هل باتت غزة قريبة من اتفاق لوقف إطلاق النار على غرار لبنان؟
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
ينظر الفلسطينيون في قطاع بتفاؤل كبير بشأن الوصول إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة قريبا، على غرار ما جرى في لبنان، لتنتهي بذلك معاناة متواصلة منذ أكثر من عام، بفعل العدوان الوحشي وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال في غزة.
وقال فلسطينيون في غزة لمراسل "عربي21" إنه آن الأوان لوقف العدوان، معبرين عن فرحتهم بوقف نزيف الدماء في لبنان، ومتمنين أن يتوقف القتل الوحشي في غزة أيضا في وقت قريب.
وأضافوا أن الأولية والجهود يجب أن تنصب حاليا على إنهاء معاناة أهالي القطاع الذي شردوا ودمرت بيوتهم، ومازالوا يعانون القتل والجوع والحرمان منذ عام ويزيد، مؤكدين أن وقف إطلاق النار هو اختبار حقيقي للإنسانية وللإرادة الدولية التي ظلت عاجزة، وما زالت عن وقف بطش الاحتلال بحق شعب أعزل، في ظل دعم أمريكي مطلق للعدوان.
وعبروا عن أملهم في أن يؤدي اتفاق لبنان إلى تحريك المياه الراكدة نحو التوصل إلى اتفاق مماثل في قطاع غزة، معبرين في الوقت نفسه عن خشيتهم من أن لا ينعكس ذلك سلباً على القطاع؛ من خلال تكثيف جيش الاحتلال للمجازر وحرب الإبادة.
وبدأ الأربعاء، سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله والاحتلال، يمتد إلى 60 يوما متواصلة، بعد جهود ووساطة فرنسية أمريكية، وسط ترحيب دولي واسع.
مؤشرات تدعو للتفاؤل
ورغم حالة الجمود في ملف المفاوضات بين دولة الاحتلال والمقاومة في غزة، والتعنت الذي تبديه حكومة الاحتلال بشأن مطالب المقاومة، إلا أن مؤشرات جديدة قد تدعو للتفاؤل، بينها توجه وفد أمني مصري رفيع إلى تل أبيب الخميس، لإجراء محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن مناقشة وقف إطلاق النار في غزة.
يأتي هذا التحرك، عقب ساعات قليلة من تصريح للرئيس الأمريكي، جو بايدن قال فيه، إن الولايات المتحدة سوف تعمل مع الشركاء خلال الأيام المقبلة على وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف بايدن في منشورعبر حسابه في "إكس": أنه "خلال الأيام المقبلة، ستبذل أمريكا جهدا آخر مع مصر وقطر وتركيا وإسرائيل وآخرين للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين وإنهاء الحرب".
"أكثر واقعية"
رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، قال الأربعاء، إنّ: "التسوية في لبنان تفتح نافذة فرص أمام إعادة الأسرى المتواجدين في غزة"، داعيا إلى "عدم إهدار فرصة أخرى".
وأضاف هرتسوغ، خلال مؤتمر، من القدس المحتلّة: "يجب أن نعمل بجهد وبكل قوتنا للوفاء بواجبنا الأسمى، وهو إعادة إخواننا وأخواتنا المختطفين في غزة".
بدوره، يعتقد الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبوزيد، أن الذهاب إلى وقف إطلاق النار في غزة أصبح أكثر واقعية حاليا، خاصة مع ارتفاع فاتورة تكاليف الاحتلال سياسيا واقتصاديا وعسكريا واجتماعيا.
ورأى أبوزيد في حديث خاص لـ"عربي21" أنه "حتى وإن تنازلت المقاومة عن بعض شروطها ضمن معيار التمسك بشرط تبادل الأسرى، فإن ذلك يعتبر بيئة يمكن أن تدفع إلى صياغة مبادرة قد تكون مقبولة الآن أكثر من أي وقت مضى".
انعكاس اتفاق لبنان على غزة
وفي تعليقه على موافقة الاحتلال على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وانعكاس ذلك على الموقف الاستراتيجي للحرب في غزة قال أبو زيد، إن حركة حماس والمقاومة في غزة التي رحبت بالاتفاق، تدرك طبيعة ما يجري والمعادلة بشأن وحدة الساحات، والتي تحكم العلاقة الاستراتيجية لمحور المقاومة".
مضيفا: "وحدة الساحات واستقلالية الجبهات والتصرف بما تقتضيه مصلحة فصائل المقاومة، هي معادلة تفهمها المقاومة في غزة وتدرك منذ البداية أن إسناد حزب الله ساعد بإشغال الاحتلال، ولكن لم يكن جزءا من معركة المقاومة في غزة، ولذلك جاءت تصريحات المقاومة في غزة عشية الموافقة على الاتفاق في لبنان بالاستمرار بالقتال واستنزاف قوات الاحتلال في غزة".
وأكد أبو زيد أن قوات الاحتلال المستنزفة إلى حد بعيد في جنوب لبنان و ألوية النخبة (غولاني، وحدة ايغوز، فرقة المظليين 98 ) التي اشتركت في جنوب لبنان تعرضت لخسائر كبيرة لن تمكنها من العودة إلى القتال في غزة لمدة 3-4 أشهر على الأقل، لأنها تحتاج إلى إعادة ترميم نتيجة الخسائر التي تعرضت لها، ما يعني أن المقاومة قادرة على استنزاف الـ 6 الوية الموجودة في غزة وعلى رأسها لواء كفير ولواء غفعاتي الذين استنزفوا شمال غزة، وتكبدوا خسائر عالية، ما جعل قوات الاحتلال في غزة أمام واقع صعب، وضيق في الخيارات العسكرية أمام فاتورة التكاليف الباهظة، وهذا قد يدفعها لاتفاق في غزة أيضا.
ولفت إلى أن الرابح من اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان ماديا ومعنويا هو حزب الله ومحور المقاومة، وذلك لارتباط ما يجري بعدة أسباب، أبرزها أن حكومة نتنياهو تنازلت عن شروطها فيما يتعلق بوجود فرنسا ضمن لجنة مراقبة الاتفاق، وتنازلت أيضا عن شرط حرية الحركة الجوية والبرية داخل لبنان، بل وقبلت بالتحفظات اللبنانية على الشروط التي تنتهك السيادة اللبنانية.
وأضاف أبوزيد أن مبادرة وقف إطلاق النار التي وافق عليها نتنياهو لم تكن الأولى حيث سبقها مبادرة في أيلول/ سبتمبر الماضي، ولكن رفضها الاحتلال، رغم أنها كانت تتضمن نفس البنود الحالية، متسائلا: "لماذا رفض نتنياهو تلك المبادرة وعاد ووافق عليها الآن؟"، مضيفا: "الاجابة بكل وضوح الفشل الذي تعرض له جيش الاحتلال في تحقيق أي إنجاز ميداني يمكن من خلال أن يقوي وضع الاحتلال التفاوضي".
وبوساطة مصر وقطر، ودعم الولايات المتحدة، تجري دولة الاحتلال وحركة "حماس" منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل أسرى، لكنها تعثرت بسبب تعنت نتنياهو وإصراره على مواصلة الإبادة في غزة.
وأعلنت حماس مرارا استعدادها لتنفيذ الاتفاق المستند إلى مقترح أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن نهاية آيار/ مايو الماضي، وتتهم نتنياهو بالتراجع عنه ومحاولة فرض شروط ومقترحات جديدة لإطالة الحرب والبقاء في منصبه.
ولليوم الـ418 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر المروعة في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ44 ألف شهيد، وأكثر من 104 آلاف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الفلسطينيون غزة لبنان الاحتلال لبنان فلسطين غزة الاحتلال وقف النار المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار فی لوقف إطلاق النار المقاومة فی غزة الاحتلال فی فی قطاع غزة فی لبنان
إقرأ أيضاً:
نعيم قاسم: إسرائيل فشلت في القضاء على حزب الله
أوضح نعيم قاسم، أمين عام حزب الله، خلال كلمته مساء اليوم الإثنين، إن إسرائيل خسرت بعدوانها بحيث فشلت من القضاء على حزب الله، وفقًا لقناة العربية.
