بوابة الوفد:
2025-04-07@04:47:21 GMT

فيروز.. همس الحب بصوت القمر

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

لبنان دوماً يعانق الأمل رغم الدمار والخراب التى عصفت به، لم ولن تفقد بريقها ولا روحها، حين تنظر إلى بيروت، ترى مدينة تروى قصص الألم والجمال معًا. ترى الأبنية التى دمرتها الانفجارات وأخرى تحكى عن زمنٍ جميل مضى، ترى فيه وجوه الناس التى تحمل تجاعيد القهر لكنها تخفى فى أعماقها عزيمة لا تنكسر، لبنان بلد يعيش فى حالة دائمة من التناقض، فهو ينبض بالحياة رغم الخراب، ويصر على البقاء رغم كل ما مر به، بلد الدمار فيها يعانق الجمال، شعب تعلم كيف يخلق من تحت الأنقاض حياة، من دماره يخلق ألحاناً يشدو بها رغم الاوجاع والانهيار، روح الشعب اللبنانى بقيت صامدة، يعرفون كيف يحولون الحزن إلى أغنية، وكيف يبنون رغم اليد التى قطعت، لبنان لا يزال يتنفس الأمل، رغم الخراب، لبنان باقٍ، لبنان ليس أرضًا، بل فكرة، وروح، وحياة، وأغنية تبعث الطمأنينة فى النفوس، وقهوة صباحية تجمع الأهل على الشرفة، وسماء تحتضن الجبال والبحر فى لوحة ربانية لا مثيل لها، يبقى لبنان وطنًا لا يشبه غيره، يعلّمنا أن الحياة تستمر مهما كانت قاسية، وأن الجمال يمكن أن ينمو حتى فى أصعب الظروف، سيظل لبنان، وطنًا فيروزى الطرب ثائراً، خلق للشدو والجمال والبقاء، فى ظل تلك الصراعات لا يمكن أن نتناسى  «جارة القمر» تلك الرقيقة الجميلة، فى عيدها الـ ٩٠، فما زالت فيروز هى الوطن الحالم الذى يشدو دون ملل، فيروز حين يهمس الحب بصوت القمر.

فيروز ذاك الصوت المدلل الذى يأخذنا إلى عوالم لا تنتمى إلى الأرض، فى أغانيها نجد الوطن الذى نحلم به، والذكريات الهامسة التى لا تموت، والعشق الذى لا ينطفئ. أغانيها تحمل رائحة القرى اللبنانية وبساتين الياسمين، وخرير الأنهار الزرقاء، ودفء البسطاء، فهى بصدق أنشودة حب فى الوطن الباقى عندما تغنى فيروز تشعر وكأنها تخاطب الروح مباشرة.

فيروز، حالة من السمو فوق كل صخب وسكن الروح من كل عبث وسر الحياة إن كان للحياة سر، والشجن والوجع والفرح والترح عندما يغنى الكون كله، فيكون الصمت دربا عندما تغنى هى، إنها الصوت الذى يرافقنا فى وحدتنا ويحتوينا عندما نفتقد الأمان.

فيروز.. سيدة الصباحات الخالدة، والصباحات المبهجة، عندما تغنى ينبثق من سحر غنائها خيوط الشمس الأولى، ويتسلل فى الوجدان عبير صوتها كحلمٍ دافئ يبعث الحياة فى كل شيء، فهى رمز لأجمل ما فى الفن، قيثارة من السماء تعزف على أوتار قلوبنا ألحان الحب والحنين.

فيروز، تلك المرأة الاستثنائية، والصوت الاستثنائى، والشجن الاستثنائى والعشق الاستثنائى، فى صوتها القوة والحنان، وحروف أغانيها ثورة تحمل الشعر فى أبسط صورة، وتجعل المستمع يشعر بأنه جزء من لوحة فنية متكاملة، فيروز عندما تسمعها، تشعر بقدرتها على التوغل فى آفاق الخيال اللا محدود، فهى الأجدر بأن تكون للجميع، يغنيها المحب والعاشق، ويستمع إليها الحزين والمغترب. أغانيها لا تحتاج إلى تفسير، لأنها تتحدث لغة القلوب.

فيروز، حكاية جيل بعد جيل.، نهل من عبيرها الطفل والشاب ومجمل النساء، فصوتها إشراقة الصباح الذى لا نمل منه، والحنين الذى لا يشيخ، والجمال الذى لا ينتهى. فيروز.. ستبقى إلى الأبد رمزًا للحب، والفن، والوطن.

فيروز.. حين يهمس الحب بصوت القمر، وتسكن الروعة نفوس البشر، فكيف يمكن لصوت أن يكون نافذة على السماء؟ بحنجرة تجمع بين الحنين والرقة، بين الحلم والحقيقة؟ مع فيروز، يصبح الصوت أكثر من مجرد أداة للتعبير؛ إنه لغة للحب، نغماً يسكن فى الأعماق ويعيد تشكيل العالم من جديد.

صوت فيروز ليس مجرد صوت، بل هو إحساس يأخذك إلى مكان لا حدود له، كدفء يد حبيبة تلامس كتفك فى لحظة صمت وشوق، مع كل نغمة تنبعث من حنجرتها، تشعر أن الكون يختفي، وأنك وحدك مع هذا الصوت الذى يهمس بحكايات العشق والحنين، فوق حدود السماء التى لا يراها سواك ولا يشعر بها سواك.

فيروز، فعندما تشدو بـ «كيفك إنت؟» وكأنها تسأل كل عاشق عن أوجاع قلبه، أو عن ملاذ العشيق، فهى تعرف جيدًا أن فى الحب الفيروزى نبحث عن الطمأنينة، عن السؤال البسيط الذى يحمل بين طياته كل المشاعر.

فيروز، حين تصدح «أنا لحبيبى»، تأخذك بعيدًا عن مساحات الوجع، إلى براح الندى، عن كل واقع مرير، إلى عالم تصنعه هى فقط: عالم يملؤه عشق الفيروز النقى، فصوتها يشبه العناق الأول، والرجفة التى تأتى مع الاعتراف بالحب، والابتسامة الخجولة التى تسبق كلمة «أحبك».

فيروز هى تجسيد لكل تلك اللحظات التى نعيشها ونتمناها، صوتها يجعل حتى الألم فى الحب جميلًا، كأنه فصل فى رواية لا نريد أن تنتهى، أو فصول السنة المترنحة، صيفها صيف وربيعها عبير وخريفها وجع وشتاء عاصف يقتنص العشق قنصاً من قلوب المحبين، ففى أغانيها، مشاهد مكتملة من الرومانسية، تصف الطرقات، الأشجار، والمطر، تشعر أن الطبيعة كلها تحيا بعشقها. فيروز لا تغنى للحب فقط، بل خلقت له، موسيقاها تجعلنا نرى الحب بأعيننا ونسمعه بقلوبنا.

فيروز، حالة من الرقة التى تغسل القلب من صخب الحياة، من العذوبة التى تُعيد إلينا القدرة على الحلم، من الحب الذى يهمس فى أعماقنا كلما سمعنا خرير صوتها، مع فيروز، يصبح الحب أغنية لا تنتهي، وصوتها هو الموجة التى تحملنا بعيدًا، إلى عوالم لا يعرفها سوى العشاق.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رادار بيروت ن التناقض الذى لا

إقرأ أيضاً:

أسرار مذهلة بعد تشريح بقايا حيوان منقرض منذ 130 ألف سنة.. ما الذى تم اكتشافه؟

نجت بقايا أنثى الماموث "إيانا" من قسوة الزمن، بعد أن  أصبح جسدها بعد الموت مدفون في الجليد الدائم بساخا الروسية لآلاف السنين.

اكتشاف استثنائي.. ماذا ظهر حديثا في البر الغربي بالأقصر؟صدمة .. السمكة الفضية تهدد مباني هذه الدولة| ما القصة؟

وقد كشف ذوبان الجليد – الناتج عن التغير المناخي – عن جثتها المحنطة بحالة مذهلة من الحفظ.

داخل أحد المختبرات في أقصى شرق روسيا، يعمل العلماء على تشريح جثة "إيانا"، التي عُثر عليها العام الماضي.

ويُعد هذا الاكتشاف فريداً من نوعه، نظراً لحالة الحفظ النادرة التي ظهرت بها: جلدها البني الرمادي لا يزال مكسوًا ببعض الشعر، وجذعها المجعد منحني باتجاه فمها، كما أن تجاويف عينيها وأطرافها تحتفظ بتشابه واضح مع الفيلة المعاصرة.

فرصة لدراسة ماضي الكوكب 

يصف أرتيمي غونتشاروف، رئيس مختبر الجينوميات في معهد الطب التجريبي بسانت بطرسبرغ، هذا الاكتشاف بأنه "فرصة لدراسة ماضي كوكبنا".

ويبلغ طول إيانا نحو مترين وارتفاعها عند الكتفين 1.2 متر، بينما يقدر وزنها بـ180 كيلوجراما، ويعتقد العلماء الروس أنها قد تكون إحدى أفضل عينات الماموث المحفوظة التي تم العثور عليها حتى اليوم.

اكتشاف استثنائي في متحف الماموث

شهد متحف الماموث في ياكوتسك عملية التشريح في نهاية مارس، حيث ارتدى العلماء ملابس وقاية كاملة أثناء فحص الجزء الأمامي من الجثة واستمرت العملية لساعات طويلة، تم خلالها جمع عينات من الأنسجة والأعضاء المختلفة.

بحسب غونتشاروف، فقد حفظت العديد من الأعضاء والأنسجة بحالة ممتازة، من بينها المعدة، والأمعاء، والقولون ، و تعد هذه الأجزاء مهمة للغاية لأنها تحتفظ بكائنات دقيقة قديمة يمكن دراستها لفهم تطورها مقارنة بالكائنات الحالية.

خلال العملية، تم تقطيع الجلد بالمقص، وشق الجوف باستخدام مشرط، ثم جُمعت الأنسجة ووضعت في أوعية محكمة التحكيم لتحليلها لاحقا في المقابل، ظلت الأجزاء الخلفية من الجثة مغروسة في التربة السيبيرية، التي منحتها رائحة تشبه مزيجاً من اللحم المحفوظ والتربة المخمرة.

الاهتمام بالبكتيريا والأعضاء التناسلية

يركّز العلماء أيضاً على فحص الأعضاء التناسلية لـ"إيانا" بهدف دراسة نوع البكتيريا الدقيقة التي عاشت في جسدها، وهو ما قد يوفر مؤشرات مهمة حول بيئتها وتكوينها الحيوي، كما يوضح أرتيوم نيدولويكو، مدير مختبر علم الجينوم القديم.

عمر مذهل وأصل غامض

في البداية، قدر العلماء عمر الجثة بـ50 ألف سنة، لكن بعد تحليل طبقة التربة التي عُثر عليها فيها، تبين أن "إيانا" عاشت قبل أكثر من 130 ألف عام، بحسب ماكسيم تشيبراسوف، مدير متحف الماموث في الجامعة الفيدرالية الشمالية الشرقية.

أما من الناحية البيولوجية، فيُعتقد أن "إيانا" كانت تبلغ أكثر من عام عند وفاتها، بناء على ظهور سن الحليب لديها، لكن السبب الحقيقي لنفوقها لا يزال مجهول.

ويُشير تشيبراسوف إلى أن "إيانا" عاشت في زمن لم يكن البشر قد وصلوا فيه بعد إلى سيبيريا، إذ لم يظهروا في هذه المنطقة إلا بعد نحو 28 إلى 32 ألف سنة.

ثلاجة طبيعية للكائنات المنقرضة

يكمن سر هذا الحفظ الاستثنائي في التربة الصقيعية، التي تبقى متجمدة طوال العام وتعمل كثلاجة طبيعية تحفظ أجساد الحيوانات المنقرضة. لكن ظاهرة الاحترار المناخي بدأت تتسبب في ذوبان هذا الجليد، ما سمح باكتشاف جثة "إيانا".

ويحذر غونتشاروف من أن هذا الذوبان لا يكشف فقط عن مخلوقات من عصور ما قبل التاريخ، بل قد يطلق أيضاً كائنات دقيقة ضارة، بعضها قد يكون مسبباً للأمراض، مما يسلط الضوء على جانب آخر من المخاطر البيولوجية المرتبطة بتغير المناخ.

مقالات مشابهة

  • ماكرون في مصر.. ما الذى ستقدمه هذه الزيارة؟.. مدير المنتدى الإستراتيجي يوضح
  • ذكريات من "السيرك"
  • نتنياهو الخسران الأكبر
  • ظاهرة نادرة والأرض تترقب.. ماذا يحدث للشمس في 21 سبتمبر 2025؟
  • أسرار مذهلة بعد تشريح بقايا حيوان منقرض منذ 130 ألف سنة.. ما الذى تم اكتشافه؟
  • «الراحة».. أميرة أديب تستعد لطرح أجدد أغانيها
  • مصادر تكشف تطورات مثيرة فى أزمة تجديد عقد زيزو .. تعرف عليها
  • كاظم الساهر يحيي حفلا كبيرا في دبي.. قريبا
  • زيزو صفقة القرن الحائرة بين الأهلى والزمالك
  • في دبي .. رنا سماحة تصور أحدث أغانيها الهونولولو