نظمت الأكاديمية المصرية للفنون في روما أمسية ثقافية مميزة بمناسبة مرور 150 عامًا على ميلاد المعماري الإيطالي الشهير إيرنيستو فيروتشي، في مساء يوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024، الذي ترك بصمة واضحة في تاريخ العمارة المصرية، خاصة في الحقبة الملكية.

القصور المصرية شاهدة على اهمية المعمارى فيروتشى

تم تكريمه في هذا الحدث الذي حضره عدد من الشخصيات الثقافية والدبلوماسية الإيطالية والمصرية، بالإضافة إلى المهتمين بالفن المعماري.

استعراض كتاب أنا فيروتشى بالأكاديمية المصرية بروما

استهلت الأمسية بتقديم كتاب "أنا فيروتشي: معماري إيطالي في بلاط مصر" للناقدة الفنية والمؤلفة الإيطالية فلافيا أورساتي، الكتاب استعرض بإسهاب مسيرة فيروتشي، مسلطًا الضوء على تأثيره الكبير على العمارة المصرية في فترة تاريخية هامة، حيث تناولت أورساتي الجوانب الفنية والابتكارية لأعماله المعمارية. قدمت شرحًا وافيًا عن أسلوبه المتميز، وكيف نجح في دمج الطراز الإيطالي مع الأساليب المصرية التقليدية، مما جعل أعماله معلمًا بارزًا في تاريخ العمارة.

كما قدم المؤرخ المعماري الإيطالي جوزيبي بوناكورسو من جامعة كاميرينو محاضرة نقدية تناولت أسلوب فيروتشي المعماري وتأثيره المستمر على التراث المعماري المصري، ركزت المحاضرة على كيف أن فيروتشي استطاع أن يخلق توازنًا بين الجماليات الإيطالية والتقاليد المصرية، مما جعله أحد الشخصيات المحورية في تاريخ العمارة المصرية الحديثة.

أضاف العازف الإيطالي الشاب تومّازو مارينو من كونسيرفاتوار سانتا تشيتشليا بعدًا موسيقيًا للأمسية من خلال معزوفات بيانو رائعة تميزت بالتناغم مع الفن المعماري، مما أضاف أبعادًا جمالية جديدة للأمسية.


وفي ختام الفعالية، تم افتتاح المعرض الفوتوغرافي "عمارة فيروتشي في مصر"، الذي ضم مجموعة من الصور التي تسلط الضوء على أبرز أعماله المعمارية في مصر، كان المعرض فرصة للزوار للتعرف عن كثب على تأثير فيروتشي في تشكيل هوية العمارة المصرية في بداية القرن العشرين.

شهدت الأمسية حضور ممثلين عن السفارة المصرية والسفارة السعودية في روما، إلى جانب عدد من الحضور الإيطاليين والموسيقيين، كانت هذه الفعالية بمثابة احتفاء مشترك.

«خالد جمال الدين».. علامة بارزة في ذاكرة الفن وأعمال لا تُنسى (بروفايل)

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأكاديمية المصرية للفنون روما امسية ثقافية العمارة المصرية الأكاديمية المصرية بروما العمارة المصریة

إقرأ أيضاً:

أمير الأدب الفرنسي..ذكرى ميلاد فيكتور هوغو

تمر اليوم ذكرى ميلاد الأديب الفرنسي فيكتور هوغو المولود 1802، الذي ترك حوالى 50 عملاً أدبياً، تنوّعت بين الرواية والشعر والمسرح، ما منحه مكانة فريدة، والذي ترجم أشهرها للعربية مثل "البؤساء"، و"أحدب نوتردام"، وكان من أبرز كتاب التيار الرومانسي في فرنسا، وترجمت أعماله إلى معظم اللغات، ونظراً لمكانته الأدبية الرفيعة لقب بـ "أمير الأدب الفرنسي".

