى جانب حجم الغضب الشعبي العالمي والاستنكار الطلابي على جرائمه ومجازره. فقد شهدت الجامعات الأميركية تظاهرات نوعية تطالب بوقف الإبادة وحق الشعب الفلسطيني باستعادة أرضه، وهو ما أعاد رسم المشهد وفقًا للحقائق التاريخية بأحقية الشعب الفلسطيني في قضيته بعيدًا عن كل الأكاذيب الغربية بشأن رواية العدو وأرض فلسطين.
لقد اختبر العدو الإسرائيلي، في العام ٢٠٢٤، أطول حرب في تاريخه، وجرّب فيها كل أنواع الإجرام والتدمير، وخاض إلى جانب الحرب الجوية حربًا برية تلقّى فيها وما يزال خسائر كبيرة يتحفّظ حتى اليوم عن الاعتراف بها وإخفائها ضمن سياق الرقابة العسكرية. حربٌ برية اجتاح خلالها كل المناطق الفلسطينية في غزة، وادّعى في كلٍّ منها أنه استطاع القضاء على المقاومة ليتّضح بعدها أن المقاومة ما تزال حاضرة وجاهزة وقادرة على المواجهة والقتال في هذه النقاط وغيرها.
على الرغم من عدد الشهداء والجرحى وشهادة قائد العملية ورئيس حركة حماس لاحقًا يحيى السنوار، إلا أن المقاومة بقيت تحافظ على قوتها واستمراريتها. هذا فيما كانت جبهات المساندة تفعّل عملياتها وإمكاناتها في سبيل الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعمًا له ولمقاومته الباسلة.
على المستوى السياسي؛ العام ٢٠٢٤ شهد مسارًا مستمرًا حتى اليوم لتحقيق اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في غزة ومنع استمرار الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، لكن العدو حتى هذه اللحظة يماطل في تحقيق الاتفاق ويخلق حججًا وعراقيل لمنع أي اتفاق سياسي غير مكترث بأسراه وعائلاتهم التي تطالب يوميًا بوقف سريع للحرب.
إنّ العام ٢٠٢٤ كان “عام غزة” بامتياز، وعام الإبادة من دون منازع، وعام الموت البطيء للشعب الفلسطيني أمام أعين الأنظمة العربية وصمتها المخيف. وكان بحق عام القضاء على كل مقومات الحياة في غزة، صحيًا وغذائيًا واجتماعيًا وعلى كل المستويات. ولكنه أيضًا عام المقاومة بلا منازع؛ لأنه شهد بطولات سيكتب عنها التاريخ، وصمودًا أسطوريًا بالرغم من حجم آلة التدمير والقتل الإسرائيلية والأميركية.
في فلسطين المحتلة، يصح القول إنه عام المواجهات الأعنف بين الفلسطيين وقوات الاحتلال واستمرار العمليات المقاومة بالرغم من كل التحديات، وهو بحقّ “عام الأسرى”. فقد ارتفع عدد الأسرى الفلسطينين بعد “طوفان الأقصى” أضعافًا وأكثر؛ لأن الاحتلال أراد أن يعبّر عن غضبه وحقده بكل الوسائل الممكنة، وعلى رأسها سياسة الاعتقالات التي لم تتوقف يومًا، لا سيما هذا العام..
* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ـ موقع العهد الاخباري