أشهى خلطة مصرية هى خلطة الكشرى. ليس كمثل مذاقها البديع سوى خلطة «المحشي». الكشرى والمحشى تخصص مصري؛ ولهذا السبب هما طعام الغالبية العظمى منا، خصوصا فى أوقات الشدة الكبرى، هاتان الخلطتان هما الوسيلتان المصريتان المعتمدتان لـ«شد الأحزمة على البطون».. فمهما حدث فإن تكلفتها فى متناول الجميع، و«أكلة هنية تكفى مية»، وهنا سر آخر لخلودها والإقبال عليها.
ليس حدثًا لأى منا -نحن عامة الناس ومتوسطى ومحدودى الدخل- أن نذهب إلى أبو طارق، أو جحا، أو سيد حنفى، أو غيرهم، فنلتهم -مع الأصدقاء- طبق كشرى.. بكمالة أو من غير، ولو فعلنا والتقطنا لأنفسنا صورًا تذكارية فالبطل هنا ليس الكشرى، ولكن «لمتنا» فى الصورة «عشان تطلع حلوة»، أما المشاهير فالأمر يختلف، فالناس مثلا يضيقون بالمذيع الزميل عمرو أديب بسبب طريقته فى إعداد طعام وتناوله على الهواء.. أكلاته أوفر.. لا تقبلها ذائقتهم قبل معدتهم، كما أنه يتناولها بطريقة تجعله مثارًا لانتقاداتهم، وإذا حدث ونشر عمرو صورة له وهو يتناول طعامًا مع شخصيات ما، فإن الناس تنهال عليه بالتعليقات، هو أو غيره من مشاهير الإعلام.. ولا أظن أن كثيرين غيره يقعون فى فخ الصورة.
خلطة الكشرى تغرى بالذهاب للمحال لالتهامها، لكن هناك فارقًا بين أن يذهب الأصدقاء والأهل وتحدث «اللّمة» المحببة على ضفاف طبق الكشرى، وبين أن ينشروا صورهم حول الطبق! ربما يكون منطقيا أن ينشر المشاهير والأثرياء صورهم عند الكبابجى (سعر الكيلو ١٠٠٠ ج) فهذا هو الخبر، هذه هى عضة الرجل للكلب، أما الكشرى بكمالته -التى لن تزيد على ٥٠ جنيها- فليس فيها «عض رجل كلبًا» ولا يحزنون. فلو ذهبت أمينة شلباية لتناول الكشرى (وهذا طبعا فى إتيكيتها مستحيل وخارج قاموسها تماما)، أو عمرو أديب أو علاء مبارك، فهنا يبدو أن الكلب قد عُقِّر بالفعل، بما يستوجب ذهاب الكلب إلى المستشفى، للعلاج بحقن داء الكلب، التى يتم حقنها فى البطن لمدة ٩ أيام متتالية (خبرة بقى)، وإن كنت لا أعرف هل مازالت الإبرة المستخدمة طويلة جدا كما كانت، وقاسية جدا ومخيفة، كما حقنونى بها فى مستشفى بركة السبع، وأنا فى السنة السادسة الابتدائى، أم أن الدنيا تطورت، والحقنة تغيرت ولم تعد مثل السيخ المدبب الذى ينقصه الإحماء على نار حامية!
الخلطة -والخطوة- التى قام بها علاء مبارك مؤخرًا، عندما نشر صورته وهو يلتهم خلطة كشرى أبو طارق فى تقديرى غير موفقة. لو أننى كصحفى كنت هناك والتقطت له الصورة ونشرتها أنا، فسيصبح الرجل عض كلبًا بالفعل، فهذا رجل مشهور، نجل رئيس جمهورية سابق، وحوكم فى قضايا مالية واقتصادية قوامها ملايين الجنيهات أو الدولارات، لا نعرف إن كانت تحتاج غسيلًا لسمعته، كما تحتاج أمواله أم لا، أما أن يقوم هو بنشر صورته فى محل الكشرى، منتشيا بالاستقبال الحار له فى المطعم، وبحسن المعاملة، وبالنظافة و..و..و.. أظن أن كل هذا «أوفر» ولا مصداقية له. ما الذى يريد أن يقوله السيد علاء؟ ومثله السيد جمال، عندما يذهبان إلى مناسبات اجتماعية وينشران صورهما التى توحى بشعبيتهما؟.
خلطة علاء وجمال مغشوشة، وغير صالحة للتناول منذ ٢٠١١، وتحتاج إلى خلطة جديدة لتكون مقبولة وسهلة الهضم!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكشري
إقرأ أيضاً:
علاء عبد السلام: يوم اليتيم يجسد دور الأوبرا الاجتماعى ونسعى لخلق أجواء داعمة ومحفزة للمشاركين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تستعد دار الاوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام لإقامة فعاليات الكرنفال الاحتفالى بمناسبة يوم اليتيم والتى تحتضنها عدة مواقع بالأوبرا هى المسرحين الصغير والمكشوف، الساحة الخارجية، قاعة صلاح طاهر للفنون التشكيلية، وذلك اعتبارًا من الساعة الثانية من بعد ظهر الجمعة 4 إبريل وحتى الساعة الخامسة مساء.
وأكد الدكتور علاء عبد السلام أن الأوبرا وجهت الدعوة للعديد من دور الرعاية والمؤسسات المتخصصة لحضور أبناءها فعاليات يوم اليتيم تجسيدًا لدورها الإجتماعى كأحد أهم المنارات الفنية والثقافية الرائدة فى مصر والوطن العربى.
وأضاف أن الأنشطة تسعى لخلق أجواء داعمة ومحفزة للمشاركين لتعزيز شعورهم بالانتماء وإبراز مواهبهم ونشر الإبداع باعتباره من الأدوات الفاعلة لبناء الإنسان وتنمية وتطوير الوجدان.
ويشمل الكرنفال العديد من الأنشطة التفاعلية إلى جانب إستضافة عدد من نجوم الفن وعروضًا للدارسين بمركز تنمية المواهب بإشراف الدكتور سامح صابر فصل الإيقاع تدريب وقيادة الفنان سعيد الأرتيست، عرض الليلة الكبيرة لفصل الباليه تدريب الدكتورة عيشة فؤاد، كورال أطفال وشباب تنمية المواهب تدريب وقيادة الدكتور محمد عبد الستار، ورشة رسم ونحت للأطفال تدريب الدكتور إيهاب كشكوشة، عرض فيلم أنيميشن (مشبك شعر) إخراج عطية عادل خيرى والذى يعد أول عمل رسوم متحركة مصري بتقنية الأبعاد الثلاثية وقام بأداء الأصوات أحمد راتب، ريهام عبد الغفور، إيناس مكى، لطفى لبيب، وفكرته مستلهمة من أحد النصوص الفرعونية القديمة، حيث تبرز الأحداث قيمة التواضع والعدل والرحمة والولاء مقابل الشر والغرور من إعداد نورا غنيم وإشراف الإدارة العامة للنشاط الثقافي.