اشتهر هوغو بفرنسا كونه شاعرا، ولكن خارجها اشتهر أكثر كروائي، وقد كانت أعماله الأدبية منبع إلهام للعديد من المبدعين، خاصة في مجال الموسيقى، وعرف، باهتمامه بالقضايا الاجتماعية، فقد تبنى مواجهة عدة قضايا مثل العبودية، وعقوبة الإعدام.
‏وقد انخرط هوغو بالعمل السياسي في بلده، وشغل منصب نائب وعضو في مجلس الشيوخ، وبرزت القضايا السياسية في معظم أعماله، وبسبب معارضته للاستبداد والظلم والعبودية، نظر إليه شعبه كبطل قومي، وعندما توفي عام 1885 شارك بجنازته أكثر من مليوني مشارك، ودفن في مقبرة العظماء في باريس.
تزوج هوغو من صديقة طفولته أديل فوشيه، وأنجب 5 أبناء، وفي عام 1823 نشر أول روايته، (هان ديسلاند) ثم نشر 5 دواوين شعرية، واشتهر بشعر الرثاء الذي طغى على قصائده خاصة بعد وفاة ابنته الكبرى، بعد غرقها في نهر السين، وغرق زوجها أثناء محاولته إنقاذها، وعلم هوغو بوفاة ابنته ذات 19 ربيعا، من خلال الصحف فقد كان مسافرا إلى جنوب فرنسا حين ذلك.
وتصنف رواية البؤساء لهوغو بأنها رواية تاريخية ملحمية نشرت عام 1862، وتعتبر من أشهر روايات القرن التاسع عشر، ويتناول فيها المؤلف الظلم الاجتماعي في فرنسا بين سقوط نابليون في 1815 والثورة الفاشلة ضد الملك لويس فيليب في 1832، وينتقد الأوضاع السائدة في ذلك الوقت ويصف الظلم، وفي تقديمه للكتاب يقول المؤلف" تخلق العادات والقوانين في فرنسا ظرفًا اجتماعيًا هو نوع من جحيم بشري، فطالما توجد لا مبالاة وفقر على الأرض، فإن وجود مثل هذا الكتاب ضرورة دائماً".
ويصف المؤلف في هذه الرواية حياة مجموعة شخصيات، وأهمها شخصية جان فاجان السجين السابق ومعاناته، بعد خروجه من السجن، وتتناول الرواية الطبيعة البشرية في الناس، مابين الخير والشر، كما تطرق للقانون والأخلاق والفلسفة والعدالة، والرومانسية والدين، وكل ذلك في مكان هو باريس التي تظهر بصورة جلية في تلك الرواية، وفي تلك الحقبة الزمنية، وقد تم تحويل البؤساء على مسرحية، وفيلم حقق مبيعات كبيرة، ونال عدة جوائز.
وقد ظهر تأثر هوغو بالدين الإسلامي، في مجموعة من أعماله، فقد عبر عن إعجابه بالإسلام وتعاليمه ومبادئه وقيمه السمحة، وبمواقفه التاريخية التي رسخت قيم التعايش والأخوة بين المسلمين وغير المسلمين، وكتب عدة قصائد مدح في الإسلام وأثنى على تعاليمه، واعترف بفضل رسوله صلى الله عليه وسلم، وأشاد بعدد من صحابة سيدنا محمد مثل الفاروق عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضى الله عنهما.
وكتب فيكتور هوغو قصيدة سماها "آية من القرآن"، اقتبسها من سورة الزلزلة، وقصيدة أخرى بعنوان "العام التاسع الهجري"، ضمن ملحمته الخالدة "أسطورة القرون"، وتحدث فيها عن تاريخ البشرية منذ آدم وحواء، مروراً بالمسيح عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم.
وذكر عدد من المتخصصين في الأدب الفرنسي أن فيكتور هوغو اعتنق الإسلام، وإنه أشهر إسلامه سنة 1881 في مدينة تلمسان الجزائرية، وغير اسمه إلى أبي بكر، واختار هذا الاسم لإعجابه بشخصية أبي بكر الصديق، لكنه أخفى إسلامه.
وعبر العديد من الكتاب العرب عن إعجابهم بكتابات هوجو، وبشخصيته فقد مدحه الشاعر حافظ إبراهيم قائلا:
أعجميٌّ كاد يعلو نجمه
في سماء الشّعر نجم العربي
صافح العلياء منها والتقى
بالمعرّي فوق هام الشّهب

مقالات مشابهة

  • سارة الأميري: "اليوم الإماراتي للتعليم" رسالة تجسد رؤية القيادة الملهمة
  • فلسطين ذاكرة المقاومات.. محمد بنيس يقدم شهادة ثقافية إبداعية
  • أمير الأدب الفرنسي..ذكرى ميلاد فيكتور هوغو
  • الأكاديمية المصرية للفنون في روما تنظم سلسلة معارض للتبادل الثقافي
  • قصور الثقافة تقدم أكثر من 4640 فعالية ثقافية وفنية في رمضان.. تعرف على البرنامج
  • مصر تحتفل بمرور خمسين عاماً علي إعادة العلاقات الدبلوماسية مع البرتغال
  • مصر والبرتغال تحتفلان بمرور 50 عامًا على إعادة العلاقات الدبلوماسية
  • المتحف المصري الكبير يحتفي بمرور 50 عاما على رحيل أم كلثوم (صور)
  • سفراء الإتحاد الأوروبي ينفذون زيارة ميدانية بالمكلا لرؤية التراث المعماري
  • هنو: نسعى إلى خلق بيئة ثقافية ديناميكية تُثري الوجدان المصري من خلال دعم الإبداع