لجريدة عمان:
2024-09-19@19:53:07 GMT

الخريف.. والسلبية المفرطة

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

لم يوفق الكثيرون ممن سارعوا إلى الانتقاد ونشر كل ما هو سلبي عن خريف ظفار هذا الموسم، وحرصوا على تسجيل ونشر كل موقف سلبي تعرضوا له وبأقصى سرعة، دون مراعاة الأبعاد التي قد يسببها هذا الانتقاد، خاصة في ظل تنافس الدول حول العالم في الترويج السياحي واستقطاب السياح؛ نظرا لأهمية السياحة في رفد اقتصاد البلدان وإنعاشه، وتنمية المؤسسات والمشروعات بكافة مستوياتها.

وكان من المأمول أن يمارس الجميع، خاصة (المواطنين) أقصى درجات الحرص، والعمل على نقل المشهد الجميل والوجه المشرق لموسم الخريف، لا أن يسارع للنقد غير (البناء)، حيث شهد موسم الخريف هذا العام منذ بدايته سيلا من النقد والسلبية، وصل ببعض الأشخاص إلى التسابق في نشر أي موقف سلبي يتعرض له بأسرع وقت.

وإذا ما عددنا أن الانتقاد من باب ـ الحرص ـ على التطوير، إلا أنه لا يكون بتلك الطريقة التي عجت بها وسائل التواصل، فهذا موسم في منطقة محدودة مكانيا، يتوافد عليها آلاف الأشخاص في مدة زمنية محدودة أيضا، وظهور بعض الجوانب السلبية وارد دائما، ولا ينبغي أن تحسب بالضرورة ( تقصيرا)، بقدر ما هي تصرفات شخصية أحيانا ولا يمكن بأي حال من الأحوال تعميمها على موسم بأكمله؛ لذلك في مثل هذه المواسم السياحية المحدودة زمنيا ومكانيا، لن يحصل فيها كل شخص منا على كل ما يلبي رغبته أو يلائم ميوله وتوجهه، فهناك متسع من الفسحة المكانية والزمانية قد تلائمك وتتناسب مع ذوقك، وفي ظرف آخر لا تصل لمستوى ما تتمناه، ولكن يبقى التطوير من موسم إلى آخر هو الحاضر دائما، ولا يمكن إنكار ذلك.

لم أزر خريف هذا الموسم، إلا أنني حرصت على الاستماع إلى الكثيرين ممن زاروه، والغالبية تجمع أنهم قضوا أوقاتا ممتعة في أجواء خريفية وصفوها بأنها (لا تفوت)، ذاكرين جوانب مضيئة في هذا الموسم الاستثنائي الذي حبا الله به بلادنا العزيزة، فقد انصب حديثهم عن جمال الطبيعة والجهود التي تبذل من الجهات المعنية في مكافحة البعوض والحرص على نظافة الأماكن السياحية، ومراقبة الأسعار وغيرها من الخدمات المقدمة للزوار على طول الطريق المؤدي إلى محافظة ظفار، وصولا إلى أحيائها وطرقها ومرافقها، وكافة الأماكن السياحية والأسواق والمؤسسات الفندقية، وتسخير المؤسسات الصحية لتقديم الرعاية الصحية والعلاجية للجميع، والحرص على سلامة الزوار عبر منظومة أمنية تسهر على راحة الجميع وأمنهم.

ولا يخفى أن البعض تحدثوا عن جوانب بحاجة إلى إعادة تنظيم مثل: عشوائية الإيجارات والمكاتب العقارية في عملية الحجوزات، مطالبين بتنظيم هذا القطاع، كما تحدث بعضهم عن الزحمة الخانقة، ولكن كانت القناعة حاضرة في حديث الجميع بأن الموسم السياحي شهد تطورا قياسا بالمواسم السابقة، وأن استمتاعهم بالخريف لم يعكر صفوها بعض الجوانب البسيطة التي يمكن معالجتها مستقبلا.

إن الإفراط في النقد، لا يفضي إلى حلول، خاصة إذا كان النقد لمجرد النقد، أو لتسجيل حضور وسط مساحات شاسعة في عالم افتراضي شاسع، يروج لنشر السلبية والوجه المغاير للحقيقة أكثر مما يظهر الجانب الإيجابي والمشرق.

كما أن المؤسسات المعنية بالتطوير والعمل الميداني في موسم الخريف مشرعة أبوابها ومواقعها للجميع لتقديم مقترحاتهم وآرائهم وأفكارهم، وقد سجل المعنيون والمسؤولون حضورهم ووجودهم في الميدان وقاموا بخطوات فورية لمعالجة العديد من الجوانب، ووضعوا في خططهم معالجة جوانب عديدة تحتاج إلى مساحة زمنية ولا يمكن حلها آنيا، وهنا كان الأجدر بمن يطمح للتطوير أن يقدم مقترحاته وأفكاره وما يراه من جوانب سلبية بالطريقة التي تضمن الهدف وتؤكد الغاية.

