حروب وقنابل موقوتة تنتظر ترامب.. هذه أبرزها
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
بغداد اليوم- متابعة
حتى الآن يستبعد أن تكون سنة 2025 أقل فوضوية من سابقاتها، في ظل الحروب المستمرة بأوكرانيا والشرق الأوسط، والتحالفات المستجدة، وبالطبع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والتأثير الكبير المتوقع لسياسته الخارجية، على الشؤون الدولية.
وفي حين أنه لا يمكن تحليل كل شيء من منظور عودة الملياردير الجمهوري الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، إلا أن دبلوماسيته على رأس القوة الأولى في العالم سيكون لها تأثير قوي.
لا سيما على الأزمتين الدوليتين الرئيسيتين: أوكرانيا والشرق الأوسط.
كما يمكن أن يكون للتحالفات التي تم تشكيلها بين روسيا وكوريا الشمالية وروسيا وإيران عواقب بعيدة المدى.
فمن ضمن "النقاط الساخنة" التي سيواجهها ترامب حال عودته إلى البيت الأبيض في العشرين من يناير 2025، "الشرق الأوسط"
حرب غزة
فمنذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة يوم السابع من أكتوبر 2023، والمنطقة مشتعلة.
فيما يبدو أن التصعيد لا يزال تحت السيطرة بين إسرائيل وإيران، الداعم الرئيسي لحماس وحزب الله، ولكن إلى متى يمكن أن يستمر ذلك؟.
خاصة أن الحكومة الإسرائيلية المنتشية بانتصاراتها على الأرض تبدو أقل استعدادا لإيجاد حل سياسي في غزة.
ويبدو أن تعيين مؤيدين من دون أي تحفظ، مثل مايك هاكابي، السفير الأمريكي المقبم لدى إسرائيل المؤيد للاستيطان، منح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شيكا على بياض في حال لم تحدث أي مفاجآت.
وفي السياق، قال المحلل في شركة الاستشارات الأمنية "لو بيك إنترناشيونال" مايكل هورويتز إن "الصراع في غزة قد يدخل في نوع من الجمود، حيث فرضت إسرائيل الحل العسكري وأبقت قواتها في داخل القطاع، دون أن تتجلى بدايات حل سياسي".
أوكرانيا قلقة
أما أوكرانيا التي ستدخل العام الثالث من الحرب مع روسيا، عقب عودة ترامب فتواجه كييف وضعًا صعبًا للغاية، مع نقص في المقاتلين فيما تعتمد على المساعدات الغربية في مواجهة القوات الروسية التي تكسب المزيد من الأراضي في الشرق ويتم تعزيزها بذخائر وجنود من كوريا الشمالية.
كما تتزايد الضغوطات على كييف للتفاوض.
علماً أن ترامب كان أعلن قبيل انتخابه أنه سيحل المشكلة "خلال 24 ساعة".
لكن يبدو أن تهاونه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال فترة ولايته الأولى، وتعيينه شخصيات منتقدة لأوكرانيا في حكومته المقبلة مثل تولسي غابارد، وقبل كل شيء احتمال وقف الدعم العسكري الامريكي (عرقل الترامبيون حزمة مساعدات بقيمة 60 مليار دولار في الكونغرس لمدة عام تقريبا) يدفع كييف إلى الخوف من الأسوأ.
وعلى ذلك الأساس، فإنه من الصعب التنبؤ بما سيفعله الرئيس الأمريكي المقبل، المعروف بدعمه لدبلوماسية الصفقات.
على أي حال، سيكون عام 2025 حاسما بالنسبة لأوكرانيا، اعتمادا على الضغوط التي تمارسها واشنطن وعلى قدرة أوروبا على دعم كييف.
كوريا الشمالية
أما كوريا الشمالية، فتتابعها الولايات المتحدة والغرب بقلق. إذ أثارت تحركات هذا البلد المسلح نوويا والأكثر انغلاقا في العالم، الكثير من المخاوف.
فقد زادت بيونغ يانغ من عدد تجاربها الصاروخية الباليستية في عام 2024، ومثلها مثل إيران، تقربت على نحو غير مسبوق مع موسكو.
كما وقعت مع موسكو معاهدة دفاع مشترك، وفي خطوة غير مسبوقة، أرسلت حوالي عشرة آلاف جندي للقتال في أوكرانيا.
وفي السياق، أوضح الباحث في مؤسسة "كارنيغي" للسلام الدولي فيودور ترتيسكي أن "بوتين يريد جنودا وذخائر من كوريا الشمالية، في حين تريد بيونغ يانغ في المقابل التكنولوجيا العسكرية"، وفق ما نقلت فرانس برس.
كما أضاف قائلا "علينا أن نعد أنفسنا لتصرفات من كوريا الشمالية لم نشهدها من قبل"، مشيراً إلى أن كيم جونغ أون تخلى أيضاً عن "أي فكرة لإعادة التوحيد مع كوريا الجنوبية".
مرحلة جديدة
من جهته، رأى الباحث في مؤسسة "بركينغز" آندرو يو، أن "التعاون العسكري مع موسكو أتى على خلفية تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية"، مشيرا على سبيل المثال إلى تدمير بيونغ يانغ مؤخراً للطرق بين الكوريتين، والتوغل المزعوم لطائرات بدون طيار كورية جنوبية لدى جارتها، وتجربة جديدة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات في تشرين الثاني/نوفمبر.
كما أكد ضرورة "الاستعداد لمرحلة جديدة من عدم الاستقرار الكبير والتصعيد المحتمل في شمال شرق آسيا".
تايوان وبكين
وفي آسيا، ما زالت مسألة تايوان تثير الخشية من اندلاع صراع عالمي في المستقبل.
لاسيما مع تمسك الصين بتبعية الجزيرة لأراضيها. وقد كثفت في السنوات الأخيرة من ضغوطها العسكرية، حيث أرسلت الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار والسفن حول الجزيرة بشكل شبه يومي.
فيما تعد الولايات المتحدة الحليف الأمني الرئيسي لتايوان، على الرغم من أنها لا تعترف بالجزيرة دبلوماسياً.
وكان الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء تبنوا خطاً عدائياً مماثلاً تجاه بكين، حتى أن ماركو روبيو، وزير خارجية دونالد ترامب المقبل، معروف بأنه من الصقور المعارضين لبكين وقد مُنع من دخول الأراضي الصينية في السابق.
من جانبه، سبق وأن أعلن مايك والتز الذي يتولى منصب مستشار الأمن القومي الاستراتيجي في البيت الأبيض، أن واشنطن في "حرب باردة مع الحزب الشيوعي الصيني"، ودعا إلى "التصدي لتهديد الحزب الشيوعي الصيني" وإلى "تسليح تايوان الآن".
إذا ملفات عدة متفجرة، تنتظر ساكن البيت الأبيض الجديد، فهل سيتمكن من تفكيك تلك القنابل الموقوتة!.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: کوریا الشمالیة البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في الخطابات النارية التي يطلقها دونالد ترامب، لا تتجلّى أمريكا كأرض للفرص، بل كأرض مُهددة، يلوّح فيها الجنون بالخطر، وتُبنى الجدران بدل الجسور. يحدّق ترامب في مستقبل بلاده كمن يحدّق في مرآة خائفة، يرى فيها الأشباح تتنكر في وجوه المهاجرين، والخراب يتسرّب من أصوات النساء والفقراء والمهمّشين.
لكن ثمة أمريكا أخرى، لا تظهر في تغريداته، ولا تسكن خطبه ولا تتسرب إلى ابتسامته المنتفخة بالغرور. أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها، ليست أميركا الأبطال البيض ولا أبراج المال، بل أميركا "والت ويتمان" الذي كتب: "أنا من الناس، وأقول: دعوني أغني". إنها أمريكا التي كانت، قبل أن تُغتصب من قبل نزعة القوّة، تغني الحرية كما تُغنى الصلاة.
