أمسية ثقافية بروما للاحتفاء بمرور 150 عامًا على ميلاد المعماري إيرنيستو فيروتشي
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
نظمت الأكاديمية المصرية للفنون في روما أمسية ثقافية مميزة بمناسبة مرور 150 عامًا على ميلاد المعماري الإيطالي الشهير إيرنيستو فيروتشي، في مساء يوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024، الذي ترك بصمة واضحة في تاريخ العمارة المصرية، خاصة في الحقبة الملكية.
القصور المصرية شاهدة على اهمية المعمارى فيروتشىتم تكريمه في هذا الحدث الذي حضره عدد من الشخصيات الثقافية والدبلوماسية الإيطالية والمصرية، بالإضافة إلى المهتمين بالفن المعماري.
استهلت الأمسية بتقديم كتاب "أنا فيروتشي: معماري إيطالي في بلاط مصر" للناقدة الفنية والمؤلفة الإيطالية فلافيا أورساتي، الكتاب استعرض بإسهاب مسيرة فيروتشي، مسلطًا الضوء على تأثيره الكبير على العمارة المصرية في فترة تاريخية هامة، حيث تناولت أورساتي الجوانب الفنية والابتكارية لأعماله المعمارية. قدمت شرحًا وافيًا عن أسلوبه المتميز، وكيف نجح في دمج الطراز الإيطالي مع الأساليب المصرية التقليدية، مما جعل أعماله معلمًا بارزًا في تاريخ العمارة.
كما قدم المؤرخ المعماري الإيطالي جوزيبي بوناكورسو من جامعة كاميرينو محاضرة نقدية تناولت أسلوب فيروتشي المعماري وتأثيره المستمر على التراث المعماري المصري، ركزت المحاضرة على كيف أن فيروتشي استطاع أن يخلق توازنًا بين الجماليات الإيطالية والتقاليد المصرية، مما جعله أحد الشخصيات المحورية في تاريخ العمارة المصرية الحديثة.
أضاف العازف الإيطالي الشاب تومّازو مارينو من كونسيرفاتوار سانتا تشيتشليا بعدًا موسيقيًا للأمسية من خلال معزوفات بيانو رائعة تميزت بالتناغم مع الفن المعماري، مما أضاف أبعادًا جمالية جديدة للأمسية.
وفي ختام الفعالية، تم افتتاح المعرض الفوتوغرافي "عمارة فيروتشي في مصر"، الذي ضم مجموعة من الصور التي تسلط الضوء على أبرز أعماله المعمارية في مصر، كان المعرض فرصة للزوار للتعرف عن كثب على تأثير فيروتشي في تشكيل هوية العمارة المصرية في بداية القرن العشرين.
شهدت الأمسية حضور ممثلين عن السفارة المصرية والسفارة السعودية في روما، إلى جانب عدد من الحضور الإيطاليين والموسيقيين، كانت هذه الفعالية بمثابة احتفاء مشترك.
«خالد جمال الدين».. علامة بارزة في ذاكرة الفن وأعمال لا تُنسى (بروفايل)المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأكاديمية المصرية للفنون روما امسية ثقافية العمارة المصرية الأكاديمية المصرية بروما العمارة المصریة
إقرأ أيضاً:
باحثون: العمارة التراثية تجسيد للهوية في الإمارات والمغرب
الرباط (الاتحاد)
أكد باحثون ومختصون أن العمارة التراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية لا تقتصر على الجانب الجمالي، بل تجسد الهوية الثقافية والاجتماعية للشعوب، وتعكس خصوصيات البيئات المحلية وتاريخ التحولات المجتمعية عبر العصور.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «جماليات العمارة التراثية الإماراتية والمغربية»، نظمتها هيئة الشارقة للكتاب ضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف الدورة الثلاثين لمعرض الرباط الدولي للنشر والكتاب، بمشاركة الدكتور حمد بن صراي من دولة الإمارات، والدكتورة زهور كرام من المملكة المغربية، وأدارتها الكاتبة شيخة المطيري.
استعرض الدكتور حمد بن صراي ملامح العمارة التراثية في دولة الإمارات، موضحاً أن فهم مواطن الجمال للعمارة يتطلب المقارنة بين الماضي والحاضر والمستقبل، وأشار إلى أن العمارة الإماراتية ارتبطت بالبحر في كثير من عناصرها، حيث وظف الإنسان الإماراتي التراث العمراني للتعبير عن هويته واحتياجاته البيئية.
وأوضح ابن صراي أن أماكن استيطان الإنسان الإماراتي توزعت بين المناطق الصحراوية والجبلية والساحلية، فكانت العمارة تتكيف مع الظروف المناخية ومتطلبات الحياة اليومية.
كما تناول أنظمة التهوية التقليدية، كالأسطح المستوية المناسبة لقلة الأمطار، والبراجيل المستخدمة لتهوية المنازل، والنوافذ التي روعيت فيها اعتبارات الخصوصية الاجتماعية.
واستعرض الباحث الإماراتي المواد التقليدية المستخدمة، مثل الجبص، والنخيل، وأخشاب المانغروف المستوردة من الساحل الشرقي لأفريقيا، إلى جانب الأحجار والمرجان والطين والقصب (البامبو)، مشيراً إلى الزخارف الدقيقة التي تزين الأبواب والأقواس والأسقف.
كما توقف عند العناصر الجمالية كالشمسيات المعمارية والأقواس المدببة التي تظهر في بعض المساجد التاريخية مثل مسجد البدية.
من جانبها، أوضحت الدكتورة زهور كرام أن العمارة التراثية المغربية تتسم بتوافق عميق بين الشكل والجوهر، حيث امتد تأثيرها إلى العمارة المعاصرة، معبرة عن روح الشخصية المغربية واستمرارية تقاليدها الاجتماعية والثقافية.
وأشارت كرام إلى وجود تشابهات بارزة بين العمارة المغربية والإماراتية، أبرزها انتماؤهما إلى روح العمارة الإسلامية التي تقوم على الزخارف الهندسية والأشكال الرمزية، بعيداً عن تصوير الكائنات الحية.
وأكدت أن العمارتين تعكسان الهوية المجتمعية لكل من المغرب والإمارات، وتعبران عن الخصوصيات البيئية لكل مجتمع، حيث تظهر العمارة كاستجابة مباشرة لظروف المناخ والبيئة المحلية.
واستعرضت كرام خصوصية الزليج المغربي (البلاط المزخرف)، باعتباره نموذجاً على دقة الحرفة الفنية في المغرب، موضحة أن الاستعمار الفرنسي سعى إلى إضعاف هذه الحرف لما تحمله من رمزية وطنية وثقافية عميقة.