تشن فصائل المعارضة في شمال غربي سوريا هجوما واسعا على قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية الداعمة له، محققة تقدما ملحوظا على محاور القتال في ريف حلب الغربي.

ولا تزال خرائط الاشتباك مشتعلة على وقع تواصل المواجهات واستمرار فصائل المعارضة التي تضم "هيئة أحرار الشام"، في إصدار بيانات متتالية للكشف عن القرى والبلدات التي سيطرت عليها.



ما المهم في الأمر؟
تعد العملية العسكرية التي تشنها المعارضة تحت مسمى "ردع العدوان" أوسع تحرك عسكري في شمال غربي سوريا ضد النظام بعد التوافقات بين تركيا وروسيا، التي جمدت العمليات العسكرية في المنطقة، إلا أن قوات بشار الأسد والطيران الروسي واصلا عمليات التصعيد بوتيرة متفاوتة الحدة.

ما هدف العملية العسكرية؟
أعلنت فصائل المعارضة عن تشكيل "إدارة العمليات العسكرية" بعد بدء عملياتها ضد قوات النظام والمليشيات الإيرانية. وأوضحت هذه الإدارة في أولى بياناتها عن الحملة العسكرية تهدف إلى "توسيع المناطق الآمنة" للمدنيين، دون مزيد من التفاصيل.

لكن رقعة المعارك اتسعت بشدة على محور ريف حلب الغربي، ما يجعل فصائل المعارضة على بعد ما يقرب من 10 كيلومترات من مدينة حلب ذات الأهمية الاستراتيجية العالية، الأمر الذي يفتح باب التساؤلات أمام إمكانية استمرار تقدم المعارضة نحو المدينة في حال أتاحت لها التطورات الميدانية ذلك.



ويرى الباحث بالشأن العسكري وجماعات ما دون الدولة عمار فرهود في حديث لـ"عربي21"، أن "هدف المعركة النهائي والحاسم لا يمكن أن يتم تحديده بشكل قطعي من قبل طرف فهو خاضع للتطورات الميدانية بشكل كبير".

أين تتركز المعارك؟
تتركز المعارك في قرى ريف حلب الغربي حيث أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" في بيانات منفصلة عن تحقيق تقدم ملحوظ بعد سيطرتها على العديد من البلدات، وهي: الشيخ عقيل وبالا وحيردركل وقبتان الجبل والسلوم وجمعية المعري والقاسمية وحور.

ولفتت فصائل المعارضة إلى أنها بسطت سيطرتها أيضا على بلدة عنجارة الاستراتيجية بريف حلب الغربي بعد معارك عنيفة، بالإضافة إلى سيطرتها على بلدة عاجل.



ما أهمية هذه المناطق؟
يوضح فرهود في حديثه لـ"عربي21"، أن "المناطق التي تم السيطرة عليها حتى الآن، تعتبر  البوابة الغربية لمدينة حلب، كما أنها جغرافيا تعتبر أعلى من مدينة حلب ولذلك فلها أهمية جغرافية كبيرة لدى النظام".

ويضيف أن "المنطقة هذه شهدت عمليات تعزيز بالعديد والعتاد منذ عدة أسابيع من قبل النظام السوري لتشديد الحماية على مدينة حلب".

وفي سياق آخر، فقد "كانت هذه المناطق، بسبب جغرافيتها المرتفعة، منطلقا لعمليات هجومية من قبل قوات النظام وروسيا على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة".

السيطرة على "الفوج 46"
أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" عن السيطرة على الفوج 46 أكبر مواقع النظام السوري في غرب مدينة حلب، والذي يعتبر منطلقا لقوات النظام في هجماتها على مناطق المعارضة.

ويحمل الفوج46 الذي يمتد على مناطق شاسعة من غربي حلب، أهمية استراتيجية عالية، حيث يعد نقطة تمركز وقوة لقوات النظام السوري. وتمهد السيطرة عليه الطريق أمام فصائل المعارضة للتوجه نحو محو خان العسل وكفرناها ومن ثم مدينة المناطق الغربية من مدينة حلب.




وبحسب تقارير محلية، فإن المعارك بين المعارضة وقوات النظام تدور على محور منطقة أورم الكبرى وكفرناها بعد السيطرة على الفوج 46 ومناطق أورم الصغرى والهوتة وجمعية السعدية.