في شوارع هارلم، حيث كتب لانجستون هيوز أشعاره، ثمة أمريكا سوداء تئن من الظلم وتقاوم بالشِّعر. تلك أمريكا الملوّنة التي لطالما اعتبرها ترامب مجرد مشهد خلفي للوحة البيضاء التي يريد رسمها. لقد قال هيوز في واحدة من قصائده:
"أنا أيضًا، أغني أمريكا.
أنا الأخ الأسود،
يُرسلونني إلى المطبخ حين يأتي الضيوف،
ولكنني أضحك، وآكل جيدًا."
هذه أمريكا التي لا يحبها ترامب، لأنها لا تنصاع. لأنها تجرؤ على الضحك حتى وهي مرفوضة، وتجرؤ على الحلم حتى وهي تحت الحصار العاطفي.
أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها هي أمريكا المهاجر الذي يعجن خبزه بأمل، ويزرع ابنته في مدرسة عامة، ويرتدي شتاءه من محلات التوفير، لكنه يحمل الوطن في قلبه لا في أوراقه الثبوتية. هي أمريكا من كتب عنها جون شتاينبك في "عناقيد الغضب"، حين جعل من كل فلاح مطرود من أرضه رمزًا للحقيقة التي لا تموت:
"إن الناس الذين يستطيعون أن يعيشوا بدون أمل، يموتون بصمت."
وترامب يريد هذه "الناس" أن تختفي، أن تصمت، أو على الأقل أن تكون في أماكن لا تراها كاميرات العالم الأول.
ترامب لا يحب أمريكا التي تُعلم أبناءها في المدارس العمومية أن العالم ليس بالضرورة أبيضًا ولا مستقيمًا، بل ملوّن كأقلام الأطفال. لا يحب أمريكا التي تكتب فيها تلميذة فقيرة من أصل لاتيني قصة عن أمها التي كانت تنظف البيوت، لأنها قصة تهز أسطورة الرجل الأبيض العصامي.
هو لا يحب أمريكا التي تقرأ، لأنه يعلم أن القارئ لا يُقاد. تلك البلاد التي يقرأ فيها العامل همنجواي في قطار منهك، وتُقرأ فيها توني موريسون في الأحياء التي خنقتها العنصرية. لقد كتبت موريسون: "لو أنك تستطيع أن تحطّم شعور شخص ما بالكرامة، فأنت بذلك تجعل منه عبدًا." لكن أمريكا الحقيقية تقاوم هذا التحطيم، حتى ولو لم يبقَ لها سوى قصائدها.
أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها، لا تعيش في البيت الأبيض، بل في البيوت البيضاء المهددة بالهدم، في مراكز اللجوء، في الفصول الدراسية التي تدرّس التاريخ الحقيقي لا الرواية المنتصرة. هي أمريكا "السكاكين التي لا تصدأ"، أمريكا الفقراء الذين يكتبون بدمهم سيرة البلاد.
هو يحب أمريكا المنتصرة، أما أمريكا الجرحى فهي تؤذيه.
هو يحب أمريكا التي تقصف، أما أمريكا التي تُقصف فتقلقه.
هو يحب أمريكا الشركات، لا أمريكا الشعراء.
يحب أمريكا التي تُصدر، لا التي تستورد أحلامًا.
لكنه، في نهاية المطاف، لا يستطيع أن يراها. لا يستطيع أن يرى أمريكا التي لا ترفع يدها في التحية، بل ترفع صوتها في وجهه.
لأن أمريكا، التي أنجبت مالكوم إكس، و"بروس سبرينجستين"، و"جوان ديديون"، و"آني إيرنو" حين كتبت عنها، و"سوزان سونتاج" حين عرّتها، و"إلينور روزفلت" حين وقفت ضد الظلم، لا يمكن أن تنحني لظله.
ربما يحب ترامب أن تكون أمريكا مرآة تعكس صورته هو، أن تكون تمثاله هو، لكن أمريكا الحقيقية، كما قال ويتمان، "تحتوي التناقضات". وهذا ما لا يستطيع فهمه.
أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها، هي أمريكا التي لا تزال تحلم بالحرية للعالم ولو بدون تمثال.