ليبيا الآن: الشرق إعمار.. الغرب إهدار.. والجنوب انتظار
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
” تحييد الجنوب عن القرار الوطني بغض النظر عن الأسباب سيدفع ثمنه الجميع شرقاً وغرباً..
فإذا طويت التاريخ ستطويك الجغرافيا .. وإذا لعبت بالجغرافيا سيلعب بك المستقبل”
في طرابلس في مثل هذه الأيام قبل ثلاثة عشر عاما (23 نوفمبر 2011) أُزيح الستار عن حقبة سياسية مشوشة من أولها.. دشنت فبراير أول حكوماتها مستخدمة نفس المبنى بطريق السكة والكرسي الذي كان يجلس عليه آخر رئيس حكومة إبان النظام الجماهيري (البغدادي المحمودي).
الحقبة من البداية كانت متناقضة ومشحونة وعاطفية.. تحت قبة (المنتصر والمهزوم) مدفوعة بـ(شوفينية) عالية من الانتقام وحرق كل ما يمت لمرحلة النظام السابق تشكلت الحكومة وقسمت الوزارات الثلاث والعشرين بميزان المحاصصة والجهوية والمغالبة.. والمثقال هو ما مقدار ما تحمل من ضغينة للنظام الذي مضى.. ومصلحة مع النظام الذي أتى.
زعامات تلك الأيام استحضرت مبكرا وبسذاجة مكونات الدولة الليبية 1951 (برقة وطرابلس وفزان) والفيدرالية والعلم والنشيد (المبتور) منه الملك.. ولكنها وظفت بشكل (عبيط) نضالات محلية عسكرية وسياسية وجهود دولية حينها لتؤسس لنظام المحاصصة والكوتا والأقاليم التاريخية الثلاثة في تقاسم السلطة.
ضمن زواج مصلحة مؤقت (وهو ما أثبتته المواقف والوقائع لاحقا) تقاسم الشرق والغرب الليبي (غنيمة) الوزارات ودهاليز الأموال.. وفي وخزة تاريخية لأهل الجنوب (رُميت) لفزان وزارة وحيدة من الثلاث وعشرين حقيبة وزارية هي الشؤون الاجتماعية بقيادة سيدة.. وتم تطبيق الحظر (الوزاري) مبكرا على رجالات وتكنوقراط وجغرافية الجنوب.. وحتى الاجتهاد الذي حدث بعد ذلك بتولي السيد علي زيدان لرئاسة الحكومة سرعان ما تم الانقلاب عليه ووأده.. فالحكم والمناصب فصلت بقدر ما يغطي جسدك من لحاف فبراير وبقدر قربك من شاطئ المتوسط.. فالجنوب لا يماثل (المارون) في لبنان ليكون على سدة السلطة في ليبيا.
في سبها كانت هناك لافتة إعلانية ودعائية علقت لسنوات طوال خلال نظام الفاتح “سوف لن تكون فزان نسيا منسيا بعد اليوم”.. لكن للأسف سقطت اللافتة وبقيت سبها وفزان طي النسيان.. وبعد ستين سنة من تحول ليبيا لدولة مصدرة للنفط تكتنز الأموال والودائع يؤذن أخيراً بإنشاء أول جسر على الإطلاق لعبور السيارات (كوبري) بعاصمة الجنوب سبها.. ولا أدري هل سيكون الاحتفال بافتتاحية العام القادم مناسبة للابتهاج أم للأسف على ما ضاع.
ومن باب الحقيقة والإنصاف فإن خروج الجنوب عن المعادلة التنموية والحسابات السياسية وتوازنات السلطة ليس وليد مرحلة فبراير.. فخلال مرحلة (الخيمة) وبرغم كون عديد (أوتادها) قيادات من أودية فزان ظل الجنوب في الظل و(كمالة عدد) على قول أهل طرابلس.. لكن التقليل من أهمية الجنوب بعد صِدام 2011 اتخذ شكلاً فجا وواضحاً.. وأخذ في بعض المحطات السياسية صور هزيلة ومهينة (للكفاءات) الممثلة للجنوب.. وترسخ بشكل ممنهج تصوير الجنوب كيان تابع وضعيف لا يملك من أمره شيئاً.. وتعاطت الحركات المجتمعية لقوى الجنوب بعفوية وبساطة تجاه ما يحاك للإقليم المنسي.
