بوابة الوفد:
2025-03-03@21:49:18 GMT

التعليم.. وتحقيق أهداف الدولة

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

لا شك أن مصر تخطو بثبات فى ترسيخ أركان الجمهورية الجديدة التى بدأتها عام 2014، وتظهر ملامحها بجلاء الآن على أصعدة عدة، ربما يكون أبرزها استعادة مصر لوجهها الحضارى من جديد بعدما طغت عليه لعقود العشوائيات والفوضى وانهيار وتراجع معظم مرافق الدولة، وتهالك المبانى والمناطق التراثية والتاريخية التى كانت تميز القاهرة تحديدًا، لتستعيد من جديد بريقها وقيمتها التاريخية بعد إعادة تأهيلها، ثم اضيفت إليها الأحياء والمدن الجديدة والحديثة لتجعلها عاصمة الحداثة والتحضر إلى حد أن كثيرًا من الأشقاء العارب والأجانب الذين لم يزوروا مصر من فترة، تصيبهم الدهشة من التحول الكبير الذى شهدته القاهرة فى سنوات قليلة، يشعرون أن مصر تحولت بالفعل إلى جمهورية جديدة بكل ما تحمله من جوانب ليس فقط على مستوى الحداثة والتطور، وإنما سعى مصر بالفعل إلى التغيير الشامل لترسيخ قيم وأسس الجمهورية الجديدة فى المجتمع المصرى وفى القلب منه بناء الإنسان، وهو أمر بالتأكيد يحتاج إلى وقت وجهد وسياسات جديدة على رأسها نظام التعليم فى مصر باعتبار أن التعليم هو قاطرة التنمية البشرية، ومن ثم قاطرة التنمية الشاملة.

قضية التعليم فى مصر تحتاج إلى مراجعة شاملة واستيراتيجية تتواكب مع الجمهورية الجديدة.. وقبل أيام أشار فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلى جانب مهم للتعليم، عندما قال إن جزءًا غير قليل من التعليم الحديث يحتاج إلى إعادة نظر ولا بد من إخضاعه لاستيراتيجية تقييم وطنية للوقوف على مدى مناسبته لاحتياجات المجتمع من عدمها، منوهًا أن بعض أساليب التعليم تفرغ التعليم من محتواه والهدف المنشود منه، وتفقد التلاميذ القدرة على صياغة موضوع كامل مكتمل العناصر، الأمر الذى يفقد التعليم القدرة على بناء العقلية النقدية، وحذر الإمام الأكبر من طغيان الجوانب المادية التى تهدف لتحويل التعليم إلى سلعة استثمارية وتجارية تهدف إلى التربح بغض النظر عما تلحقه من هدم لأركان التعليم، مشيرًا إلى ضرورة الاهتمام بتدريس تاريخنا وتراثنا الذى تركناه لأعدائنا وتجاهلناه فأعادوا تقديمه لنا مشوهًا ومؤدلجًا، كما أكد ضرورة استعادة المدرسة دورها الأساسى لتحقيق آمال وطموحات الوطن والارتقاء به.. الحقيقة أن قضية التعليم التى تثير الجدل من حين لآخر، تحتاج إلى إعادة نظر واستيراتيجية جديدة على مستويات عدة، حتى تتماشى وقيم وأسس الجمهورية الجديدة.

إذا كان التعليم العام والبحث العلمى فى حاجة إلى استيراتيجية جديدة.. فإن التعليم الفنى فى حاجة إلى مراجعة كبيرة الآن، فى ظل الخطوات الجادة التى تتخذها مصر نحو التوجه إلى التصنيع وتوطين الصناعة على أرض مصر، وسعى الدولة إلى شراكات دولية، وتقديم كل التسهيلات والحوافز إلى القطاع الخاص للدخول فى هذا المجال وجذب مزيد من الاستثمارات للقطاع الصناعى، وهو أمر سوف يحتاج إلى توفرعمالة فنية ومدربة للدفع بها إلى شتى القطاعات والمناطق الصناعية، وحتى تكتمل هذه المنظومة لتحقيق الهدف الاستراتيجى الذى تسعى إليه مصر، يجب العمل بشكل متواز على استيراتيجية لتطوير التعليم الفنى لتخريج دفعات مؤهلة ومدربة لدخول سوق العمل فى شتى المجالات، وذلك من خلال المدارس الفنية بعد اعادة تأهيلها، بحيث يتحول العام الأخير إلى النظام العملى التدريبى والانتاجى كشرط للتخرج والالتحاق بسوق العمل، وهو فى ذات الوقت أمر يشكل رافدًا اقتصاديًا للمدارس الفنية والدولة بشكل عام من النماذج الانتاجية لهذا القطاع الكبير والمتنوع، الذى يمكن أن يسهم بشكل كبير فى عملية نشر وتوطين الصناعة، خاصة فى الصناعات الصغيرة.

حفظ الله مصر

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ مصر ت الجمهوریة الجدیدة

إقرأ أيضاً:

أستاذ اقتصاد: قرارات الحماية الاجتماعية ساندت الفئات الأكثر احتياجا بشكل كبير

كشف الدكتور محمود عنبر، أستاذ الاقتصاد بجامعة أسوان، عن جهود الدولة في رفع العبء عن كاهل المواطن وتوفير الاحتياجات الأساسية.

وقال خلال مداخلة هاتفية لفضائية  "إكسترا نيوز"، مساء اليوم ، إن السياسات الاجتماعية التي تبنتها الدولة كانت موازية لبرامج الإصلاح الاقتصادي، بهدف تخفيف آثار القرارات الاقتصادية الضرورية على محدودي ومتوسطي الدخل.

وأضاف، أنه رغم الأزمات الكبرى، مثل جائحة كورونا، لم تتوقف الدولة عن تنفيذ هذه السياسات التي استهدفت تحقيق العدالة الاجتماعية والتمكين الاقتصادي للمواطنين.

وأشار، إلى أن برامج الحماية الاجتماعية تطورت لمواكبة التحديات الاقتصادية، حيث شهدت تغييرات في هيكلة الدعم، بالتحول من الدعم العيني إلى النقدي وربطه بمعدلات التضخم لضمان وصوله لمستحقيه، كما ساعدت هذه السياسات في تحقيق توازن بين تحرير سعر الصرف ورفع الدعم التدريجي، وبين دعم الفئات الأكثر تأثرًا بهذه الإجراءات.

مقالات مشابهة

  • بعد حادثة التمثال.. من يمول الدكتور زاهي حواس وبعثته؟ ولماذا تصمت وزارة السياحة والآثار؟!
  • حدث في 3 رمضان.. تعرف على أهم الأحداث التاريخية التى وقعت فيه
  • أمير هشام: نيمار تألق بشكل لافت مع سانتوس البرازيلي
  • حزب طالباني:توزيع المناصب والحصص بشكل صحيح يُسرع من تشكيل حكومة الإقليم الجديدة
  • ترند زمان.. أنا ضحية جبروت امرأة .. اعترافات المذيع إيهاب صلاح بقتل زوجته
  • متحدث الزراعة: الدولة بذلت جهودا كبيرة لتطوير القطاع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي
  • "رمضان يعنى".. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوى
  • عنبر: قرارات الحماية الاجتماعية ساندت الفئات الأكثر احتياجًا بشكل كبير
  • أستاذ اقتصاد: قرارات الحماية الاجتماعية ساندت الفئات الأكثر احتياجا بشكل كبير
  • مع بدء تطبيق مواعيد رمضان الجديدة..المحال التجارية تواجه الغلق الإداري حال القيام بهذا الإجراء