دور رائد للإمارات في دعم قضايا الأمن الغذائي
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
إبراهيم سليم (أبوظبي)
أخبار ذات صلة الإمارات وأذربيجان توقعان مذكرة تفاهم لدعم إزالة الألغام تفاهم بين «محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة» و«أميركية دبي»اختُتمت أمس فعاليات القمة العالمية للأمن الغذائي، التي عقدت ضمن فعاليات الأسبوع العالمي للغذاء، تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية.
وأشادت القمة بالدور الرائد لدولة الإمارات في دعم قضايا الأمن الغذائي، وبأن المبادرة الوطنية «نعمة» تعد منصة متطورة للمساعدة في الحد من هدر الطعام وفقدانه.
وأكدت القمة أن دولة الإمارات بدأت رحلة نحو التخلص النهائي من هدر الطعام برؤية ثاقبة خلال مؤتمر COP28، حيث أخذت الدور الريادي في تحقيق التحول في أنظمة الغذاء التقليدية، كما حققت الإمارات تقدماً كبيراً بإعلان انعقاد أول قمة عالمية للأمن الغذائي والاجتماع الحكومي السنوي ضمن فعاليات تهدف إلى عالم خالٍ من هدر الطعام.
وشهدت القمة حضور 21 وزيراً ومسؤولاً حكومياً معنيين بصناعة القرار في الأمن الغذائي العالمي، واستقطبت نخبة من الخبراء والعلماء من جميع أنحاء العالم لمناقشة التحديات الراهنة والفرص المستقبلية لتعزيز الأمن الغذائي واستدامة النظم الغذائية وضمان مرونتها لمواجهة التحديات المستقبلية.
وتنظم القمة العالمية للأمن الغذائي مجموعة أدنيك أبوظبي بالتعاون مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، ووزارة التغير المناخي والبيئة بالإضافة إلى مجموعة مصنعي الأغذية والمشروبات شريك المعرفة.
وأبرزت القمة أن أكثر من 733 مليون شخص يعانون من الجوع حول العالم، مما يهدد السلام والاستقرار وكرامة الإنسان.
وأكدت الدور المحوري للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي في الحد من هذه التحديات، مشيرة إلى أن منطقة العالم الإسلامي حققت تقدماً في الـ 41 دولة أعضائها من خلال المبادرات التي تركز على الحوكمة والاستدامة وحشد الموارد اللازمة لتحقيق هذا الهدف، ويمثل تخصيص يوم للأمن الغذائي لدول منظمة التعاون الإسلامي بمثابة منصة للتفكير والعمل المستمر من أجل تحسين منظومة الأمن الغذائي في الدول الأعضاء.
وحول الوضع في القارة الأفريقية فقد تم التركيز على أنظمة الأغذية الزراعية القادرة على الاستدامة مع تسليط الضوء على التقدم المحُرز في غرب أفريقيا حيث نجحت نحو 73% من الأسر الزراعية في تحسين قدرتها على مواجهة الصدمات المناخية.
وفي الختام، أكد المشاركون في القمة على أهمية الاستدامة كعنصر جوهري لتحقيق الأمن الغذائي. ودعوا إلى تعزيز كفاءة استغلال الموارد، واستخدام الطاقة المتجددة في العمليات الزراعية. كما شددوا على ضرورة دعم إنتاج الأغذية ذات القيمة المضافة، وتنويع أسواق التصدير، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتحفيز النمو الاقتصادي.
كما أكدوا على ضرورة تعزيز حقوق المرأة ومشاركتها في القطاع الزراعي، لضمان تقدير إسهاماتها في تعزيز الاقتصاد ودعم الاستدامة في القطاع الغذائي. ورغم التحديات الناتجة عن زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، أكدت القمة العالمية للأمن الغذائي أن هناك فرصة للتحول نحو استخدام الطاقة النظيفة. وتم طرح إطار عمل يعتمد على ستة عناصر رئيسة هي: الشمولية، والحوافز، والمعلومات، والاستثمارات، والمؤسسات، والابتكار، لضمان تحول فعّال ومؤثر يشمل جميع الفئات.
