يمانيون../
بعد شهرين وثلاثة أيام من العدوان الإسرائيلي الاجرامي على لبنان انتصر حزب الله على كيان العدو الصهيوني فخرج مذموما مدحورا مرة أخرى بعد حرب تموز في العام 2006، كل ذلك بفضل دماء الشهداء وصمود المقاومة وصبر الاهالي في لبنان، لقد انتصر الحق على الباطل وأبى الله إلا أن يتم نوره وينصر المجاهدين، واليوم يبارك الأحرار في العالم انتصار حزب الله على أشر خلق الله في الأرض (إسرائيل) بعد ضربات حيدرية قصفت عمق الكيان واحرقت الشمال وضربت بيت الأفعى نتنياهو.

حكومة التغيير والبناء في اليمن تشيد بصمود الشعب اللبناني والمقاومة

أشادت حكومة التغيير والبناء، بصمود الشعب اللبناني وحزب الله في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأمريكي الغاشم، وبإصرارهم الذي لا يلين، حيث أحبطت عزيمتُهم البطولية مرة أخرى مخططات العدو الخبيثة، وحققت انتصاراً جديداً لاستقلال لبنان وسيادته وأمنه.
وحيت الحكومة في بيان، أصدرته مع دخول وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، المقاومةَ الإسلامية في لبنان التي أثبتت التزامها الثابت بالقضية الفلسطينية رغم التضحيات الكبيرة وأبحرت بمهارة في المشهد السياسي الإقليمي الغادر وتفوقت على العدو في كل مواجهة.
وعبرت عن ثقتها في القيادة الحكيمة للمقاومة الإسلامية وقدرتها على مواجهة غدر العدو الإسرائيلي في أي لحظة.

ولفت البيان إلى أن مسارعة النازحين إلى العودة إلى مدنهم وقراهم في الجنوب دليل على فشل محاولات العدو في كسر إرادة الشعب اللبناني الذي بثبات وحزم رفض الاستسلام.
وأشار إلى أن الجمهورية اليمنية التي تشارك بقوة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسنادا لشعب فلسطين كانت دوماً متضامنة مع الشعب اللبناني والمقاومة الإسلامية وستستمر في ذلك، إيماناً منها بوحدة الساحات وبأن مصير المنطقة مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمصير فلسطين وتحرير القدس.
وأكدت الحكومة اليمنية أن الجهاد ضد العدو الصهيوني واجب مقدس، وأنها ستواصل دعم كل الجهود لمقاومة عدوانه واحتلاله، وهي على يقين بأن مجرى التاريخ سيتحول في نهاية المطاف لصالح العدالة والحرية، وسيهزم العدو بإذن الله سبحانه وتعالى.

سياسي أنصار الله يبارك الانتصار ووقف العدوان

في السياق بارك المكتب السياسي لأنصار الله، للشعب اللبناني والمقاومة الإسلامية إعلان وقف إطلاق النار مع العدو الصهيوني وبدء عودة الآلاف من النازحين إلى بيوتهم.
وأكد سياسي أنصار الله في بيان له اليوم، أن حزب الله قيادة ومجاهدين وحاضنة شعبية ضرب أروع صور الفداء لفلسطين وشعبها تجسيدا للموقف المبدئي والإيمان الصادق بالقضية العادلة.. قائلا: لقد أمكن لحزب الله أن ينتزع هذا المكتسب واجتراح هذا الانتصار بفضل الصمود والتضحيات الكبيرة والدماء الزكية التي ارتقت على طريق القدس.
وأشار إلى أن حزب الله التحم مع المقاومة الفلسطينية منذ الأيام الأولى لمعركة طوفان الأقصى التي غيرت في معادلة الصراع مع الكيان الصهيوني.. وحيا صمود الشعب اللبناني إلى جنب مقاومته الباسلة التي أكدت واقعا بأن الكلمة للميدان ونؤكد على دور الوحدة الوطنية في مواجهة العدوان.

إيران: دعمنا ثابت للبنان حكومةً وشعباً ومقاومة

من جانبها، رحّبت إيران باتفاق وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، مؤكدةً دعم طهران الثابت للحكومة والشعب والمقاومة في لبنان.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي إنّ إيران وعلى مدار نحو 14 شهراً أجرت تحرّكات دبلوماسية لإنهاء العدوان على قطاع غزّة ولبنان، مضيفاً أن العدوان الإسرائيلي المدعوم أميركياً ومن بعض الدول الأوروبية أدى إلى استشهاد نحو 60 ألفاً وإصابة 120 ألفاً آخرين، وتشريد أكثر من 3 ملايين ونصف المليون من الشعبين المظلومين في فلسطين ولبنان، ناهيك عن الدمار الهائل للبنية التحتية.

وأشار بقائي إلى أنّه وفقاً لأوامر محكمة الجنايات الدولية بشأن منع الإبادة الجماعية وإصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالات بتهمة ارتكاب جرائم حرب، فإنّ الرأي العام العالمي الذي دعا لإنهاء العدوان خلال 14 شهراً ينتظر اليوم معاقبة مجرمي الحرب في كيان الاحتلال.
كما أكّد بقائي مسؤولية المجتمع الدولي في حماية السلام والاستقرار في منطقة غرب آسيا وممارسة الضغط الفعّال على الكيان الإسرائيلي المعتدي لوقف العدوان على قطاع غزة.

تركيا ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

من ناحيتها، رحّبت تركيا بالنتيجة الإيجابية التي أسفرت عنها المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، آمله أن تكون بشكلٍ دائم.
وقالت وزارة الخارجية التركية إنّه ينبغي للمجتمع الدولي الضغط على “إسرائيل” للالتزام حرفياً بوقف إطلاق النار والتعويض عن الأضرار التي ألحقتها بلبنان.
وذكر البيان أنّ تركيا “مستعدة لتقديم الدعم اللازم لإحلال السلام الداخلي في لبنان”.
كما دعا البيان إلى العمل من أجل إعادة الاستقرار في المنطقة من خلال إعلان وقف دائم وشامل لإطلاق النار في قطاع غزّة في أقرب وقتٍ ممكن، وإنهاء سياسة “إسرائيل” العدوانية.

الأردن: وقف إطلاق النار في لبنان “خطوة مهمة

من جانبه، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية، سفيان القضاة، إن وقف إطلاق النار في لبنان “خطوة مهمة يجب أن تتبع بجهد دولي يسهم في وقف العدوان على قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية”.
وشدّد على دعم الأردن للبنان الشقيق وأمنه واستقراره وسيادته وسلامة مواطنيه، وضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بالكامل، ودعم تمكين المؤسسات الوطنية اللبنانية، وضمان إعمار ما دمّرته الحرب، وتقديم المساعدات الاقتصادية اللازمة للبنان.

مصر: الاتفاق بدء مرحلة التخفيض في المنطقة

وصفت مصر الاتفاق بأنّه خطوة من شأنها أن تُسهم في “بدء مرحلة خفض التصعيد في المنطقة عموماً”، وذلك من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 بعناصره كافة وتمكين الجيش اللبناني من الانتشار في جنوبي لبنان
كما أكّدت وزارة الخارجية المصرية الأهمية البالغة لـ”احترام سيادة لبنان وعدم التدخّل في شأنه الداخلي، وضرورة العمل على استكمال باقي مؤسسات الدولة ومن بينها الاستحقاق الرئاسي دون أي إملاءات خارجية”.
وشدّدت مصر على أنّ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، يجب أن يكون “توطئة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مع العمل على إدخال المساعدات الإنسانية دون عراقيل في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع، فضلاً عن وقف الانتهاكات غير المبرّرة في الضفة الغربية”.
ولفتت مصر إلى أنّه لا يوجد أي حلول عسكرية للأزمات في الإقليم، ويجب حلّ الأزمات عبر التفاوض والحوار وإعادة الحقوق لأصحابها والالتزام بمبادئ القانون الدولي والإنساني والشرعية الدولية، وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها، من خلال عملية سياسية جادة وفي إطار زمني محدّد يقود لإنهاء الاحتلال.

فصائل المقاومة الفلسطينية: وقف العدوان على لبنان حطّم أوهام نتنياهو وأفشل مخططاته

من جهتها أشادت فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، بصمود المقاومة والشعب اللبنانيين، والذي أدّى إلى وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.

وبارك الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة خلال رسالةٍ إلى الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، صمود المقاومة والشعب اللبناني، مباركاً استمرار المقاومين على طريق الشهداء.

وقال النخالة: “المجد لكم من فلسطين إلى لبنان ومن غزة الباسلة ورجالها ومقاوميها إلى الضاحية المقاتلة وأهلها، ولكم المجد من مقاتلي فلسطين ومقاوميها البواسل إلى مقاتلي المقاومة الإسلامية في لبنان”.
وأضاف النخالة في رسالته للشيخ قاسم “لكم المجد وأنتم تسجّلون هذا الصمود وهذا العنفوان وما زلتم ترفعون راية المقاومة عالياً بشموخ وكبرياء، ولكم المجد وأنتم ما زلتم ترفعون راية المقاومة رغم الجراح ورغم تكالب الأعداء وعلى رأسهم أميركا وحلفاؤها”.
وتابع النخالة للمقاومة الإسلامية في لبنان: “لقد قاتلتم وصمدتم وناصرتم إخوانكم في فلسطين وقدّمتم الدماء الغالية والطاهرة، لقد ناصرتم إخوانكم في فلسطين في حين لم يستطع غيركم تقديم شربة ماء للعطشى والجوعى من شعب فلسطين”.
كما أردف، بقوله: “أبارك لكم بشهدائكم الذين ارتقوا دفاعاً عن الدين وعن الكرامة وعن الوطن، أبارك لكم بمقاتليكم الشجعان البواسل في كل مكان في لبنان وخاصة المجاهدين على جبهة الجنوب، أبارك لكم بمقاتليكم الذين ما زالوا في مواقعهم صامدين وأيديهم على الزناد”.
وعقّب النخالة “سنبقى وإياكم صفاً واحداً ومقاومة واحدة حتى النصر بعون الله”. وكرّر في ختام رسالته، الكلمات الخالدة لسيد شهداء طريق القدس سماحة السيد حسن نصر الله “نحن لا نهزم.. نحن ننتصر أو ننتصر”.

