بوابة الوفد:
2025-01-31@09:02:32 GMT

التعليم.. وتحقيق أهداف الدولة

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

لا شك أن مصر تخطو بثبات فى ترسيخ أركان الجمهورية الجديدة التى بدأتها عام 2014، وتظهر ملامحها بجلاء الآن على أصعدة عدة، ربما يكون أبرزها استعادة مصر لوجهها الحضارى من جديد بعدما طغت عليه لعقود العشوائيات والفوضى وانهيار وتراجع معظم مرافق الدولة، وتهالك المبانى والمناطق التراثية والتاريخية التى كانت تميز القاهرة تحديدًا، لتستعيد من جديد بريقها وقيمتها التاريخية بعد إعادة تأهيلها، ثم اضيفت إليها الأحياء والمدن الجديدة والحديثة لتجعلها عاصمة الحداثة والتحضر إلى حد أن كثيرًا من الأشقاء العارب والأجانب الذين لم يزوروا مصر من فترة، تصيبهم الدهشة من التحول الكبير الذى شهدته القاهرة فى سنوات قليلة، يشعرون أن مصر تحولت بالفعل إلى جمهورية جديدة بكل ما تحمله من جوانب ليس فقط على مستوى الحداثة والتطور، وإنما سعى مصر بالفعل إلى التغيير الشامل لترسيخ قيم وأسس الجمهورية الجديدة فى المجتمع المصرى وفى القلب منه بناء الإنسان، وهو أمر بالتأكيد يحتاج إلى وقت وجهد وسياسات جديدة على رأسها نظام التعليم فى مصر باعتبار أن التعليم هو قاطرة التنمية البشرية، ومن ثم قاطرة التنمية الشاملة.

قضية التعليم فى مصر تحتاج إلى مراجعة شاملة واستيراتيجية تتواكب مع الجمهورية الجديدة.. وقبل أيام أشار فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلى جانب مهم للتعليم، عندما قال إن جزءًا غير قليل من التعليم الحديث يحتاج إلى إعادة نظر ولا بد من إخضاعه لاستيراتيجية تقييم وطنية للوقوف على مدى مناسبته لاحتياجات المجتمع من عدمها، منوهًا أن بعض أساليب التعليم تفرغ التعليم من محتواه والهدف المنشود منه، وتفقد التلاميذ القدرة على صياغة موضوع كامل مكتمل العناصر، الأمر الذى يفقد التعليم القدرة على بناء العقلية النقدية، وحذر الإمام الأكبر من طغيان الجوانب المادية التى تهدف لتحويل التعليم إلى سلعة استثمارية وتجارية تهدف إلى التربح بغض النظر عما تلحقه من هدم لأركان التعليم، مشيرًا إلى ضرورة الاهتمام بتدريس تاريخنا وتراثنا الذى تركناه لأعدائنا وتجاهلناه فأعادوا تقديمه لنا مشوهًا ومؤدلجًا، كما أكد ضرورة استعادة المدرسة دورها الأساسى لتحقيق آمال وطموحات الوطن والارتقاء به.. الحقيقة أن قضية التعليم التى تثير الجدل من حين لآخر، تحتاج إلى إعادة نظر واستيراتيجية جديدة على مستويات عدة، حتى تتماشى وقيم وأسس الجمهورية الجديدة.

إذا كان التعليم العام والبحث العلمى فى حاجة إلى استيراتيجية جديدة.. فإن التعليم الفنى فى حاجة إلى مراجعة كبيرة الآن، فى ظل الخطوات الجادة التى تتخذها مصر نحو التوجه إلى التصنيع وتوطين الصناعة على أرض مصر، وسعى الدولة إلى شراكات دولية، وتقديم كل التسهيلات والحوافز إلى القطاع الخاص للدخول فى هذا المجال وجذب مزيد من الاستثمارات للقطاع الصناعى، وهو أمر سوف يحتاج إلى توفرعمالة فنية ومدربة للدفع بها إلى شتى القطاعات والمناطق الصناعية، وحتى تكتمل هذه المنظومة لتحقيق الهدف الاستراتيجى الذى تسعى إليه مصر، يجب العمل بشكل متواز على استيراتيجية لتطوير التعليم الفنى لتخريج دفعات مؤهلة ومدربة لدخول سوق العمل فى شتى المجالات، وذلك من خلال المدارس الفنية بعد اعادة تأهيلها، بحيث يتحول العام الأخير إلى النظام العملى التدريبى والانتاجى كشرط للتخرج والالتحاق بسوق العمل، وهو فى ذات الوقت أمر يشكل رافدًا اقتصاديًا للمدارس الفنية والدولة بشكل عام من النماذج الانتاجية لهذا القطاع الكبير والمتنوع، الذى يمكن أن يسهم بشكل كبير فى عملية نشر وتوطين الصناعة، خاصة فى الصناعات الصغيرة.

حفظ الله مصر

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ مصر ت الجمهوریة الجدیدة

إقرأ أيضاً:

«الجارديان»: «ترامب» يهدد آمال «غزة» فى إعادة الإعمار

سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء أمس على الأسباب التى تضيع الآمال الفلسطينية فى التخلص من آثار الحرب المدمرة التى لحقت بهم، وذكرت افتتاحية الصحيفة عدة أسباب من شأنها ضياع ذلك الحلم فى إعادة الإعمار، وأضافت: يعود الفلسطينيون إلى الشمال – لكن رغبة الرئيس الأمريكى فى «تطهير» القطاع، على الرغم من عدم واقعيتها، تثير قلقًا عميقًا.

وتابعت: «يعود الفلسطينيون إلى ديارهم فى شمال غزة، على الرغم من أن القليل من منازلهم ما زالت قائمة. لقد دمرت المستشفيات والمدارس والبنية الأساسية الأخرى. بالنسبة للبعض، كانت هناك لقاءات حزينة؛ بينما يبحث آخرون عن جثث أحبائهم. إنهم يبحثون عن الأمل وسط أنقاض حياتهم السابقة. ولكن هناك تهديدات جديدة تلوح فى الأفق. فإسرائيل والأمم المتحدة فى مواجهة بشأن مستقبل وكالة الأونروا، وكالة الإغاثة للفلسطينيين. ومن المقرر أن يدخل قانون إسرائيلى ينهى كل أشكال التعاون مع الوكالة حيز التنفيذ اليوم ــ فى الوقت الذى تتدفق فيه المساعدات التى تشتد الحاجة إليها أخيراً على غزة. ويقول خبراء المساعدات إن أى كيان آخر لا يملك القدرة على توفير الدعم الطويل الأجل اللازم للسكان.

ولفتت إلى القضية الثانية المتعلقة باستمرار وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى. قائله «فالانتقال إلى المرحلة الثانية ـ والتى من المفترض أن تنسحب فيها إسرائيل بالكامل، وأن تنزع حماس سلاحها ـ سوف يكون أكثر صعوبة».

وفى الوقت نفسه هناك مخاوف بشأن الهجوم الإسرائيلى على جنين فى الضفة الغربية المحتلة، والذى وصفه المسئولون الإسرائيليون بأنه تحول فى أهداف الحرب. وفى لبنان، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على 26 شخصًا احتجاجًا على استمرار وجودها وقد تم تمديد الموعد النهائى لانسحابها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار حتى الثامن عشر من فبراير.

ولكن التهديد الجديد هو اقتراح ترامب برغبته فى «تطهير هذا الشيء بأكمله»، مع مغادرة مليون ونصف المليون فلسطينى غزة مؤقتًا أو على المدى الطويل، ربما إلى الأردن أو مصر. ونظرًا لتاريخهم من النزوح القسرى، ليس لدى الفلسطينيين أى سبب للاعتقاد بأنهم سيعودون على الإطلاق. ويبدو هذا وكأنه نكبة أخرى.

وأضافت: طرح الرئيس الأمريكى الفكرة مرة أخرى، وورد أن إندونيسيا كانت وجهة بديلة وهذا أكثر من مجرد فكرة عابرة. فقد أبدى قلقه على الفلسطينيين، قائلًا إنهم قد يعيشون فى مكان أكثر أمانًا وراحة. لقد أوضحوا رعبهم بوضوح. ولا يغير تغليف الهدايا من حقيقة أن الإزالة القسرية ستكون جريمة حرب.

وأكدت الجارديان أن هذه التعليقات البغيضة هى موسيقى فى آذان أقصى اليمين الإسرائيلى. وربما تكون مقصودة فى المقام الأول لمساعدة بنيامين نتنياهو على إبقاء شركائه فى الائتلاف على متن الطائرة. فقد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي- الذى من المقرر أن يلتقى ترامب فى الأسبوع المقبل - خطط «اليوم التالي» فى غزة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى سعيه إلى تأجيل مثل هذا اليوم. وإن طرد الفلسطينيين من الشمال سيكون أكثر صعوبة الآن بعد عودة مئات الآلاف. ولا تريد مصر والأردن استقبالهم لأسباب سياسية وأمنية. وقد أوضح لاعبون أقوياء آخرون معارضتهم - ولا يزال ترامب يأمل فى تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية فى إطار صفقة إقليمية أوسع. ومع ذلك، قد تأمل إدارته أن يؤدى الضغط الكافى على المساعدات إلى تحويل أصغر داخل المنطقة، أو ربما تحويل أكبر فى مكان آخر.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يحتاج اقتراح ترامب إلى أن يكون قابلًا للتطبيق ليكون ضارًا. فهو يعزز اليمين المتطرف فى إسرائيل- الذى حفزه بالفعل إلغاء العقوبات الأمريكية على المستوطنين العنيفين فى الضفة الغربية - ويزيد من نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين. يبدو أن ترامب ينظر إليهم باعتبارهم عقبة أمام تطوير العقارات وصفقته الكبرى التى ناقشها منذ فترة طويلة، وليس بشرًا لهم الحق فى إبداء رأيهم فى حياتهم. غالبًا ما بدا التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين نظريًا إلى حد كبير. لكنه لا يزال مهمًا. ولا يزال الفلسطينيون بحاجة إلى مستقبل طويل الأجل فى دولة خاصة.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • «الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
  • أصبحت أفعالكم لا تليق بمقام أم الدنيا
  • الرئيس المقاول
  • «الجارديان»: «ترامب» يهدد آمال «غزة» فى إعادة الإعمار
  • «ترامب».. لا بد منه!
  • قضية القضايا
  • وزير الخارجية: الدولة ملتزمة بتعزيز حقوق الإنسان وصون الحريات في الجمهورية الجديدة
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب
  • سيناء الغزاوية وسوريا الداعشية والأحزاب الإخوانية!