الجزيرة:
2025-04-24@16:02:17 GMT

هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT


وتنقسم المؤسسات الدينية من حيث الأهمية والدور الذي تمارسه إلى مؤسسات المتن، وهي التي تمارس دورها في المجال العام على مستوى الإفتاء والإصلاح، وتتأثر بسياسات الدولة، مثل الأزهر في مصر والزيتونة في تونس ولجان الفتوى وهيئات كبار العلماء.

وفي المقابل، هناك ما يعرف بمؤسسات الهامش التي لا تحظى بالرسمية التي تتمتع بها مؤسسات المتن، لكنها حاضرة بشكل واسع ومؤثر عبر شبكات الإنترنت أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الفضائيات.

ويؤكد عبد المجيد النجار، الأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن بذور المؤسسات الدينية وجدت منذ وجود الدين الإسلامي، وخاصة منذ تأسيس الدولة في مجتمع المدينة، مثل المؤسسة التعليمية التي قامت في المسجد النبوي ومؤسسات الأوقاف التي أُسّست في العهد النبوي.

وعلى مرّ التاريخ الإسلامي، كانت المؤسسات الدينية الإسلامية بكل أنواعها هي التي تقود المسيرة الحضارية، مثل المؤسسات التعليمية ومؤسسات الأوقاف، وتطور الأمر في التاريخ الإسلامي بين قوة وضعف، وعند مجيء الدولة الحديثة ادّعت أنها ستقوم مقام المؤسسات الدينية.

ويتابع الأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الدولة الحديثة استولت أو تكاد بدور المؤسسات الدينية، ولفت إلى أن هذه المؤسسات كانت في عمومها مستقلة، مثل الأوقاف والمؤسسات التعليمية، ولا تتدخل الدولة في شؤونها وفي برامجها وفي سير أعمالها.

أما في عصر الدولة الحديثة، فقد باتت المؤسسات إن وجدت، كما يوضح النجار، تحت إدارة الدولة وأيديولوجيتها، وهي التي تسيّرها وتعين طواقمها وتوفر لها الميزانية، وذلك ما جعلها تفقد استقلالها.

وحسب سلامة عبد القوي، مستشار وزير الأوقاف المصري سابقا، فقد أثرت الدولة على الأوقاف والمؤسسات الدينية "تأثيرا كبيرا حتى إنه لم تعد هناك أوقاف أصلا"، وتأسّف لتدخلات الدولة خاصة في ملف الأوقاف، ويقول إن تدخل الحكومات في المؤسسات الدينية والوقفية بشكل خاص يؤدي إلى "سرقة هذه الأوقاف والتلاعب بها".

وأضاف "حتى هذا الوقت لا نعرف أين ذهبت أموال الأوقاف التي أوقفت من أيام الدولة العثمانية سواء في مصر أو في بلاد الشام".

مشاريع حضارية

وعما إذا كان بروز الكيانات الموازية قد أدى إلى التقليل من دور المؤسسات الرسمية، يقول وائل عربيات، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن سابقا، إن إفقاد المؤسسات الدينية الرسمية لفكرة المشروع الحضاري أدى إلى بروز هذه الحركات وإيجادها أرضية خصبة.

ورأى أن بروز مؤسسات دينية موازية ليس شيئا سيئا، لكن بشرط أن تكون ضمن منظومة الأمة ومنظومة الدولة.

وشدد عربيات على ضرورة إيجاد مشاريع حضارية للدول، تبرز بها المؤسسات الدينية الرسمية.

وعن ظهور الفضائيات الدينية وبرامج الإفتاء الإلكترونية وغيرها من المنصات التي تعتمد عليها المؤسسات الدينية غير الرسمية، أوضح الوزير الأردني السابق أن تأثير المؤسسات الموازية يكون محدودا إن كانت المؤسسة الدينية الرسمية قوية، وتستجيب لمطالب الناس وما يريدون معرفته بشأن دينهم.

27/11/2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المؤسسات الدینیة الدینیة الرسمیة

إقرأ أيضاً:

السيسي يشارك في حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة الأوقاف| صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم، في حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية.


تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف


وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن تخريج وتأهيل هذه الدفعة الجديدة من الأئمة، التي ضمت ٥٥٠ امام واستمرت لمدة ٢٤ أسبوعاً، يأتي في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس لوزارة الأوقاف، بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المعنية، بما فيها الأكاديمية العسكرية المصرية، لوضع برنامج تدريبي متكامل يهدف إلى تعزيز قدرات الأئمة على مختلف المستويات، بما يسهم في الإرتقاء بالخطاب الديني وتطوير آليات التواصل، خاصة لمكافحة ودحض الفكر المتطرف، فضلاً عن ترسيخ الوعي والمعرفة والإدراك لمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة.  

فاعليات حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن فعاليات الحفل شملت عرضاً لفيلم وثائقي بعنوان "تقرير نجاح الدورة"، تلاه عرض للبحث الجماعي لدارسي دورة الأئمة حول موسوعية العالم والداعية واثر ذلك على اداء مهامه (الامام جلال الدين السيوطي نموذجا)، وإعلان نتيجة تخرج الدورة، كما أدى الخريجون قسم الولاء، وهو قسم مستحدث للخريجين من الأئمة والدعاة، لقنه للخريجين الدكتور احمد نبوي عضو المكتب الفني لوزير الأوقاف، وذلك قبل أن تشهد الفعاليات فقرة شعرية ألقاها أحد الدارسين، أعقبها إنشاد ديني.

وألقى كلٌ من الفريق أشرف زاهر، مدير الأكاديمية العسكرية المصرية، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، كلمات سلطت الضوء على أهمية التكامل والتعاون بين جهات الدولة المعنية لتنفيذ رؤية القيادة السياسية في إعداد جيل جديد من الأئمة، يجمع بين التعمق في علوم الدين وإتقان أدوات التواصل الحديثة، بما يعزز دورهم في نشر الفكر الوسطي وترسيخ القيم الوطنية.

وقد ألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة، فيما يلي نصها:

نحتفل اليوم بتخريج كوكبة جديدة من الأئمة الذين سوف يحملون على عاتقهم أمانة الكلمة، ونشر نور الهداية، وترسيخ قيم الرحمة والتسامح والوعي.

وكنت قد وجهتُ وزارة الأوقاف، بالتعاون مع مؤسسات الدولة الوطنية، وعلى رأسها الأكاديمية العسكرية المصرية، بوضع برنامج تدريبي متكامل يُعنى بصقل مهارات الأئمة علميًا وثقافيًا وسلوكيًا، بهدف الارتقاء بمستوى الأداء الدعوي، وتعزيز أدوات التواصل مع المجتمع، ليكون الإمام نبراساً للوعي، متمكناً من البيان، بارعاً في الإقناع، أمينًا في النقل، حاضرًا بوعيٍ نافذ وإدراكٍ عميق لمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة.  

وها نحن اليوم أمام ثمار هذا التعاون البناء، نرى فيه هذه النخبة المشرقة من الأئمة الذين تلقَّوا إعدادًا نوعيًا يمزج بين أصول علوم الدين الراسخة وأدوات التواصل الحديثة، متسلحين برؤية وطنية خالصة، وولاءٍ لله ثم للوطن، وإدراكٍ واعٍ لتحديات العصر ومتغيراته، مع المحافظة على الثوابت.  
     

في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى خطاب ديني مستنير، وفكرٍ رشيد، وكلمة مسؤولة، تتجلّى مكانتكم بوصفكم حَمَلة لواء هذا النهج القويم.  وقد أدركنا منذ اللحظة الأولى أن تجديد الخطاب الديني لا يكون إلا على أيدي دعاة مستنيرين، أغنياء بالعلم، واسعي الأفق، مدركين للتحديات، أمناء على الدين والوطن، قادرين على تقديم حلول عمليةٍ للناس، تداوي مشكلاتهم وتتصدى لتحدياتهم، بما يُحقق مقاصد الدين ويحفظ ثوابته العريقة.

ولا تنحصر مهمة تجديد الخطاب الديني في تصحيح المفاهيم المغلوطة فحسب، بل تمتد لتقديم الصورة المشرقة الحقيقية للدين الحنيف، كما تجلّت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما نقلها الصحابة الكرام، وكما أرسى معالمها أئمة الهُدى عبر العصور.