حماس: وقف العدوان حطّم أوهام المجرم نتنياهو

قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس إنّ “قبول العدو الإسرائيلي بالاتفاق مع لبنان من دون تحقيق شروطه هو محطّة مهمة في تحطيم أوهام نتنياهو بتغيير خارطة الشرق الأوسط”.
وأشارت إلى أنّ “هذا الاتفاق لم يكن ليتمّ لولا صمود المقاومة في لبنان والتفاف الحاضنة الشعبية حولها”، متابعةً “مطمئنون إلى استمرار محور المقاومة في دعم شعبنا وإسناد معركته بشتى الوسائل الممكنة”.
كما أعربت حماس عن “التزامها بالتعاون مع أي جهود لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة ضمن المحددات التي توافقنا عليها وطنياً”.

عطايا: المقاومة أجبرت العدو على الانصياع وأفشلت مخططاته

بدوره، قال عضو المكتب السياسي في الجهاد الإسلامي إحسان عطايا في تصريحاتٍ للميادين، إنّه “يومٌ مشهود وتاريخي انتصرت فيه المقاومة في لبنان وكل المنطقة”.
وأضاف عطايا أنّ “مسارعة النازحين إلى العودة رغم الدمار تعكس الثقة برجال المقاومة الذين سطّروا الملاحم البطولية”، مشيراً إلى أنّ “الشعب اللبناني المقاوم استطاع تحدّي كل العالم بالعودة إلى مناطقه ولم يبالِ بكلّ التهديدات”.
ولفت إلى أنّ “المقاومة أجبرت العدو على الانصياع وأفشلت مخططاته ونحن نعتبر أن هذا الانتصار هو انتصار لغزة”، مردفاً أنّ “ما قدّمه الشعب اللبناني ومقاومته لفلسطين لم يقدّمه أحد في العالم ونحن مدينون لهم ونأمل تحقيق الانتصار الكبير”.
وشدد عطايا على أنّ صمود شعب غزة أيضاً سيثمر نصراً على العدو الذي يحاول الترويج لـ”إنجازات” في وقت حقق فيه هزيمة نكراء.
وأكّد أنّ “الشعب اللبناني المقاوم أربك وهزم العدو الذي بات مضطراً للتوصل إلى تسوية في غزة”.

الجبهة الشعبية: حزب الله أثبت وحدة الكفاح في وجه “الكيان”

من جانبها، توجّهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالتحية لشعب لبنان الصامد ومقاومته الباسلة والشجاعة، مؤكدةً أن توقّف العدوان جاء بعد صمود طويل وتضحيات هائلة قدّمها شعب لبنان وحزب الله الذي أثبت بمواقفه الصلبة وبمبادرته الشجاعة لدعم شعبنا وحدة الكفاح في وجه العدو الإسرائيلي.
وجدّدت الجبهة تأكيد ضرورة نهوض الكل العربي والقيام بواجباته في مواجهة العدوان الشامل على الشعوب العربية، مشددةً على “أهمية استنهاض الموقف الشعبي العربي دفاعاً عن شعب فلسطين في وجه حرب الإبادة”.

حركة المجاهدين: لاستنهاض الأمة من أجل وقف العدوان على غزّة

أشادت حركة المجاهدين الفلسطينية، بصمود وتضحيات الشعب والمقاومة في لبنان الذين ساندوا الشعب الفلسطيني في ظل التخاذل والتآمر الكبير.
وقالت الحركة في بيانٍ لها إنّ “المجاهدين صمدوا ووجّهوا الضربات الموجعة للكيان الغاصب المدعوم بشكلٍ غير محدود من أميركا ورؤوس الشر في العالم”.
وتابع البيان أنّ “التضحيات العظيمة وقوافل الشهداء العظام الذين قدّمتهم المقاومة في لبنان يتقدّمهم سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله زادت المقاومة رسوخاً وتجذّراً وإصراراً على المضي في طريق المقاومة حتى تحقيق النصر بإذن الله”.
وشدّدت على ضرورة “استنهاض الأمة بكلّ مكوّناتها لوقف حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة”.

حركة فتح :وقف إطلاق النار انتصارٌ لكلّ محور المقاومة

كذلك، باركت حركة فتح الانتفاضة لأخوة الدم والكفاح في حزب الله والمقاومة اللبنانية ولكلّ أحرار العالم هذا الانتصار المؤزّر.
وأكّدت الحركة في بيانٍ لها أنّ “هذا الانتصار هو انتصارٌ لكلّ محور المقاومة، وهو انتصار الحق على الباطل، فاليوم تزهر دماء الشهداء وعلى رأسهم صاحب الوعد الصادق سند الشعب الفلسطيني الشهيد القائد السيد حسن نصر الله نصراً تاريخياً بعد صمود أسطوري للمقاومة الإسلامية في لبنان”.
وشدد البيان على أنّ “صمود غزة ومقاومة غزة والحاضنة الشعبية للمقاومة في كل أنحاء فلسطين وبدعم كل الأحرار ومحور المقاومة ستزهر نصراً قريباً بإذن الله”.

