موقع النيلين:
2025-01-31@07:58:03 GMT

كرة القدم ورقصة الرئيس ترامب

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

بعد النجم الكبير بيليه الذى بدأ فى ١٩٧٥ صنع شعبية كرة القدم فى الولايات المتحدة.. ووزير الخارجية الأمريكية الأشهر هنرى كيسينجر الذى أهدى الولايات المتحدة استضافة مونديالها الكروى الأول ١٩٩٤.. جاء الدور على قائد المنتخب الأمريكى كريستيان بوليسيتش فى ٢٠٢٤ ليجبر كلا من الكونجرس والبيت الأبيض للالتفات بشكل حقيقى وصارخ ومثير لكرة القدم.

. ففى المباراة الأخيرة للمنتخب الأمريكى أمام جامايكا فى دور الثمانية لبطولة دورى أمم الكونكاكاف.. سجل كريستيان هدفين احتفل بهما برقصة ترامب التى أصبحت شهيرة بعدما قاد منتخب بلاده للتأهل لقبل نهائى البطولة أمام بنما.. فعند إعلان فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية فاجأ ترامب الأمريكيين والعالم كله بالرقص على طريقته الخاصة.. نفس الرقصة التى اعتاد عليها ترامب طيلة جولاته الانتخابية.. وتحولت رقصة ترامب بسرعة بعد عودته للبيت الأبيض إلى تقليد رياضى ليرقص مثل ترامب كل من يسجل نقطة أو هدفا.. ورغم ذلك لم يلتفت السياسيون الأمريكيون إلا لكريستيان الذى أعلن منذ وقت طويل تأييده لترامب.. ولم تقبل الجماهير الأمريكية المؤيدة للحزب الديمقراطى رقص كريستيان على طريقة ترامب..

وانتقل الغضب الجماهيرى من المدرجات إلى الكونجرس حيث النواب الديمقراطيين الذين أزعجهم رؤية رقصة ترامب فى مباراة يلعبها منتخب لكل الأمريكيين وليس منتخبا للحزب الجمهورى فقط الذى ينتمى له دونالد ترامب.. وعلى الرغم من خلافات كثيرة ودائمة بين الحزبين الأمريكيين إلا أنها المرة الأولى التى تصبح فيها كرة القدم واحدة من هذه الخلافات السياسية الأمريكية ومثارا لجدل سياسى وشعبى وإعلامى أيضا.. وفجأة تحول كريستيان الذى يلعب حاليا لنادى إنتر ميلان الإيطالى من النجم الكروى الأمريكى الأهم والأشهر لدرجة أن يحمل لقب كابتن أمريكا إلى إنسان أحمق مكروه ومغضوب عليه.. ولم يكن كريستيان رياضيا وحيدا احتفل برقصة ترامب.. فقد رقصها أيضا جون جونز، لاعب الفنون القتالية، بعد الفوز على ستيب ميوسيتش، وشاهده ترامب الذى كان فى المدرجات مع الملياردير إيلون ماسك.. ورقصها أيضا نيك بوسا، لاعب كرة القدم الأمريكية، الذى تلقى الإعجاب برقصته من ترامب شخصيا.. ورقصتها أيضا لاعبة الجولف البريطانية تشارلى هول.. ورقصها آخرون سيتزايد عددهم يوما بعد آخر ليسوا كلهم من الفريق المعجب أو المقتنع بدونالد ترامب ولا يرقصون مثل ترامب لأى دوافع سياسية.. لكن لأن رقصة ترامب أصبحت أو ستصبح وتبقى الصيحة الجديدة للتعبير عن فرحة الانتصار.. وكانت جريدة نيويورك تايمز الشهيرة قد أعربت عن استيائها من رقصة ترامب حين يرقصها ترامب، حيث رأتها الجريدة لا تليق بوقار وجدية السياسة، بينما رأتها جريدة واشنطن بوست وسيلة جديدة لجأ إليها ترامب للاقتراب أكثر من الناس.

ياسر ايوب – المصري اليوم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: رقصة ترامب کرة القدم

إقرأ أيضاً:

«ترامب».. لا بد منه!

حتى أربع سنوات مضت لم أكن أتخيل أن أعاود الكتابة عن دونالد ترامب الرئيس الأمريكى الذى رحل عن السلطة آنذاك ليخلفه بايدن بعد أن كنت قد أشبعت فترة توليه الحكم كتابة عنه وعن طباعه المغايرة لطباع الرؤساء.. أى رؤساء! حمدت الله على أن ودعنا فترة تصورتها قلقة إن لم أقل مزعجة فى مسار العلاقات الدولية وفى القلب منها الشرق الأوسط. تصورت أنه رحل غير مأسوف عليه بغير رجعة.. لكن التصويت العقابى لبايدن أو بمعنى أصح سوءات بايدن لكبر سنه بشكل أساسى والتشخصيات بأنه وصل لمرحلة المعاناة من الزهايمر، فضلا عن ترشيح نائبته كاميلا هاريس قليلة الخبرة والمفتقدة للكاريزما، بالإضافة بالطبع إلى ما يمكن اعتباره لغز اتجاهات الناخب الأمريكى التى يبدو من الصعب توقعها، كل ذلك عزز فرص ترامب، فكانت عودته إلى البيت الأبيض مرة ثانية.

لم يمض ترامب فى كرسيه حتى كتابة هذه السطور أكثر من عشرة أيام، كأنها سنة بل سنوات، بالضجيج الذى أحدثه، والتوتر الذى سببه عالميا بحكم أنه رئيس أقوى دولة فى النظام الدولى. الرجل لم يترك اتجاها، يمنة أو يسرة، شرقا أو غربا، فوق أو تحت، إلا وامتدت مواقفه اليه بالسلب وليس بالإيجاب. فهو يتمنى لو أصبحت كندا الدولة الكبرى الولاية الأمريكية رقم 51، ولا يتوانى عن أن يعلن استعداده لاحتلال قناة بنما، و.. و. إلى آخر قائمة المواقف "غريبة الأطوار" التى صدرت عن ترامب خلال الأيام القليلة الماضية!

فى تقديرى – وأرجو ان تراجع مقالى فى الوفد فى 17 يونيو 2019 بعنوان «فى بيتنا ترامب» – أن الرجل يدفع ببلاده وبقوة إلى الهاوية، مع إقرارى بحقك وحق الآخرين فى أن يختلفوا مع هذا الرأى. هناك ملامح جبهة دولية تتشكل من الصديق قبل العدو للوقوف فى وجه غرائب ترامب إن لم نصف مواقفه بتوصيفات أخرى! مستقبل هذا التوجه الذى يبنى عليه ترامب سياساته يتوقف على الدولة العميقة التى يقف لها هو بالمرصاد، ومحاولتها عرقلة هذه السياسات، بمعنى آخر أن الولايات المتحدة على محك الحقيقة التى تؤكد دوما أنها دولة مؤسسات! والتى يسعى الرئيس الأمريكى إلى جرها لما يمكن اعتباره «حقبة ترامبية» محضة!

فى القلب من هذه السياسة تأتى قضايا المنطقة، وعلى الأخص القضية الفلسطينية. نقول ونعيد التأكيد على أن الكثيرين أخطأوا عندما تصوروا أن ترامب يحمل بعض الخير لتلك القضية حينما دفع بوقف النار – على نحو ما أوضحنا فى مقالنا الأسبوع الماضى. نقول ونعيد القول أن ترامب لن تنقضى عجائبه، وأن حديثه عن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن ليس سوى عينة من تلك العجائب.

لو فكرت فى حديثه جيدا وتأملته بهدوء، دعك من كونك عربيا، وتخيلت أنك أمريكيا لشعرت بالخجل. هو حديث يفتقد المنطق، ويغيب عنه أبسط قواعد بروتوكولات العلاقات الدبلوماسية قبل العلاقات الإنسانية! هو كلام «ملغم» ويحمل من التزييف الكثير، وأى شخص لديه قدر من اتساق الفكر لم يكن ليطرحه، بغض النظر بالطبع عن كونه يصب فى صالح إسرائيل أم غيرها.. فهذا ليس موضوعنا فى هذه الكلمات.

إن ترامب بما قدمه هنا يضعنا ويضع المنطقة بأكملها على صفيح ساخن، وليس هناك مبالغة فى أن الأيام القادمة حبلى بالكثير من المفاجآت ليس على صعيد منطقتنا فحسب وإنما على صعيد العالم ككل بما فى ذلك علاقات أمريكا مع روسيا والصين، القوى الرئيسية المناوئة للولايات المتحدة.. واذا كان المثل العامى يقول إن هناك من الشرور ما لا بد منها، فإن ترامب ربما يكون مما لا بد منه فى عالمنا الذى نعيشه!

[email protected]

مقالات مشابهة

  • نظرية المؤامرة
  • الرئيس المقاول
  • «ترامب».. لا بد منه!
  • لماذا تعد خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين غير منطقية حتى لدى الأمريكيين؟
  • دياب يطرح أحدث أغانيه بعنوان "رقصة الوداع"
  • فلسطينيون يثمنون تصريحات الرئيس السيسي الرافضة للتهجير
  • بكاء المغنية الأمريكية سيلينا جوميز.. ما علاقة الرئيس ترامب؟
  • ترامب يوقف “برامج الدعم” عن الأمريكيين
  • المستقبل الاقتصادى للعلاقات العربية الأمريكية بعد صعود ترامب (٩- ١٠)
  • السفارة الأمريكية في كينشاسا تحذر المواطنين الأمريكيين من الاحتجاجات في العاصمة