الجزيرة:
2024-12-28@11:03:03 GMT

ما حقيقة دوافع موافقة نتنياهو على الاتفاق مع لبنان؟

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

ما حقيقة دوافع موافقة نتنياهو على الاتفاق مع لبنان؟

القدس المحتلة- أجمعت قراءات محللين على أن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل بمثابة هزيمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يواصل الهروب إلى الأمام ويمتنع عن التوصل إلى هدنة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة تفضي إلى إعادة المحتجزين، لأسباب شخصية وسياسية.

ورأت أن الهدنة مع حزب الله هشة وقد لا تصمد طويلا وتأتي في أعقاب الضغوطات التي مارستها إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن على نتنياهو، ومن خشيته من إملاءات قد تفرضها عليه إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

وتتفق القراءات الإسرائيلية على أن خضوع نتنياهو لوقف إطلاق النار يأتي بعد التيقن أن لبنان "جبهة ثانوية"، وأن غزة هي الجبهة الأهم والأساس، وما تحمله من تحديات بكل ما يتعلق بالتوصل إلى صفقة تبادل تضمن إعادة الأسرى أو التسوية بشأن اليوم التالي للحرب.

فشل

وحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، تعزز الموافقة على الاتفاق القناعات لدى الإسرائيليين بأنه تم استنفاد القتال في لبنان دون تحقيق أهداف الحرب، وفشل جيش الاحتلال في القضاء على حزب الله، والخشية من دخول إلى حرب استنزاف طويلة الأمد في الجنوب.

برأي المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" آموس هرئيل، فإن اتفاق وقف إطلاق النار بمثابة إنجاز جزئي لإسرائيل  للمطالبة بالمضي قدما نحو إعادة جميع المحتجزين لدى حركة حماس. ويقول بوجوب وضع تطورات الأمور في سياقها الصحيح، فحتى بعد دخول الاتفاق في لبنان حيز التنفيذ، لم تتمكن إسرائيل من هزيمة حزب الله رغم الضربات التي تلقاها.

ويعتقد هرئيل أن وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية مع لبنان يضع إسرائيل أمام تحديات جديدة، وأن الامتحان الحقيقي هو اختبار تطبيق الاتفاق على أرض الواقع ومدى قدرة جيش الاحتلال على فرض واقع طويل الأمد دون تهديدات أمنية على المستوطنات الإسرائيلية في الشمال.

ورجح أن حزب الله سيحاول التعافي والتسلح واستعادة قدراته، و"بالتالي في وقت ما، هذا العام أو بعد عقد من الزمان، سوف ينهار هذا الاتفاق وستندلع جولة أخرى من القتال".

وحسب هرئيل، كان لبنان وما زال إلى حد كبير جبهة ثانوية في الحرب التي بدأت بالهجوم المفاجئ الذي شنته حماس على "غلاف غزة" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قائلا إن إسرائيل عادت مجددا لتصطدم بالجبهة التي ما زالت مشتعلة مع الفلسطينيين في القطاع.

اتفاق ثانوي

القراءة ذاتها استعرضتها الكاتبة الإسرائيلية سيما كدمون في مقالها بصحيفة "يديعوت أحرونوت" بعنوان "لم يجب نتنياهو على السؤال الأكثر إيلاما وأهمية: ماذا عن غزة؟"، في إشارة منها أن وقف إطلاق النار مع حزب الله يبقى ثانويا، وتؤكد أن إسرائيل مطالبة بالتوصل إلى هدنة مع القطاع.

وتساءلت "لماذا لا يفعل نتنياهو في غزة ما يقوم به في لبنان؟ ولماذا يمكن العودة إلى لبنان إذا طلب ذلك، ولا يمكن وقف الحرب في غزة من أجل إعادة 101 محتجز الذين يتناقص عددهم؟". وأضافت: "هو لا يريد وقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية".

وحسب كدمون، لا يريد نتنياهو هدنة مع غزة لأنه يخشى كل النتائج المحتملة ومن ضمنها انهيار الائتلاف الحكومي وخسارة قاعدته في معسكر اليمين، وفقدان السلطة عشية استئناف محاكمته بملفات فساد. وتقول "نتنياهو تخلى عن المحتجزين وهو يسوق للنصر المزعوم على حزب الله".

وبشأن وعوده في خطابه المتلفز خلال الترويج لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان بأنه سيعيد المحتجزين ويحقق النصر على حماس، قالت كدمون: "لم ولن يحدث ذلك. معظم الجمهور الإسرائيلي ليس لديه ثقة في نتنياهو"، وترى أنه لا يوافق على الاتفاق من أجل مصلحة إدارة بايدن، بل لأنه يعرف بالضبط ما تتوقعه منه الإدارة المقبلة، وأن ترامب يريد إنهاء الحرب مع لبنان قبل أن يستقر في البيت الأبيض.

وترجح الكاتبة الإسرائيلية أن ترامب لا يهمه حقا أن يبدأ هذا الإنجاز مع نهاية فترة بايدن، موضحة: "أمامه 4 سنوات كاملة، وحتى لو بدأ إنجاز الاتفاق مع لبنان قبل نحو شهر من تتويجه، فهو مستعد لقبول هذه الهدية بأثر رجعي".

وهم النصر

الطرح نفسه تبناه دانيال فريدمان المحاضر في كلية الحقوق في جامعة تل أبيب، ووجه انتقادات شديدة اللهجة إلى نتنياهو واتهمه بأنه يقوم بتسويق الوهم للمجتمع الإسرائيلي من خلال الترويج لإنجازات وهمية في الحرب، وعبر اتفاقية وقف إطلاق النار مع حزب الله.

وتحت عنوان "نتنياهو يبدع في خلق الأوهام.. لكن الواقع مختلف تماما"، كتب فريدمان، الذي شغل في السابق منصب وزير القضاء في الحكومة الإسرائيلية الـ31، مقالا في صحيفة "معاريف"، قائلا إن "نتنياهو يبرع في وصف واقع غير موجود وفي تقديم وعود لا يمكن الوفاء بها".

لكن الواقع من وجهة نظر فريدمان هو أن إسرائيل لا تملك القوة العسكرية والسياسية للقضاء على حزب الله، ومن الأفضل قول الحقيقة بدلا من نشر الأوهام الكاذبة. ولن يكون هناك نصر مطلق على الجبهة الجنوبية مع غزة أيضا.

ويعتقد أن مثل هذا النصر الذي يروج له نتنياهو يعني استبدال حكم حماس بآخر تمليه إسرائيل، "لكن في هذه الأثناء، تواصل حماس حكمها المدني وتستمر في توزيع المساعدات الإنسانية". وبشأن الإطاحة بحكم حماس، أكد فريدمان أن إسرائيل تعرضت لفشل كامل. و"ضاع عام كامل من الحرب القاسية دون تسوية، وليس من الواضح ما إذا كان من الممكن إصلاح ذلك باليوم التالي للحرب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حزب الله مع لبنان

إقرأ أيضاً:

إسرائيل ترتكب 8 خروقات جديدة بوقف إطلاق النار مع لبنان

ارتكب الجيش الإسرائيلي -الجمعة- 8 خروقات لوقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان، ليرتفع إجمالي خروقاته منذ بدء سريان الاتفاق قبل 31 يوما إلى 319.

وحسب أخبار متفرقة نشرتها وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، تركزت خروقات اليوم، في قضاء بنت جبيل بمحافظة النبطية (جنوب)، وقضاء صور بمحافظة الجنوب (جنوب)، وقضاء زحلة في محافظة البقاع (شرق).

وشملت الخروقات قصفا بالطيران الحربي والمدفعية، ونسفا لمنازل، ففي قضاء بنت جبيل، شنت المدفعية الإسرائيلية قصفا لمرتين متتاليتين على بلدة عيتا الشعب، وفي قضاء صور، نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات نسف جديدة لمنازل في بلدتي يارون والناقورة.

وفي أجواء قضاء زحلة، سُجل تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض، قبل أن يستهدف لاحقا 3 مواقع في غابات بلدة قوسايا.

الإفراج عن سوريَّين

ومن جانب آخر، أفرجت إسرائيل -الجمعة- عن سوريَّين اعتقلهما الجيش الإسرائيلي الخميس، في جنوب لبنان.