واليوم وانتم تتخرجون، وتخطون أولى خطواتكم في هذا الدرب النبيل، فإن أعظم ما نعول عليه منكم هو أن تحفظوا العهد مع الله، ثم مع وطنكم بأن تكونوا دعاة إلى الخير، ناشرين للرحمة ، وسفراء سلام للعالم بأسره.

وإن مصر، بتاريخها العريق وعلمائها الأجلاء ومؤسساتها الراسخة، كانت وستظل منارةً للإسلام الوسطي المستنير، الذي يُعلي قيمة الإنسان، ويُكرّم العقل، ويحترم التنوع، ويرسي معاني العدل والرحمة.  

وما نشهده اليوم يؤكد مضيَّ الدولة المصرية بثباتٍ وعزمٍ في مشروعها الوطني لبناء الإنسان المصري بناءً متكاملًا، يُراعي العقل والوجدان، ويجعل من الدين ركيزةً للنهوض والتقدم، في ظل قيم الانتماء والوسطية والرشد.  

ختامًا… أُحيي كل عقلٍ وفكرٍ ويدٍ أسهمت في إنجاز هذا العمل الجليل، من وزارة الأوقاف، ومن الأكاديمية العسكرية المصرية، ومن كل مؤسسة وطنية، آمنت بأن بناء الإنسان هو بناء للوطن، وتحصين لجيلٍ قادم، وتمهيدٌ لمستقبل أكثر إشراقًا.  

وفقكم الله جميعًا، وبارك في جهودكم، وجعلنا دائمًا في خدمة الحق والخير والإنسانية.

وبعد انتهاء الرئيس من كلمته المكتوبة، وجه عدة رسائل تحمل رؤية الدولة في إعداد إنسان متوازن ومسؤول، قادر على الإسهام الإيجابي في المجتمع، مشيراً إلى أهمية الاقتداء بالإمام السيوطي كنموذج يحتذى به، حيث قدم مساهمة استثنائية من خلال تأليف ١١٦٤ كتابًا خلال حياته.

وأكدالرئيس أن الكلمات وحدها لا تكفي لإحداث تأثير في المجتمع، بل يجب أن تُترجم إلى أفعال إيجابية وفعالة تُشكل مسارًا يُتبع ويُنفذ. وضرب مثالًا على ذلك باستخدام مقار المساجد، إلى جانب كونها أماكن للعبادة، لتقديم خدمات تعليمية للطلاب

كما شدد على ضرورة حسن معاملة الجيران، والاهتمام بتربية الأبناء، ومواكبة التطور دون المساس بالثوابت.

واختتم الرئيس حديثه بالتأكيد على أهمية الحفاظ على اللغة العربية، ودور الدعاة في أن يكونوا حماة للحرية، مما يعكس رؤية شاملة للتنمية المجتمعية، مؤكداً على ان الدورة التي حصل عليها الأئمة بالأكاديمية العسكرية المصرية عكف على إعدادها علماء متخصصون في علم النفس والاجتماع والاعلام وكل المجالات ذات الصلة.

وفي النهاية، ذكر الرئيس انه يود الإعراب مجدداً عن التعازي لوفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، مؤكداً أن الانسانية قد خسرت بوفاته قامة كبيرة.
 

مقالات مشابهة

  • الوزراء يستعرض جهود الدولة لتطوير المنظومة التعليمية لتواكب وظائف المستقبل
  • التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
  • وزير الأوقاف السابق: سيناء أرض مقدسة ذُكرت في القرآن والحفاظ عليها كحماية المقدسات الدينية
  • حزب الوعي: الخطاب الديني الواعي خط دفاع لحماية المجتمع
  • الرئيس السيسي: "المؤسسات قد تحل محل العلماء في تجديد الفكر مع زيادة العلوم"
  • حزب «المصريين»: كلمة الرئيس السيسي في حفل تخرج أئمة الأوقاف كشفت حجم الدور الثقافي للمؤسسات الدينية
  • السيسي يشارك في حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة الأوقاف| صور
  • أسعار البيض تحلّق في أوروبا... من هي الدولة التي تدفع أكثر من غيرها؟
  • جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تبحث التعاون مع المؤسسات التعليمية في طاجيكستان
  • أحمد موسى يطالب رئيس الوزراء: عاوزين أعلام مصر تكون جديدة في كل المؤسسات.. فيديو