حزب الله يؤكد تعاونه لتعزيز انتشار الجيش جنوبي لبنان
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
أكد النائب في حزب الله حسن فضل الله، اليوم الأربعاء، أن هناك "تعاونا كاملا" مع الدولة اللبنانية لتعزيز انتشار الجيش في جنوب البلاد، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وقال فضل الله لوكالة الصحافة الفرنسية إن انسحاب مقاتلي حزب الله إلى شمال نهر الليطاني الذي ينصّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، "مرتبط بإجراءات الدولة اللبنانية وتعزيز انتشار الجيش".
وأضاف فضل الله "هناك تعاون كامل في هذا المجال ولن تكون هناك أي مشكلة"، مشيرا إلى أن الحزب ليس لديه سلاح ظاهر ولا قواعد عسكرية في جنوب لبنان.
وكان فضل الله يتحدّث من بنت جبيل في جنوب لبنان، في وقت بدأ آلاف اللبنانيين بالعودة إلى مناطقهم وبلداتهم في أنحاء مختلفة من البلاد لا سيما في الجنوب إثر سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بعد نحو عام من التصعيد وشهرين من مواجهة مفتوحة مدمّرة.
وسرت الهدنة التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن اعتبارا من الرابعة فجرا (02:00 ت.غ)، ويفترض أن تضع حدا لنزاع بدأ في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023 غداة اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إثر فتح حزب الله ما أسماها "جبهة إسناد" لغزة.
وردا على سؤال عن استعداد الحزب لتفكيك بنيته العسكرية جنوب الليطاني أو سحبها وتراجع مقاتليه من المنطقة، أوضح فضل الله أن "المقاومة في عملها هي مقاومة سرية وليست مقاومة لها مظاهر عسكرية أو قواعد منتشرة"، مشيرا إلى أنه "لا توجد أي قواعد للمقاومة أو أي سلاح ظاهر، لأن طبيعة المقاومة أنها ليست جيشا نظاميا".
وأضاف فضل الله أن "أبناء حزب الله هم أبناء هذه القرى والبلدات وأغلب الشهداء الذين قضوا هم من أبناء هذه القرى، لا أحد يستطيع أن يخرج ابن القرية من قريته".
أهداف كبيرةومنذ انتهاء حرب يوليو/تموز 2006 بين إسرائيل وحزب الله بموجب القرار 1701 الذي حظر أي وجود عسكري في المنطقة الحدودية لغير الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة (يونيفيل)، لم يشاهد أي وجود عسكري لحزب الله في المنطقة، لكن تقارير تفيد بأن مقاتلي الحزب منتشرون في القرى والبلدات وأنهم بنوا أنفاقا ومراكز سرية يختبئون فيها مع سلاحهم.
من جهة ثانية، اعتبر فضل الله أن إسرائيل "لم تربح الحرب" لأنها لم تحقق أهدافها. وقال إن حزب الله لم يكن يريد "حربا واسعة، كانت لدينا جبهة إسناد في منطقة ضيقة".
واعتبر أن "العدو الإسرائيلي هو الذي شنّ هذه الحرب بتفجيرات البيجر" في 17 سبتمبر/أيلول التي استهدفت آلاف أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله وأوقعت قتلى وجرحى بين عناصره، ثم بتكثيف القصف على لبنان واغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في 27 من الشهر ذاته، بغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال إن "العدو طرح أهدافا كبيرة" لكن "عندما لم يستطع تحقيق هذه الأهداف الكبيرة، معنى ذلك أنه لم يربح الحرب".
وتابع "نحن أمام منع اسرائيل من تحقيق أهدافها في لبنان. هي أعلنت أنها تريد تدمير حزب الله واليوم حزب الله موجود بقوة في كل المناطق اللبنانية وخصوصا جنوب الليطاني".
دفاع عن النفسوحذّر فضل الله كذلك من أن حزب الله مستعد للرد في حال خرقت إسرائيل الاتفاق. وقال إن "القرار 1701 يتحدث عن حق الدفاع عن النفس للطرفين. عندما يُعتدى على بلدنا نحن أيضا لن نبقى مكتوفي الأيدي".
وأعلن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الأربعاء، أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مطالبا في الوقت عينه إسرائيل بالالتزام بالهدنة وسحب قواتها.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار الذي حصل برعاية فرنسية أميركية على انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيا من لبنان في غضون 60 يوما، وعلى انسحاب حزب الله من جنوب لبنان إلى المناطق الواقعة شمال نهر الليطاني.
كما يتم إخلاء المناطق اللبنانية الواقعة جنوب نهر الليطاني من أسلحة حزب الله الثقيلة، ويتسلم الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية مواقع الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
ورأى فضل الله أن "الجانب الإسرائيلي لم يتمكن من فرض أي شرط سياسي بما في ذلك ما ادعاه حول حرية الحركة" في الاتفاق، مشيرا إلى أن "هذا غير موجود في الورقة الأميركية ولا في التعديلات التي قدمها الجانب اللبناني".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات اتفاق وقف إطلاق النار انتشار الجیش فضل الله أن حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله: تمكنا من تكبيد إسرائيل خسائر كبيرة
أكد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أنه :"تمكنا من تكبيد إسرائيل خسائر كبيرة"، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
لبنان: شهيدان و17 مصابا جراء اعتداءات الاحتلال سقوط شهيدًا وإصابة آخرين جراء استهداف الاحتلال جنوب لبنان
وتابع قاسم:"التزمنا بعدم خرق الاتفاق لكن إسرائيل نفذت 1350 خرقا برا وبحرا وجوا".
وفي إطار آخر، أفادت وزارة الصحة اللبنانية، بارتفاع عدد ضحايا اعتداءات الاحتلال على المواطنين العائدين إلى بلدات الجنوب إلى 24 شهيدًا و134 مصابًا.
أعلنت الصحة اللبنانية عن إصابة شخصين جراء اعتداءات الاحتلال على المواطنين في بلدة بني حيان جنوبي البلاد.
البيت الأبيض: تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل لـ18 فبرايرأعلن البيت الأبيض، في بيانه عن تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير المقبل، وفقًا لقناة العربية.
وعلى صعيد آخر، نفذت إسرائيل عملية تفجير كبيرة في كفر كلا، ليل الأحد، سمع صداها في أرجاء جنوب لبنان.
وعاد العنف إلى جنوب لبنان، الأحد، حيث أعلنت السلطات أن 22 شخصا قتلوا برصاص القوات الإسرائيلية.
وجاءت هذه الوقائع بعد انتهاء المهلة المحددة لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
وكانت إسرائيل أعلنت أنها لن تلتزم بالموعد المحدد لانسحاب قواتها من جنوب لبنان.
وحاول كثير من اللبنانيين العودة إلى منازلهم التي فروا منها خلال أشهر من الاشتباكات عبر الحدود.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن ما لا يقل عن 22 شخصا، معظمهم من المدنيين، قتلوا، وأصيب 124 آخرون في هجمات إسرائيلية.
وقال الجيش اللبناني إن أحد جنوده قتل وأصيب آخر بنيران إسرائيلية في حادثين منفصلين، متهما إسرائيل بعدم الامتثال لاتفاق وقف إطلاق النار.
وصرح الجيش الإسرائيلي أن قواته التي تعمل في جنوب لبنان أطلقت طلقات تحذيرية "لإزالة التهديدات في عدد من المناطق حيث تم التعرف على مشتبه بهم يقتربون من القوات".
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه "تم توقيف المشتبه بهم بسبب تشكيلهم تهديدا وشيكا على قواته، يتم استجوابهم حاليا".
وفي وقت سابق، أكد الجيش اللبناني السبت جاهزيته للانتشار في المناطق الحدودية بجنوب البلاد، متهما اسرائيل بـ”المماطلة” بالانسحاب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، وذلك غداة إعلان الدولة العبرية أنها ستبقي على قوات بعد انقضاء مهلة الستين يوما.
وكانت إسرائيل أعلنت الجمعة أن انسحاب قواتها من جنوب لبنان سيتواصل بعد انقضاء مهلة الستين يوما المنصوص عليها في الاتفاق الذي بدأ تطبيقه فجر 27 نوفمبر، معتبرة أن لبنان لم يحترم التزاماته بشكل كامل.
وشدد الجيش اللبناني في بيان على أن وحداته تواصل تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب (نهر) الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء، منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل”.
وأضاف حدث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الإشارة إلى أنّه يحافظ على الجهوزيّة لاستكمال انتشاره فور انسحاب العدو الإسرائيلي.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو شدد الجمعة على أن بما أن اتفاق وقف إطلاق النار لم ينفّذ بشكل كامل من جانب لبنان، فإن عملية الانسحاب المرحلي ستتواصل بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
ولفت الى أن الاتفاق ينصّ على انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وفرض انسحاب حزب الله إلى ما وراء (نهر) الليطاني. وتقديرا منها أن الواقع مخالف للنص، فإن إسرائيل لن تعرّض بلداتها ومواطنيها للخطر، وستحقق أهداف الحرب في الشمال، بالسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم بأمان.
ووضع اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ إبرامه بوساطة أميركية، حدا لنزاع عنيف بين إسرائيل وحزب الله، بدأ بتبادل القصف عبر الحدود في أكتوبر 2023 على خلفية الحرب في قطاع غزة، وتوسع الى مواجهة مفتوحة اعتبارا من سبتمبر 2024.
وبموجب الاتفاق، يتوجب على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 60 يوما، أي بحلول 26 يناير، على أن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني واليونيفيل.
كما يتوجب على حزب الله سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع الى شمال نهر الليطاني الذي يبعد حوالى 30 كيلومترا عن الحدود، وأن يقوم بتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.
وتتولى لجنة خماسية تضم الولايات المتحدة وفرنسا إضافة الى لبنان وإسرائيل واليونيفيل، مراقبة الالتزام ببنوده والتعامل مع الخروق التي يبلغ عنها كل طرف.
وعشية انقضاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي، دعا الجيش اللبناني الأهالي إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، نظرًا لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي.