اقتصاد قائم على الشباب.. "حارة العقر" أنموذجًا
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
محمد بن عيسى البلوشي
المتوجه إلى ولاية نزوى وسوقها القديم، وتحديدًا الزائر لحارة العقر التي أضحت أيقونة سياحية واقتصادية بفضل أهلها الذي كانوا وما زالوا محافظين على أعمالهم وتجارتهم، يُسجِّلُ في طريق عودته إعجابًا بما يُقدمه شباب ولاية نزوى من صورة مشرقة للعمل الاقتصادي؛ فالمؤسِّس والمُشَغِّل للمشروع عُمانيون، وهنا يتجلى المشهد في أسمى معانيه.
أتذكرُ دعوة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- في أحد لقاءاته الوطنية في مجالس الشورى المجتمعية المفتوحة "بشائر السيوح"، حول أهمية قيام شبابنا بتنفيذ المشاريع التجارية الصغيرة وتوظيف "الذي ما عنده"، حتى تتكامل الدورة الاقتصادية الصحيحة. وهنا أسجل أنَّ أهل نزوى ومن حولها كانوا من أوائل من لبى هذا النداء الوطني، والزائر إليها يجد الشواهد حاضرة اليوم.
النموذج الاقتصادي والتجاري المتكامل والمتجانس للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في ولاية نزوى (صاحب المشروع عُماني، والذي يعمل في المشروع عُماني، والذي يقدم المنتج النهائي عُماني، والذي يزود المشروع باللوجيستيات عُماني)، يدعونا إلى أن نفكر مليا كيف لنا أن نكرر الفكرة في بقية ولايات ومحافظات سلطنة عُمان.
ربما يتطلب هذا الأمر الخروج من دوامة التفكير القائم على أن المخاطر تحديات دائمة، إلى النظر أن "الاقتصادات القائمة على المشاريع التي تنطوي على عنصر المخاطرة والخروج من دائرة التقليد إلى فضاء الإبداع من خلال تطبيق الأفكار الجديدة والعمل على تحويلها إلى مشاريع استثمارية خلاقة وذات قيمة مضافة وربحية عالية، وفي نفس الوقت تسهم في خلق الفرص بتوفير وظائف للشباب" كما يقول عبدالرحمن يحيى في مدوناته.
وإسهامات الأنشطة السياحية والثقافية والتاريخية والاقتصادية والاستثمارية التي تنفذها المحافظات في مختلف الفترات تسهم بشكل كبير في زرع فكرة ريادة الأعمال، وذلك لما تقدمه الأنشطة من فوائد مباشرة وغير مباشرة للحركة الاقتصادية التي تصاحبها، فبلا شك أن النشاط سيتطلب وجود مؤسسات تعمل على تنفيذه، وأيضا سيستصحب ذلك توافد للحضور والجمهور من أماكن متعددة والذي سيخلق معه فرصًا لا حصر لها من الحراك الاقتصادي.
وأعتقدُ أن أحد السبل الأساسية لتطور المجتمع ودعم الباحثين عن العمل، هو تشجيع المحافظات ومنها الولايات على خلق مشاريع تجارية واقتصادية واستثمارية صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر في مختلف المجالات والتخصصات، وتوجيه جميع مؤسسات الدولة الى تسهيل الإجراءات وتبسيطها أمام الشباب الجادين في الأخذ بها، وتسليح الشباب بالمهارات والإمكانات اللازمة، وعلى شبابنا الأخذ بزمام المبادرة بكل جدية وحزم، وعلى أفراد مجتمعنا الدعم والتشجيع والتمكين، في سبيل إيجاد اقتصاد عُماني قائم على الكادر العُماني 100%.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
البلوشي يُكرم موسيقى الجيش السلطاني العُماني
مسقط- الرؤية
كرّم اللواء الركن مطر بن سالم البلوشي قائد الجيش السلطاني العُماني بمعسكر المرتفعة أمس، فريق موسيقى الجيش السلطاني العُماني المشارك في المسابقة العالمية للموسيقى لعام 2024 والتي أقيمت في إسكتلندا بالمملكة المتحدة؛ وذلك نظير تحقيقه مراكز متقدمة.
وأشاد اللواء الركن قائد الجيش السلطاني العُماني بما تقدمه موسيقى الجيش السلطاني العُماني من إجادة وتميز في المشاركات الموسيقية على المستويين المحلي والعالمي، مثمنًا الجهود التي يبذلها منتسبو موسيقى الجيش السلطاني العُماني لتمثيل سلطنة عُمان وقوات السلطان المسلحة في المحافل المحلية والدولية، حاثًا إياهم على مواصلة مسيرة النجاحات والإنجازات المشرفة، متمنيًا لهم التوفيق والنجاح في المشاركات القادمة.
يُشار إلى أن موسيقى الجيش السلطاني العُماني حققت خلال مشاركتها في المسابقة العالمية للموسيقى لعام 2024 بإسكتلندا والتي أقيمت خلال الفترة من 21 يوليو وحتى 19 أغسطس من العام الجاري، المركز الأول في مسابقة المشاة والانضباط العسكري على المستوى العام، والمركزين الأول والخامس في مسابقة العزف في مستوياتها المختلفة، كما حصلت الفرقة على عدد من المراكز الأولى والمتقدمة على مستوى المسابقات الفردية.
وتأتي مشاركة موسيقى الجيش السلطاني العُماني في المسابقات العالمية للموسيقى نظرًا لما تتمتع به الفرق الموسيقية العسكرية العُمانية من إجادة واحترافية، ولصقل مهارات منتسبيها وتعزيز قدراتهم وإمكاناتهم الفنية، إلى جانب إكسابهم الخبرات الموسيقية المختلفة، وبما يتماشى مع الخطط التدريبية الموضوعة في هذا الجانب. حضر المناسبة عدد من كبار الضباط والضباط والأفراد من منتسبي الجيش السلطاني العُماني.