يتفق الجميع على أن السياحة (سمعة)، وكلما عمت السمعة الطيبة وطغت الجوانب الإيجابية على السلبية كان المردود السياحي أفضل، وفي سلطنة عمان لدينا إمكانات هائلة تدعم السياحة وترتقي بها، والتطور السياحي يمضي بشكل متقدم، ولكن تبقى الثقافة المجتمعية الحريصة على هذه السمعة عنصرا مهما في منظومة تكوين هذا الجذب السياحي، وبمصداقية وواقعية.

كما أن كل فرد في المجتمع من الضروري أن يكون حريصا على سمعة بلده ووطنه وكل ما قد يمسه، بما في ذلك المواسم السياحية التي تسعى الحكومة إلى النهوض بها، وإذا كان موسم الخريف قد مر هذا العام بكل ألق وجمال وتطور، فإن العام المقبل سيشهد المزيد من التطوير والتنظيم وهذا هو الواقع في صيرورة نهضة بلادنا العزيزة، بمضيها وتقدمها نحو الأمام بخطى واثقة وواقعية؛ لذلك من الضروري أن نكون أكثر حرصا على سمعة سياحتنا ومواسمنا السياحية، ومراعاة الأبعاد من نشر السلبية المفرطة، وذلك كله من أجل وطن نسعى فيه معا إلى تحقيق المزيد من التقدم والتطور.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: موسم الخریف

إقرأ أيضاً:

قيادي بحماس: الكيان الهش يتعرض للضرب بعد أن كان بالونا منتفخا يخشاه الجميع

الثورة نت/..

أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس طاهر النونو، أن “معركة طوفان الأقصى أظهرت الكيان الهش على حقيقته، وأنه لا يستطيع الاعتماد على نفسه.”

وقال النونو في تصريحات لقناة الأقصى، الليلة الماضية: إن “الكيان يتعرض للضرب من غزة ولبنان واليمن والعراق، بعد أن كان بالونًا منتفخًا يخشاه الجميع”.

وأضاف: إن العدو الصهيوني يفشل في تحقيق أي أهداف حربه الفاشية التي يشنها على قطاع غزة.

وتابع: “مقاومو القسام حطموا خطوط الدفاع الصهيونية على الأرض خلال سويعات ضمن خطة محكمة”.. مشدداً على أن “جميع الفصائل الفلسطينية منخرطة بالمقاومة تحت لواء البندقية، وأن العلاقة بينها متينة ومبنية على عامل المقاومة ومواجهة الاحتلال”.

وعبر عن فخر حركة حماس “بوحدة الساحات المتمسكة بخيار مقاومة المحتل وزواله عن أرض فلسطين”.. لافتاً إلى أن المقاومة بالضفة تشهد تطوراً متصاعدًا وسريعًا وقويًّا في مواجهة المحتل.

كما أكد أن “حماس حركة مقاومة فلسطينية تدافع عن كل شبر في فلسطين دون تفريق أو تمييز”.. داعياً كل القيادات الحرة في العالم العربي، بالدفع لوقف الحرب النازية عن الشعب الفلسطيني في غزة.

وارتفعت حصيلة العدوان الصهيو-أمريكي العسكري المستمر على قطاع غزة إلى 41 ألفًا و226 شهيدا، بالإضافة لـ 95 ألفًا و413 مصابا بجروح متفاوتة، منذ السابع من أكتوبر 2023 الماضي، وفقاً لبيان وزارة الصحة الصادر الإثنين.

مقالات مشابهة

  • أكتوبر المقبل.. انطلاق فعاليات موسم شتاء مسندم السياحي في نسخته الثالثة
  • فعاليات متنوعة ببرنامج موسم الخريف للعام الثقافي قطر ـ المغرب 2024
  • مدان يكشف أسباب تأخر بودبوز ويصرح:”الجميع يريد تعثرنا” 
  • الأرصاد: فصل الخريف من مواسم الأمطار القوية التي تصل لحد السيول| فيديو
  • أيمن يونس: يجب تطبيق اللوائح على الجميع.. وكان الأفضل إقامة دوري مجموعتين
  • مرشحة داعمة لغزة تفاجئ الجميع وتتفوق على هاريس وترامب.. من هي جيل ستاين؟
  • بشرتك أكثر شبابا مع موسم الخريف بهذه الحلول التجميلية
  • خياراتنا المحدودة في عصر القوة المفرطة
  • السرعة المفرطة ترسل شخصين إلى مستشفى الحسيمة
  • قيادي بحماس: الكيان الهش يتعرض للضرب بعد أن كان بالونا منتفخا يخشاه الجميع