نص: فرانس24 تابِع | سفيان أوبان إعلان اقرأ المزيد

"المستحيل ليست كلمة فرنسية" كما يقول المثل. هذا ما أكده الرئيس إيمانويل ماكرون في حوار أجراه مع القناة الأمريكية "سي إن بي سي" في 14 يونيو/حزيران 2023 وأكد فيه وجود "إمكانية حقيقية في تطوير موقع (تشات جي بي تي) فرنسي يشبه الموقع الأمريكي".

وأضاف ماكرون خلال زيارته لمعرض الابتكار التكنولوجي، الذي نظم في باريس مؤخرا، أنه "تم تخصيص 500 مليون يورو لتطوير تقنية الذكاء الاصطناعي في فرنسا".

اقرأ أيضابايدن يحظر بعض الاستثمارات الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي في الصين

من جهتها، أكدت وكالة "ماكنزي" المتخصصة بمساعدة الشركات في الاستثمار أن "الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يمكن أن يجني للاقتصاد العالمي أرباحا قد تقدر ما بين 2600 إلى 4400 مليار دولار سنويا (أي حوالي 2350 إلى 3990 مليار يورو).

وأشارت نفس الوكالة أن "الـ12 مليار دولار التي استثمرت في هذا المجال من شهر يناير لغاية مايو 2023 الماضيين ذهبت كلها إلى الولايات المتحدة الأمريكية".

وفي ظل هذا المشهد التكنولوجي الذي تسيطر عليه الشركات الأمريكية الكبرى، تطوير "روبوت فرنسي" مثل "تشات جي بي تي" قد يسمح لفرنسا بالقيام بخطوات عملاقة فيما يتعلق بالحفاظ على سيادتها الرقمية.

قوة الشركات الأمريكية في مجال التكنولوجيا

ويرى بيير كارل لانغليه، باحث في مجال علوم الإعلام والاتصال بباريس أن هناك "إمكانية لأن تتجسد طموحات ماكرون في مجال الذكاء الاصطناعي على أرض الواقع قريبا".

وقال "هناك على الأقل شركتين في مجال التكنولوجيا بصدد تطوير تطبيق "تشات جي بي تي" فرنسي أو ربما قد توصلتا إلى ذلك"، مشيرا أن "مشاريع مماثلة تم إطلاقها في ألمانيا وأنه سيتم تسويق هذه التقنيات خلال العام المقبل".

لكن المتخصص في القضايا الرقمية في معهد العلوم السياسية بباريس فابريس إيبليون غير مقتنع بأن فرنسا قادرة على تطوير روبوت يشبه روبوت "تشات جي بي تي".

اقرأ أيضاتحذير أممي من مخاطر الذكاء الاصطناعي على السلم والأمن الدوليين

ففي مقال نشره في جريدة "لوموند" الفرنسية، كتب أن "كاليفورنيا (يقصد الشركات الأمريكية العالمية في مجال التكنولوجيا المتواجدة في كاليفورنيا) متقدمة كثيرا في هذا المجال ولا داعي إذن لمنافستها"، منوها أنه حتى "في حال تمكنت شركة أوروبية من تطوير روبوت يشبه "تشات جي بي تي"، فسيتم شراؤها في الحين من قبل عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين".

وتابع "بفضل الأموال الهائلة التي تملكها شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، فهي قادرة على وضع عدة مليارات على الطاولة لشراء أية شركة أخرى". يقصد الشركات التي تقوم بتطوير الذكاء الاصطناعي.

فعلى سبيل المثال، أنفقت شركة غوغل 300 مليون دولار لشراء الشركة الناشئة والمتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي "أنتروبيك" ومليار دولار لشراء شركة "رانوي" التي تعمل في نفس المجال. أي ما يعادل الظرف المالي الذي خصصته فرنسا في 2018 من أجل تطوير الذكاء الاصطناعي.

جعل الذكاء الاصطناعي ملكية مشتركة للجميع

وأضاف فابريس إيبليون "على الأوروبيين ألا يحاولوا منافسة الأمريكيين على أرضية ملعبهم والاكتفاء باقتراح شيء آخر".

وأردف "الحل الأمثل يكمن في تطوير برنامج مستقل في مجال الذكاء الاصطناعي يختلف عن البرنامج الأمريكي، شريطة أن يتم تقاسم هذا البرنامج بين العديد من الدول الأوروبية".

هذا، وسبق لواشنطن أن استخدمت الشركات الرقمية الأمريكية الكبرى لمراقبة أشخاص يعيشون خارج الولايات المتحدة.

وتشير بعض المعلومات التي كشفها إدوارد سنودن في 2013 أن الوكالة الوطنية للأمن القومي الأمريكي تعاونت مع شركات مثل غوغل وفيس بوك من أجل الحصول على بيانات لمستخدمين يعيشون خارج الولايات المتحدة ويشتبه بتهديدهم بضرب الأمن القومي الأمريكي.

وأثارت عمليات المراقبة هذه قلقا شديدا بشأن احترام الحياة الشخصية للناس والسيادة الرقمية للدول الأوروبية.

اقرأ أيضاالذكاء الاصطناعي: ما هي التداعيات على العمال؟

وإذا كانت العلاقات الثنائية الأمريكية-الأوروبية قد عرفت نوعا من الصعوبة في ظل حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، فعودة الديمقراطيين إلى الحكم في 2021 سمح بعودة الثقة بين الطرفين، خاصة وأن الرئيس جو بايدن أظهر إرادة في التعامل مع الأوروبيين في بعض القضايا الدولية، مثل حقوق الإنسان.

لكن حسب فابريس إيبليون "مهما كانت هوية المسؤول الذي يحكم البيت الأبيض، فالولايات المتحدة ستبقى دائما قوة أجنبية".

والدليل أنه تم التنصت على مكالمات العديد من المسؤولين الأوروبيين مثل المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل من قبل المخابرات المركزية الأمريكية حتى بعهد أوباما في 2013 "، وفق التلفزيون الدانماركي وتسريبات موقع ويكليكس.

وانتقد المسؤولون الأوروبيون التصرف الأمريكي وقتها وطالبوا بضمانات فيما يتعلق بالحفاظ على الخصوصية.

وأمام المخاوف التي يمكن أن تأتي من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تحاول بروكسل تقنين وتنظيم هذا المجال الحساس، حيث قام النواب الأوروبيون في شهر يونيو/حزيران 2023 باقتراح مشروع قانون ينظم الذكاء الاصطناعي.

وقال ديجان غلافاس، الخبير المالي السابق في المفوضية الأوروبية "أوروبا قطعت أشواطا فيما يتعلق بتنظيم وتقنين الذكاء الاصطناعي لكنها ليست هي الأولى التي ابتكرت هذه التقنية. لذا في حال تمكنت أوروبا من تطوير برنامج خاص بالذكاء الاصطناعي، فهذا سيساعدها على ضبط هذا المجال وتقنينه على المستوى الدولي".

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: النيجر مونديال السيدات ليبيا ريبورتاج الذكاء الاصطناعي فرنسا أوروبا الولايات المتحدة كاليفورنيا غوغل للمزيد تشات جي بي تي تكنولوجيا مايكروسوفت الاقتصاد الرقمي الاتحاد الأوروبي فی مجال الذکاء الاصطناعی الولایات المتحدة تشات جی بی تی هذا المجال

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان وقطر توقّعان مذكرة تفاهم في المجال البيئي

وقّعت سلطنة عُمان ودولة قطر الشقيقة اليوم على مذكرة تفاهم ضمن البرنامج التنفيذي في مجال البيئة والمحافظة عليها بين البلدين (2025 - 2029).

وقّع المذكرة من جانب سلطنة عُمان سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة، فيما وقّعها من جانب دولة قطر سعادة عبدالعزيز بن أحمد آل محمود وكيل وزارة البيئة والتغيير المناخي بدولة قطر.

ويأتي توقيع المذكرة على هامش استضافة سلطنة عُمان فعاليات أسبوع عُمان للمناخ المقامة حاليًّا بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، وفي إطار دعم التكامل والتعاون في مجال البيئة والمحافظة عليها واستكمال الجهود المشتركة بينهما في خدمة العمل البيئي.

ونصّت المذكرة على إعداد مشاريع تعاون مشتركة، والبحث عن طرق لتمويلها في المجال البيئي، والتعاون في مجال الدراسات والأبحاث وتبادل الخبرات والزيارات ذات الصلة بالحيوانات البرية المهددة بالانقراض، والتعاون في مجالات إدارة ومكافحة الأنواع الغريبة الغازية.

كما نصّت على التعاون وتبادل الخبرات في مجال تدهور الأراضي وإعادة تأهيل الغطاء النباتي وعمل دراسة مشتركة للنماذج الناجحة في مجال تنفيذ خطط الإدارة المستدامة للمحميات الطبيعية، ودراسة اقتراح مشاريع التوأمة بين محميات الحياة الفطرية.

واشتملت المذكرة على تبادل الخبراء والآراء الفنية في إنشاء مراكز الإكثار للحيوانات المحلية، وعقد دورات تدريبية في العناية بالحيوانات وتقنيات الإكثار، ودعم البحث في مجالات التكاثر والسلوك الحيواني والتغذية، والاطلاع على آليات تسجيل حيازات الحيوانات البرية المهددة بالانقراض والخطرة وطرق إدارتها.

كما تناولت المذكرة أوجه التعاون في مجال رياضة الصيد بالصقور بأفضل المعايير وبحسب أفضل الممارسات العلمية والفنية وتعزيز التعاون في مجال حماية السواحل، ومكافحة ملوثات البيئة البحرية.

ودعت المذكرة إلى تبادل الخبرات في مجال المحميات الخاصة بحماية السلاحف البحرية، وتبادل المعلومات الخاصة بهجرات هذه السلاحف وتنقلاتها بين سلطنة عُمان ودولة قطر وتتبعها بواسطة الأقمار الصناعية (وخاصة السلاحف صقرية المنقار) وتبادل الخبرات والمعلومات فيما يختصّ بحماية أسماك قرش الحوت.

وتتطرق المذكرة إلى تبادل الخبرات والمعلومات والخبراء في مجال حماية وإكثار أشجار القرم والمحميات الخاصة بها، ومجال هجرات الطيور وحمايتها في مواقع تكاثرها، ومجال حماية الشعاب المرجانية، ومجال حماية الأنواع النادرة من الحيوانات البرية والنباتات في مواقع المحميات الطبيعية.

واشتملت على تبادل الخبرات في مجال مراكز توليد الحيوانات البرية، ومجال حدائق النباتات الطبيعية، ومجال الدراسات والمسوحات البيئية، وخاصة تلك المتعلقة بالأنواع المعرضة للانقراض، ومجال توثيق حالات جنوح الثدييات البحرية والسلاحف البحرية، وآليات تتبعها، وإنقاذها، وحمايتها.

وأكدت المذكرة على التعاون الوثيق في إنشاء مؤشّر أداء بيئي موحّد وتبادل الخبرات والتعاون في مجال الإدارة السليمة للمواد الكيميائية والنفايات الخطرة من خلال الورش والزيارات، وتنسيق المواقف في الاتفاقيات الدولية في مجال المواد الكيميائية والنفايات الخطرة.

ونصت على تبادل الخبرات والتعاون والتنسيق في مجال تقنيات التحكم في ملوثات الهواء المنبعثة من مصادر ثابتة والتقنيات المستخدمة في تحسين جودة الهواء المحيط وتخفيف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وحماية طبقة الأوزون، والتعاون والزيارات بين الخبراء والمختصين، في مجالات الهشاشة والتكيف مع تغير المناخ، والمجالات ذات الاهتمام المشترك المتصلة بالتغير المناخي.

وتناولت المذكرة تبادل الخبرات والتعاون بهدف تعزيز التوعية في المجالات ذات الصلة بالاستدامة البيئية، والنماذج الناجحة حول حوكمة التغيّر المناخي والاستدامة البيئية من المنظور التشريعي وآليات التنفيذ، والتعاون في مجال المختبرات والتقنيات التحليلية الحديثة وضبط وتوكيد الجودة في المختبرات البيئية، بالإضافة إلى تبادل الخبرات في المجال الرقابي فيما يخص الوقاية من الإشعاع.

وقال سعادة الدكتور رئيس هيئة البيئة: إن البرنامج التنفيذي يهدف إلى تأطير وجدولة تبادل الخبرات والمعارف والتجارب في مجالات التنوع الحيوي والتصحر ومكافحة التلوث والتغيير المناخي بين البلدين الشقيقين، مشيرًا إلى أن سلطنة عُمان لديها العديد من التجارب والسياسات والمبادرات المنفذة في المجال البيئي والتغيير المناخي.

مقالات مشابهة

  • أمريكا الإسرائيلية وإسرائيل الأمريكية.. الأسطورة التي يتداولها الفكر السياسي العربي!
  • مصير مجهول للسوريين طالبي اللجوء في الولايات المتحدة الأمريكية
  • استشاري: المصانع المصرية بدأت تستخدم الذكاء الاصطناعي لزيادة الإنتاج
  • زيلينسكي : ليس هناك قرضا يجب إعادة دفعه في اتفاق المعادن مع الولايات المتحدة الأمريكية
  • خبير بالهجرة إلى الولايات المتحدة يتحدث عن “البطاقة الذهبية” الأمريكية
  • دياب لـ سانا: أدعو الشركات التي كانت تعمل في مجال النفط سابقاً إلى العودة لسوريا والمساهمة في تطوير هذا القطاع الحيوي بخبراتها واستثماراتها التي سيكون لها دور مهم في تحقيق التنمية والنهوض بقطاع النفط والغاز
  • ‏وزارة التنمية الإدارية تنظم ندوة حول توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي في تطوير المؤسسات بحمص
  • السعودية وأميركا تبحثان تطوير الشراكة في المجال العسكري والدفاعي
  • الشركات الأوروبية تواجه خطر ارتفاع الرسوم الأمريكية
  • سلطنة عُمان وقطر توقّعان مذكرة تفاهم في المجال البيئي