«لان» يجتاح اليابان.. 60 مصاباً و237 ألف مشرد وإلغاء 950 رحلة جوية
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
بحسب شبكة “سي إن إن”، أدى إعصار لان الذي يجتاح اليابان إلى إصدار تحذيرات من الإخلاء لأكثر من 237 ألف شخص في 11 محافظة في اليابان.
وأفادت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية أن سرعة رياح الإعصار بلغت 160 كيلومترا في الساعة (100 ميلا في الساعة)، ما يعادل إعصار من الفئة الثانية.. وتسبب الإعصار في هطول أمطار غزيرة وفيضانات وانهيارات أرضية وانقطاع التيار الكهربائي وإصابات في عدة مناطق.
وذكر موقع نيبون دوت كوم أن 49 شخصا على الأقل أصيبوا في خمس محافظات حتى ظهر يوم الثلاثاء. وأفادت شبكة “سي إن بي سي” وصحيفة “ذا غلوب آند ميل” أيضا بأن نحو 60 شخصا أصيبوا جراء العاصفة.
كما أثر الإعصار على حركة النقل الجوي والسكك الحديدية، حيث تم إلغاء أكثر من 950 رحلة جوية في جميع أنحاء البلاد وتعليق أو تقليل خدمات قطارات. وضعف الإعصار مع تحركه شمالا ثم تحول إلى دوران خارج استوائي بحلول صباح اليوم الأربعاء.
وكان إعصار لان هو الإعصار الثاني الذي يضرب اليابان هذا الشهر، بعد إعصار خانون، الذي اجتاح جنوب غرب اليابان بالرياح والأمطار في وقت سابق من هذا الشهر. وتواجه اليابان حالات طقس قاسية هذا الصيف، مثل موجات الحر والفيضانات، التي تم ربطها بالاحترار العالمي الناجم عن أنشطة البشر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأرصاد الجوية اليابانية السكك الحديدية اليابان انهيارات أرضية هطول أمطار غزيرة فيضانات وانهيارات أرضية غرب اليابان وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إعصار لان
إقرأ أيضاً:
ترانزيت الحياة
فايزة بنت سويلم الكلبانية
faizaalkalbani1@gmail.com
الحياة ليست سوى سلسلة من المحطات المتلاحقة، تشبه رحلات الطيران التي لا تنتهي؛ لكل منها إقلاعها وهبوطها، وكل وجهة تحمل في طياتها حكاية تختلف عن سابقتها. أمضي في رحلتي الخاصة حاملةً بين جنباتي شغفًا يلهب قلبي، وسفرًا يوسع آفاقي، وعلمًا يروي ظمأ روحي، وعملًا يضع على كتفي أعباءً تصقل شخصيتي.
كان الشغف المحطة الأولى في رحلتي، ذلك الشرر الذي أشعل في داخلي نار الفضول والاكتشاف، وجدت نفسي منجذبةً إلى عالم الكلمة المكتوبة، حيث تحولت الصحافة والكتابة إلى مرآة تعكس ذاتي، هذا الشغف جعلني أرى العالم بعينين لا تملان البحث، ولا تكلان من التطلع إلى ما هو أبعد، ومن بين ثمار هذا الشغف وُلد كتابي "ترانزيت" الذي يمزج بين حبي للكتابة وتجربتي في استكشاف عوالم الاقتصاد والحياة، ليس مجرد صفحات مطبوعة بل جسر بين الأرقام والقلوب، بين النظرية والتجربة الإنسانية، والذي تجدونه في أروقة معرض مسقط الدولي للكتاب بركن مُؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر .
لم يكن السفر مجرد تنقل بين البلدان، بل كان رحلة إلى أعماق الذات، في كل مدينة زارها قلبي قبل أن تزرها قدمي، التقيت وجوهًا تحمل قصصًا مختلفة، كصفحات من كتاب الحياة المفتوح، بعضها يحمل ابتسامة صادقة تُشرق كالشمس، وبعضها يخفي خلفها تعبًا طويلًا أو حكاية مُؤلمة، في زحمة المطارات وضجيج الرحلات، كنت أجد لحظات صفاء أتأمل فيها تناقضات الحياة، وكأن الكون يهمس في أذني بأننا جميعًا مسافرون في رحلة واحدة وإن اختلفت وجهاتنا.
أما العلم فكان المحطة التي أعادت تشكيل وعيي وفتحت أمامي أبوابًا لم أكن أعرف وجودها. اليوم وأنا أخطو أولى خطواتي نحو درجة الدكتوراه في فلسفة الاتِّصال، أجد نفسي بين كتب تهمس بحكمة العصور، وأفكار تتحدى توقعاتي، العلم علمني أنَّ المعرفة ليست وسيلة للنجاح المادي فقط، بل طريق لفهم أعمق للإنسان والوجود.
ووسط هذه الرحلة، كان العمل هو الجسر الذي يربط بين المحطات جميعها. علمني أن الحياة لا تسير كما نخطط دائمًا، بل تأخذنا إلى حيث لا نتوقع. في كل تحد واجهته، اخترت المضي قدمًا لأني أؤمن بأنَّ وراء كل صعوبة وجهًا جديدًا للحياة يستحق الاكتشاف.
اليوم وأنا أقف عند محطة جديدة من محطات الترانزيت، أدركت أن الحياة لوحة مرسومة بألوان مُتغيرة، بين الشغف الذي يلهب القلب، والسفر الذي يُوسع الأفق، والعلم الذي يُنير العقل، والعمل الذي يبني الشخصية، تعلمت أنَّ الرحلة لا تنتهي إلا عندما نُقرر أن نتوقف عن السير.
فالحياة في النهاية محطات عابرة، لكن الأثر الذي نتركه في كل محطة هو ما يجعل رحلتنا تستحق أن تُحكى.
همسة لرفقاء الرحلة..
لكل من شاركني رحلة الشغف والسفر والعلم، أقول: لنكن كالنجوم التي تضيء لبعضها في ظلمة الطريق، نتبادل الحكمة والدفء، ونصنع من رحلتنا سيمفونية إنسانية تبقى بعد أن نُغادر المحطات؛ ففي النهاية، نحن مجرد مسافرين نتبادل الحكايات والأحلام، نترك وراءنا أثرًا جميلًا، ونحمل في قلوبنا ذكرى كل وجه التقيناه وكل فكرة شاركناها.
رابط مختصر