لبنان يلتقط أنفاسه.. واتفاق الهدنة يدخل حيز التنفيذ
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبنانى، حيز التنفيذ، فى تمام الرابعة من صباح أمس، وساد الهدوء العاصمة اللبنانية بيروت بعد دقائق من سريان الهدنة، بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود، بين حزب الله وجيش الاحتلال، إذ فتح الحزب جبهة «إسناد» لقطاع غزة غداة اندلاع العدوان الإسرائيلى على القطاع فى 7 أكتوبر 2023.
وقُبيل سريان الهدنة، لم تتوقف الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، إذ استهدف الطيران الإسرائيلى عدة مناطق شملت الليلكى وشويفات العمروسية وبرج البراجنة وغيرها، ووجّه الاحتلال بعدها تهديداً بالهجوم على عدد من المبانى فى منطقة الباشورة وسط بيروت، وأيضاً منطقة الغبيرى بالضاحية الجنوبية.
وجاءت هذه الغارات الإسرائيلية بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكى جو بايدن، أن لبنان والاحتلال الإسرائيلى وافقا على وقف إطلاق النار، متوجّهاً بالشكر إلى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون على جهوده من أجل التوصّل إلى الاتفاق.
وينص الاتفاق على «امتناع حزب الله والجماعات الأخرى عن القيام بأى عمل هجومى ضد إسرائيل، التى ستلتزم فى المقابل بالامتناع عن أى عمل عسكرى هجومى ضد أهداف فى لبنان أرضاً وجواً وبحراً»، ويقضى الاتفاق بأن تعترف إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن الدولى 1701، وتأكيد أن هذه الالتزامات لا تلغى حق إسرائيل أو لبنان فى ممارسة الدفاع عن النفس، كما أن القوات الأمنية والعسكرية الرسمية فى لبنان ستكون الوحيدة المرخّص لها بحمل الأسلحة أو تشغيل القوات جنوب لبنان.
وشملت البنود إشراف ورقابة الحكومة اللبنانية على بيع وتوريد وإنتاج الأسلحة أو المواد المتعلقة بالأسلحة إلى لبنان، وتفكيك جميع المنشآت غير المرخّصة المشاركة فى إنتاج الأسلحة والمواد المرتبطة بالأسلحة، وتفكيك كل البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المرخّصة التى لا تفى بهذه الالتزامات، وتشكيل لجنة تكون مقبولة لدى إسرائيل ولبنان لمراقبة وضمان تنفيذ هذه الالتزامات، وإبلاغ إسرائيل ولبنان لجنة المراقبة واليونيفيل عن أى انتهاك محتمَل لالتزاماتهما، ونشر لبنان قواته الأمنية الرسمية وقواته العسكرية على كل الحدود والمعابر، والخط الذى يُحدّد المنطقة الجنوبية الموضح فى خطة الانتشار.
كما تسحب إسرائيل قواتها بشكل تدريجى جنوب الخط الأزرق خلال مدة تصل إلى 60 يوماً، وتعمل الولايات المتحدة على تعزيز المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى حدود برية معترَف بها، وأن القوات الأمنية والعسكرية الرسمية فى لبنان ستكون الوحيدة المرخّص لها بحمل الأسلحة أو تشغيل القوات جنوب لبنان.
من جانبه، قال نجيب ميقاتى، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية: «نحن أمام يوم جديد نأمل أن يحمل السلام والاستقرار إلى لبنان، ونعلق آمالنا على الجيش فى بسط سيطرة الدولة على ربوع الوطن، ونؤكد التزام الحكومة بتنفيذ القرار الأممى 1701، لاسيما فى ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش فى الجنوب». وأضاف «ميقاتى» فى كلمة نقلتها قناة «القاهرة الإخبارية»: «طوينا مرحلة معاناة عاشها اللبنانيون، والحكومة لم تتوانَ عن الاضطلاع بدورها منذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية، ومتمسكون بسيادة الدولة اللبنانية براً وبحراً وجواً، ونؤكد تعاوننا مع قوات اليونيفيل فى الجنوب اللبنانى، ونطالب إسرائيل بالالتزام بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضى اللبنانية المحتلة، ونأمل فى إعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية».
وقال نبيه برى، رئيس مجلس النواب اللبنانى، إنّ لبنان تمكن من إحباط العدوان الإسرائيلى نتيجة صمود أبنائه، وبلادنا فى أشد الحاجة إلى الوحدة الوطنية لصون سيادتها، مضيفاً فى تصريحات نقلتها قناة «القاهرة الإخبارية»، أنَّ «ميقاتى» تحمّل أعباء كثيرة لإنجاز ما تحقّق على مختلف المستويات، ونُثمن الجهود التى أسفرت عن التوصل إلى وقف إطلاق النار فى لبنان، وجهود وتضحيات الجيش والقوى الأمنية وقوات اليونيفيل خلال الفترة الماضية.
وتابع «برى»: «يجب أن نحفظ لبنان واحداً قادراً على الخروج مما تعرّض له أمام العدوان الإسرائيلى، ونبدأ مرحلة جديدة بعدما أحبطنا العدوان الإسرائيلى على بلادنا، ونأمل فى أن يُسهم وقف إطلاق النار بلبنان فى وقف العنف وعدم الاستقرار جراء السياسات الإسرائيلية».
وقال الجيش اللبنانى، أمس، إنه مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، يعمل الجيش على اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستكمال الانتشار فى الجنوب وفق تكليف الحكومة اللبنانية، وتنفيذ مهماته، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان «اليونيفيل» ضمن إطار القرار 1701، ودعا، فى بيان، المواطنين إلى التريّث فى العودة إلى القرى والبلدات الأمامية التى توغّلت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلى بانتظار انسحابها، وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، حسب وكالة الأنباء اللبنانية.
