سالم عوض الربيزي : اتفاق وقف إطلاق النار .. انتصار استراتيجي لحزب الله رغم التضحيات
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
يعد اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والعدو الصهيوني محطة فارقة تؤكد انتصار المقاومة، بعيدًا عن الانفعالات أو المواقف المتحيزة. بالنظر إلى الوقائع الميدانية والمعطيات الاستراتيجية، يظهر جليًا أن هذا الاتفاق يعكس هزيمة واضحة للكيان الصهيوني، الذي أخفق إخفاقًا ذريعًا في تحقيق أهدافه المعلنة. فمنذ بدء العدوان، كانت غايته الأساسية القضاء على حزب الله، احتلال جنوب لبنان، الوصول إلى الضاحية ونزع سلاح المقاومة.
إلا أن التطورات على الأرض أثبتت أن الحزب تمكن من الصمود في مواجهة أقوى الترسانات العسكرية وأكثرها دعمًا لوجستيًا واستخباراتيًا من قبل دول المحور الغربي. فعلى مدار عام كامل، واجه حزب الله آلة الحرب الصهيونية بكل شجاعة، متصديًا لمحاولات العدو اختراق الجنوب اللبناني، ومتفوقًا على كل محاولاته لتحقيق مكاسب ميدانية.
ورغم التضحيات الكبيرة التي تحملها الحزب، بما في ذلك استشهاد قادة بارزين من الصف الأول، وعلى رأسهم الأمين العام، وخسائر في الأسلحة وبعض الاختراقات الأمنية والاستخباراتية، إلا أن إرادته لم تتزعزع. بقي صامدًا حتى أجبر العدو على الرضوخ لوقف إطلاق النار بشروط المقاومة. كذلك يجب أن نشير الى أن إنهاء الحرب دون تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701 يعد إنجازًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا لحزب الله.
فبينما عجز الكيان الصهيوني عن فرض أي من شروطه أو تحقيق أهدافه، أكدت المقاومة مجددًا قدرتها على الصمود وإدارة المواجهة بفعالية. ولو كانت المقاومة قد هُزمت كما يروج البعض، لما توقف العدو عن عملياته العسكرية أو تراجع عن أهدافه المعلنة.
كما أننا ندرك أن وقف إطلاق النار لا يعني إنهاء الصراع بشكل كامل، إلا أنه يشكل اعترافًا بفشل العدو في تحقيق أهدافه. فالاتفاق يوفر لحزب الله فرصة مهمة لترتيب أوراقه، تعويض الخسائر، والاستعداد لجولات قادمة من المواجهة.
وبالنظر إلى بنود الاتفاق، يتضح أنه يعكس عجز الكيان الصهيوني عن كسر إرادة المقاومة، وإقرارًا بقوة الحزب على الأرض. فما تحقق ليس انتصارًا ميدانيًا فقط، بل رسالة واضحة بأن القوة الحقيقية تكمن في الميدان. ورغم أن البعض قد يعتبر الاتفاق تنازلًا تكتيكيًا من حزب الله، إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك: فالرضوخ وتقديم التنازلات من جانب العدو دون مكاسب جوهرية له يُعد بحد ذاته انتصارًا للمقاومة. اما في سياق الصراع في يجب أن يفهم الجميع بأن، اتفاق وقف إطلاق النار ليس نهاية الصراع، بل هو محطة في مسار طويل من المواجهة. فالعدوان الصهيوني لن يتوقف، وأي هدوء هو استراحة مؤقتة قبل جولات أعنف.
لذا، يمثل الاتفاق فرصة لحزب الله لتعزيز قدراته، وترميم صفوفه، والإعداد لمعركة أكبر تهدف إلى اجتثاث الاحتلال من جذوره. فـ” معركة المقاومة ضد الكيان الصهيوني هي معركة وجود وليست مجرد نزاع عابر. فـ”اتفاق وقف إطلاق النار ليس سوى بداية لمرحلة جديدة من المواجهة، حيث يبقى الإصرار على النصر الكامل هو الهدف الأسمى، مهما بلغت التضحيات. فالمقاومة أثبتت أن إرادتها لا تُقهر، وأن العدوان سيُهزم أمام صمودها وشجاعتها.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي اتفاق وقف إطلاق النار لحزب الله حزب الله انتصار ا إلا أن
إقرأ أيضاً:
سالم عوض الربيزي: “اليمن أولاً: خلافاتنا تتوقف عند حدود الوطن”
الخلاف مع صنعاء، مهما بلغ حجمه، لا يمكن أن يشكّل مبرراً للصمت أو الابتهاج بضرب العاصمة من قبل الكيان الصهيوني. فهذا موقف يتجاوز الخلاف السياسي أو المذهبي، ليصل إلى التخلي عن الوطن في لحظة يحتاج فيها إلى التكاتف والاصطفاف.
نحن كيمنيين قد نختلف في رؤانا وتوجهاتنا السياسية والمذهبية، وهذا أمر طبيعي ومقبول في بلد يجيز التعددية الفكرية والسياسية. لكن أن يصل بنا الخلاف حد تأييد استهداف وطننا وتدميره على يد عدو خارجي، فهذا أمر لا يليق بأبناء هذا الوطن مهما كانت المبررات.
صراعاتنا الداخلية، رغم مرارتها، تبقى مقدرة علينا كجزء من واقع بلد متعدد الأطياف. لكن الواجب الأخلاقي والوطني يفرض علينا السمو فوق هذه الخلافات عندما يتعرض الوطن لخطر خارجي. فما جدوى السياسة والأيديولوجيات إذا لم تكن أولويتها حماية الوطن والانتماء إليه؟ وما قيمة أي توجه إذا لم يكن هدفه الأول هو الدفاع عن الأرض وتقديم التضحيات من أجلها؟
اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى وقفة مشتركة تتجاوز الانقسامات، لأن الأوطان تُبنى بالتضحيات والتكاتف، لا بالخلافات والشماتة.