وقالت وكالة الإعلام اللبنانية الرسمية، إن القوات الإسرائيلية أطلقت سراح المعتقلَين السوريين أحمد أمين، وطاهر ريمي، اللذين اختطفتهما أمس الخميس، من وادي الحجير بجنوب لبنان.

وأشارت الوكالة، إلى أن الجيش الإسرائيلي سلّم المحررَين إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) في موقع العباد الإسرائيلي، ثم تسلمهما الصليب الأحمر اللبناني.

إعلان

والخميس، قال الجيش اللبناني في بيان، إن آليات تابعة للجيش الإسرائيلي توغلت في عدة مناطق جنوبي البلاد، في مواصلة لخرق اتفاق وقف إطلاق النار والاعتداء على سيادة لبنان.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية حينها بأن آليات الجيش الإسرائيلي توغلت عبر وادي الحجير إلى بلدة القنطرة جنوبي لبنان.

زيارة فرنسية

في الأثناء، سيزور وزيرا الجيوش والخارجية الفرنسيان سيباستيان لوكورنو وجان نويل بارو، لبنان من الاثنين إلى الأربعاء للقاء الجنود الفرنسيين في قوة "يونيفيل" بمناسبة حلول العام الجديد، وفق ما أفادت وزارة الجيوش.

ومن المقرر أن يلتقي لوكورنو الاثنين في بيروت قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون الذي سيقود عملية نشر الجنود في جنوب البلاد بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.

ويتردد اسم العماد عون كمرشح محتمل لمنصب رئيس الجمهورية الشاغر منذ أكثر من عامين.

ومن المقرر أن يلتقي الأربعاء الجنرال إدغار لاوندوس، قائد قطاع جنوب الليطاني والذي يمثل لبنان في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار.

وهذه اللجنة التي تضم لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا ويونيفيل مسؤولة عن مراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد شهرين من الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.

بعد ذلك سيتوجه لوكورنو وبارو إلى معسكر يونيفيل في دير كيفا لتمضية ليلة رأس السنة مع بعض الجنود الفرنسيين البالغ عددهم 700 جندي.

ونقلت نيويورك تايمز عن رئيس بعثة يونيفيل أنهم قلقون من استمرار إطلاق النار والهدم من القوات الإسرائيلية حول الناقورة، مضيفا أن بلدة الخيام هي الوحيدة التي أخلتها إسرائيل وانتشر فيها الجيش اللبناني.

خروقات وقف إطلاق النار

ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين إسرائيل وحزب الله بدأ في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول الفائت.

إعلان

وبدعوى التصدي لتهديدات من حزب الله، ارتكبت إسرائيل 319 خرقا لوقف إطلاق النار في لبنان، مما أدى إجمالا إلى سقوط 32 قتيلا و38 جريحا، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات وزارة الصحة اللبنانية.

ودفعت هذه الخروقات حزب الله إلى الرد، في الثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري، للمرة الأولى منذ سريان الاتفاق، بقصف صاروخي استهدف موقع رويسات العلم العسكري في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة.

ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب إسرائيل تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.

وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، وإنشاء لجنة للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4063 قتيلا و16 ألفا و663 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يهدد: اتفاق وقف إطلاق النار سينهار
  • وتيرة الخروقات تتصاعد جنوب لبنان.. كيف يُفهَم التصعيد الإسرائيلي؟!
  • إسرائيل ترتكب 8 خروقات جديدة بوقف إطلاق النار مع لبنان
  • هذا ما يفعله حزب الله عسكرياً.. تصريح إسرائيليّ يعلن!
  • خبير عسكري: حزب الله لم يرد على الخروقات الإسرائيلية
  • خبير: حزب الله لم يرد على الخروقات الإسرائيلية
  • ميقاتي: لبنان لم يُبلغ أي طرف بموقف إسرائيل بعد انقضاء الهدنة
  • ميقاتي: أبلغنا أمريكا وفرنسا بالضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية
  • قصف إسرائيلي يستهدف لأول مرة منذ شهر شرق لبنان
  • نتنياهو يتهم حماس بتعطيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة