استمراريه الأعمال في وقت الأزمات
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
عائشة بنت محمد الكندية
في ظل الظروف التي واجهتها سلطنة عُمان من أعاصير وأمطار غزيرة، أود أن أعرب عن شكري وتقديري للحكومة الرشيدة على جهودها في تجاوز هذه التحديات. وبالنظر إلى وجود حلول تسهم في مواكبة رؤية "عُمان 2040"، فإنه من المهم التركيز على تطوير استمرارية الأعمال أثناء الأزمات، حيث تُعد استمرارية الأعمال في الأزمات الأولوية الأساسية التي تسعى إليها المؤسسات الحكومية والخاصة في سلطنة عُمان.
ويمكن أن نواكب هذه الرؤية مع "عُمان 2040"، والتي تهدف إلى التنمية المستدامة، تقديم خدمات سريعة، وخلق بيئة عمل جاذبة وفعّالة. ومن هنا، يتناول هذا المقال تعريف استمرارية الأعمال أثناء الأزمات وأهدافها التي تحققها، إضافة إلى استعراض المعاهد والمؤسسات المعنية بتطوير استمرارية الأعمال في مواجهة الأزمات.
نظام استمرارية الأعمال في الأزمات هو عبارة عن مجموعة من العمليات والخطط التي تهدف إلى ضمان استمرار العمليات الحيوية في المؤسسة أثناء وبعد وقوع الكوارث أو الأزمات. يهدف هذا النظام أيضًا إلى تقليل التأثيرات السلبية للأزمات والتعافي بسرعة. يشمل هذا النظام بعض العناصر التي تؤدي إلى استمرارية الأعمال، مثل تحليل المخاطر وتقييمها وتأثيرها على العمليات، وضع خطط مفصلة وتطويرها للطوارئ والاستجابة والتعافي، وتدريب الموظفين على الإجراءات الواجب اتباعها وزيادة وعيهم بأهمية استمرارية الأعمال. كما يتضمن النظام التواصل الفعّال بين جميع الأطراف المعنية، من خلال التأكد من وجود قنوات اتصال فعّالة وإجراء الاختبارات للخطط للتحقق من جاهزية المؤسسة وفعاليتها.
ومن أبرز أهم أهداف استمرارية الأعمال وقت الأزمات، حماية الموظفين والعملاء وجميع المعنيين بالمؤسسة، واستمرارية الأنشطة والعمليات الحيوية التي لا يمكن إيقافها، مثل الخدمات الإلكترونية وغيرها من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة. إضافة إلى ذلك، تهدف استمرارية الأعمال إلى تقليل الآثار السلبية على المؤسسة، وتقليل الخسائر المالية والتشغيلية، والحفاظ على السمعة، وبناء الثقة مع العملاء من خلال الاستجابة الفعّالة للأزمات. كما تشمل الأهداف الالتزام بالتشريعات والقوانين ذات الصلة لضمان استمرارية العمل بطريقة قانونية ومنظمة، مما يساعد المؤسسات على بناء نظام قوي لاستمرارية الأعمال.
إنَّ القيمة المضافة لاستمرارية الأعمال أثناء الأزمات تتجلى في زيادة الثقة بين المؤسسة والعملاء، وقدرة المؤسسة على الصمود، وتحسين الكفاءة التشغيلية. كما تعزز استمرارية الأعمال مرونة المؤسسة وقدرتها على التكيف مع الظروف المتغيرة. من جهة أخرى، من الضروري الاستفادة من بعض المؤسسات والمعاهد العالمية المتخصصة في تطوير استمرارية الأعمال أثناء الكوارث، مثل معهد CBI وغيره من المعاهد الموجودة في السلطنة.
وفي الختام.. لا ريب أن استمرارية الأعمال في الأزمات تُعد ضرورة لضمان بقاء المؤسسات وقوتها في مواجهة الأزمات من خلال التخطيط الجيد.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
المجلس النرويجى للاجئين: حرب السودان من أكثر الأزمات فظاعة فى جيلنا
قال "المجلس النرويجى للاجئين" إن السودان وبعد مرور عامين على بداية الأزمة، يشهد مجموعة من العوامل الكارثية والعنف الواسع النطاق الذي تسبب في أعمق انهيار إنساني في تاريخ السودان، وذكر الأمين العام للمجلس يان إيغلاند في بيان صحافي الثلاثاء، "نحتفل هذا الأسبوع بمرور عامين على اندلاع الحرب في السودان والتي تسببت في واحدة من أكثر الأزمات فظاعة في جيلنا، إذ أدت إلى نزوح ما يقرب من 15 مليون شخص قسرا.. وهاجم مسلحون لأكثر من 700 يوم وليلة، مدنيين عزل دون عقاب.. لم يُحمَ المدنيون، وفشلت جهود السلام".
وأفاد بأن الأزمة تتفاقم بسبب تخفيضات التمويل الأمريكية بالإضافة إلى تخفيضات المساعدات من قبل العديد من المانحين الأوروبيين.
وأضاف أن البرامج التي كانت تقدم دعما حيويا اضطرت إلى التوقف عن العمل، مما ترك الملايين دون الوسائل الأساسية للبقاء على قيد الحياة، فيما يواجه حوالي 25 مليون شخص الجوع المدمر.
وتابع: "مع ذلك فقد اضطررنا إلى وقف دعمنا للمزارعين الذين تعد منتجاتهم ضرورية لمساعدتنا على تجنب المجاعة التي لم تضرب بعد، لقد اضطررنا إلى إغلاق مراكز وصول المساعدات للنازحين والضعفاء حيث يمكنهم طلب خدماتنا".
وأردف قائلا: "كان علينا تقليص التعليم لآلاف الأطفال الذين هم في أمس الحاجة إليه.. هذه هي أحلك ساعة بالنسبة للسودان".
وأشار إيغلاند إلى أن البلدان المجاورة التي تستضيف أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ وعائد بما في ذلك تشاد وجنوب السودان، تتحمل الآن ثقل أعداد اللاجئين الفائضة بينما تواجه أزمات خاصة بها، مستطردا بالقول: "هذا ليس مجرد فشل سياسي إنه فشل أخلاقي".
وأوضح أنه يجب ألا نسمح للمصلحة الذاتية بأن تلقي بظلالها على المسؤولية الأساسية عن إنقاذ الأرواح.
ودعا الأمين العام للمجلس المجتمع الدولي إلى عكس هذه التحولات المضللة في التمويل وإعادة الالتزام بحماية الإنسانية، مبينا أن الأفعال في هذه اللحظة الحرجة ستحدد ما إذا كنا نختار التعاطف أو الصراع على مستقبل إنسانيتنا المشتركة.
اليوم السابع