إنشاء "حزام جغرافي"
يرى الباحث بالشأن العسكري وجماعات ما دون الدولة عمار فرهود، أن فصائل المعارضة "تريد على مستوى التخطيط، السيطرة على أكبر قدر ممكن من الجغرافيا وضمها لمناطقها، لكن على المستوى العملياتي فإن قوات المعارضة تهدف مبدئيا إلى تأمين حزام جغرافي لمناطق سيطرتها".

"لكن في حال انهارت قوات الأسد بشكل كبير ومتتالي دون توقف فإن قوات المعارضة ستستمر بالضغط على تلك القوات المنسحبة لمنعها من التقاط أنفاسها وتنظيم صفوفها حتى تصل القوات المنسحبة إلى عمقها الدفاعي الاستراتيجي، وهو مدينة حلب حيث تنتقل الاشتباكات إلى هناك"، يقول فرهود.

ما السياق الإقليمي؟
تأتي العملية العسكرية ضد النظام السوري في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات متسارعة بعد الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت المليشيات الموالية لإيران في سوريا.

كما تأتي بعد تراجع مسار التطبيع بين النظام وتركيا التي تدعم فصائل المعارضة في شمال سوريا، فضلا عن إعراب أنقرة عن استياء من موقف روسيا تجاه ملف تطبيع العلاقات مع النظام، حيث قال وزير الخارجية التركي في تصريحات سابقة إن "هذا الملف القضية ليست على جدول الأعمال الروسي".

لكن فيدان علل عدم اهتمام روسيا بدعم مسار التطبيع بين بلاده والنظام السوري بهدوء جبهات التماس بين الأخير والمعارضة، قائلا "يوجد بالفعل وقف لإطلاق النار في المنطقة ولم يظهر أي تهديد خطير".

ماذا ننتظر؟
لا تزال فصائل المعارضة تخوض اشتباكات حادة مع النظام السوري والمليشيات الإيرانية ردا على الهجمات المتواصلة على المناطق المدنية شمال غربي سوريا، ما يجعل المشهد قابلا للتطور بشكل سريع في ظل استمرار تبادل النار بين الجانبين.

لكن من الممكن أن يؤدي تقدم المعارضة - في حال تواصل - على جبهات القتال إلى الطائرات الحربية الروسية بقوة لصالح النظام، الأمر الذي من شأنه أن يضيق على فصائل المعارضة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المعارضة سوريا النظام السوري حلب سوريا حلب المعارضة النظام السوري المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العملیات العسکریة النظام السوری قوات النظام السیطرة على حلب الغربی مدینة حلب

إقرأ أيضاً:

ماذا يفعل عناصر حزب الله يومياً؟ صحيفة إسرائيلية تكشفه

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنَّه "يجب على إسرائيل إنهاء حرب لبنان بأسرع وقتٍ مُمكن"، مشيرة إلى أنهُ "في كل يوم يمُرّ، ينجحُ حزب الله في إعادة تأهيل تشكيلاته وقواته مع التركيز على القيادة أيضاً".   وذكر التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" أنَّ "حزب الله" أطلق خلال السَّاعات الماضية صواريخه وطائراته من دون طيار باتجاه مناطق إسرائيلية عديدة بما في ذلك إلى أماكن في وسط البلاد، موضحاً أنَّ هجمات الحزب كانت كثيفة.   وأوضحت الصحيفة أن الكثير من المستوطنين الإسرائيليين سألوا عن الرّد الذي يجب أن تنفذه إسرائيل ضدّ هذه الهجمات، وأضافت وفق ما ورد فيها: "الجواب على ذلك بسيط وهو أن إسرائيل ليست بحاجة للرد بل عليها أن تستمرّ في القتال ومواصلة مُهاجمة حزب الله في جنوب لبنان وفي مدن أخرى مثل صور وصيدا والنبطية وبالطبع في بيروت".   ولفت التقرير إلى أنهُ "يجب الاستمرار في القضاء على المقرات والمستودعات التابعة لحزب الله في البقاع – شرق لبنان وكذلك في سوريا، وإذا لزم الأمر، في العراق أيضاً"، وأكمل: "حزب الله يدرك أننا نقترب من نهاية المعركة، وما يجري الآن هو أنَّ الحزب وإيران يقومان الآن بالبناء والتحضير لليوم التالي للحرب. مع هذا، فإنه لدى الحزب سلسلة من الأمور الأساسية وهي كيفية الحفاظ على موقعه في لبنان على المستوى السياسي بالإضافة إلى الطريقة التي سيحافظ من خلالها على قوّته العسكرية داخل البلاد".   واعتبر التقرير أن "حزب الله حاول جرّ إسرائيل إلى معادلة قديمة – جديدة، مفادها أن الهجوم على بيروت يُعادل الهجوم على تل أبيب"، وأردف: "على إسرائيل ألا تنجر إلى هذه المعادلة، فيجب أن تستمر في العمل على ضرب حزب الله في كل مكان بغض النظر عن إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل".   من ناحيته، يقولُ المحلل الإسرائيلي أميتسيا برعام إن "الصراع ضد حزب الله يضع إسرائيل أمام مُعضلات إستراتيجية مُعقدة تجمع بين القتال البري والجوي والقرارات بشأن مُستقبل قرى جنوب لبنان"، وأضاف: "بينما تعمل إسرائيل على زيادة الضغوط العسكرية بهدف إضعاف المنظمة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإن هناك أسئلة جوهرية مطروحة على جدول الأعمال حول تكلفة الصراع، وآليات الرقابة المستقبلية، وكيفية التعامل مع تهديد حزب الله المتجدد".   واعتبر أنَّ "القتال ضد حزب الله يتطلب من إسرائيل أن تتحرك بطريقتين رئيسيتين – برية وجوية – ولكل منهما مميزاته وعيوبه"، وأكمل: "إن الجهد البري هو الجزء الأصعب، لأنه يتطلب ثمناً باهظاً على شكل خسائر في صفوف الجنود الشباب. كذلك، فإن التقدم في عمق لبنان، حتى نهر الليطاني، سيأتي بثمن باهظ. كلما تعمقنا في لبنان، كلما ارتفعت الكلفة، ولكن إذا لم يكن هناك خيار، فهذا احتمال قد يتحقق".   ويشرح برعام إمكانية التقدم حتى إلى ما بعد الليطاني في جنوب لبنان، ويقول: "على بعد 30 كلم من الحدود يقع نهر الليطاني، ومن خلفه على مسافة 25 كلم أخرى، يقع نهر الأولي الذي يتمتع بميزة طوبوغرافية وقيمة تكتيكية كبيرة. ومع ذلك، فإن كل خطوة إلى الأمام قد تكلفنا خسائر فادحة، لذلك في رأيي، من الأفضل أن نكتفي بالاستيلاء على التلال التي تصل إلى 10 كيلومترات من الحدود، باستخدام القوة الجوية على نطاق واسع".   وبالإشارة إلى النشاط الجوي، يشير برعام إلى أنه "يمكن أن يحقق نتائج مهمة مع تقليل الخسائر. القوات الجوية قادرة على الوصول إلى كل ركن من أركان لبنان، وهذه هي ميزتنا الرئيسية. يجب علينا زيادة الغارات الجوية على أهداف عسكرية لحزب الله وتحذير المواطنين بضرورة الإخلاء، وهي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى زيادة عدد اللاجئين وخلق ضغوط داخلية في لبنان".   ووفقاً لبرعام، فإنَّ "توسيع أهداف الغارة الجوية سيشكل ضغطاً فعالاً على حزب الله وسيضر بمعنويات الأخير"، وأضاف: "برأيي فإن هذا هو الطريق الذي سيحقق أكبر فائدة في القتال الحالي وسيساعد على تحقيق إنجازات مهمة على المدى القصير". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • أسمته ردع العدوان... فصائل معارضة سورية تشن هجوما واسعا على قوات الأسد في ريف حلب الغربي
  • "توترات متجددة".. اشتباكات مسلحة بين الفصائل الإرهابية في إدلب السورية 
  • المعارضة السورية المسلحة تسيطر على مناطق غرب حلب
  • المعارضة السورية تعلن بدء عملية عسكرية ضد النظام شمال غربي البلاد (شاهد)
  • المعارضة السورية تطلق عملية ردع العدوان شمالي البلاد
  • هل يستجيب السيسي لدعوات المصالحة مع المعارضة والإخوان؟
  • ماذا يفعل عناصر حزب الله يومياً؟ صحيفة إسرائيلية تكشفه
  • مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا
  • أدوات «جوجل» التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.. إليك مميزاتها وكيفية عملها