كتائب حزب الله العراق: لن نترك أهلنا في غزة مهما بلغت التضحيات

أكدت كتائب حزب الله العراق أن إيقاف إطلاق النار بين جبهتي الصراع في لبنان والكيان الصهيوني ما كان ليكون لولا صمود مجاهدي حزب الله.
وأشارت إلى أن استراحة طرف من محور المقاومة لن يؤثر على وحدة الساحات بل ستنضم أطرافا جديدة تعزز ساحة الصراع المقدس لمواجهة أعداء الله، مؤكدة موقفنا الثابت من القضية الفلسطينية وهو أصل تُبذل له الدماء الغالية كما بُذلت في لبنان وقوى المحور.
وشددت كتائب حزب الله العراق أنها لن تترك أهلنا في غزة مهما بلغت التضحيات غير مكترثين بتهديدات الأعداء وطرق غدرهم وأساليب إجرامهم.

حزب الله: حققنا الانتصار بعد شهرين من الجهاد

قال نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله اللبناني محمود قماطي، إننا حققنا الانتصار اليوم بعد شهرين من الجهاد المتواصل والصمود والإرادة والعدو لم يحقق أي هدف من أهدافه.

وتابع قائلاً: “صمود المقاومة في الجنوب أفشل العدو وأفشل العدوان على الشرق الأوسط أيضاً”.. مؤكداً أن ما جرى اليوم هو انتصار للأمن القومي العربي.
وأردف: تحية لبيئة المقاومة التي صمدت وصبرت وكانت وفية ومضحية في سبيل دعم المقاومة وصمودها ونحن أوفياء لهذه البيئة.
وقال قماطي: نحضر اليوم لتشييع الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين الذي سيكون استفتاء شعبياً وسياسياً لتبني نهج المقاومة.
وأضاف: “سنتابع موضوع الأسرى كما موضوع إعادة الإعمار، وأقول للرأي العام اللبناني إنه عندما يفشل العدو في تحقيق أهدافه ويصل إلى نقطة الاستعصاء العسكري فهذا هو الانتصار.

وتابع: حماس والجهاد الإسلامي يشكران المقاومة وقادتها ونقول اليوم إننا لن نترك فلسطين وهي قضيتنا الأساسية.
وأكد قماطي أن كيفية استمرار دعم حزب الله لفلسطين هو أمر يُقرر في حينه، وقال: “الفضل في الانتصار يعود أولاً إلى المقاومة وثانياً إلى الموقف السياسي الرسمي وثالثاً إلى بيئة المقاومة”.

واختتم قماطي حديثه بالقول: “الفضل في هذا الانتصار يعود إلى التفاوض الصلب للمفاوض السياسي اللبناني وفي طليعته الرئيس نبيه بري”.

الثورة نت – هاشم علي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی لبنان العدوان الإسرائیلی المقاومة الإسلامیة الإسلامیة فی لبنان المقاومة فی لبنان العدو الإسرائیلی وقف العدوان على وزارة الخارجیة الشعب اللبنانی محور المقاومة صمود المقاومة هذا الانتصار حسن نصر الله على قطاع غز هو انتصار على لبنان فی فلسطین قطاع غز ة حزب الله إلى أن ة التی

إقرأ أيضاً:

حزب الله في لبنان.. من حرب العصابات إلى احتكار العمل المقاوم

في هذه المرحلة الدقيقة من مراحل الصراع مع إسرائيل، وفي ظل تحوّلات دراماتيكية تعيشها قوى المقاومة في لبنان وغزة والمنطقة، يبدو "حزب الله" مُحاطاً بجملة من التحديات المصيرية. فالحزب الذي نشأ في سياق مجابهة الاحتلال الإسرائيلي للبنان منذ العام  1982، وتطوّر ليصبح قوة سياسية وعسكرية يمتد تأثيرها إلى دول عديدة في المنطقة، يجد نفسه اليوم أمام امتحان صعب. إمتحانٌ لا يقتصر على الاستمرار في دوره كمقاومة مسلحة، ولا على المشاركة الفعّالة في منظومة الحكم اللبنانية المعقّدة، بل يتعداها إلى الحفاظ على فكرة "الممانعة" التي تمحور حولها تحالفٌ جمعه مع إيران وسوريا، وفصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وقوى أخرى في العراق واليمن. التحالف سُمّي بالمحور، ووُصف "حزب الله" تارة بأنه "درّة تاجه" وتارة أخرى بأنه "قلبه"، لكنّه يواجه اليوم متغيّرات استراتيجية أبرزها التحول في أولويات إيران بعد تقاربها المرحلي مع قوى غربية وإقليمية، وتبدّل التموضعات السياسية في العالم العربي والاهم من ذلك نتائج الحرب الأخيرة التي أرست قواعد اشتباك جديدة ليست في صالح الحزب ولا المحور الذي يضمه.

"عربي 21" ينشر حلقة جديدة من سلسلة مقالات حول "حزب الله"، يركّز فيها على ظروف نشأة الحزب وخلافه مع الأحزاب والمجموعات الإسلامية واليسارية الناشطة في تلك المرحلة وصولاً إلى احتكاره العمل المقاوم في لبنان طوال أكثر من 40 عاماً.

