قلق أوروبي متزايد بسبب تصاعد المنافسة الصناعية مع الصين
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في الوقت الذي تسعى فيه القوة الغربية المُتمثلة في الدولة المتقدمة للحفاظ على سيطرتها على الصناعات الأساسية، تتزايد محاولات دولًا مثل الصين وروسيا لتوسيع نفوذها في القطاعات الاستراتيجية، ما يشكل تحديات جديدة تفرضها الاقتصادات المُتنامية وعلى رأسها الصين، تلك الدول المتقدمة التي اعتادت على تَصدُر المشهد الصناعي والتكنولوجي، تجد نفسها الآن أمام منافسة شرسة تعيد تشكيل موازين القوى العالمية، حسبما ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية» في تقرير لها.
الصين على سبيل المثال لم تَعُد مجرد مَصنع العالم، بل أصبحت مركزًا للابتكار والتطوير، حيث أن قوتها التصنيعية تتشابك مع استراتيجياتها المتقدمة في تأمين الموارد الحيوية، مثل المعادن النادرة والطاقة، ما يثير مخاوف عميقة لدي الدولة المتقدة من أن تفقد السيطرة على مصادر القوة الاقتصادية.
تحديات استراتيجية تفرضها سيطرة الصين على الصناعات الأساسية
في تقرير لمعهد «الاتحاد الأوروبي للدراسات» سلط فيه الضوء على التحديات الاستراتيجية التي تفرضها السيطرة الصينية على الصناعات الأساسية، حيث أوضح التقرير أنه على الرغم من التفوق التكنولوجي للولايات المتحدة فإن حصتها في الإنتاج العالم قد انخفضت بشكل كبير.
وأظهر التقرير التأثير المتزايد للصين على الموارد الحيوية، حيث فرضت بكين في 2024 قيودًا على تصدير مواٍد ومعادن نادرة، تعتبر أساسية في صناعة الأسلحة والذخائر، وأن سيطرة الصين على إنتاج هذه المواد إلى جانب قدرتها على التحكم في معظم القدرة التصنيعية العالمية تشكل تحدي كبير للقوى الغربية.
وفي نفس السياق، فإن النفوذ الصيني يستمر في التزايد على الرغم من الرسوم الجمركية المرتفعة المفروضة على الواردات الصينية من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بسبب قدرة الصناعات الصينية على الإنتاج بتكاليف منخفضة بفضل الأيدي العاملة الرخيصة وتوفر المواد الأولية، بالإضافة إلى التطور التكنولوجي السريع والدعم الحكومة الكبير، الأمر الذي يضغط على الاتحاد الأوروبي، الذي يَضع قيودًا أكبر بسبب تكاليف الطاقة المرتفعة واللوائح البيئية الصارمة والعمليات البيروقراطية البطيئة التي تعرقل جهود إعادة التصنيع.
ويتجلى بوضوح الصراع بين الاتحاد الأوروبي والصين في قطاع السيارات الكهربائية، إذ يتهم الأوروبيون الصين بتقديم دعم حكومي كبير لصناعة السيارات الكهربائية، يصل إلى أكثر من 230 مليار دولار، وإذ استمر هذا الدعم فقد يؤدي إلى إغلاق مصانع في أوروبا بسب عدم القدرة على المنافسة في الأسعار.
وفي ظل المشهد الحالي، فإن صعود الاقتصادات النامية، وتواجد الصين بقوة على الساحة يرسم ملامح عالم جديد وينظر باقتراب حرب اقتصادية واسعة، حال الفشل في التوصل إلى اتفاق بين الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وفقًا لـ «القاهرة الإخبارية».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الصين وروسيا الاتحاد الأوروبي للدراسات
إقرأ أيضاً:
الصين تستعد لزيادة وارداتها الغذائية من أميركا الجنوبية وأوروبا مع تصاعد الحرب التجارية
الاقتصاد نيوز - متابعة
تستعد الصين لزيادة وارداتها من اللحوم ومنتجات الألبان والحبوب من دول واقعة في أميركا الجنوبية وأوروبا والمحيط الهادي، في ظل تصاعد حدة الحرب التجارية مع أميركا.
ووفقاً لمسؤولين صينيين وكذلك محللين لرويترز، فإن الشحنات إلى الصين من البرازيل وهي المورد الرئيسي لفول الصويا، وكذلك من أستراليا وهي المورد الرئيسي للقمح، قد ترتفع بسبب تصاعد الحرب التجارية.
وكانت الصين فرضت رسوماً جمركية انتقامية على أميركا، رداً على تعرفات ترامب، وذلك عبر فرض رسوماً تتراوح نسبتها بين 10% إلى 15% على رسوم استيراد تغطي ما قيمته 21 مليار دولار من السلع الزراعية الأميركية.
وتعد الصين هي أكبر سوق لصادرات المزارع الأميركية، إذ اشترت ما قيمته 29.5 مليار دولار من المنتجات في 2024، وأي تحول في تدفقات التجارة قد يخلق فرصاً للمنافسين.
وبحسب كبير محللي البروتين الحيواني لدى شركة Rabobank في هونغ كونغ، بان تشنجون، سيكون هناك إعادة توجيه للتجارة بعد فرض تعرفات صينية على سلع أميركية.
وأضاف: المنتجات الرئيسية التي ستتأثر هي لحوم الخنزير، وستحصل الصين على إمداداتها من البرازيل وإسبانيا، وهولندا ودول الاتحاد الأوروبي.
واستوردت الصين ما قيمته 16.26 مليار دولار من لحوم البقر والخنزير والدجاج من أميركا في 2024، لكن في هجومها المضاد، فرضت بكين تعرفات بنسبة 15% على منتجات الدجاج الأميركية، و10% على منتجات الخنزير واللحوم.
هذا ومن المتوقع ارتفاع شحنات اللحوم من أميركا الجنوبية وأوروبا إلى الصين، نتيجة للقرارات الصينية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام