كلمة السر فى تحقيق التنمية المستدامة
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
قبل سنوات، وفى أحد اللقاءات الدولية، جمعنى لقاء مع أحد رؤساء البنك الدولي، وسألته عن نماذج الدول التى حققت تنمية حقيقية فى قارة إفريقيا فى الآونة الأخيرة، فضرب لى مثلًا بدولة رواندا. وسألت كيف كان ذلك، فأجاب بأن الحكومة كانت تُحدد محددات لها تتم مراجعتها فى مختلف الملفات كل ثلاثة أشهر، ليتم الوقوف على الأداء العام ومدى اتساقه مع توجهات التنمية التى تعمل عليها الدولة.
«وهى اختصار لمصطلح «مؤشر الأداء الرئيسي»وببساطة شديدة تمثلت كلمة السر في . K.P.I.
ويعنى هذا المصلطح المعيار أو المقياس الذى يتم استخدامه لتقييم أداء جهة أو مؤسسة ما فى تحقيق أهداف مُعينة. وهذا المعيار مُطبق فى كافة الشركات العالمية، وكثير من الشركات الخاصة الناجحة، إذ يتم كل ثلاثة أشهر تقييم ما تم إنجازه من أهداف محددة مسبقًا. وتُحدد كل مؤسسة مؤشر الأداء الرئيسى الخاص بها سلفًا وفقًا لاحتياجاتها وأهدافها.
وللأسف الشديد، فإن هذا المنهج يغيب تمامًا عن الحكومة، لذا يصعب تقييم أداء الوزارات والمؤسسات بشكل واضح، وعليه يصعب أيضًا تقييم أداء المسئولين. وهذه واحدة من مُعضلات تباطؤ سياسات الإصلاح على المستويين الاقتصادى والاجتماعى.
إن مصر تواجه تحديات كبرى فى مجال التنمية، ولا شك أنها فى حاجة ماسة لاستراتيجيات واضحة وشفافة فى كل قطاع، حتى يُمكن التغلب على ارتفاع معدلات الفقر، وما يحمله ذلك من تبعات اجتماعية شديدة الخطورة على الأجيال القادمة وعلى مستقبل التنمية.
ومع غياب الخطط المستقبلية، أهدرنا فرصا عظيمة فى مجال تنمية قطاع التعليم، وقطاع الصحة، وهما أكثر القطاعات التى كان يُمكن للمواطن العادى أن يشعر بأى تحسن فيهما.
بالطبع، فإن هناك نماذج متفردة فى الحكومة الحالية، كما كانت هناك نماذج مميزة جدًا فى حكومات سابقة، لكن لا توجد مؤشرات محددة يمكن للاقتصاديين أو المعنيين بالاقتصاد من استقرائها لتقييم مدى تقدم الأداء. لذا، فإننى أتصور أن كل ما نراه أمامنا فى كثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية هو سعى جاد لحل المشكلات ومواجهة التحديات دون خطط محددة للتغيير للأفضل والإصلاح التام، وبمعنى آخر فإن المسئولين فى بلدنا يعملون دومًا على إطفاء الحرائق، لكنهم لا يخططون لمنع اشتعال هذه الحرائق مرة أخرى.
لقد نجحت رواندا فى الانتقال من دولة بدائية تواجه دمار الحروب الأهلية وانتشار المجاعات عام 1994 إلى نموذج لدولة تحقق نموًا اقتصاديًا يتراوح بين 7 و8 % سنويًا منذ مطلع الألفية، وبعد أن كانت الكهرباء تُغطى 10 فى المئة من السكان عام 2000، صارت فى 2023 تغطى أكثر من 70 فى المئة من السكان، وتنوعت مجالات الاستثمار فيها واتسعت فرص النجاخ، واتجهت شركات عالمية كثيرة للاستثمار فى الدولة الفقيرة.
وكان من الواضح أن هناك مؤشرات أداء رئيسى تم وضعها والعمل عليها وفقًا لرؤى تنمية حقيقية ومستدامة، وهو ما نأمل أن يتاح لدينا.
وسلامٌ على الأمة المصرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د هانى سرى الدين حققت تنمية الحكومة كانت توجهات
إقرأ أيضاً:
السبت.. تجارة القاهرة تناقش "الابتكارات وتأثيرها على الأداء المستدام لمنظمات الأعمال" بمؤتمر دولي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعقد كلية التجارة بجامعة القاهرة، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، المؤتمر الدولي للكلية تحت عنوان "الابتكارات في مجال الأعمال وتأثيرها على الأداء المستدام لمنظمات الأعمال من خلال منهج متعدد التخصصات"، والذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر حتي 1 ديسمبر 2024 بمقر الكلية.
وأوضح الدكتور محمد سامي عبد الصادق، أن المؤتمر الدولي لكلية التجارة يستهدف توفير منصة دولية لعرض ومناقشة وتبادل وجهات النظر حول النهج الأكاديمية والمهنية متعددة التخصصات والأبحاث المتعلقة بالتطورات المعاصرة في بيئة الأعمال، ويسلط الضوء على الأبحاث متعددة التخصصات الجديدة المرتبطة بتحديات تحقيق تطورات ناجحة في مجال الأعمال وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة، مضيفًا أن المؤتمر سوف يتيح الفرصة للأكاديميين والممارسين وطلاب الدراسات العليا لعرض نتائج أبحاثهم، كما يسهم المؤتمر في استكشاف التغيرات التكنولوجية السريعة وتقييم الاستراتيجيات والتقنيات المتقدمة الداعمة للتحول الرقمي العالمي، ويدعم سبل الشراكة بين القطاعين العام والخاص ويضع الأطر السياسية والتنظيمية الداعمة للنمو الاقتصادي المستدام.
وقال رئيس جامعة القاهرة، إن المؤتمر يناقش عدة محاور هامة من بينها : الاستدامة والابتكار في الإدارة الإستراتيجية وريادة الأعمال ونظم المعلومات، ودور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وبناء منظومة ريادية مستدامة، ودور علم وممارسات إدارة التسويق في تحقيق أهداف الابتكار والاستدامة، ودور التكنولوجيا في التسويق المستدام وتوظيف الذكاء الاصطناعي لتحقيق التوازن بين الربحية والمسئولية البيئية والاجتماعية، والتطبيقات والتحديات التي تواجه الباحثين والمهنين في مجال الإدارة المالية والاستثمار لتحقيق أهداف الشمول المالي الاستدامة.
ومن جانبها قالت د. لبنى فريد عميدة كلية التجارة ان مناقشات المؤتمر تتناول كيفية استخدام أدوات التمويل الأخضر للتعامل مع المخاطر والفرص المالية التي تعمل على تخفيف مخاطر تغير المناخ والتكيف معه، وغيرها من المحاور.
و أشارت عميد كلية التجارة، إلي أن المؤتمر يُعد منصة شاملة تجمع بين الأكاديميين والممارسين ورواد الأعمال وصناع السياسات لمناقشة القضايا المحورية، واستكشاف الأبحاث المبتكرة، ومشاركة أفضل الممارسات التي تسهم في تعزيز الاستدامة في العصر الرقمي، مؤكدة أن المؤتمر يركزعلى تعزيز التعاون بين التخصصات المختلفة وتطوير استراتيجيات جديدة للتعامل مع التحديات العالمية مثل تغير المناخ، والتحول الرقمي، والتنمية الاقتصادية المستدامة.
وأضافت د. لبنى فريد، أن موضوع المؤتمر يتوافق مع رؤية مصر 2030 التي تضع الابتكار والاستدامة في صميم استراتيجياتها لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة.