لجريدة عمان:
2024-11-05@22:41:50 GMT

الخريف.. والسلبية المفرطة

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

لم يوفق الكثيرون ممن سارعوا إلى الانتقاد ونشر كل ما هو سلبي عن خريف ظفار هذا الموسم، وحرصوا على تسجيل ونشر كل موقف سلبي تعرضوا له وبأقصى سرعة، دون مراعاة الأبعاد التي قد يسببها هذا الانتقاد، خاصة في ظل تنافس الدول حول العالم في الترويج السياحي واستقطاب السياح؛ نظرا لأهمية السياحة في رفد اقتصاد البلدان وإنعاشه، وتنمية المؤسسات والمشروعات بكافة مستوياتها.

وكان من المأمول أن يمارس الجميع، خاصة (المواطنين) أقصى درجات الحرص، والعمل على نقل المشهد الجميل والوجه المشرق لموسم الخريف، لا أن يسارع للنقد غير (البناء)، حيث شهد موسم الخريف هذا العام منذ بدايته سيلا من النقد والسلبية، وصل ببعض الأشخاص إلى التسابق في نشر أي موقف سلبي يتعرض له بأسرع وقت.

وإذا ما عددنا أن الانتقاد من باب ـ الحرص ـ على التطوير، إلا أنه لا يكون بتلك الطريقة التي عجت بها وسائل التواصل، فهذا موسم في منطقة محدودة مكانيا، يتوافد عليها آلاف الأشخاص في مدة زمنية محدودة أيضا، وظهور بعض الجوانب السلبية وارد دائما، ولا ينبغي أن تحسب بالضرورة ( تقصيرا)، بقدر ما هي تصرفات شخصية أحيانا ولا يمكن بأي حال من الأحوال تعميمها على موسم بأكمله؛ لذلك في مثل هذه المواسم السياحية المحدودة زمنيا ومكانيا، لن يحصل فيها كل شخص منا على كل ما يلبي رغبته أو يلائم ميوله وتوجهه، فهناك متسع من الفسحة المكانية والزمانية قد تلائمك وتتناسب مع ذوقك، وفي ظرف آخر لا تصل لمستوى ما تتمناه، ولكن يبقى التطوير من موسم إلى آخر هو الحاضر دائما، ولا يمكن إنكار ذلك.

لم أزر خريف هذا الموسم، إلا أنني حرصت على الاستماع إلى الكثيرين ممن زاروه، والغالبية تجمع أنهم قضوا أوقاتا ممتعة في أجواء خريفية وصفوها بأنها (لا تفوت)، ذاكرين جوانب مضيئة في هذا الموسم الاستثنائي الذي حبا الله به بلادنا العزيزة، فقد انصب حديثهم عن جمال الطبيعة والجهود التي تبذل من الجهات المعنية في مكافحة البعوض والحرص على نظافة الأماكن السياحية، ومراقبة الأسعار وغيرها من الخدمات المقدمة للزوار على طول الطريق المؤدي إلى محافظة ظفار، وصولا إلى أحيائها وطرقها ومرافقها، وكافة الأماكن السياحية والأسواق والمؤسسات الفندقية، وتسخير المؤسسات الصحية لتقديم الرعاية الصحية والعلاجية للجميع، والحرص على سلامة الزوار عبر منظومة أمنية تسهر على راحة الجميع وأمنهم.

ولا يخفى أن البعض تحدثوا عن جوانب بحاجة إلى إعادة تنظيم مثل: عشوائية الإيجارات والمكاتب العقارية في عملية الحجوزات، مطالبين بتنظيم هذا القطاع، كما تحدث بعضهم عن الزحمة الخانقة، ولكن كانت القناعة حاضرة في حديث الجميع بأن الموسم السياحي شهد تطورا قياسا بالمواسم السابقة، وأن استمتاعهم بالخريف لم يعكر صفوها بعض الجوانب البسيطة التي يمكن معالجتها مستقبلا.

إن الإفراط في النقد، لا يفضي إلى حلول، خاصة إذا كان النقد لمجرد النقد، أو لتسجيل حضور وسط مساحات شاسعة في عالم افتراضي شاسع، يروج لنشر السلبية والوجه المغاير للحقيقة أكثر مما يظهر الجانب الإيجابي والمشرق.

كما أن المؤسسات المعنية بالتطوير والعمل الميداني في موسم الخريف مشرعة أبوابها ومواقعها للجميع لتقديم مقترحاتهم وآرائهم وأفكارهم، وقد سجل المعنيون والمسؤولون حضورهم ووجودهم في الميدان وقاموا بخطوات فورية لمعالجة العديد من الجوانب، ووضعوا في خططهم معالجة جوانب عديدة تحتاج إلى مساحة زمنية ولا يمكن حلها آنيا، وهنا كان الأجدر بمن يطمح للتطوير أن يقدم مقترحاته وأفكاره وما يراه من جوانب سلبية بالطريقة التي تضمن الهدف وتؤكد الغاية.