محتشمي وفضل الله والموسوي 

من الآية (56) من سورة المائدة "وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ"، اختار المؤسِّسون اسم الحزب الوليد. وكان المقال السابق قد تطرق إلى ظروف نشأة حزب الله عام 1982 في خضم الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي بدعم ورعاية من الحرس الثوري الإيراني الذي أرسل عناصره للمساعدة والتدريب وكان على رأسهم رجل الدين السيد علي أكبر محتشمي بور، الذي وُصف بالأب الروحي لحزب الله إذ أدرك منذ البداية أن "القوة" الناشئة التي نجحت في ملء الفراغ الناجم عن غياب مقاومة منظمة ضد الاحتلال، ستتحول إلى حزب عسكري وسياسي قادر على تغيير المعادلات، فأسماها "حزب الله".

محتشمي بور كان صديقاً مقرباً من قائد الثورة الإسلامية آية الله روح الله الخميني خلال تواجده في المنفى، وكان قد أرسله خلال تلك المرحلة إلى الشرق الأوسط بهدف نسج علاقات مع الحركات الإسلامية ومن بينها منظمة التحرير الفلسطينية، ثم عينه بعد انتصار الثورة سفيراً لإيران في سوريا (1982 ـ  1986) فلعب دور الوسيط بين دمشق وطهران لتسهيل نقل الحرس الثوري الإيراني إلى سهل البقاع اللبناني، تحت غطاء المساعدة في "مقاومة الاحتلال الإسرائيلي" وشكّل هذا التنسيق قاعدة انطلاق لتأسيس البنية التنظيمية والعسكرية لحزب الله.

وقام محتشمي بور برعاية وتوحيد الفصائل الشيعية المسلحة (مثل حزب الدعوة، وأمل الإسلامية المنشقة عن حركة أمل وتنظيمات طلابية دينية) تحت راية واحدة، مما أدى إلى تشكيل حزب الله. وأشرف على تحويل الأموال والدعم اللوجستي للحزب في بداياته، ولعب دورًا أساسيًا في صياغة البيان التأسيسي للحزب الله، الذي تضمّن تبنّي ولاية الفقيه والانتماء للخميني كـ"قائد أعلى".

صحيحٌ أن حزب الله انبثق من الحركات الإسلامية الناشطة في تلك المرحلة، لكنه أيضاً جمع كوادر عسكرية مهمة كانت تعمل مع المقاومة الفلسطينية وبخاصة حركة فتح وكان الحاج عماد مغنية القائد العسكري الراحل للحزب أحد أبرز هذه الكوادر وقد اغتالته إسرائيل خلال تواجده في سوريا عام 2008.

ولا بدّ من الإشارة  إلى دور آية الله السيد محمد حسين فضل الله في رعاية الحزب اذ كان يوصف بمرشده الروحي جنباً إلى جنب مع السيد محتشمي بور. ومعلومٌ أن محتشمي بور تعرض لمحاولة اغتيال في العام 1984 عبر كتاب مفخخ، لدوره في تأسيس الحزب، أدت الى قطع أصابع يده وإحداث جروح في وجهه. فيما تعرّض أيضاً السيد محمد حسين فضل الله لمحاولة اغتيال فاشلة بانفجار سيارة مفخخة قرب منزله في بئر العبد عام 1985 وذلك لاعتباره قائداً للحزب وليس فقط مرشداً روحياً له. ولاحقاً، تعرّض الأمين العام لحزب الله السيد عباس الموسوي للاغتيال عام 1992 وأخيراً أمينه العام السيد حسن نصرالله.

الخلاف مع الحركات اليسارية و"أمل" و"حزب الدعوة"

لم يكتفِ "حزب الله" بتقديم نفسه كمشروع مقاومة إسلامية شيعية عقائدية بديلة للحركات المتفرقة القائمة بل سعى إلى الحلول محلها تدريجياً، عبر استقطاب عناصرها ومزاحمتها ميدانيًا. من حركة "أمل" إلى المقاومة التعددية التي كانت منتشرة منذ احتلال الجنوب عام 1978 في الجنوب أي منذ ما قبل اجتياح العام 1982 (الحزب الشيوعي، الحزب السوري القومي الاجتماعي، وحزب البعث، والناصريون...) لكنّ هذا الاحتكار تطلّب معارك سقط خلالها ضحايا كثر من جميع الأطراف ولم يكن لينجح من دون عودة الأحزاب اللبنانية الى الانخراط في الحرب الاهلية والخلط بين المقاومة والحرب.

ولعل أبرز مثال على ذلك هو إحراق القرى المسيحية في منطقة شرق صيدا عام 1985 وهي المنطقة التي تفصل الجنوب الشيعي عن منطقة جزين المسيحية، نتيجة مواجهات اندلعت بين ميليشيات الأحزاب الطائفية، فيما بقي حزب الله بمنأى عن تلك الممارسات فكرّس نفسه القوة المهيمنة في ساحات المواجهة مع إسرائيل، وفق رؤيةٍ وأهدافٍ ثلاثٍ: إقامة الدّولة الإسلامية، الجهاد والتمثل بالإمام الحسين، وتبنّي مرجعية ولاية الفقيه. وقد شرح  هذه الرؤية والأهداف الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام الحالي لحزب الله في كتابه "حزب الله: المنهج، التجربة، المستقبل - لبنان ومقاومته في المواجهة".