وشدّد الجيش اللبنانى على أهمية الالتزام بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة فى المنطقة، حفاظاً على سلامتهم، كما دعا الأهالى العائدين إلى سائر المناطق لتوخى الحيطة والحذر من الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة من مخلّفات الاحتلال الإسرائيلى، فيما بدأت السيارات فى نقل النازحين الذين فرّوا من جنوب لبنان بسبب الغارات الإسرائيلية خلال الأشهر القليلة الماضية فى التوجّه جنوباً، فى وقت مبكر من صباح أمس، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبنانى وإسرائيل.
فى المقابل، طالب جيش الاحتلال الإسرائيلى، أمس، سكان جنوب لبنان بعدم التحرّك صوب القرى المخلاة، حسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، وحسب هيئة الإذاعة الإسرائيلية، قال جيش الاحتلال إنه سيُخطر سكان جنوب لبنان بالموعد الآمن لعودتهم إلى منازلهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: لبنان الاحتلال إسرائيل حزب الله الاحتلال الإسرائیلى العدوان الإسرائیلى وقف إطلاق النار إسرائیل ولبنان جنوب لبنان فى لبنان
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: مصر تواصل جهودها لضمان التنفيذ الكامل لـ وقف إطلاق النار في غزة
شدد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على موقف مصر الثابت حيال القضية الفلسطينية، ومواصلة الجهود المصرية المبذولة لضمان التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بما في ذلك تبادل الرهائن والمحتجزين، ونفاذ المساعدات الإنسانية لتخفيف الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يعاني منها سكان القطاع.
جاء ذلك خلال ترؤس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الاجتماع الأسبوعي للحكومة بمقر مجلس الوزراء في العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك لمناقشة عدد من الموضوعات والملفات.
وقال مدبولي: «فيما يتعلق باستمرار تصاعد وتيرة الأحداث السياسية في المنطقة، ان هناك موقفا ثابتا لمصر أيضا بشأن أهمية إعادة إعمار قطاع غزة، وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في جميع لقاءات سيادته والاتصالات الهاتفية التي أجراها مع قادة ورؤساء عدد من الدول، كما تحرص الدولة المصرية على التنسيق المستمر مع الدول العربية وجميع الأصدقاء من مختلف دول العالم، لمواجهة التحديات المختلفة».
وفي هذا الإطار، أشار رئيس الوزراء، إلى الاتصالات الهاتفية التي أجراها وتلقاها فخامة السيد رئيس الجمهورية، ومنها تلقي سيادته اتصالاً هاتفياً من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، وكذلك الاتصال الهاتفي مع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، فضلا عن استقبال السيد الرئيس لمعالي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والداخلية بدولة الكويت، بهذا الشأن.
وفيما يتعلق بالشأن المحلي، أشار رئيس الوزراء، إلى الاجتماع الذي عقده الرئيس السيسي، صباح اليوم، بشأن جهود الدولة في تأهيل وتدريب الكوادر في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبرمجيات، وتعزيز الصادرات الرقمية كأحد محاور تنمية الاقتصاد الوطني، لافتا إلى أن هذا الملف مهم للغاية، باعتبار أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يمثل أهمية قصوى لدينا، بجانب قطاعات أخرى واعدة، مثل: الزراعة، والصناعة، والسياحة، مشيرا إلى أن زيارته مساء أمس لمدينة المعرفة تمثل ترجمة واقعية لجهود الدولة في هذا المجال.
وأضاف مدبولي: «تواصل الحكومة السعي في هذا القطاع لتنفيذ تكليفات الرئيس نحو التحول إلى مجتمع رقمي متكامل، والتوسع في التدريب وبناء القدرات الرقمية من خلال مدارس التكنولوجيا التطبيقية ومراكز إبداع مصر الرقمية، والاستثمار في الكوادر البشرية، خاصة من الشباب».
وخلال الاجتماع، عرض الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، موقف جهود تقديم الدعم الصحي للأشقاء الفلسطينيين، موضحاً أن مصر استقبلت ـ منذ بدء الأزمة ـ نحو 103.4 ألف حالة، بينها 113 مصاباً منذ الأول من الشهر الجاري حتى الآن، لافتاً إلى أن الحالات التي تم استقبالها تضمنت 12.3 ألف طفل، حيث تم توفير أوجه الرعاية الطبية اللازمة لهم، ومن ذلك تقديم جرعات تطعيمية بواقع 16.3 ألف جرعة للتحصين ضد أمراض شلل الأطفال، والحصبة، والحصبة الألمانية، والنكاف.
كما أكد الدكتور خالد عبد الغفار جاهزية عدد 164 مستشفى إحالة لاستقبال الأشقاء الفلسطينيين وتقديم الدعم الصحي لهم، بما يتوافر بها من قدرات، تشمل 1656 سرير رعاية للكبار، و191 سرير رعاية للأطفال، و10377 سريرا للإقامة الداخلية، و193 سريرا لحالات الحروق، و867 حضانة، إلى جانب تدعيمها بـ 25 ألف كيس دم، و150 سيارة إسعاف، فضلاً عن الكوادر البشرية المدربة وتتضمن نحو 35 ألف طبيب، و39 ألف عنصر تمريض.
اقرأ أيضاًرئيس الوزراء يترأس اجتماع الحكومة الأسبوعي لمناقشة عدد من الملفات الهامة
رئيس الوزراء: توجيهات من الرئيس السيسي بإنشاء إدارة محترفة للأزمات والكوارث
رئيس الوزراء يجتمع مع محافظ البنك المركزي ووزير المالية لاستعراض عدد من الملفات المهمة