ستراسبورغ"أ.ف.ب": شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فان دير لايين على ضرورة تعزيز الدفاع والمنافسة التجارية على خلفية الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية في العالم، وذلك في كلمة أمام البرلمان الأوروبي الذي وافق على تعيين فريقها الجديد الأربعاء.

وأيد البرلمان فريق فون دير لايين الجديد الذي سيتولى مهامه في مطلع ديسمبر بأغلبية 370 صوتا مقابل 282 صوتا معارضا وامتناع 36 عن التصويت.

قبل التصويت، قالت فون دير لايين أمام النواب في ستراسبورغ "حريتنا وسيادتنا تعتمدان أكثر من أي وقت مضى على قوتنا الاقتصادية"، ووعدت بأن تتمحور "مبادرتها الكبرى" الأولى على القدرة التنافسية.

وشددت على ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية وضرورة بذل مزيد من الجهد أمام زيادة الإنفاق العسكري الروسي، في خضم الحرب في أوكرانيا بقولها "إنفاقنا يجب أن يزيد... تنفق روسيا نحو 9% من إجمالي ناتجها المحلي على الدفاع. وتنفق أوروبا وسطيا 1,9%. هناك خلل ما في هذه المعادلة".

تتولى السلطة التنفيذية الأوروبية الجديدة مهامها في بداية ديسمبر، أي قبل نحو خمسين يوما من تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وهو ما يشيع شعورا بضرورة التحرك العاجل.

وبين عودة ترامب والحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط والمعركة التجارية مع الصين، "تغيرت البيئة بشكل جذري" مقارنة بعام 2019، وفق ما أكدته السويدية إيلفا جوهانسون التي ستترك منصبها كمفوضة أوروبية للهجرة.

وقالت جوهانسون إن المفوضية تواجه "مزيدا من التهديدات... لكنها اليوم تتمتع بقدرة أكبر على إدارة العمليات مما كانت عليه قبل خمس سنوات"، مشيرة إلى استجابتها خلال أزمة كوفيد-19 أو التحرك في مواجهة الحرب في أوكرانيا.

ويقول لويجي سكاتزييري، المحلل في مركز الإصلاح الأوروبي، إن الاستعداد لعودة ترامب هو "التحدي الأكثر إلحاحا" لولاية فون دير لايين الثانية على جبهتين هما التجارة بعد أن توعد الرئيس الجمهوري المنتخب بزيادة الرسوم الجمركية على المنتجات الأوروبية، والأمن مع الخشية من تعديل الموقف الأميركي من الحرب في أوكرانيا.

وعلى الرغم من هذه التحديات، واجه البرلمان الأوروبي صعوبة قبل الموافقة على فريق المفوضية الجديدة، لا سيما بسبب الانقسام حيال تعيين الإيطالي رافاييل فيتو عضو حزب "فراتيلي ديتاليا" اليميني المتطرف بزعامة جيورجيا ميلوني، في منصب نائب الرئيسة. لكن فون دير لايين أرادت بهذا التعيين الحفاظ على علاقاتها مع رئيسة الحكومة الإيطالية.

وبعد أيام من المواجهة، انتهى الأمر بحزب الشعب الأوروبي (يمين) والوسطيين في حزب التجديد والديموقراطيين الاشتراكيين بالتوصل إلى اتفاق مؤلم للموافقة على كامل أعضاء الفريق، وهو الأول من نوعه منذ عشرين عاما.

ومن بين الوجوه الجديدة، رئيسة الوزراء الإستونية السابقة كايا كالاس في منصب وزيرة خارجية الاتحاد، والوسطي الفرنسي ستيفان سيجورنيه في منصب نائب الرئيسة مع ملف الاستراتيجية الصناعية، والاشتراكية الإسبانية تيريزا ريبيرا التي عُينت نائبة الرئيسة لشؤون التحول البيئي والمنافسة.

تميل المفوضية الجديدة إلى اليمين مع ذهاب خمسة عشر منصبا من أصل 27 لحزب الشعب الأوروبي وهو القوة السياسية الرئيسية في البرلمان.

