المغرب سيواصل جهوده لتعزيز المساواة بين الجنسين (وزيرة)
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
أكدت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة السيدة نعيمة بن يحيى، اليوم الأربعاء بالقاهرة، مواصلة المملكة جهودها الدؤوبة في مجال تعزيز المساواة بين الجنسين.
وأوضحت بنيحيى، في كلمة خلال الاجتماع العادي الـ22 للمجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية، أن المغرب يواصل جهوده الدؤوبة في مجال تعزيز المساواة بين الجنسين، وتسريع تمكين النساء والفتيات في مختلف المجالات تحت القيادة الملكية، وذكرت في هذا الصدد بأن الملك ما فتئ يؤكد في كل مناسبة على تعزيز مكانة المرأة وإدماجها في مسلسل التنمية المستدامة وإشراكها في صنع القرار، مشيرة إلى أن الورش الملكي للحماية الاجتماعية سيكون له أثر إيجابي على النساء، على اعتبار أنهن في جميع بلدان العالم الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.
وتابعت أنه تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، فإن المغرب راكم تجربة جد هامة لا سيما فيما يتعلق بمشاركة النساء في اتخاذ القرارات وبحق المرأة في المشاركة السياسية، كما اشتغل على دمج مفاهيم النوع الاجتماعي في السياسات والبرامج مع اعتماد ميزانية مراعية للنوع الاجتماعي منذ أكثر من 20 سنة، والتي تعد تجربة رائدة، علاوة على وضع استراتيجيات وسياسات عمومية تدعم المساواة بين النساء والرجال، وتطوير البنية التشريعية من خلال الجيل الأول الذي تميز بإقرار مدونة الأسرة وقانون الشغل، والجيل الثاني الذي جسده، قانون محاربة العنف ضد النساء، والقانون المتعلق بمكافحة الاتجار بالبشر وقانون حماية العمال المنزليين.
وأضافت أن المغرب شرع مؤخرا في فتح ورش مراجعة مدونة الأسرة ومراجعة العديد من القوانين كقانون المسطرة الجنائية والقانون الجنائي، وإصدار العديد من القوانين الخاصة بتعميم الحماية الاجتماعية لكل المواطنات والمواطنين.
وأبرزت الوزيرة بالمناسبة أن المغرب واصل تفاعله الإيجابي مع الآليات والاتفاقيات الدولية والإقليمية ذات الصلة بتعزيز حقوق النساء، سواء على مستوى رفعه للتحفظات أو انخراطه في الاتفاقيات والبروتوكولات الملحقة بها، كالبروتوكول الاختياري لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، والبروتوكول الاختياري الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وتجاوبه كذلك مع آليات الإجراءات الخاصة، كما يحرص على الوفاء بكل التزاماته الدولية.
ويتضمن جدول أعمال الاجتماع العادي الـ22 للمجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية التصديق على محضر الاجتماع العادي الحادي والعشرين للمجلس التنفيذي، ومناقشة عامة لمستجدات أوضاع المرأة في الدول العربية من قبل عضوات المجلس التنفيذي للمنظمة، وتقرير الإدارة العامة عن الأنشطة التي نفذتها في الفترة من يناير 2024 إلى نونبر 2024. وتقرير المديرة العامة حول الملفات قيد المتابعة، وعرض التوصيات الصادرة عن كل من الاجتماع الثلاثون والواحد والثلاثون للجنة مكتب المجلس التنفيذي، والاجتماع الثاني والعشرون للجنة الاستشارية الدائمة للسياسات والشؤون الفنية واللجنة الاستشارية الدائمة للشؤون الإدارية والمالية والقانونية.
كما يشمل البرنامج المصادقة على الحساب الختامي للمنظمة عن عام 2023 وعرض ومناقشة التقرير المالي للمنظمة عن عام 2024 ومساهمات الدول الأعضاء، ومناقشة مشروع برنامج عمل المنظمة لعام 2025 ومشروع موازنة المنظمة لعام 2025.
يذكر أن الاجتماع العادي للمجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية يعقد سنويا وتتناوب الدول الأعضاء على رئاسته وفقا للترتيب الهجائي لأسماء الدول، وتتشكل عضويته من رؤساء/رئيسات الآليات الوطنية المعنية بالمرأة في دولهن.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الاجتماع العادی للمجلس التنفیذی المساواة بین
إقرأ أيضاً:
الفوضى تُهدد المنطقة العربية
محمد بن سالم التوبي
أجزاء كبيرة من الشّرق الأوسط تحترق بسبب الأجندة الأمريكية المُمنهجة من أجل المصالح، وما يحدث الآن في سوريا ما هو إلّا استكمال للمُخطّط الفوضوي الذي تُدير به واشنطن المنطقة، وما إشعال الحرائق هنا وهناك سوى من أجل حماية الكيان الصهيوني الغاصب الذي تقف وراءه الدول الأوروبية الكبرى كفرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من الدول التي لها مصالح مؤمّنة في المنطقة بسبب الثروات الكامنة في باطن تلك الدول.