عندما تكوّنت نواة حزب الله إبان اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982 إنشق عدد من أعضاء حركة "أمل" وهي حركة شيعية كان قد أسسها الإمام موسى الصدر عام 1974، بدافع مزدوج. فهو من جهة، الولاء الأيديولوجي لنهج الثورة الإسلامية المنتصرة في إيران، ومن جهة أخرى هو تبنّي موقف أكثر راديكالية وحسمًا ضد الاحتلال الإسرائيلي مقارنةً بموقف "أمل" الذي اعتبره المؤسسون الجدد متهاونًا أو ملتبسًا خصوصا عندما انخرط زعيم الحركة المحامي الشاب نبيه بري في هيئة الإنقاذ الوطني مع كل من مؤسس القوات اللبنانية بشير الجميل، وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وزعيم حركة الوطنيين الأحرار كميل شمعون، وكان قد شكلها رئيس الجمهورية  يومذاك الياس سركيس بإشرافٍ أميركي.

لم يكتفِ "حزب الله" بتقديم نفسه كمشروع مقاومة إسلامية شيعية عقائدية بديلة للحركات المتفرقة القائمة بل سعى إلى الحلول محلها تدريجياً، عبر استقطاب عناصرها ومزاحمتها ميدانيًا. من حركة "أمل" إلى المقاومة التعددية التي كانت منتشرة منذ احتلال الجنوب عام 1978 في الجنوب أي منذ ما قبل اجتياح العام 1982 (الحزب الشيوعي، الحزب السوري القومي الاجتماعي، وحزب البعث، والناصريون...) لكنّ هذا الاحتكار تطلّب معارك سقط خلالها ضحايا كثر من جميع الأطراف ولم يكن لينجح من دون عودة الأحزاب اللبنانية الى الانخراط في الحرب الاهلية والخلط بين المقاومة والحرب.وعندما عرَّف الحزب عن نفسه بأنه جزء من الأمة الإسلامية ويتبع ولاية الفقيه (أي مرجعية المرشد الأعلى في إيران) وضع نفسه على طرف نقيض من بعض الأحزاب والحركات الإسلامية الناشطة في تلك المرحلة، ما زاد من توتّر علاقته مع الدولة اللبنانية ونظامها الطائفي الذي رفض ـ في المرحلة الأولى ـ الاعتراف بشرعيته واعتبره "نتاجًا للاستعمار".

واصطدم حزب الله بدايةً مع الحزب الشيوعي اللبناني والفصائل اليسارية التي كانت قد أطلقت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) التي اتسمت بالتعددية، فوقعت اشتباكات محدودة في بيروت والبقاع بين حزب الله وعناصر المقاومة اليسارية، انتهت أغلبها بتهميش اليساريين وتكريس النفوذ الشيعي في تلك المناطق. ويتهم بعض اليساريين "حزب الله" باغتيال عدد من المفكرين المعارضين للفكر الإسلامي، مثل المفكر الشيوعي مهدي عامل (18 أيار مايو 1987) والباحث الشيوعي في الفكر الإسلامي حسين مروّة (17 شباط فبراير 1987) فيما يستبعد البعض الآخر أن يكون اغتيالهما قد تم بقرار منظم ويرجّح أن أفراداً غير منضبطين استفادوا من فوضى الحرب الأهلية لتصفية كل من يرون فيه خطراً على وجودهم.

أما على الصعيد الشيعي الداخلي، فشهدت علاقة حزب الله مع حركة "أمل" و"حزب الدعوة" تنافسًا على النفوذ ونزاعاً مبنيّاً على اختلاف أساليب العمل واختلاف المرجعية الفكرية والدينية، فتحوّل النزاع مع "أمل" إلى صراع دموي فيما بقي النزاع مع حزب الدعوة تنظيمياً.

برغم تعاون "حزب الله" و"أمل"، مبدئيًا، ضد الاحتلال الإسرائيلي إحتدم الخلاف بينهما حول الموقف من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 425 الذي انتقده حزب الله لوجود التباسات فيه ولاعترافه الضمني بـ"دولة" إسرائيل وحدث ما يشبه السباق بين الحركة والحزب على أحقيّة القيادة في الساحة الشيعية والمقاومة. وبلغت الخلافات ذروتها خلال ما عُرف بـ"حرب الإخوة" أواخر الثمانينات، حين نفّذ الطرفان سلسلة اغتيالاتٍ متبادلة استهدفت الكوادر والأعضاء. إلى أن توسّطت كل من إيران وسوريا لوقف الاقتتال بينهما وتم التوصل إلى هدنة في أوائل العام 1989 تكرست لاحقاً باتفاقٍ أبرمه الطرفان عام 1990 برعاية إيرانية ـ سورية وقد بُني على معادلة: أمل قوة سياسية، وحزب الله قوة مقاومة.

ويكشف رامي علّيق، القيادي السابق المنشق عن حزب الله، في كتابه "طريق النحل" عن بعض فصول الصراع الدامي مع حركة "أمل" ويروي تجارب الاعتقال والتعذيب المواجهات العسكرية الدموية بين الطرفين ومن بينها حادثة وقعت عام 1986 في وادي بلدة شوكين قرب النبطية حيث كان الحزب يجري تدريبات ومناورات:

"حضر أفراد الأمن في حركة أمل بعد انتهاء المناورات لسماعهم طلقات الرصاص ودويّ الانفجارات وحصل تلاسن بينهم وبين أفراد الحزب المشرفين على الدورة فصادروا الأسلحة والمتفجرات (...) بعد انتهاء الدورة كنا على وشك التوجه إلى البقاع لإجراء بعض التدريبات إلا أن التشنجات بين الفريقين أدت إلى إطلاق نار من قبل حاجز عسكري للحركة عند تقاطع بلدات حاروف والنبطية والدوير على موكب للحزب يضم شخصيات إيرانية كان متوجهاً إلى بلدة جبشيت. وشكّل هذا الحادث الشرارة الأولى للقتال بين الفريقين".

أما الخلاف مع "حزب الدعوة" الإسلامي وهو الفرع اللبناني لحزب الدعوة الذي أسسه السيد محمد باقر الصدر في العراق عام 1959 وكان الراحل السيد محمد حسين فضل لله مرشده الروحي، فبدا الخلاف فكرياً وتنظيمياً ولم يتّخذ منحى صدامياً. ذلك أن حزب الدعوة اعتمد خلال سنوات نشاطه منذ السبعينات على السرية والتنظيم تحت الأرض، مستندًا إلى تقاليد التقية الشيعية لحماية "المجتمع" من الاضطهاد، وكان مرتبطاً بالمرجعية التقليدية في النجف (العراق) فيما تبنى حزب الله نهجًا أكثر علنية في العمل السياسي والعسكري وكان مرتبطاً بولاية الفقيه بقيادة الإمام الخميني، ما أدى إلى اختلاف في التوجهات العقائدية والسياسية. ومع مرور الوقت، وخصوصًا بعد اندماج العديد من أعضاء حزب الدعوة في حزب الله، تلاشى الخلاف التنظيمي بين الحزبين منتصف العام 1984 وإن كانت التباينات الفكرية والعقائدية قد أثرت أحياناً في العلاقة بين الأعضاء الوافدين من حزب الدعوة وأولئك المنتمين أساسًا إلى حزب الله.

احتكار المقاومة

تصدّر "حزب الله" العمل المقاوم بعد انتهاء الحرب الأهلية في لبنان وتوقيع وثيقة الوفاق الوطني اللبناني التي عُرفت بـ "اتفاق الطائف" في أيلول سبتمبر من العام 1989. وبموجب هذا الاتفاق جرى حلّ جميع المجموعات المسلحة في لبنان وتسليم أسلحتها للدولة، باستثناء تلك التي اعتُبرت "مقاوِمة" ضدّ الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان ما أتاح استمرار نشاط "حزب الله" في الجنوب إلى حين انسحاب إسرائيل منه عام 2000.

وكانت هيمنة النظام السوري آنذاك (نظام البعث) على القرار في لبنان طوال فترة التسعينيات وحتى العام 2005 قد لعبت دوراً مساعِداً لحزب الله وضامناً لشرعية سلاحه فصار حزب الله القوّة المقاومة الوحيدة على الأرض فيما تلاشى حضور حزب الدعوة والقوى اليسارية وتحولت حركة أمل إلى قوة برلمانية وسياسية. وانفرد حزب الله بعمليات المقاومة وبفضل تكتيكاته الفعالة في حرب العصابات وتطوير قدراته (مثل استخدام صواريخ الكاتيوشا ضد مواقع الاحتلال)، نجح الحزب في إنهاك الجيش الإسرائيلي.

في موازاة ذلك، انتقل الحزب من رافض للنظام اللبناني القائم (وفق ما ذُكر في بيانه التأسيسي 1985) إلى مشارك فيه من أجل تأمين غطاء سياسي لأجندته المقاومة وحرص على الاندماج في المؤسسات السياسية اللبنانية، ودخل البرلمان بكتلة نواب منذ العام 1992 وشارك لاحقًا في حكومات وحدة وطنية. فوصف البعض هذه الصيغة بـ"المعادلة الهجينة" التي يشكل فيها حزب الله "دولة موازية داخل الدولة اللبنانية" إذ يملك جيشاً وجهازاً أمنياً ومؤسّسات خدماتية خاصة به، وفي الوقت يشارك في صناعة القرار السيسي عبر ممثليه في البرلمان والحكومة.

