دراسة تكشف كيف سيطرت الديناصورات على الأرض.. السر في حفريات البراز
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
توصلت دراسة جديدة تعتمد على فحص براز وقيء الديناصورات المتحجر، إلى كيفية سيطرة الديناصورات على الأرض في العصور القديمة. ورغم أن السبب الذي أدى إلى نهاية حكم الديناصورات معروف - حيث ضرب كويكب الأرض قبل 66 مليون سنة وتسبب في انقراض جماعي مروع - فإن طريقة صعود الديناصورات إلى القمة كانت أقل وضوحًا حتى الآن.
البحث الجديد، الذي اعتمد بشكل كبير على دراسة الفضلات المتحجرة - التي تقدم أدلة حول النظام الغذائي والتفاعلات بين الحيوانات - يقدم رؤية جديدة حول كيفية تفوق الديناصورات على منافسيها خلال العصر الترياسي. وركزت الدراسة على منطقة في بولندا تحتوي على العديد من الحفريات من تلك الفترة الحاسمة.
ظهرت الديناصورات لأول مرة منذ حوالي 230 مليون سنة، وكانوا في البداية مغمورين بأنواع أخرى من الحيوانات مثل أقارب التماسيح الكبيرة، التي كانت تعيش في البيئات البرية وشبه المائية، بالإضافة إلى آكلي الأعشاب الضخمة التي كانت تتشابه مع الثدييات، والزواحف المدرعة ذات الأرجل الأربعة. بحلول حوالي 200 مليون سنة، بدأت الديناصورات في السيطرة على الأرض بعد أن انقرض معظم منافسيها.
قال عالم الحفريات "مارتن كفارنسترام" من جامعة أوبسالا في السويد، وهو المؤلف الرئيس للدراسة التي نشرت في مجلة "نيتشر" هذا الأسبوع: "لقد درسنا صعود الديناصورات بطريقة جديدة تمامًا. قمنا بتحليل الأدلة الغذائية لاستنتاج الدور البيئي للديناصورات خلال أول 30 مليون سنة من تطورها."
في البداية، كانت الديناصورات وأقاربها تأخذ فرصها في التغذية، حيث كانت تأكل الحشرات والأسماك. ومع مرور الوقت، تطورت الديناصورات اللاحمة الكبيرة والمخصصة للطعام، جنبًا إلى جنب مع الديناصورات العاشبة التي كانت قادرة على استغلال النباتات الجديدة التي ظهرت مع ازدياد الرطوبة في المناخ.
أطلق العلماء اسم "الكوبولايت" على الفضلات المتحجرة، بينما سمّوا القيء المتحجر "ريغورغيتات". عندما يتم فحص الطعام غير المهضوم - مثل النباتات والفريسة - في هذه الفضلات، يمكن للباحثين إعادة بناء شبكات الغذاء في النظام البيئي.
أجرى الباحثون فحصًا لمئات من العينات من هذه الفضلات، وخاصة الكوبولايت. وقال "غريغورز نيدويدزكي"، كبير مؤلفي الدراسة وعالم الحفريات والجيولوجيا في جامعة أوبسالا والمعهد الجيولوجي البولندي: "لقد درسنا أكثر من 100 كيلوغرام من الفضلات المتحجرة."
أظهرت الحفريات والهياكل العظمية والمسارات الحيوانية التي تم العثور عليها في المواقع، ما الحيوانات التي كانت موجودة في فترة معينة. واستخدم العلماء معايير مثل الحجم والشكل ونوع الطعام غير المهضوم، بالإضافة إلى طبيعة الجهاز الهضمي لأقارب هذه الحيوانات المنقرضة من أجل تحديد من أنتج كل كوبولايت.
على سبيل المثال، تم العثور على براز يتناسب مع "بولونوسوشوس"، وهو آكل لحوم بطول 6 أمتار كان من الزواحف اللاحمة في ذلك الوقت، ويعد من المفترسات الرئيسية بجانب الديناصورات المبكرة.
وأوضح نيدويدزكي: "نعلم أن التماسيح والتماسيح اليوم تهضم الطعام لفترات طويلة وبشكل شامل. ومن النادر أن نجد عظامًا غير مهضومة في فضلاتهم. وقد وجدنا كوبولايتات كبيرة، على شكل نقانق، تحتوي على كتلة مهضومة بشكل جيد في موقع كانت توجد فيه عظام بولونوسوشوس أيضًا."
وتقدم هذه الدراسة تقدم لمحة عن كيفية تطور النظام البيئي على الأرض في فترة ترياسية وكيف كانت الديناصورات قادرة على تحقيق الهيمنة على منافسيها من خلال استراتيجيات غذائية مرنة وفعالة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الديناصورات آثار الديناصورات اكتشاف الديناصورات كويكب الأرض على الأرض ملیون سنة التی کانت
إقرأ أيضاً:
رغم المادة المسرطنة.. دراسة تكشف "مفاجأة" عن الأرز البني
كشفت دراسة حديثة في الولايات المتحدة أن الأرز البني يحتوي على نسب أعلى من الزرنيخ مقارنة بالأرز الأبيض، وهو ما أثار القلق من خطورته على الصحة.
وأكد الخبراء أن هذه المستويات لا تشكل خطرا على صحة الإنسان، بل إن التخلي عن الحبوب الكاملة ومنها الأرز البني، قد يضر بالصحة أكثر مما ينفعها.
ووجدت الدراسة أنه ورغم أن الزرنيخ الذي يعرف بأنه مادة مسرطنة، إلا أن وجوده بكميات ضئيلة في الغذاء لا يمثل تهديدا حقيقيا، بحسب مبدأ علم السموم القائل: "الجرعة تصنع السم".
وأوحضت أن الزرنيخ يوجد طبيعيا في التربة والمياه، وبالتالي يظهر في العديد من الأغذية، ومنها الأرز.
وأوضح الباحثون أن كميات الزرنيخ الموجودة في الأرز البني تبقى دون المستويات التي تعد خطيرة على الإنسان، مؤكدين أن ما يهم فعلا هو كمية الاستهلاك وتكراره، وليس مجرد وجود المادة.
النظام الغذائي السيئ
ويؤكد خبراء التغذية أن الخطر الحقيقي لا يكمن في كميات ضئيلة من مواد طبيعية موجودة في الطعام، بل في نمط الحياة الغذائي غير المتوازن.
ويعد النظام الغذائي السيئ أحد أبرز أسباب الوفاة المبكرة حول العالم، متفوقا على التدخين والكحول.
ويبقى من أبرز العوامل الغذائية المؤثرة سلبا على اصلحة، الإفراط في استهلاك الملح، وقلة تناول الحبوب الكاملة.
ويشدد الخبراء على أن وجود الزرنيخ في الأرز البني ليس سببا وجيها لتجنبه، بل إن إدخاله في النظام الغذائي، باعتدال، يشكل خطوة إيجابية نحو حياة صحية.