ناسا تكشف حقيقة اكتشاف الكبريت على سطح المريخ
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
أثناء بحثها عن دلائل على وجود حياة ميكروبية قديمة على سطح المريخ، اكتشفت مركبة كيوريوسيتي التابعة لوكالة ناسا حقلاً من الأحجار الكبريتية البيضاء المدهشة في سلسلة من الصور الجديدة التي أثارت الحيرة والاهتمام بين العلماء.
ومنذ انطلاقها في مهمتها قبل أكثر من 13 عامًا، رصدت المركبة هذا الحقل الغريب من الكبريت في قناة "غيديز فالي" على سطح المريخ خلال فصل الصيف.
وقال "آشوين فاسافادا"، عالم المشروع لمركبة كيوريوسيتي: "لقد درسنا حقل الكبريت من جميع الزوايا، من الأعلى ومن الجوانب، بحثًا عن أي مواد مختلطة مع الكبريت قد تساعدنا في فهم كيفية تكوُّنه". وأضاف: "لقد جمعنا الكثير من البيانات، والآن لدينا لغز مثير نحلله".
التقطت كاميرا "ماستكام" التابعة للمركبة صورًا دقيقة لهذا الحقل خلال اليوم 4352 من أيام المريخ، وهو اليوم الذي يُسجل فيه عمر المركبة. وعلى الرغم من أن الصور الملتقطة بواسطة مركبة "مارس ريكوكونيسانس أوربيتر" التابعة لناسا كانت قد أظهرت أرضية فاتحة اللون، إلا أن الأحجار الكبريتية كانت صغيرة جدًا بحيث لم تتمكن المركبة الفضائية من رصدها. وكانت المفاجأة عندما كشفت مركبة كيوريوسيتي عن هذه الأحجار الصفراء المتضمنة بلورات الكبريت، مما زاد من غموض الاكتشاف.
وقد أكدت التحقيقات أن هذه الأحجار مكونة من الكبريت النقي، وهو ما لم يُرصد من قبل على سطح المريخ. ولكن كيفية تكوُّن هذا الكبريت في المنطقة لا يزال غير واضح.
كما التقطت كيوريوسيتي صورًا للمنطقة المحيطة بالقناة، قبل أن تصل إلى الحافة الغربية لها في نهاية سبتمبر الماضي. وتشير هذه التشكيلات إلى أن المياه كانت قد تدفقت عبر هذه المنطقة في الماضي، وذلك في فترة انتقال المريخ إلى مناخ أكثر جفافًا. ويقوم العلماء الآن بدراسة كيفية تكوُّن هذه القناة خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى بحثهم عن دلائل على وجود حياة ميكروبية قديمة، قد تكون قد نشأت في وقت كان فيه الكوكب أكثر دفئًا واحتوى على بحيرات وأنهار.
ومن بين التشكيلات المثيرة التي رصدتها المركبة، كانت "تل الحطام بيناكل ريدج"، والتي يتم تحليلها حاليًا من قبل الخبراء. ويعمل فريق ناسا على وضع جدول زمني للأحداث لفهم تاريخ المنطقة بشكل أفضل.
في المرحلة التالية من مهمتها، ستتجه كيوريوسيتي إلى تشكيل بلوري مدهش يسمى "بوكْس وورك"، وهو مجموعة من التشكيلات الشبيهة بالشبكة التي تمتد على سطح المريخ. ويعتقد العلماء أن هذه التشكيلات تكونت نتيجة للمياه الجوفية القديمة التي تركت المعادن في الشقوق الصخرية. وعندما تعرضت هذه الصخور للتعرية، شكلت المعادن التي في الشقوق هذه الأنماط المعقدة، وهي ظاهرة مشابهة لما نراه في الكهوف والمنحدرات الصخرية على كوكب الأرض.
وأوضحت "كيرستن سيباخ"، إحدى العلماء المشاركين في دراسة المنطقة: "هذه التلال تحتوي على معادن تشكلت تحت الأرض حيث كانت المياه السائلة المالحة تتدفق في بيئة دافئة". وأضافت: "قد يكون هذا النوع من البيئة مناسبًا لميكروبات الأرض القديمة، مما يجعل هذه المنطقة مثيرة للاهتمام بالنسبة لنا".
ومع استمرار كيوريوسيتي في مهمتها على سطح المريخ، يأمل العلماء أن تساعد هذه الاكتشافات في الكشف عن تاريخ مناخ المريخ وكيفية احتمال دعم الكوكب للحياة قبل مليارات السنين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المريخ المركبة الفضائية وكالة ناسا فصل الصيف وكالة على سطح المریخ
إقرأ أيضاً:
تحليل: أحدث فروع الجيش الأمريكي ماذا تفعل قوات الفضاء الأمريكية فعليا؟
واشنطن"د ب أ": تعد قوات الفضاء الأمريكية أحدث فروع الجيش الأمريكي، وقد أنشئت بهدف حماية المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في الفضاء. ورغم حداثة عهدها، تعد مهامها كثيرة. وبينما تبقى تفاصيل كثيرة من عملياتها طي السرية، فإن دورها المتنامي يعكس الأهمية المتزايدة للفضاء كمجال جديد للصراعات الجيوسياسية. ويقول هاريسون كاس، المحلل البارز في شؤون الدفاع والأمن القومي، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست، إنه على الورق، تكرس قوات الفضاء الأمريكية للدفاع عن المصالح الأمريكية في الفضاء. وتحديدا، تتولى قوات الفضاء حماية الأصول الفضائية، وغالبا ما تكون أقمارا اصطناعية، وضمان حرية العمليات في الفضاء، ومراقبة الحطام الفضائي وتطوير تقنيات الحروب الفضائية.
وترك تأسيس قوات الفضاء الأمريكية في عام 2019، رغم أنه اعتبر تطورا إيجابيا للأمن القومي الأمريكي، بعض المواطنين في حالة من الحيرة. إذ لم يفهم الكثيرون، ولا يزال البعض لا يفهم، الفرق بين قوات الفضاء ووكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، التي تستكشف الفضاء منذ خمسينيات القرن الماضي.
ويقول هاريسون كاس إن الفرق الجوهري بين الكيانين هو أن "ناسا" وكالة مدنية تركز بشكل واضح على استكشاف الفضاء والبحث العلمي وتطوير التكنولوجيا. أما قوات الفضاء الأمريكية، فهي فرع عسكري يركز بشكل صريح على حماية المصالح الأمريكية في الفضاء. ويقدم هاريسون كاس نظرة أقرب على هذه الفروقات بين الجهتين الحكوميتين المعنيتين بالفضاء.
ويقول إنه على الرغم من أن وكالة "ناسا" تدار من قبل الحكومة الأمريكية، فإنها وكالة مدنية وليست فرعا من فروع الجيش. والسبب الذي يجعل بعض الأشخاص يخلطون بين مهمة "ناسا" الاستكشافية ومهمة قوات الفضاء الأمريكية ذات الطابع الدفاعي، هو أن "ناسا" تأسست في ذروة الحرب الباردة، كرد فعل على النشاطات السوفييتية خارج الغلاف الجوي للأرض. علاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن "ناسا" وكالة مدنية، فإن برامجها غالبا ما تكون قريبة من الطابع العسكري. ففي السنوات الأولى من سباق الفضاء، كانت "ناسا" تستخدم طيارين عسكريين حصريا في مهماتها التجريبية، مثل ألان شيبارد وجون جلين ونيل أرمسترونج وباز ألدرين، وجميعهم كانوا في الخدمة العسكرية الفعلية في وقت إنجازاتهم في الفضاء.
لكن، من حيث المبدأ، كانت مهمة وكالة "ناسا" تتعلق بمساع سلمية، وتحديدا اكتساب المعرفة العلمية. لذلك، ركزت برامج "ناسا" دائما على تطوير مركبات فضائية جديدة، وإجراءات جديدة للرحلات الفضائية، وإجراء الأبحاث على كواكب أخرى، وتصوير المجرات، وما إلى ذلك. وتعد برامج "ناسا" الأكثر شهرة مثل "أبولو" و"سبيس شاتل" و"مارس روفر" وتلسكوب "جيمس ويب"، برامج علمية موجهة لجميع أفراد الأسرة، وتدرس للأطفال في المدارس، وغالبا ما تعرض وبحق باعتبارها من أعظم الإنجازات العلمية للبشرية.
أما قوات الفضاء الأمريكية، فهي بالتأكيد ليست وكالة مدنية، بل فرع من فروع الجيش، إلى جانب الجيش البري والبحرية، وسلاح الجو ومشاة البحرية وخفر السواحل.
وبحسب موقع "سبيس إنسايدر"، هناك عدة طرق تنفذ بها قوات الفضاء مهمتها، إحداها ببساطة المراقبة والانتظار، باستخدام أنظمة قائمة على الأرض وأخرى في الفضاء لتعقب الأجسام في المدار." وتشمل هذه الأجسام حطاما فضائيا وأقمارا اصطناعية وصواريخ، وربما مركبات فضائية معادية.
ويضيف الموقع: "من المهام الأخرى لهذا الفرع توفير الاتصالات العسكرية من خلال عدة أساطيل من الأقمار الاصطناعية المصممة خصيصا لهذا الغرض، بالإضافة إلى الحفاظ على نظام الملاحة العالمي /جي بي إس / كما أن عدة أقسام من (قوات الفضاء) مكرسة للعمليات الفضائية الدفاعية والهجومية." وطبيعة هذه العمليات، بطبيعة الحال، سرية للغاية. لكنها لا تشمل قتالا مداريا يتضمن انفجارات، لأن ذلك من شأنه أن يخلف سحبا من الحطام المداري الشبيه بالشظايا، ما يهدد الأقمار الاصطناعية الأمريكية نفسها. "بل إن الهدف هو إعماء وإسكات الأقمار الاصطناعية المعادية باستخدام أسلحة إلكترونية." كما أن قوات الفضاء منخرطة في عمليات حرب إلكترونية (سيبرانية).
لكن هذه القوات لم تتجاوز عامها الخامس بعد، ويرجح أن تكون مهمتها لا تزال في مراحلها الأولية. ويمكن اعتبار التوسع المتواصل في ميزانيتها، الذي تجاوز بالفعل ميزانية "ناسا"، مؤشرا على اتساع نطاق وتعقيد مهامها في السنوات المقبلة.