رحّب السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، باتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان والتزام الطرفين به، لافتاً إلى أن الاتفاق يتضمّن انسحاب «حزب الله» إلى شمال الليطانى، وانسحاب إسرائيل من جنوب الخط الأزرق، كما تم الاتفاق على انتشار الجيش اللبنانى على الحدود مع إسرائيل، لتصبح المنطقة تحت سيطرة قوات الأمن اللبنانية فقط، مع عدم السماح لأى قوة أخرى بالوجود فيها.

وقال «رخا»، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن الاتفاق يُعد خطوة إيجابية، بصفة عامة لوقف عمليات التدمير والقتل التى تمارسها إسرائيل بلا مُبرّر، فى عملية انتقامية غير إنسانية، موضّحاً أن الاتفاق جاء بعد إصابة الطرفين بالإرهاق، فعلى الجانب الإسرائيلى، اعترف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، خلال كلمته، بأن السبب الأول فى قبول الاتفاق هو إعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم خصوصاً أنهم يُشكلون ضغطاً اقتصادياً وسياسياً ونفسياً وأمنياً للمجتمع الإسرائيلى، بجانب إبعاد إيران عن المنطقة، وتحديداً جنوب لبنان، فضلاً عن إعادة ما سمّاه «بناء الجيش وتسليحه»، فى ظل ما يواجهه الجيش الإسرائيلى من هروب عدد كبير من المجندين وأزمة جنود الاحتياط، وهو ما أثر على الاقتصاد والإنتاج ومعدلات النمو، إلى جانب الإنفاق العسكرى وإنهاك القوات.

وأشار «رخا» إلى أن الاتفاق سيتيح الفرصة لـ«حزب الله»، لإعادة ترتيب البيت من الداخل والضغط الشديد عليه نتيجة خسائره التى تكبّدها خلال معاركه، والضغط السياسى الداخلى والخارجى، خصوصاً من سكان الجنوب، متابعاً أن الضغط الدولى مُورس على الطرفين من أجل وقف القتال وتحقيق الاستقرار، لأن لبنان هو الذى يعانى.

وعن آلية مراقبة تنفيذ الاتفاق، لفت إلى تشكيل لجنة تضم ممثلين عن الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، حيث تلعب واشنطن دوراً فى حماية مصالح إسرائيل، بينما تهتم فرنسا بالمصالح اللبنانية، نظراً إلى علاقاتها التاريخية، منوهاً بأن هناك صعوبات فى تنفيذ بعض بنود الاتفاق، خاصة فى ما يتعلق بنزع سلاح حزب الله، الذى يُعد موضوعاً شائكاً، بالإضافة إلى جهود الولايات المتحدة لدعم التفاوض حول الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان، وأن هناك نقاط مراقبة داخل الأراضى اللبنانية لا تزال تُشكل تحدّياً، مشيراً إلى أن حزب الله ليس مجرد مجموعة مسلحة، بل هو قوة سياسية فاعلة فى لبنان، مما يجعل نزع سلاحه أمراً معقّداً.

من جانبه، شدّد السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على الحذر عند تقييم الاتفاق، فى ظل تساؤلات حول مدى جدية الأطراف، خاصة الجانب الإسرائيلى، موضحاً أن رئيس وزراء إسرائيل ليس محل ثقة، مرجحاً أن يكون السبب وراء توقيع الاتفاق هو بحثه عن أى وسيلة لوقف القتال على الجبهة اللبنانية، لأن الجيش الإسرائيلى لا يستطيع فتح جبهتين فى آن واحد، لذلك نرى أن هناك احتمالاً كبيراً لعودة القتال.

وأوضح «بيومى» أن حزب الله قد لا يقبل القيود المفروضة عليه، مما يزيد من خطر خرق الاتفاق، لأن الأوضاع الحالية غير مشجّعة، إذ يبدو أن الأطراف الثلاثة «إسرائيل، والولايات المتحدة، وحزب الله»، يرغبون فى استمرار القتال، ولكن الموافقة على الهدنة تضع الجميع أمام مسئولية احترام القانون الدولى، ويجب تنفيذ الانسحاب وفقاً للحدود المعترَف بها دولياً، لكن هناك دائماً احتمال لخرق الاتفاق من قِبل أى طرف، مشيراً إلى أهمية قرار مجلس الأمن رقم 1701، إذ إن هذا القرار مهم جداً، لأنه يمنح الحكومة اللبنانية حق السيادة على حدودها، ويمنع أى تهديدات من إسرائيل أو حزب الله، وإذا تم تطبيق هذا القرار بشكل صحيح، فإن لبنان سيستفيد بشكل كبير.

أما عن إمكانية أن يكون الاتفاق بداية للهدوء فى المنطقة والتوصّل إلى اتفاق أو هدنة إسرائيلية فلسطينية، فأكد أن الوضع فى غزة مختلف تماماً، لأن إسرائيل لديها طموحات أكبر فى غزة، وقد تكون أكثر حذراً فى التعامل مع هذه القضية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إسرائيل الاحتلال غزة لبنان حزب الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

القناة 14 الإسرائيلية حول اتفاق محتمل لوقف النار في لبنان: إسرائيل انتقلت من النصر الكامل للاستسلام

قالت القناة 14 العبرية إن إسرائيل انتقلت من النصر الكامل إلى الاستسلام الكامل "بعد معلومات عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله".
ومن المتوقع أن يجتمع مجلس الوزراء السياسي الأمني في إسرائيل يوم غد الثلاثاء للموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله".

وأفادت القناة 14 في تقرير لمراسلتها أوري سعيد بأن "الكثيرين يشعرون بالغضب من اتفاق الاستسلام، الذي ينص، من بين أمور أخرى، على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان"، مضيفة: "هذا الاتفاق يقرب السابع من أكتوبر من الشمال أيضا، ويجب ألا يحدث هذا. لا أفهم كيف انتقلنا من النصر الكامل إلى الاستسلام التام".

وأشار التقرير العبري إلى أنه "في الوقت الذي أصبحت فيه إسرائيل على بعد خطوة من تسوية في لبنان، وبينما لا يزال هناك عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، يواصل "حزب الله" إطلاق الصواريخ على الشمال والوسط، وأفضل أبنائنا يضحون بحياتهم في الحرب على الأرض ضد الإرهابيين الملاعين، نرى رؤساء المجالس في الشمال غاضبين من اقتراب اتفاق الاستسلام"، على حد وصف مراسلة القناة 14.

وكتب أفيحاي شتيرن، رئيس مجلس كريات شمونة، في حسابه على فيسبوك اليوم الاثنين: "أدعو قادتنا إلى التوقف والتفكير في أطفال كريات شمونة. انظر في أعينهم ولا تحكم عليهم بأن يكونوا المختطفين التالين.. هذا الاتفاق يقرب 7 أكتوبر من الشمال أيضا، ويجب ألا يحدث ذلك. لا أفهم كيف انتقلنا من النصر الكامل إلى الاستسلام التام".

ويتساءل شتيرن بحق: "لماذا لا تنهي إسرائيل ما بدأته؟ نجحنا في إسقاط حزب الله، وبدلا من الاستمرار في سحق المنظمة ورميها أرضًا، نعطيها الأكسجين ونحييها؟"

ويمضي شتيرن في مخاطبة القادة الذين قرروا التوقيع على الاتفاق، متسائلا: "إلى أين سيعود السكان؟ إلى مدينة مدمرة بلا أمن ولا أفق؟! هل أصيب أحدهم بالجنون هنا؟"

كما قال الميجور جنرال فون بيرن اليوم في مقابلة إنه إذا كان الترتيب الحالي لا يعبر عن نوع من التوقف من أجل الوصول إلى خطوة استراتيجية أكبر، "فإننا نقع هنا في خطأ استراتيجي خطير، سينهي هذه الحرب في مكان بإنجاز كبير، مع سلسلة من الإنجازات التكتيكية ومع احتمال عودة حزب الله إلى نفس الوضع الذي كان عليه في غضون سنوات قليلة".

وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقود الطريق نحو الاتفاق، إلا أن هناك أشخاصا في حزبه يعارضونه، حيث عارض عضو الكنيست موشيه عيدة من حزب "الليكود"، بشدة الترتيبات في لبنان، مدعيا أنها خطوة خطيرة بالنسبة لإسرائيل: "هذا الاتفاق يشتري هدوءا مؤقتا، لكنه قد يتفجر في وجوهنا".

كما غضب المعلق العسكري للقناة نعوم أمير من القرار في حسابه على منصة "إكس" في وقت سابق اليوم، قائلا: "صحيح أن الأهداف في الشمال قد تحققت، صحيح أن هناك أولويات للحرب، صحيح أن هناك معيارا يسمى الذخائر، صحيح أن القوات والأدوات بحاجة إلى تحديث، وما إلى ذلك، ولكن، لم تكن هناك ولن تكون هناك فرصة أخرى من هذا القبيل لإسقاط حزب الله، وما بدا مستحيلا حتى قبل شهرين أصبح ممكنا تماما اليوم! لذلك أعتقد أن من الخطأ التوقف الآن".

كما نشر عدة نقاط رئيسية في الاتفاقية:

- انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان: في غضون 60 يوما من توقيع الاتفاق، ستنسحب قوات جيش الدفاع الإسرائيلي من جنوب لبنان. وسيحل محلها الجيش اللبناني، الذي سيكون مسؤولا عن الحفاظ على الأمن في المنطقة.

- إنشاء هيئة مراقبة دولية: سيتم إنشاء آلية مراقبة جديدة، ستتمكن إسرائيل من الإبلاغ عبرها عن أي انتهاك للاتفاق. ومن المتوقع أن تشارك فرنسا بنشاط في هذه الآلية، بعد الحصول على موافقة إسرائيلية على مشاركتها.

- دعم الولايات المتحدة: كجزء من الاتفاق، ستمنح الولايات المتحدة إسرائيل رسالة رسمية تضمن الحرية الكاملة لعمل سلاح الجو الإسرائيلي في المنطقة، كما هو مطلوب.

ورأى أنه لن يكون لديهم وقت ليغمضوا أعينهم، وسوف يستقر مقاتلو "حزب الله" مرة أخرى في جنوب لبنان، وسيعيدون تسليح الشمال، الذي تم التخلي عنه أصلًا منذ أكثر من عام.

وأردف: "يجب ألا نعود إلى المفهوم ونستسلم للاتفاقيات المشوهة التي لا تساهم إلا في تلبية رغبة القوى العالمية في الهدوء في الشرق الأوسط".

هذا وقال مسؤول أمريكي رفيع لموقع "أكسيوس" اليوم الاثنين، إن إسرائيل ولبنان اتفقا على شروط اتفاق وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب بين إسرائيل و"حزب الله"، فيما لم يعلن الطرفان بعد الاتفاق.

كما أعرب نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بوصعب عن تفاؤله بوقف إطلاق النار وقال بالعامية "الميزان طابش"، بينما نقلت CNN عن مصدر مطلع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق مبدئيا على وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • الهدنة اللبنانية.. أفق السلام في مواجهة الغموض والمخاوف من التصعيد
  • الكشف عن أبرز بنود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
  • بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان
  • بيان أميركي فرنسي: وقف إطلاق النار خطوة تهدف إلى إنهاء القتال في لبنان
  • سيحافظ على حرية عمل إسرائيل وآمال بإبرامه الليلة.. مؤشرات بشأن اتفاق الهدنة في لبنان
  • إسرائيل وحزب الله.. القتال مستمر والاتفاق على وقف إطلاق النار لا يزال غامضا
  • القناة 14 الإسرائيلية حول اتفاق محتمل لوقف النار في لبنان: إسرائيل انتقلت من النصر الكامل للاستسلام
  • بعد تحذير أمريكي.. تطورات جديدة بمفاوضات الهدنة بين إسرائيل ولبنان
  • تفاصيل: إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان "خلال أيام"