جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-16@12:43:18 GMT

وراء الأكمة ما وراءها

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

وراء الأكمة ما وراءها

 

د. قاسم بن محمد الصالحي

 

لا ريب أن التكنولوجيا الحديثة جعلت المرء يميل تجاه مشاهدة كل ما يحدث على الكرة الأرضية، بشكل مباشر، سواء كانت أحداث الطبيعة أو حروباً بشرية تنافسية بين القوى العالمية أو تجاه واحد من الأحزاب أو المتنافسين في أي انتخابات تجري في دول مؤثرة، ولها شأن أو تدخل وهيمنة، في منطقتنا المثقلة بالأحداث والهموم، كما نميل في أحيان إلى أحد الأقطاب، أو نرى خطر القطب العالمي الأوحد أكثر خطرًا من تعدد الأقطاب، وغيرها من تلك المعادلات.

إلّا أن هذا الميل يغيبُ في تكتلنا ووحدتنا، ظهر منا من يتمنى أن يخسر طرفا الانتخابات الأمريكية، وهي الأمنية المستحيلة، وآخرون تمنُّوا انتصار مرشحة الحزب الديمقراطي، لكن الأمر الذي وقع أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب انتصر على منافسته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، ووصل الحزب الجمهوري الى الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ بالولايات المتحدة. اذن ها هو العالم يترقب ولاية ترامب المقبلة، ومآلات الصراع الدائر في منطقتنا، والمفاجآت التي يمكن أن يقوم بها هو وفريقه المختار.

والسؤال: هل ستغسل إدارة دونالد ترامب المقبلة ذنوب أمريكا؟ وتطهر ضميرها مع جرائم الإبادة التي حصدت ما يزيد على 148 ألف بين شهيد وجريح في غزة، ارتكبها الكيان اللقيط، ثم وسع مساحة مجازره في لبنان، بدعم أمريكي وأوروبي، أم ستمكن رأس الكيان من متابعة قتل الأطفال والنساء والمسنين، واعتقال المزيد، وقصف المدنيين؟

ينبغي على من يشاهد أن يعلم، أن أي من الإدارات الأمريكية تحتفظ بالكيان اللقيط في المنطقة كورقة حاسمة لبسط هيمنتها على العالم، وكقاعدة متقدمة تتحكم منها على الطرق البحرية والمضائق، والسيطرة على المخزون الهائل من الثروة في المنطقة.

يبدو أننا نعيش مرحلة عالمية شبيهة بتلك التي أشعلت الحربين العالميتين الأولى والثانية، وندور في دوامة من أكاذيب ومصالح تلك المرحلة الفظيعة، جميع أقنية الاتصال مفتوحة بين واشنطن والكيان اللقيط، وترامب أظهر تمسكه برؤيته للمنطقة، التي بدأها في رئاسته الاولى، هي حقيقة واقعة.. تستمر البجعة العرجاء في إرسال مبعوثيها إلى المنطقة، وبنتيجتها تزداد المجازر المرتكبة في حق كل ما هو مدني. وقد تنفس ترامب الصعداء؛ إذ أصبح الرئيس رقم 47 للولايات المتحدة الأمريكية..

في النهاية، لم يتغير شيء، في الواقع فرأس الكيان اللقيط سيبقى في السلطة حتى تنتهي صلاحيته، وسيواصل جيش الكيان وقطعان المستوطنين والطائرات الحربية الأمريكية والمعدات العسكرية الأوروبية قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير كل سبل الحياة في غزة ولبنان.. لا داعي للسرور ووضع استراتيجيات تفاوضية تضج بالآمال المستقبلية، لأن أمريكا دعمت وتدعم الكيان اللقيط ببذخ لرسم شرق أوسط جديد، وعلينا أن ننظر عند مشاهدتنا للانتخابات الأمريكية الى التضحيات والدماء التي سالت حتى الآن.

النتيجة التي يمكن أن تخلص إليها المنطقة من كل هذه الفوضى هي التمسك بالحق والدفاع عنه، في ظل استراتيجية إقليمية تحفظ الأمن والاستقرار، وأن لا ننخدع بالصراع بين القوى الكبرى في منطقة امتزجت بها الأكاذيب بالدماء، القضية كبيرة ومختلفة، تحتاج إلى التقدم على مسار الدفاع عن الأرض والمقدسات.