يتفق الجميع على أن السياحة (سمعة)، وكلما عمت السمعة الطيبة وطغت الجوانب الإيجابية على السلبية كان المردود السياحي أفضل، وفي سلطنة عمان لدينا إمكانات هائلة تدعم السياحة وترتقي بها، والتطور السياحي يمضي بشكل متقدم، ولكن تبقى الثقافة المجتمعية الحريصة على هذه السمعة عنصرا مهما في منظومة تكوين هذا الجذب السياحي، وبمصداقية وواقعية.

كما أن كل فرد في المجتمع من الضروري أن يكون حريصا على سمعة بلده ووطنه وكل ما قد يمسه، بما في ذلك المواسم السياحية التي تسعى الحكومة إلى النهوض بها، وإذا كان موسم الخريف قد مر هذا العام بكل ألق وجمال وتطور، فإن العام المقبل سيشهد المزيد من التطوير والتنظيم وهذا هو الواقع في صيرورة نهضة بلادنا العزيزة، بمضيها وتقدمها نحو الأمام بخطى واثقة وواقعية؛ لذلك من الضروري أن نكون أكثر حرصا على سمعة سياحتنا ومواسمنا السياحية، ومراعاة الأبعاد من نشر السلبية المفرطة، وذلك كله من أجل وطن نسعى فيه معا إلى تحقيق المزيد من التقدم والتطور.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: موسم الخریف

إقرأ أيضاً:

انطلاق فعاليات بورصة لندن السياحية WTM London 2024.. اليوم

قطاع السياحة المصري على موعد مع انطلاق أكبر بورصة عالمية اليوم الثلاثاء ، بـ الدورة الـ 43 للمعرض السياحي الدولي  WTM London 2024 الذي يُعقد خلال الفترة من 5 إلى 7 نوفمبر الجاري بالعاصمة البريطانية لندن.


ويشارك القطاع السياحي بـ 80 عارض تحت مظلة الجناح المصري بـ WTM London 2024 ، ويستشعر جمع كبير من السياحيين بالتفاؤل وإجراء التعاقدات والصفقات للموسم  الصيفي القادم.


على جانب أخر يشارك شريف فتحي وزير السياحة والآُثار ، اليوم في الدورة الـ 43 للمعرض السياحي الدولي  WTM London 2024 ، حيث يجري عدة لقاءات مهنية هامة.

WTM London 2024 


ويري وزير السياحة والآثار ، أن المشاركة فى المحافل والمناسبات السياحية الدولية بما يساهم في عقد عدد من اللقاءات الرسمية والمهنية الهامة لمناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك والتعرف بصورة أقرب على مطالب منظمي الرحلات وشركات الطيران المختلفة التسويقية والترويجية ومقترحاتهم بما يسهم في دفع مزيد من الحركة السياحية الوافدة لمصر من الأسواق السياحية المستهدفة.

 

وتشارك الوزارة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي في فعاليات هذا المعرض بجناح مساحته 800 متر مربع، يضم 80 مشاركا من بينهم 38 شركة سياحة و38 فندقا، بالإضافة إلى شركتي طيران هما: شركة Air Cairo وشركة Nesma، إلى جانب مشاركة محافظة البحر الأحمر وجمعية الحفاظ على السياحة الثقافية.

 

مقالات مشابهة

  • الأرصاد الجوية: مصر تدخل النصف الثاني من الخريف بانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة
  • اليوم.. انطلاق بورصة لندن السياحية WTM
  • هل تحل رسوم الدخول مشكلة السياحة المفرطة بالعالم؟
  • انطلاق فعاليات بورصة لندن السياحية WTM London 2024.. اليوم
  • ما هي الملابس المناسبة للأطفال في فصل الخريف؟.. «عشان تحميهم من البرد»
  • تألقي في موسم الخريف على خطى فساتين كيم كاردشيان (صور)
  • فيديو | محمد بن زايد: الإمارات تواصل نهجها في بناء الشراكات التنموية التي تحقق مصلحة الجميع
  • محمد بن زايد: الإمارات تواصل نهجها الثابت في بناء الشراكات التنموية التي تحقق مصلحة الجميع
  • محمد بن زايد: الإمارات تواصل نهجها في بناء الشراكات التنموية التي تحقق مصلحة الجميع
  • العكاري: فرصة التغيير التي حدث في البنك المركزي يجب أن يستثمرها الجميع