إسرائيل: قائمة الأسرى التي قدمتها حماس تتضمن 8 أشخاص متوفين حزب الله: إسرائيل أسرت 7 مقاتلين خلال الحرب
وعلى صعيد آخر، أشار ديفيد منسر، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أن حماس قالت إن 25 الآخرين ما زالوا على قيد الحياة.
أوضحت إسرائيل اليوم الإثنين، بأن قائمة قدمتها حماس تتضمن 8 أشخاص متوفين من بين الـ 33 رهينة الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة.
وأوضح منسر، خلال مؤتمر صحافي، "تم إبلاغ العائلات بحالة أبنائها". دون الإفصاح عن الأسماء.
وكان قيادي بحركة حماس، قد أكد إن الحركة سلمت للوسطاء قائمة بأسماء 25 رهينة على قيد الحياة من بين 33 من المقرر الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار
وكشف لوكالة "رويترز"، أن إسرائيل تسلمت القائمة من الوسطاء، ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ في 19 يناير، وأنهى بذلك أكثر من 15 شهرا من الحرب التي اندلعت في السابع من اكتوبر 2023.
وفي إطار المرحلة الأولى من الاتفاق، من المقرر الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلي، مقابل أكثر من 1900 معتقل فلسطيني لدى إسرائيل.
ومنذ بدء الهدنة حتى الآن، سلمت حماس 7 إسرائيليات بينهن 4 مجندات، فيما أفرجت إسرائيل عن 290 معتقلا فلسطينيا.
وفي وقت سابق، أكد الجيش اللبناني السبت جاهزيته للانتشار في المناطق الحدودية بجنوب البلاد، متهما اسرائيل بـ”المماطلة” بالانسحاب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، وذلك غداة إعلان الدولة العبرية أنها ستبقي على قوات بعد انقضاء مهلة الستين يوما.
وكانت إسرائيل أعلنت الجمعة أن انسحاب قواتها من جنوب لبنان سيتواصل بعد انقضاء مهلة الستين يوما المنصوص عليها في الاتفاق الذي بدأ تطبيقه فجر 27 نوفمبر، معتبرة أن لبنان لم يحترم التزاماته بشكل كامل.
وشدد الجيش اللبناني في بيان على أن وحداته تواصل تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب (نهر) الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء، منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل”.
وأضاف حدث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الإشارة إلى أنّه يحافظ على الجهوزيّة لاستكمال انتشاره فور انسحاب العدو الإسرائيلي.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو شدد الجمعة على أن بما أن اتفاق وقف إطلاق النار لم ينفّذ بشكل كامل من جانب لبنان، فإن عملية الانسحاب المرحلي ستتواصل بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
ولفت الى أن الاتفاق ينصّ على انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وفرض انسحاب حزب الله إلى ما وراء (نهر) الليطاني. وتقديرا منها أن الواقع مخالف للنص، فإن إسرائيل لن تعرّض بلداتها ومواطنيها للخطر، وستحقق أهداف الحرب في الشمال، بالسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم بأمان.
ووضع اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ إبرامه بوساطة أميركية، حدا لنزاع عنيف بين إسرائيل وحزب الله، بدأ بتبادل القصف عبر الحدود في أكتوبر 2023 على خلفية الحرب في قطاع غزة، وتوسع الى مواجهة مفتوحة اعتبارا من سبتمبر 2024.
وبموجب الاتفاق، يتوجب على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 60 يوما، أي بحلول 26 يناير، على أن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني واليونيفيل.
كما يتوجب على حزب الله سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع الى شمال نهر الليطاني الذي يبعد حوالى 30 كيلومترا عن الحدود، وأن يقوم بتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.
وتتولى لجنة خماسية تضم الولايات المتحدة وفرنسا إضافة الى لبنان وإسرائيل واليونيفيل، مراقبة الالتزام ببنوده والتعامل مع الخروق التي يبلغ عنها كل طرف.
وعشية انقضاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي، دعا الجيش اللبناني الأهالي إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، نظرًا لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي.