العلاقات العمانية التركية بين معطيات التاريخ وأسئلة المستقبل
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
يواصل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- توطيد العلاقات بين سلطنة عُمان ومختلف دول العالم في سياق اهتمام جلالته بتعزيز «القوة الناعمة» التي تمتلك عُمان الكثير من خيوطها القوية سواء في سياقها التاريخي أو السياق الدبلوماسي. وفي زيارة جلالته التي تبدأ غدًا لتركيا تحضر الكثير من خيوط «القوة الناعمة» العمانية، فعلى الصعيد التاريخي والثقافي هناك إرث كبير جدا من الحضور التاريخي في علاقات الجانبين لعلّ أقدمه يعود إلى منتصف القرن السادس عشر.
تحضر هذه المسارات في سياقها التاريخي والآني في القمة التي من المنتظر أن يعقدها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم غدًا في العاصمة التركية أنقرة من أخيه فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان سواء في المباحثات حول القضايا السياسية والأمنية في المنطقة أو في مباحثات تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين عُمان وتركيا في مرحلة يذهب العالم فيها إلى إقامة علاقات وروابط استراتيجية تقوم على الاستثمارات التجارية وبشكل خاص الطاقة النظيفة. وتعتبر تركيا دولة محورية في علاقاتها مع العالم العربي وتبقى لاعبا مهما في مختلف القضايا القائمة في منطقة الشرق الأوسط ويتطلع البلدان إلى إقامة علاقات وثيقة في مختلف الجوانب بما في ذلك قضايا التصنيع العسكري والتعليم والابتكار والتكنولوجيا. وإذا كانت المصالح الاقتصادية والاستثمارية متقاربة بين سلطنة عمان وبين تركيا الأمر الذي من المنتظر أن يتم تعزيزه عبر توقيع مذكرات تفاهم في مختلف المجالات إلا أن ثمة نقاطا أخرى يمكن أن تلتقي عندها السياسة العمانية والسياسة التركية وهي الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين خاصة وأن العالم أجمع يشهد مرحلة تحولات كبرى يمكن أن تفرز تحالفات جديدة لم تكن مطروحة أو مفعلة من قبل. فإذا كانت معطيات التاريخ والدبلوماسية وكل مفردات قوة عمان الناعمة ستكون حاضرة خلال زيارة عاهل البلاد إلى أنقرة فإن أسئلة المستقبل ستكون على طاولة المباحثات السياسية وستنعكس في توقيع مذكرات التفاهم بين البلدين. وستبقى رؤية حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم لمستقبل عُمان هي الحكم وهي المحدد والمحفز لتعزيز علاقات دبلوماسية واقتصادية مع مختلف دول العالم.. وفتح آفاق عمل مختلفة تقوم على فلسفة المصالح المشتركة ولكن أيضا استشراف المستقبل الذي يبحث الجميع عن حلول لأسئلته المعقدة. |
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
العالم «شاشة زرقاء» ماذا يفضل الجيل الرقمي؟ (ملف خاص)
يطلق أحياناً على الجيل الجديد من مواليد 2000 وما بعدها، أنهم «مواطنون رقميون» بسبب الاستخدام الواسع لوسائل التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعى فى مختلف جوانب الحياة، فى التعليم والتعلم والقراءة والاطلاع على الفنون والتعامل مع الغير، انفتاح واسع على مختلف الثقافات تشهده هذه المرحلة بعد أن أصبح «العالم شاشة زرقاء»، وهو تطور طبيعى وحتمى مصحوب بالترحيب أحياناً، وبالتخوفات فى أكثر الأحيان، لأنه أثر ويؤثر ويتزايد تأثيره يوماً بعد يوم على توجهات هذا الجيل وتطلعاتهم وأحلامهم.
ارتباط الشباب بالأجهزة الذكية والهواتف المحمولة إحدى السمات المميزة لهذه الفئة فى الوقت الحالى، وهو ارتباط قد يصل إلى حد «العزلة» عن واقعهم فى بعض الأحيان، خاصة فى ظل المرجو من الجيل الجديد فى ظل تزايد التحديات العالمية وصراع الهويات..
وانطلاقاً من كون الشباب عماد بناء الأمم، وحملة الموروث الحضارى، تفتح «الوطن» المساحة لنماذج من هذا الجيل من محافظات مختلفة، للاستماع إليهم فى محاولة للتعرف على ذائقتهم وتفضيلاتهم فى القراءة والأغانى والأفلام ونوعية المنصات التى يفضلونها، حيث تمثل الثقافة والفنون انعكاساً لشخصية الإنسان ومكونه الفكرى وطريقته فى الحياة، وبالتالى علاقته بالهوية فى طور التشكل، فضلاً عن استطلاع رأى المتخصصين فى علم النفس والاجتماع والفنون، لتحليل هذه الميول التى تلاقى رفضاً أو قبولاً بدرجات متفاوتة من بعض الأسر، للوقوف على أسبابها ومخاطرها والتعامل معها من قبل الأسرة وصناع السياسات الثقافية، ووضع الظاهرة فى حجمها الطبيعى دون تهويل أو تهوين.