السعيدي يرأس وفد عُمان في اجتماع مجلس وزراء العدل العرب
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
مسقط- الرؤية
تشارك سلطنة عُمان ممثلة في وزارة العدل والشؤون القانونية في الدورة الأربعين لمجلس وزراء العدل العرب، المنعقدة في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في مدينة القاهرة في جمهورية مصر العربية، ويترأس وفد سلطنة عُمان معالي الدكتور عبدالله بن محمد بن سعيد السعيدي وزير العدل والشؤون القانونية.
ومن المُزمَع أن يناقش أصحاب المعالي الوزراء في اجتماعهم عددا من الموضوعات ذات الأهمية، في إطار تعزيز الجهود العربية المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وجرائم تقنية المعلومات، في ضوء أحكام الاتفاقيات العربية ذات الصلة وآلية تنفيذها. ويناقش المجلس في دورته الحالية عددًا من مشروعات القوانين الاسترشادية في المجالات ذات الأهمية، منها منع خطاب الكراهية، وحماية ومساعدة النازحين في الدول العربية، ومكافحة المخدرات، وحماية الأطفال من التجنيد في النزاعات المسلحة. فضلا عن استعراض الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد، ومشروعات أخرى تهدف إلى تنظيم أوضاع اللاجئين، وحماية البيانات الشخصية، وتعزيز التعاون بين مجلسي وزراء العدل والداخلية العرب، فضلًا عن استعراض أنشطة المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية، وبرامجه البحثية المستقبلية.
وتأتي هذه المشاركة في إطار جهود وزارة العدل والشؤون القانونية في تكريس التعاون العدلي بين الدول العربية، وتأكيدا على أهمية مواصلة العمل العدلي المشترك، وتعزيز المنظومة القانونية العربية في مختلف المجالات.
ويضم الوفد المشارك برفقة معالي الدكتور وزير العدل والشؤون القانونية الموقر كلا من: المستشار أول الدكتور محمود بن أحمد البراشدي المدير العام للشؤون القانونية، وسيف بن ناصر الحميدي رئيس مكتب الوزير، والباحثة أولى نجلاء بنت عامر الحجرية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عُمان بين المؤامرات والثبات
عباس المسكري
في خضم التغيرات الجيوسياسية والتجاذبات الإقليمية، تتكرر بعض السيناريوهات التي تهدف إلى زعزعة إستقرار الدول التي تنتهج سياسات مستقلة ومواقف مبدئية، وما تتعرض له سلطنة عُمان اليوم من حملات إعلامية وتشويه ممنهج يُعيد إلى الأذهان ما واجهته دولة قطر قبل فرض الحصار عليها؛ حيث استُخدمت الأدوات ذاتها من الشيطنة، والتهم المُلفَّقة، والهجمات الإلكترونية المُنظَّمة.
اليوم، تتعرض سلطنة عُمان لحملةٍ مُشابهةٍ لما تعرضت له قطر في السابق؛ إذ يتم توجيه التهم جُزافًا، وإطلاق حملات التشويه عبر وسائل الإعلام والذباب الإلكتروني بأبشع الأوصاف، في محاولة لإثارة الرأي العام ضدها، وحين فُرض الحصار على قطر، كانت عُمان من أوائل الدول التي رفضته وأستنكرته، إيمانًا منها بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى ورفض العداء بين الأشقاء، ورغم موقفها الثابت حينها، لم تسلم من موجات الأكاذيب والتشويه التي استهدفتها.
لم يكن موقف عُمان في ذلك الوقت مجرد رد فعل عابر؛ بل كان امتدادًا لنهجها الراسخ في الحياد الإيجابي، والتمسك بالقيم الإنسانية والعدل، فقد رفضت الانخراط في إراقة دماء الأشقاء في اليمن، كما رفضت صفقة القرن والتطبيع مع الكيان الغاصب، وظلت ثابتة في دعم القضية الفلسطينية، وبعد اندلاع الحرب على غزة، جددت السلطنة موقفها الواضح، حكومةً وشعبًا، في دعم فلسطين، لا سيما غزة التي تواجه أعتى أشكال العدوان.
إنَّ هذه المواقف المبدئية جعلت عُمان هدفًا لمؤامرات خبيثة، لكن من يظُن أن هذه الدولة العريقة، المُمتدة جذورها في عمق التاريخ، يمكن أن تهتز أمام هذه الحملات، فهو واهم، فعُمان ليست كيانًا هشًا تلهو به أيدي السياسة العابثة؛ بل هي دولة ذات سيادة وحكمة، تحكمها مبادئ ثابتة، ولن تؤثر فيها حملات التشويه مهما بلغت شدتها.
وفي ظل هذه الهجمات المستمرة، تظل عُمان ثابتة على مواقفها المشرفة، ملتزمة بمبادئها الراسخة في الدفاع عن العدالة، السلام، والكرامة الإنسانية، وعلى الرغم من محاولات التشويه والضغط التي تواجهها، تبرهن عُمان في كل مرة على أنها ليست دولة قابلة للكسر أو التلاعب؛ بل هي قلعة من الحكمة والإرادة الصلبة التي ترفض الانصياع لسياسات الفوضى والفتن.
ستظل سلطنة عُمان- بعون الله- رمزًا للثبات والحياد الإيجابي، معززة مكانتها بين الأمم، بعيدة عن المؤامرات وأعاصير السياسة العابثة.