ووصف زعيم حزب الشعب الأوروبي مانفريد ويبر الفريق بأنه "متوازن"، مشيرا إلى احتمال تشكيل أغلبية برلمانية تضم نوابا من الحزب الأوروبي للمحافظين والإصلاحيين اليميني المتطرف ومن حزب الخضر.

وتجاهل المسؤول الألماني اتهامات اليسار بوجود غموض بينه وبين اليمين المتطرف، وقال "هناك خطوط حمر" ولا يمكن التعاون مع من "لا يؤيدون أوروبا أو أوكرانيا أو سيادة القانون".

وعلى رأس الحزب الاشتراكي الديموقراطي، سلطت الإسبانية إيراتكس غارسيا بيريز الضوء على "الحاجة إلى الاستقرار" في أوروبا في معرض دفاعها عن تأييدها للفريق الجديد.

لكن تسمية رافاييل فيتو نائبا للرئيسة هو الذي أثار فعلا الانقسام.

وصرّح الفرنسي رافاييل غلوكسمان "لقد تجاوزنا خطا أحمر... نحن بحاجة إلى مفوضية مقاتلة قادرة على الدفاع عن المصلحة الأوروبية العامة، ولا أعتقد أن فراتيلي ديتاليا يسير على هذا الخط".

وبالمثل عبر دعاة حماية البيئة عن معارضتهم. ونددت الفرنسية ماري توسان بذلك بقولها إن "تعيين نائب رئيسة يميني متطرف يشكل سابقة مأساوية تفتح الطريق أمام الأسوأ... أوروبا تتراجع في كل مرة يتقدم فيها اليمين المتطرف".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فون دیر لایین فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع البريطاني: النزاع في أوكرانيا دخل مرحلة حرجة

إنجلترا – أقر وزير الدفاع البريطاني جون هيلي بعد مباحثات مع نظرائه في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا بتدهور قوات كييف، مشيرا إلى أن نزاع أوكرانيا دخل مرحلة حرجة.

وقال: “الآن بعد أن دخل النزاع في أوكرانيا مرحلة حاسمة، حان الوقت لأوروبا لتعزيز أمنها ودفاعها المشترك. نحن نعمل معا لتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي”.

وصرح رئيس اللجنة العسكرية لحلف “الناتو” روب باور أمس بأن التأخير في الإمدادات العسكرية الغربية لأوكرانيا جعل هذه الأسلحة عديمة الفائدة، إقرارا منه بسوء وضع قوات كييف ميدانيا.

وكان الأمين العام لحلف “الناتو” مارك روته قد دعا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لزيادة المساعدات لكييف بشكل مشترك من أجل “تغيير مسار النزاع”.

ولفتت تقارير غربية إلى مخاوف أوروبية من مساعي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لإبرام اتفاق مع روسيا يهدد ضمانات “الناتو” الأمنية في أوروبا وخاصة بريطانيا التي يشكل الحلف حجر أساس في أمنها.

 

المصدر: نوفوستي

مقالات مشابهة

  • البرلمان الأوروبي يعتمد تشكيلة المفوضية الأوروبية برئاسة فون دير لاين
  • البرلمان الأوروبي يعتمد تعيين أعضاء المفوضية الجدد
  • ندوة في البرلمان البريطاني حول الدفاع عن الحقوق الفلسطينية
  • البرلمان الأوروبي يبحث ملفات أعضاء المفوضية الأوروبية الجديدة
  • البرلمان الأوروبي يدخل على خط قضية الكاتب الجزائري بوعلام صنصال
  • قضية الكاتب الجزائري بوعلام صنصال تصل إلى البرلمان الأوروبي
  • سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة لدى مصر: تعاون كبير مع الصحافة خلال الفترة المقبلة
  • وزير الدفاع البريطاني: النزاع في أوكرانيا دخل مرحلة حرجة
  • الإيطالية برونا زيغو رئيسة لهيئة مراقبة غسل الأموال في الاتحاد الأوروبي