انتقل الحزب من رافض للنظام اللبناني القائم (وفق ما ذُكر في بيانه التأسيسي 1985) إلى مشارك فيه من أجل تأمين غطاء سياسي لأجندته المقاومة وحرص على الاندماج في المؤسسات السياسية اللبنانية، ودخل البرلمان بكتلة نواب منذ العام 1992 وشارك لاحقًا في حكومات وحدة وطنية.وفي كتابه "حزب الله: المنهج، التجربة، المستقبل ـ لبنان ومقاومته في المواجهة" عدّد الشيخ نعيم قاسم المحطات البارزة في تاريخ حزب الله (حتى تاريخ صدور الكتاب عام 2005) ومن بينها حرب نيسان (بريل) 1996 وعملية أنصارية واستشهاد نجل الأمين العام الراحل السيد حسن نصرالله هادي نصرالله وتحرير الجنوب في أيار مايو 2000. وعن التحرير قال قاسم:

"إن قيمة الانتصار بكونه تحدياً لإسرائيل وليس تحدياً لأي طرف في منطقتنا، وهو يهدف إلى التحرير من دون المقايضة في بازار الأثمان السياسية الرخيصة، وهو حقيقة دخلت التاريخ المعاصر من أوسع أبوابه ليؤسس لحقبة جديدة تتطلب من جميع القوى والأحزاب والفاعليات إعادة النظر في منطلقاتها وتربيتها وأساليب عملها، مستفيدة من تجربة المقاومة في لبنان".

لكن إعادة النظر، في الواقع، دفعت بعض القوى والأحزاب إلى المطالبة بنزع سلاح حزب الله لانتفاء الحاجة إليه. فإصرار الجانب اللبناني أمام الأمم المتحدة على أن الانسحاب الإسرائيلي ليس كاملاً لأن منطقتي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ما تزال محتلة، لم يقنع جميع الأطراف.

وبذلك، بدأ الحديث الجدي في لبنان عن ضرورة نزع سلاح حزب الله بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في أيار مايو من العام 2000، لكنه لم يتحوّل إلى أولوية لدى بعض الأحزاب أو إلى خطاب سياسي صريح إلا بعد العام 2005، وتحديدًا عقب اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وخروج الجيش السوري من لبنان.

وفي كل تلك المراحل، كان الحزب يشدد على أن انسحاب إسرائيل غير مكتمل وأن خطر الاعتداء ما يزال قائماً كما أن بقاء بعض الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية يمثل تحدياً يبرر الاحتفاظ بالسلاح. واقترحت بعض القوى فكرة دمج سلاح الحزب ضمن استراتيجية دفاعية وطنية داعيةً إلى تطبيق القرار 1559 الذي ينص على نزع السلاح من "الميليشيات" معتبرين أن حزب الله واحد منها. فرفض الحزب جميع هذه الدعوات، معتبرًا أن سلاحه جزء من "المعادلة الدفاعية" ضد إسرائيل، وأن القرار 1559 يخدم أجندات خارجية (أميركية وإسرائيلية). وتمسك بخطاب "الجيش والشعب والمقاومة" كمرتكز للسيادة.

إلى أن حدث التحول الكبير بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وبروز تيار سياسي واسع عُرف لاحقًا بـ"قوى 14 آذار" طالب بشكل صريح بتنفيذ القرار 1559 الذي يدعو إلى نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية (في إشارة إلى سلاح حزب الله والسلاح في المخيمات الفلسطينية) وضم تيار 14 آذار الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية وتيار المستقبل وكان خطاب هؤلاء يركّز على أن بقاء سلاح الحزب يُضعف الدولة، ويُبقي قرار الحرب والسلم خارج المؤسسات الرسمية، ويجعل من لبنان ساحة لصراعات إقليمية.

خطابٌ يتكرر اليوم بحدّة أكبر، ليعمق الانقسامات الداخلية اللبنانية، ويحوّل النقاش حول سلاح الحزب من كونه مسألة "مقاومة" إلى مسألة نزاع داخلي يتقاطع فيه الأمني بالسياسي، وتُطرح فيه تساؤلات حول مستقبل التوازن الوطني، وهو ما سيكون محور التقرير التالي الذي يتناول محطات صعود حزب الله سياسياً والنزاع الداخلي بينه وبين باقي القوى السياسية اللبنانية منذ العام 2005 حتى اليوم.

*باحثة وإعلامية لبنانية

مقالات مشابهة

  • سلاح المقاومة… درع الكرامة وخط النار الأخير في وجه العدوان الصهيوني
  • معركة الثقافة والمصطلحات.. ما سر انزعاج العدو الإسرائيلي من الأسماء الأصلية للمدن الفلسطينية؟
  • سلاح حزب الله: الحاجة والضرورة لردع العدو الصهيوني
  • السيد القائد: اعتداءات العدو الإسرائيلي في لبنان كبيرة وانتهاكاته جسيمة والمسؤولية الآن تقع على عاتق الدولة
  • الرئيس اللبناني: مواصلة الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس يجب أن ينتهي في أقرب وقت
  • حزب الله في لبنان.. من حرب العصابات إلى احتكار العمل المقاوم
  • الرئيس اللبناني: أي موضوع خلافي في لبنان يحل بالحوار
  • ‏الرئيس اللبناني: استمرار الاحتلال الإسرائيلي لـ 5 تلال جنوبي لبنان لا يساعد على استكمال تطبيق القرار 1701
  • هل يتجه الداخل اللبناني إلى الاستقرار؟
  • شاهد | العدو الإسرائيلي يقر أن العدوان الأمريكي على اليمن سيفشل