وما يجعل منطقتنا منطقة صراع، توفُّر الأرضية الخصبة والمناسبة للصراع الجيوسياسي؛ فالتقسيم الذي وضعته يد الاستعمار في القرن الماضي ما زالت يده مبسوطة بشكل أو آخر، وما زال الاستعمار حاضرًا- وإن لم توجد له جيوش جرّارة في المنطقة- إلّا أنها استُبدِلَت باتفاقيات أمنية مع الكثير من الدول؛ فهُم يملكون الكثير من وسائل الضغط من أجل الحصول على المكاسب الاقتصادية التي هي أساس فكر الاستعمار.
لقد قامت فكرة الوجود الإسرائيلي في المنطقة كبديل ناجح لإحداث الفوضى فيها بعد تقسيمها، وهذا ما يجعل يد الاستعمار حاضرة في اللعب بأحجار النرد التي يملكها ويوظفها بالطريقة المثلى لمصالحه، فما زالت الطاقة هي الأيقونة الجاذبة للجيوش وهي المسبب الأول للحروب في المنطقة- وإن بُيّضت بأسباب واهية لا يصدقها عاقل- ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينسحب المستعمر من منطقة بهذا الثراء النفطي الذي جعل منها منطقة غنية يسيل لها لعاب اللاعبين الكبار الذين يسيطرون على اقتصاديات العالم.
إن سقوط النظام السوري بهذا الشكل فيه دلالة كبيرة على أنَّ أنظمة أخرى سوف تسقط، بالتوالي، بعد سوريا التي وقعت في أيدي من كانوا "داعشيين" في يوم من الأيام، ومن يعلم تاريخ إنشاء وتأسيس داعش يعلم جليًا أنها صنيعة المخابرات الصهيونية على إثر الأحداث في العراق وما تبعها من تقسيم طائفي ومُحاصَصَة وفئوية سوف يرزح تحت وطأتها العراق لسنين طويلة وسوف تبقى الفوضى متمكنة في العراق ما لم ينتبه لها أبناؤه الأوفياء.
لن تكون سوريا أقوى من ذي قبل، ولن تكون ندًا لإسرائيل بعد اليوم؛ بل على العكس فمن اليوم الأول قد صرّح أبو محمد الجولاني- الذي عرّف نفسه لاحقًا بأنَّه أحمد الشرع- بأنَّ إسرائيل لن تكون عدوًا للنظام الجديد في سوريا، وها هي إسرائيل تتمدد في الأراضي السورية وتدمر الجيش السوري والقواعد السورية وكأنَّ الأمر لا يعني القيادة الجديدة بأي شكل من الأشكال.
المنطقة تُسيَّر في حروب متتالية بهدف إضعافها والسيطرة عليها وعلى مقدراتها، بعد أن وجد الغرب أن المنطقة تزخر بالكثير من المقومات وأن أوروبا أصبحت قارّة عجوز لا تملك الموارد الكافية للحياة في المستقبل، وسوف يصبح اعتمادها على الموارد الموجودة في الشرق الأوسط، وهذا سوف يكون مُكلف ماديًا على اقتصادها. لكن الطريق الأسهل هو صناعة الحروب وزعزعة المنطقة وخلخلة تماسكها حتى يسهل السيطرة عليها وعلى صناعة القرار فيها من أجل المصالح الغربية التي لا تتوانى في نشر الفوضى من أجل ذلك. ولا يُستبعد أن تأتي بريطانيا مرة أخرى إلى الخليج بخيلها ورجلها بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي التي وجدت أنه اتحاد لا يأتي لها بالمنافع، ولا شك أنها ستتوجه إلى الشرق مرة أخرى وتحديدًا إلى الخليج العربي الذي يتميز بموارده الطبيعية الجاذبة.
الدول العربية وبالأخص دول المحور تنتظر على من سيأتي الدور؟ فقد استغرق تسليم سوريا 12 عامًا فقط خسر فيها الشعب السوري الكثير من الموارد لوقفته أمام العدو الصهيوني ما يزيد عن 70 عامًا، ولا شك أنَّ بشار الأسد ونظامه القمعي لم يكن خيار الشعب السوري، ولكن كان حجرًا وسدًا منيعًا أمام المخططات الإسرائيلية عقودًا من الزمن، واليوم إسرائيل على مرمى حجر من دمشق التي وقفت في وجه الطغيان الصهيوني المقيت.
"وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰۤ أَمۡرِهِۦ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ" صدق الله العظيم.