وبرزت أهمية التعاون المشترك وتوحيد الجهود في سلاسل القيمة الغذائية كأداة حاسمة للتغلب على التحديات، وتحقيق مرونة النظم الغذائية لمواجهة الأزمات العالمية، حيث وجهت القمة دعوة عاجلة لاتخاذ إجراءات فورية من قبل كافة الأطراف المعنية بالأمن الغذائي العالمي، مشددة على ضرورة التعاون الدولي لتطوير نظام غذائي عالمي أكثر مرونة وعدالة، يضمن وصول الغذاء الصحي والمستدام للجميع.
وأكدت القمة أن الأمن الغذائي ليس مسؤولية جهة واحدة، بل هو التزام عالمي يتطلب تعاون الجميع. ودعت إلى العمل العاجل لضمان مستقبل غذائي مشترك ومستدام.
وشددت القمة على أهمية الاستثمار في البحث العلمي، وتشجيع تنويع المحاصيل الزراعية، واعتماد الممارسات المستدامة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أبوظبي الأسبوع العالمي للغذاء الأمن الغذائي هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية منصور بن زايد الإمارات للأمن الغذائی الأمن الغذائی
إقرأ أيضاً:
الزراعة المستدامة.. مفتاح لتحقيق الأمن الغذائي
يُعدّ الأمن الغذائي من أهم القضايا التي تواجهها الدول في العصر الحديث، حيث يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتنمية المستدامة والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
ومن بين العوامل الرئيسية لتحقيق هذا الأمن، تبرز الزراعة كركيزة أساسية، خاصة في البلدان التي تعتمد بشكل كبير على الإنتاج المحلي للغذاء، وتعزيز الزراعة المستدامة وتطويرها يمكن أن يسهم بشكل كبير في تأمين احتياجات المواطنين الغذائية، وبالتالي تحسين جودة الحياة.
ما هو الأمن الغذائي؟
الأمن الغذائي يعني قدرة الدول على توفير الغذاء الكافي والآمن لجميع مواطنيها، وضمان الوصول إليه بشكل منتظم. لا يقتصر الأمن الغذائي فقط على توفير الغذاء بكميات كافية، بل يشمل أيضًا ضمان تنوعه وجودته، بحيث يكون خاليًا من الملوثات والأمراض، ويحقق احتياجات الأفراد الغذائية دون التأثير على قدرة الأجيال القادمة.
الزراعة ودورها في تحقيق الأمن الغذائي
تعد الزراعة المصدر الأساسي للإنتاج الغذائي في العديد من الدول، إذ توفر المواد الأساسية مثل الحبوب، الخضروات، الفواكه، واللحوم. وتساهم الزراعة المحلية في تقليل الاعتماد على الواردات الغذائية، مما يعزز قدرة الدول على مواجهة الأزمات الاقتصادية والسياسية.
كما أن الزراعة المستدامة تساهم في تحسين دخل المزارعين وتوفير فرص العمل في المناطق الريفية، مما يعزز من الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
الزراعة تجرى حركة تغييرات جديدة بمركز البحوث الزراعية تعزيز الإنتاج المحلي: تعتبر الزراعة المصدر الأول للإنتاج الغذائي في العديد من البلدان. من خلال دعم الإنتاج المحلي، يمكن تقليل الاعتماد على استيراد الغذاء، وبالتالي تقليل تعرض البلاد للأزمات العالمية التي تؤثر على التجارة الدولية، وزيادة الإنتاج المحلي من خلال تحسين تقنيات الزراعة ومواكبة التطورات التكنولوجية يمكن أن يسهم في تأمين الغذاء للسكان.الاستدامة الزراعية: تعتمد الزراعة المستدامة على استخدام تقنيات تحافظ على البيئة وتحسن من جودة الإنتاج الزراعي على المدى الطويل، ومن خلال تبني أساليب الزراعة التي تحافظ على الموارد الطبيعية، مثل التربة والمياه، يمكن تقليل التأثيرات السلبية للزراعة على البيئة، مما يساهم في استدامة الإنتاج الزراعي وضمان توافر الغذاء للأجيال القادمة.تنوع المحاصيل الزراعية: من خلال زيادة تنوع المحاصيل الزراعية، يمكن توفير مجموعة واسعة من الغذاء، مما يقلل من مخاطر الاعتماد على محصول واحد، وتنوع المحاصيل يساهم في استقرار الإنتاج الغذائي ويساعد على مواجهة التقلبات المناخية أو الاقتصادية التي قد تؤثر على محاصيل معينة.التكنولوجيا الزراعية: أصبحت التكنولوجيا الحديثة في الزراعة أحد العوامل المهمة التي تسهم في زيادة الإنتاجية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي، ومن خلال تطبيق الابتكارات التكنولوجية مثل الزراعة الدقيقة، استخدام الري الحديث، وتحسين الممارسات الزراعية، يمكن تحسين إنتاجية الأرض والمياه، وزيادة كفاءة استخدام الموارد الزراعية، وكما أن تطبيق التقنيات الحديثة يمكن أن يساعد في تقليل الفاقد من الغذاء وتحسين الجودة. وزيرا الزراعة في مصر والأردن يترأسان أعمال اجتماع اللجنة الفنية الزراعية المشتركةالتحديات التي تواجه الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي
على الرغم من الدور الحيوي الذي تلعبه الزراعة في تحقيق الأمن الغذائي، إلا أنها تواجه العديد من التحديات التي قد تعيق هذا الدور:
التغيرات المناخية: يشكل التغير المناخي تهديدًا كبيرًا للزراعة في العديد من الدول، حيث تؤدي زيادة درجات الحرارة والجفاف إلى تقليص المساحات الزراعية وزيادة التصحر. كما يؤثر التغير المناخي على مواسم الزراعة ويقلل من إنتاجية المحاصيل.نقص المياه: تعد المياه أحد الموارد الأساسية في الزراعة، ومع تزايد الضغوط على مصادر المياه بسبب النمو السكاني والتغيرات المناخية، يواجه العديد من البلدان تحديات كبيرة في توفير المياه اللازمة للزراعة.محدودية الأراضي الزراعية: تواجه بعض الدول تحديًا في توفير الأراضي الزراعية المناسبة بسبب النمو السكاني المستمر والتوسع العمراني. هذه العوامل تؤدي إلى تقليص المساحات الزراعية المتاحة، مما يحد من قدرة البلاد على زيادة إنتاجها الغذائي.ضعف البنية التحتية: البنية التحتية الزراعية الضعيفة، مثل شبكات الري والتخزين، قد تؤدي إلى فقدان كبير في الإنتاج الزراعي. كما أن نقص الدعم الفني للمزارعين يعيق استفادتهم من التكنولوجيا الحديثة التي يمكن أن تحسن من إنتاجهم.الأزمات الاقتصادية والسياسية: تؤثر الأزمات الاقتصادية والسياسية على قدرة الحكومات على دعم القطاع الزراعي بشكل كافٍ. كما أن النزاعات والحروب في بعض المناطق تؤدي إلى تدمير الأراضي الزراعية وتشريد المزارعين.الزراعة كحلول للأمن الغذائي في المستقبل
لحل هذه التحديات، يمكن اتخاذ عدة خطوات استراتيجية لزيادة فعالية الزراعة في تحقيق الأمن الغذائي:
تعزيز البحث والتطوير: دعم البحث العلمي في مجال الزراعة وابتكار تقنيات جديدة يمكن أن يسهم في زيادة الإنتاجية الزراعية وتحسين مقاومة المحاصيل للتغيرات المناخية.الاستثمار في البنية التحتية: تحسين البنية التحتية للقطاع الزراعي، مثل أنظمة الري، التخزين، والنقل، يمكن أن يقلل من الفاقد ويحسن من كفاءة الإنتاج.التعاون بين الدول: التعاون بين الدول في مجالات تبادل الخبرات الزراعية وتقنيات الري والوقاية من الآفات يمكن أن يساعد في تعزيز الأمن الغذائي الإقليمي.توسيع نطاق الزراعة المستدامة: تبني ممارسات الزراعة المستدامة التي تعتمد على الاستخدام الفعّال للموارد وحماية البيئة سيؤدي إلى تحسين الأمن الغذائي على المدى الطويل.