إننا نعيش في عالم قتل فيه 15 مليون مسلم منذ عام 2003م، في أفغانستان واليمن والعراق وسوريا وليبيا.. لا معنى لأن نرفع سقف الآمال من إدارة دونالد ترامب، ما يعني شعوب المنطقة من إدارة ترامب هو إلغاء احتلال الكيان اللقيط لفلسطين، وتطهيرها من المستوطنات، وإزالة الغطاء عن الكيان المقام تحت العلم الأمريكي، لأن من يسعى الى إشعال فتيل حرب عالمية ثالثة هو رأس الكيان اللقيط وزبانيته، وترشيحات ترامب للوزراء تبدو مصممة لإشعال مثل ذلك، فريق ترامب القادم من عتاة داعمي الكيان اللقيط، ومؤيدي الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبعضهم مؤمن بأسطورة "المعبد" المزعوم، وممن يظهر تعاطفه مع المنظمات المتطرفة، وغيرها من القضايا بالغة الخطورة والمرتبطة بالقدس المحتلة، وهو ما يعيد الى الأذهان ولاية ترامب الأولى وما أظهرته أكمته من قرارات، فهل وراء أكمة إدارة ترامب القادمة شيء من "قورش الكبير" الذي يذكر في التاريخ والتوراة بأنَّه سمح لليهود بالعودة إلى القدس وبناء الهيكل بعد السبي البابلي؟

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تعرف على جزيرة غرينلاند الغنية التي يريد ترامب الاستيلاء عليها

وبلهجة أكثر حزما ورسالة أكثر قوة اتجاه الدانمارك كرر ترامب رغبته في ضم الجزيرة الغنية من خلال شرائها من كوبنهاغن، الأمر أثار تحفظ الأوروبيين.

وتقع الجزيرة القطبية العملاقة على مسافة قريبة من قارة أميركا الشمالية، لكن تاريخها السياسي والثقافي ظل مرتبطا بالعالم الأوروبي، فهل تبقى هذه الجزيرة تحت الراية الدانماركية أو الاستقلال التام والانضمام إلى الولايات المتحدة؟

وقال ترامب في تصريحات بولاية فلوريدا قبل دخوله البيت الأبيض إن بلاده تحتاج جزيرة غرينلاند من أجل الأمن القومي، مشيرا إلى أنه لا يعرف ما إذا كان هناك أي حق قانوني للدانمارك في الجزيرة.

وتعد غرينلاند أكبر جزيرة في العالم، وتقع بين المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي شرق أرخبيل القطب الشمالي الكندي، وهي جزء من الدانمارك منذ 600 عام، وظلت تعتبر مستعمرة دانماركية حتى عام 1953، لكنها الآن تتمتع بالحكم الذاتي، ولا يتجاوز عدد سكانها 57 ألف نسمة.

وأصبحت جزيرة غرينلاند أرضا مطلوبة من الجميع -خاصة من الدول الكبرى- بسبب موقعها الإستراتيجي المفتوح على كل الاتجاهات، وقد صرحت رئيسة الوزراء الدانماركية مته فريدريكسن بأن الجدل بشأن استقلال الجزيرة والتصريحات القادمة من الولايات المتحدة تظهر الاهتمام الكبير بها.

إعلان

ويقول العلماء إن أرض غرينلاند الجليدية تحتوي على مخزون من النفط والغاز والمعادن الأرضية النادرة التي يشتد التنافس عليها بين القوى الاقتصادية الكبرى.

وسلطت حلقة برنامج "المرصد" أيضا الضوء على تنصيب الرؤساء الأميركيين، والتي شكلت محطة مهمة في تقاليد الديمقراطية الأميركية، ولم تخلُ المراسم من لمسات فردية أضافها الرؤساء المتعاقبون.

وكان أول حفل تنصيب رئاسي بمدينة نيويورك في 30 أبريل/نيسان 1789، حيث أقسم جورج واشنطن اليمين الدستورية ليكون أول رئيس للولايات المتحدة الأميركية.

وسيتم تنصيب الجمهوري دونالد ترامب في 20 من الشهر الجاري رئيسا للولايات المتحدة بعد فوزه بولاية ثانية متغلبا على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في انتخابات عام 2024.

13/1/2025-|آخر تحديث: 13/1/202510:01 م (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • جماعة الحوثي تحيي صمود الشعب الفلسطيني وتؤكد: لا سلام دون زوال الكيان
  • ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع
  • الحرائق التي سيطفئها ترامب فور تسلمه المنصب
  • غطرسة القوة الأمريكية
  • صفقة الأسرى بالصحف الإسرائيلية.. ضغوط ترامب وراء تراجع نتنياهو عن موقفه
  • إيران تحذّر من عواقب الغارات الأمريكية البريطانية الإسرائيلية على اليمن
  • محلل إسرائيلي: هذه التغيرات التي عجّلت بإنجاز صفقة تبادل الأسرى
  • ماذا تضمنت "سلة الهدايا" التي سيقدمها ترامب لإسرائيل مقابل وقف حرب غزة؟
  • كوبا تنضم رسمياً إلى دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيوني
  • تعرف على جزيرة غرينلاند الغنية التي يريد ترامب الاستيلاء عليها