مغردون: هل تخلى حزب الله عن وصية حسن نصر الله تجاه غزة؟
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني كان الحدث الأبرز على منصات التواصل العربية، فبعد عام تقريبا من عملية الإسناد التي أعلنها الحزب لدعم المقاومة الفلسطينية، تم الاتفاق اليوم مع إسرائيل على وقف الاقتتال والحرب.
هذا الإعلان أثار حالة من الجدل والانقسام بين المدونين، فهناك من اعتبر أن حزب الله تخلى عن وصية أمينه السابق حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل، في إسناد غزة، وهناك من رأى أن الحزب قدم ما يستطيع لدعم وإسناد أهل غزة بكافة السبل وهو ما عجزت عنه دول حسب وجهة نظرهم.
وكان أول ما أعاد مغردون تداوله جزءا من الخطاب الأخير لنصر الله وقال فيه "إن المقاومة في لبنان لن تتوقف عن مساندة غزة، رغم كل التضحيات التي قدمتها".
الكابينيت الإسرائيلي يقر رسميًا عن دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح الغد في الساعة العاشرة صباحاً، وهذا متجاوزًا وصية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الأخيرة: “جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة.”
لن نخدع أنفسنا ، إسرائيل نجحت الليلة في فصل الجبهات، تاركة غزة… pic.twitter.com/Wmy3VW5Hzb
— Tamer | تامر (@tamerqdh) November 26, 2024
وعلق مغردون على اتفاق وقف إطلاق النار بالقول إن هذا الاتفاق تجاوز وصية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الأخيرة أن "جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة". وأضاف هؤلاء بالقول "لن نخدع أنفسنا، إسرائيل نجحت الليلة في فصل الجبهات، تاركة غزة وحيدة وهذا أصبح واقعا الآن، هذا السيناريو كان مطروحًا منذ بداية الحرب: وقف الدعم لغزة وانسحاب حزب الله من جنوب الليطاني، وهو ما تم الاتفاق عليه في النهاية حسب تفسيرهم.
انتهت التكهنات…
حزب الله إلى شمال الليطاني مع تفكيك البنية التحتية جنوبه، ومنع تسليحه، بل وحصاره لبنانيا عبر الجيش ودوليا باليونيفيل والولايات المتحدة…
وحدة الساحات المفترضة انتهت…
محور المقاومة المفترض انتهى…
لكن…
وهنا لكن كبيرة…
الحرب لم تنته…
لا في لبنان…
ولا…
— د. ابراهيم حمامي (@DrHamami) November 26, 2024
وكتبت إحدى المدونات معلقه على هذا الاتفاق "اليوم واليوم فقط أحسسنا بفقدان السيد/حسن نصر الله الذي وعد بألا يتخلى عن إسناد غزة في كفاحها الشريف من أجل الكرامة الإنسانية والحرية، ولكن قبول الحزب للهدنة مع إسرائيل فهو يتعرض لخسارة كبيرة".
يريد هذا العالم الظالم أن يرسخ في نفوس أهل #غزة ومقاومتها فكرة أنهم ‘متروكون’ معزولون كما قال مجرم الحرب نتنياهو الليلة..
بعد 70 يوماً ، نجحت ماردة النفاق "أمريكا" في فرض قرار بوقف إطلاق النار في #لبنان، بينما ترفع، في المقابل، ورقة الفيتو في وجه أي قرار دولي يوقف آلة القتل التي…
— ???????? أدهم أبو سلمية (@AdhamPal922) November 26, 2024
في المقابل هناك من رأى أن الحزب قدم ما عليه من نصرة المقاومة في غزة وأنه خسر أمينه العام وصف القيادات الأولى من أجل دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية، وأضافوا بأن حزب الله أدى ما عليه وقدم التضحيات الكبيرة بدءا بقياداته السياسية والعسكرية، وأنه في النهاية هو ليس قوة عظمى بل حركة مقاومة في بلد صغير وكل العالم ضده.
حتى ان تم اقرار وقف النار فان هذا لا يمس من الثوابت التي جمعت المقاومة في فلسطين و لبنان و اليمن و العراق فدماء الشهداء التي سالت من اجل القضية لا يجب خذلانها حيث استطاعات الوقوف امام مشروع صفقة القرن المدعوم عالميا للاسف باموال عربية فالاستمرارية و الثبات هام جدا هو خضوع العدو
— rekik mohamed (@rekikmohamed12) November 26, 2024
ورأى آخرون أن إسرائيل رضخت لوقف إطلاق النار مع حزب الله لعدة أسباب من أهمها فصل جبهة حزب الله عن غزة والاستفراد بحماس، كذلك عجز إسرائيل بريا في #لبنان مثل عجزها في #غزة رغم تفوقها الجوي.
قرار 7 اكتوبر تم اخذه بدون المشاوره مع الحزب ولا مع قيادات حماس في الخارج وما قدمه الحزب في بدايه الحرب اسناد بسيط سخره الله للمجاهدين في غزه. خلاصه القول حماس قادره على الاستمرار ف حربها المقدسه وتكسير عظام الاحتلال دون الحاجه لاحد فقط اراد الله امرا كان مقضيا عنده سبحانه وتعالى
— abu Feisal (@fahad72062757) November 27, 2024
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حسن نصر الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
“الحزب” يُصعد وواشنطن تستخف والدولة لا تتراجع.. لبنان يواصل تقدمه على طريق بسط سيادته الكاملة
البلاد – بيروت
تتقدّم الدولة اللبنانية، مدفوعة بزخم داخلي ودعم إقليمي ودولي غير مسبوق، في مسار حصر السلاح بيدها وبسط سلطتها على كامل أراضيها، متجاوزة التصريحات التصعيدية الصادرة عن مسؤولي “حزب الله”. ورغم محاولة الحزب الإيحاء بأن مشروع الدولة لا يزال بعيد المنال، إلا أنّ الوقائع على الأرض، والتحولات في المزاج الشعبي والدولي، توحي بعكس ذلك تمامًا.
ففي وقت جدّد فيه رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون تصميم الدولة على استكمال بسط سيادتها على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدهًا، مفضلًا الحوار مع حزب الله لتحقيق ذلك باعتباره مكونًا لبنانيًا، وأكد رئيس الحكومة نواف سلام لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تصميم الدولة على حصر السلاح بيد الشرعية في شمال الليطاني وجنوبه، كشف قائد الجيش اللبناني، العماد رودولف هيكل، في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، عن تفكيك عدد من المواقع التابعة لحزب الله في جنوب لبنان، ما يعكس تقدمًا ميدانيًا ملحوظًا في تنفيذ خطة بسط السيادة الوطنية وفق القرار الدولي 1701.
بالمقابل، بدا لافتًا ارتفاع حدّة خطاب قيادات “حزب الله”، إذ وصف مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب، وفيق صفا، الأسلحة المصادرة بأنها “خردة”، فيما جزم بأن لا قوة قادرة على نزع سلاح الحزب، واعتبر أن النقاش حول هذا الملف لا يعدو كونه “هوبَرات من فاسدين ومحرضين”. أما الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، فذهب أبعد من ذلك، بمواقف تصعيدية، حيث هاجم أيضًا المطالبين بنزع سلاح “الحزب” ووصفهم بـ “أصوات النشاز” وخوّنهم معتبرًا أنّهم بهذا المطلب يخدمون الجانب الإسرائيلي. وتوعّد قاسم بالقول “سنواجه من يعتدي على المقاومة ومن يعمل على نزع سلاحها كما واجهنا إسرائيل ولن نسمح لأحد بنزع السلاح”.
هذه التصريحات لم تُربك أداء الدولة، بل ردت مصادر حكومية بالتأكيد على أن العمل على الأرض يتقدّم بثقة وهدوء، وأن الجيش يواصل تنفيذ مهماته في الجنوب، وسط غطاء حكومي واضح. وأشارت المصادر إلى أنّ تصريحات الحزب لا تعدو كونها محاولة لطمأنة قاعدته، بعدما أصبح مسار نزع السلاح واقعًا لا يمكن تجاهله.
إلى ذلك، عبّرت الموفدة الأمريكية إلى لبنان مورغان أورتاغوس عن استهجانها لمحتوى خطابٍ قاسم، باستخدام كلمة “تثاؤب” بعدما أعادت نشر منشور تضمّن كلام قاسم، لكنها لم تذكر أي تفاصيل أخرى أو توضح ما المقصود بها، في المقابل، تفاعل ناشطون مع أورتاغوس، فقالوا إنها تشعر بالملل تجاه تصريحات قاسم، فيما فسّر آخرون بأنها تعتبر أن استمرار وجود سلاح “حزب الله” هو محض “أحلام” يتأملها الأخير.
كما برز موقف لافت لمستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق الأوسط مسعد بولس، دعا فيه مجددًا، الدولة اللبنانية للسيطرة على حدودها مع سوريا وبسط سيطرتها على كامل أراضيها وحدودها، مشيرًا إلى أنّ الولايات المتحدة تعتبر اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان اتفاقًا تاريخيًا ينهي “حزب الله”.
ومع انكشاف التباين بين الواقع والتصريحات، يبدو أن الدولة اللبنانية تسير بخطى محسوبة ومدروسة نحو تثبيت سيادتها، مدعومة بغطاء دولي وعربي صلب، وبقناعة داخلية متزايدة بأن خيار الدولة أقوى من سلاح الفرض والوصاية. وكلما تقدّمت الحكومة بثقة، تراجع وقع الخطابات التهويلية التي باتت خارج الزمن.