تجربة تكشف فائدة اجتماعية لتصفيف الشعر والعناية بالأظافر
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
تصفيف الشعر والعناية بالأظافر من متع الحياة الصغيرة، والآن، اكتشف خبراء أنه بالإضافة إلى منح أنفسنا دفعة معنوية، فإن ذلك يجعلنا أيضاً نتصرف بلطف أكبر تجاه الآخرين.
وجدت الدراسة أن الذين يتخذون خطوات صغيرة لتحسين مظهرهم هم أكثر عرضة للتبرع للجمعيات الخيرية بمرتين.
ووفق "دايلي ميل"، من السهل انتقاد جيل السيلفي، وتجميل أنفسهم باستمرار ومشاركة الصور المصقولة، لكن تجربة الدراسة تظهر تأثيراً جانبياً لهذا السلوك يمكن أن يفيد المجتمع.
وعن ذلك تقول الدكتورة دانيت إين غار الباحثة المشاركة: "الأشخاص الذين يشعرون بالرضا عن مظهرهم يمكنهم توجيه هذا الشعور إلى أعمال جيدة".
التجربةوفي التجربة التي تمت في بيئة افتراضية وبعضها في المختبر، طُلب من المشاركين استخدام مرشح لتحسين صورة شخصية التقطوها. وفي الوقت نفسه، طُلب من مجموعة التحكم تحسين صورة لشيء في الغرفة.
وبعد عرض صورهم المحسنة، جمع كل مشارك مظروفاً به مدفوعاته نقداً.
وبجانب المظروف كان هناك صندوق تبرعات، حتى يتمكن المشاركون من التبرع طواعية ببعض مدفوعاتهم.
وكشف التحليل أن أعضاء المجموعة التجريبية الذين رأوا أنفسهم أكثر جاذبية بعد تحسين صورهم الخاصة تبرعوا بما يصل إلى ضعف ما تبرع به أعضاء المجموعة الضابطة.
كما تضمنت تجارب الدراسة استبيانات واختبارات إلكترونية على فيسبوك، ومنها أسئلة عن الأزياء والأنماط المعمارية المفضلة لدى المشاركين، وتخيل أنفسهم بأزياء أنيقة في مناسبات اجتماعية راقية.
النتائجوفي نهاية التجربة، ظهرت نافذة منبثقة تحتوي على رابط لصفحة التبرعات.
وقام حوالي 7% ممن أجابوا على استبيان "الجمال" بالنقر على رابط التبرع، مقارنة بـ 2% ممن أجابوا على استبيان الهندسة المعمارية.
وقالت الدكتورة ناتالي كونونوف، التي أشرفت على الدراسة: "يركز مجتمعنا بشكل مهووس على المظهر الجسدي بينما ينتقد هذا السلوك السطحي في نفس الوقت".
وتابعت: "غالباً ما يتم الحكم على الأشخاص الذين يركزون على المظهر بقسوة، لكننا نظهر أن هذا السلوك قد يكون له آثار جانبية إيجابية تفيد الآخرين".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الصحة
إقرأ أيضاً:
علوم اجتماعية في عالم فوضوي
بعد عقودٍ من تقويض العلوم الاجتماعية والإنسانية وفرص تطورها عبر المؤسسات الأكاديمية حول العالم، خرجت أصوات جديدة تنكر ما فُعل بحق العلوم الاجتماعية، لتلقي عليها تهم استخدام نماذج بسيطة لقراءة الواقع الكارثي الذي نمر به جميعًا، ولا عجب أن تكون محددات هذه الأطروحات أزمات عالمية أوروبية وأمريكية، تبدأ منذ الحادي عشر من سبتمبر والأزمة المالية في 2008، وصولًا إلى كورونا والحروب الحالية التي تُشعل فتيل الشعبويات، وتعيد الاعتبار للقومية في مفاهيمها المحدودة والمنطوية على عداء تجاه الآخر.
يكتب براين كلاسيس أستاذ العلوم السياسية العالمية في كلية لندن الجامعية والباحث في جامعة أكسفورد، عن هذه المسألة ويبدأ بالإشارة الضرورية لوصف العالم الذي نعيش فيه منذ القرن الواحد والعشرين بوجود صراع يصفه «بغير المجدي» لفرض أنظمة يقينية وعقلانية على كون فوضوي، فرغم أطنان من البيانات والنماذج، إلا أنها لم تفلح في توقع ما سيحدث، وقد اختلف في هذا مع كلاسيس؛ إذ إن العديد من الأطروحات السياسية والاجتماعية تنبأت بما سيحدث في عالم يحكمه رأس المال والقلة، إلا أن المناهج التي اعتمدتها تلك الأطروحات لم تحظَ بفرصتها للانتشار، ولا الاستثمار في تطويرها عبر المؤسسات المانحة، التي يتحكم بها القلة كما سبق وأن أشرت في مقالات عديدة لي، إلا أنني أتفق معه في استخدام مناهج عفا عليها الزمن في البحوث الاجتماعية، خصوصًا معنا في سلطنة عُمان، في الجامعات والكليات التي تدرس ظواهر اجتماعية وعلاقات معقدة عبر أدوات منهجية كمية، وباستخدام عينات غير علمية في أطروحات الماجستير والدكتوراه، وتصبح معها الظاهرة عبارة عن بيانات كمية فحسب، حتى وإن كان السياق يمنع قراءتها في ضوء هذا تمامًا.
كلاسيس يطرح أمثلة على الصدف والفوضى التي قادت إلى كوارث لن ينساها التاريخ البشري أبدًا، ويطرح أسئلة العلوم الاجتماعية المهمة: إذا كانت النماذج التي نستخدمها لوصف عالمنا الاجتماعي غير مفيدة وليست دقيقة، فهل هنالك طريقة أفضل لوصفه والتنبؤ به؟ وهل ينبغي على العلوم الاجتماعية أن تبحث في «الأنماط المنتظمة» لفهم تعقيد حياة غير عقلانية ومدوخة؟ وكيف يمكن أن تتعلم العلوم الاجتماعية التنقل في فوضى عوالمنا كما نعيشها حقًا؟
تكمن المشكلة الأساسية في تبني هذه المنهجية في التفكير أن خروجنا في العلوم الاجتماعية عن الأطر المرسومة والنظريات الراسخة يعني بالضرورة تسليمنا لعالم جامح ولا مفر من ألاعيبه غير المتوقعة والعشوائية، وكلاسيس يحاول أن يقنعنا بأن العلوم الطبيعية كانت بمثابة استبصار إلهي وسّع من قدرتنا على التنبؤ والنظر لحياتنا في اللحظة الحاضرة بإشراق، على عكس البحوث الاجتماعية التي تمتلك قوة تنبؤية ضعيفة، ويقترح أن يتم ابتكار نماذج تعتمد على هذه العلوم، لا تتعامل مع المعطيات بخطية وكأنها معطيات محسومة ومستقرة، بالتأكيد لا يتحدث كلاسيس عن نتائج العلوم التطبيقية المباشرة بسذاجة، بل عن الطرق المشككة، والرصد داخل مختبرات منفتحة على قراءات لا تنطلق من فرضيات بل من جاهزية واستعداد خاصين للكشف عن شيء ما، وليس هذا فحسب؛ بل ينبغي التفكير في التطور داخل حقول هذه العلوم نفسها، وكيف أن ما بدا حقيقيًا ومسلمًا به في لحظة ما، لم يعد كذلك بعد بعض الوقت، ترى، ما الذي يجعل الإنسان داخل المختبرات أكثر انفتاحًا على رؤية خطأ قاعدة ما؟ هل نحتاج حقًا مع كل ما يحدث من حولنا للمس المادة؛ لرؤيتها تنتفخ أمامنا حتى نقر بحقيقتها؟ ألا تنتفخ جثث الناس من الحروب أمام أعيننا بدورها؟ أم أن هذه المادة لا يُفكر بها بالأهمية نفسها؟
هل يعني ذلك بالضرورة أن العلم غير تراكمي أيضًا، كما يخشى أساتذة العلوم الاجتماعية التقليديون، وينكر تاريخًا طويلًا للتحقق من نظريات اجتماعية مُجرّبة؟ ربما على أساتذتنا أن يعيدوا النظر في السياقات التي اختُبرت فيها تلك النظريات، وأنها قادمة من الغرب أيضًا، وأن يتجرؤوا على تحديها.عندما كنت طالبة ماجستير في قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس، تعلمت نظريات الإعلام نفسها التي درستها في البكالوريوس بالمناسبة، وكان لزامًا عليّ أن أقرر موضوع الأطروحة بما يتماشى مع نظرية ما، للتحقُّق في صدقية البحث الذي أجريته، لقد كان هذا بالنسبة لي كابوسًا محققًا، بداية من ضرورة الربط، وصولًا إلى هذا التحنيط المستمر للنظريات الاجتماعية.