على مدى ثلاثة عشر عاما تشكلت في ليبيا ستة حكومات أهدرت مئات المليارات من الميزانيات العامة.. تبوأت ليبيا خلالها مراكز متقدمة على سلم الفساد الدولي (سادس أفسد دولة في العالم لتصنيف منظمة الشفافية الدولية لعام 2023).. حتى وصلنا لمرحلة خطيرة من انقسام سياسي وإداري وحتى جغرافي تعمق بعد تكليف البرلمان (السيد فتحي باشاغا) بتشكيل الحكومة الليبية في الشرق في مارس 2022.
وعلى الرغم من أن وصول رئيس الحكومة الحالي (السيد عبدالحميد الدبيبة) إلى السلطة بموجب اتفاق جنيف 2021 والمبني على توافقات لجنة الـ75 كان ينظر إليه بداية مرحلة استقرار ونمو للأقاليم الثلاثة.. لكنه تحول سريعاً إلى إعلان الطلاق (بدون عِدة) بين القوى في الشرق والغرب وخروج بنغازي (العصية) عن بيت الطاعة في العاصمة طرابلس وفتحها المعابر مع مؤسسة النفط وسراديب المصرف المركزي.
المشهد السياسي والأمني والتنموي وحتى الجغرافي في ليبيا الآن كامل التفكك ينتظر لحظة الانهيار.. فخطوط التماس (الكيلو 50) غرب سرت و(الكيلو 40) شمال الشويرف تشهد عليه لجنة 5+5.. كما تشهد مؤسسة النفط والمصرف المركزي على نزيف الأموال والثروة.. فقد اكتملت الصورة (المتناقضة).. الإهدار غير مسبوق للمال العام غرب ليبيا (برعاية دولية) تخفيه بعض المشروعات (الشعبوية) لذر الرماد في عيون (البسطاء).. إعمار وتنمية وإصلاح في عموم الشرق وصولا لسرت بشرعية محلية.. جسور، طرق، مدن رياضية، مباني، مطارات غيرت وجه الكآبة.. أما الجنوب (مكانك راوح).. غياب للمال وتكبيل للرجال.. واستمرار التبعية.. وتمديد حالة الانتظار.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
إقرأ أيضاً:
مفاجأة غير متوقعة.. ما الذي حدث لنجم فيلم "Home Alone"؟
لا يزال فيلم "Home Alone" بجزأيه الأول والثاني، من أبرز الأفلام التي تُعرض خلال موسم الأعياد، إذ ارتبطت مغامرات الطفل كيفن ماكاليستر وأفخاخه العبقرية بروح الكريسماس لدى الكثيرين.
اعلانوبينما تظل شخصية كيفن، التي جسدها ماكولي كولكين، في بؤرة الاهتمام، تساءل العديد من عشاق الفيلم عن مصير دانيال ستيرن، الذي لعب دور مارف، اللص الساذج وأحد طرفي الثنائي الإجرامي. وقد جسّد ستيرن الشخصية ببراعة، وجعل من اللص شخصية محبوبة رغم كل ما تعرض له من إصابات في الفيلم.
بين ارتجاجات الرأس، والعنكبوت الكبير الذي زحف إلى فمه، والمسمار الذي اخترق قدمه، كانت شخصية مارف جزءاً لا يُنسى من هذه الكوميديا الكلاسيكية. ولكن رغم الشعبية الواسعة التي حققها، قرر دانيال ستيرن الابتعاد عن هوليوود واتخاذ مسار مختلف تمامًا في حياته.
جو بيشي في دور هاري ودانييل ستيرن في دور مارف 20th Century Foxحياة هادئة بعيدًا عن الأضواءبعد مسيرة طويلة في التمثيل، قرر دانيال ستيرن الابتعاد عن أضواء الشهرة والحياة الصاخبة ليختار نمط حياة أكثر هدوءًا وبساطة في الريف. استقر ستيرن في مزرعة ريفية، حيث وجد شغفه الجديد في تربية الماشية وزراعة اليوسفي، إلى جانب ممارسته لفنه المفضل وهو النحت.
في رسالة عبر موقعه الإلكتروني، أوضح ستيرن أسباب هذا التغيير قائلاً: "قدمت العديد من الأفلام الرائعة، لكنني شعرت بحاجة للبقاء مع عائلتي والتركيز على شغفي بالفن. كانت النتيجة حياة مليئة بالرضا الشخصي والإبداع".
دانيال ستيرن في دور مارف20th Century Foxورغم ابتعاده عن الشاشة الكبيرة، وجد ستيرن طريقه للتواصل مع معجبيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة على تيك توك، ويتابعه أكثر من 138,000 شخص. يتفاعل المتابعون بشكل كبير مع منشوراته، خاصة في فترة الأعياد، اذ يشاركون ذكرياتهم عن أفلام "Home Alone".
وقد كتب أحد المعجبين: "لقد كنت جزءاً كبيراً من طفولتي، وأطفالي الآن يشعرون بالبهجة نفسها عند مشاهدة أفلامك. شكراً لك سيد ستيرن". وعلّق آخر قائلاً: "رائع أنك تشاركنا أعمالك الفنية الآن. لقد أضفت الكثير من الضحك والذكريات الجميلة إلى حياتنا".
Relatedمن التشويق إلى الدراما.. أفضل أفلام عام 2024 عليك أن تشاهدها قبل نهاية العامهل يمكن لأفلام الرعب أن تكون مصدرا للراحة بدلا من الخوف؟تجمع ضخم لعشاق سلسلة أفلام "حرب النجوم" في بوينس آيرساختار دانيال ستيرن إذاً الابتعاد عن حياة الشهرة وأضواء هوليوود ليعيش حياة أكثر هدوءاً واستقراراً. وبفضل أعماله على وسائل التواصل الاجتماعي، استطاع الحفاظ على رابط قوي مع جمهوره، الذين يقدّرون دوره في أفلامهم المفضلة، ويعجبون بتحوله إلى فنان ومزارع في حياته الجديدة.
وفي المرة القادمة التي تشاهدون فيها "Home Alone"، ربما تعيدون التفكير في حياة نجوم الفيلم خارج الشاشة. وبينما تتذكرون مغامرات كيفن المليئة بالأفخاخ، تذكروا أن دانيال ستيرن، الذي قدم أحد أكثر الشخصيات الكوميدية تأثيراً، يعيش الآن حياة مليئة بالسلام والإبداع بعيداً عن الأضواء.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية في مزاد لأفلام هوليوود.. بيع باب "تايتانيك" بمبلغ 663 ألف يورو نجمة أفلام إباحية مؤيدة لفلسطين تزور إيران وتثير ضجة مسلسلات وأفلام أقل واستثمارات أكثر.. ما هي استراتيجية نتفليكس الجديدة؟ تيك توكعيد الميلادفيلم تشويقفيلم سينمائيفنانونسينمااعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. اليوم الـ447 للحرب: الرضّع يتجمدون من البرد في غزة وهجوم إسرائيلي واسع على اليمن يعرض الآن Next يورونيوز نقلا عن مصادر حكومية أذرية: صاروخ أرض جو روسي وراء تحطم الطائرة في كازاخستان يعرض الآن Next من أصل إسباني أم إفريقي أم شرق أوسطي؟ كيف يعرف المقيمون الأمريكيون بهوياتهم الأصلية؟ يعرض الآن Next كله إلا سارة.. نتنياهو ينتقد وسائل الإعلام دفاعًا عن زوجته: ارتكبوا جريمة اغتيال معنوية خطيرة بحقها يعرض الآن Next لافروف: أحمد الشرع وصف العلاقة بين موسكو ودمشق بالقديمة والاستراتيجية ولا يمكن السماح بانهيار سوريا اعلانالاكثر قراءة فرنسا: إنقاذ 240 شخصا في جبال الألب بعد أن بقوا عالقين في الجو بسبب انقطاع الكهرباء عن مصعد التزلج أردوغان يهنئ الشعب السوري على رحيل "الأسد الجبان الذي فرّ" ويحذر الأكراد من استغلال الظروف غواتيمالا: السلطات تستعيد عشرات الأطفال والنساء من قبضة طائفة يهودية متشددة كازاخستان: ارتفاع حصيلة ضحايا تحطم الطائرة الأذربيجانية إلى 38 قتيلا و29 ناجيا هجوم روسي ضخم بالصواريخ الباليستية على قطاع الطاقة في خاركيف وإحباط محاولة اغتيال في روسيا اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومضحايابشار الأسدروسياقطاع غزةكازاخستانوفاةسورياعيد الميلادتركياأبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أذربيجانالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024