عربي21:
2025-03-03@10:10:43 GMT

لماذا تنهار الجبهة الأوكرانية أمام تقدم الجيش الروسي؟

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

لماذا تنهار الجبهة الأوكرانية أمام تقدم الجيش الروسي؟

نشرت مجلة "لوبوان" الفرنسية تقريرًا سلطت خلاله الضوء عن تقدم القوات الروسية على الجبهة، الأمر الذي عزاه الجنود الأوكرانيين، إلى نقص الأسلحة والذخيرة والمعدات لديهم.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الحرب التي تدور رحاها في جنوب شرق منطقة دونيتسك شديدة العنف حيث المقاتلون الأوكرانيون محاصرون وأجبرت القوات على التراجع تحت وطأة الهجمات الروسية المتكررة.



وتضيف المجلة أنه رغم أن تقدم القوات الروسية لا يتسم بالسرعة، إلا أنه مستمر منذ شباط/ فبراير الماضي ويميل إلى التسارع؛ حيث يعاني الجانب الأوكراني من نقص الأسلحة من جميع الأنواع والذخائر والمعدات العسكرية مثل المدرعات الخاصة بنقل الجنود. لقد فعل الجيش الأوكراني ما بوسعه لخوض حرب الخنادق هذه، لكنه يفتقر تقريبًا إلى  جميع المعدات مقارنة بالمكتسبات الروسية. إن التردد من جانب حلفاء أوكرانيا، وعلى رأسهم الأمريكيون والأوروبيون، كلف أوكرانيا العديد من الخسائر البشرية.


إن التقدم الروسي في جنوب وشرق بوكروفسك واضح، بحيث تركز القوات على جنوب دونباس لإضعاف المقاومة الأوكرانية. وتعتبر هذه المنطقة ذات أهمية إستراتيجية واقتصادية وعن طريق السيطرة على جنوب مقاطعة دونيتسك، يمكن لروسيا تهديد مدينتي دنيبرو وزاباروجيا، وفي الوقت نفسه السيطرة على منطقة تعدين حيوية للاقتصاد الأوكراني.

وأوردت المجلة أن نقطة التحول حدثت بحصار أفدييفكا؛ حيث كانت الخطوط القتالية المحصنة تحمي المدينة منذ سنة 2014 واستمرت في الصمود حتى كانون الأول/ ديسمبر 2023. بيد أن الاستخدام المكثف للقنابل الموجهة ذات القوة التدميرية الهائلة، والتي لم يستطيع الأوكرانيون الصمود أمامها بسبب افتقارهم لسلاح الجو، شكلت نقطة تحول بالنسبة لأفدييفكا.

ورغم صمود المدفعية والمشاة الأوكرانية بصعوبة أمام هذا الإصرار، اضطروا في النهاية إلى الانسحاب في 17 شباط/فبراير 2024 لتجنب الحصار والحفاظ على أرواح الجنود. 

غياب مواقع دفاعية
على عكس ما زعمته هيئة الأركان وفولوديمير زيلينسكي فور انسحاب القوات من أفدييفكا، لم يُعاد نشر المدافعين الأوكرانيين في مواقع مجهزة ومحصنة بشكل مناسب؛ لأن مثل هذه المواقع موجودة فقط في الأوهام أو على خرائط هيئة الأركان. إن الجنود الأوكرانيين ينتقدون باستمرار غياب المواقع الدفاعية، أو رداءة جودتها في ساحة الحرب. في هذا الصدد يقول إيفان، وهو مشغل طائرات مسيرة: "إحدى خنادقنا كانت موجهة في الاتجاه الخطأ، مع أبراج ونوافذ لإطلاق النار مصممة لاستهداف قواتنا. نفضل الاعتقاد بأن هذا خطأً ناتجًا عن عدم الكفاءة".

وفي حديثه عن غياب كامل للخنادق قال ضابط في الاستخبارات العسكرية طلب عدم الكشف عن هويته: "لقد كان لدى السلطات وهيئة الأركان الوقت الكافي منذ سنة 2014... لكن الأموال اختفت". في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر، قضى مشغلو الطائرات المسيرة التابعون للقائد أوريول عدة ليالٍ في حفر مواقع جديدة لتشغيل طائراتهم المسيرة. يقول أحدهم: "هذا ليس دورنا، وليس الوقت المناسب للقيام بذلك تحت نيران العدو. لكن وحدات الهندسة العسكرية ليست هنا. جيشنا متأخر".

في المقابل؛ يتقن الروس كيفية تحصين مواقعهم، ويعد "خط سوروفكين" خير دليل على ذلك. فبمجرد إحراز تقدم؛ يبدأ الجنود الروس في التحصن وحفر ممرات تحت الأرض على جانبي الخندق الرئيسي لتجنب تدمير الطائرات المسيّرة الانتحارية هذه الممرات بالقصف. ومع ذلك، بفضل الطائرات المسيّرة، المجال الذي يتفوق فيه الأوكرانيون، تمكنت القوات الأوكرانية من تعطيل تقدم الجيش الروسي الذي نشر قوات كبيرة، بما في ذلك وحدات "شتورم زد"، وهي عبارة عن أفراد مدانين في جرائم، تستخدم كوقود بشري، مدعومة بقوات مخضرمة ذات كفاءة عالية.


حرب مشاة
وبسبب الاستخدام المتزايد للطائرات المسيرة التي أصبحت فعالة أكثر باتت الظروف غير مناسبة لتنفيذ هجمات بالمدرعات، بل تميل أكثر إلى صالح الاستعانة بالمشاة. في هذه الحرب التي تعتمد على المشاة، أصبح العدد عاملاً حاسمًا. يثبت الوضع الراهن صحة الموقف الذي اتخذه فاليري زالوجني، في خريف سنة 2023 ومطالبته بتجنيد 450 ألف رجل لسنة 2024. على أرض الواقع، يفتقر الجيش الأوكراني إلى الرجال وخاصة المستعدين للقتال.

وأفادت المجلة أن هجوم كورسك مثّل ضربة بارعة، لكن تختلف الأمور من الناحية التكتيكية. لقد ارتكبت هيئة الأركان الأوكرانية خطأ بتصورها أنها قادرة على إجبار القوات الروسية على تخفيف ضغطها على جبهة الشرق في وقت كانت فيه أوكرانيا تعاني أكثر من روسيا من نقص في عدد المقاتلين. بخصوص هذا قال المقدم في إحدى الوحدات: "لقد سحبوا قوات مخضرمة وأرسلوها إلى منطقة كورسك، وهذه القوات نفتقدها بشدة. القيادة تجند رجالًا يفتقرون الى الحوافز وتُرسلهم إلى أكثر المواقع قسوة. كيف نتفاجأ من حالات الفرار، لأن العامل النفسي مهم للغاية."

ووفقًا للضباط المنتشرين في الشرق أصبحت ظاهرة الفرار من الخدمة جلية للعيان، وتؤثر بشكل رئيسي على المجندين الذين تم تجنيدهم بالقوة وتقوض معنويات جميع القوات بسبب حالات الفرار الكثيرة. 

من جانبه؛ يقول إيفان وهو قائد طائرة مسيرة: "الوحدات والكتائب التي تتراجع لا تتعرض لأي عقوبات. لهذا السبب، تتزايد حالات الهروب من ساحة  القتال".

وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة إلى أن ضعف الدفاعات الأوكرانية في جنوب شرق البلاد يتباين مع قوة التحصينات التي يتم إعدادها في مقاطعة سومي، التفاوت الذي يمكن تفسيره  بالخيارات التكتيكية التي اتخذتها هيئة الأركان والأولويات التي حددتها الحكومة. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية التقدم الروسي اوكرانيا انهيار الجبهة التقدم الروسي نقص الاسلحة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هیئة الأرکان

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا: القوات الروسية تحاول اقتحام الحدود من كورسك

أكّدت كييف، الجمعة، أن القوات الروسية تحاول اقتحام الحدود من منطقة كورسك التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية جزئيا.

وكتبت وكالة حكومية أوكرانية تتعامل مع المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي: "يحاول الروس حاليا اقتحام الحدود بجنود مشاة ومن دون مركبات. قوات الدفاع تدمر العدو. حتى الآن، لم يحدث أي اختراق والقتال مستمر".

ودخل الجيش الأوكراني منطقة كورسك الروسية في أغسطس 2024، وما يزال يحتل مئات الكيلومترات المربعة فيها، وهو ما تأمل كييف في استخدامه كورقة مساومة في حال إجراء محادثات مع موسكو.

لكن روسيا التي تحتل نحو 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، استبعدت أي تبادل للأراضي.

وبدأ الجيش الروسي قبل أشهر هجوما مضادا لطرد القوات الأوكرانية من منطقة كورسك والتي سجلت تراجعا لقلة عددها.

وفي منتصف فبراير، قالت كييف إنها تسيطر على 500 كيلومتر مربع في المنطقة، أي أقل بمقدار الثلثين من 1400 كيلومتر مربع التي أعلنتها في أغسطس عند بداية هجومها على الأراضي الروسية.

مقالات مشابهة

  • الكرملين: بيان قمة لندن لا يهدف لتسوية الحرب الروسية الأوكرانية
  • أوكرانيا: القوات الروسية تقصف إقليم نيكوبول 17 مرة في يوم واحد
  • بريطانيا وفرنسا تتجهان لإعداد خطة لوقف الحرب الروسية الأوكرانية
  • تتعلق بمصير الأسد.. دمشق تطرح 3 شروط مقابل بقاء القوات الروسية
  • يديعوت: زامير يصعد إلى قيادة الجيش في فترة بالغة الصعوبة.. بين حربين
  • يديعوت: زامير يصعد إلى قيادة الجيش في فترة بالغة الصعوبة بينها حربان
  • الدفاعات الروسية تسقط 48 مسيّرة أوكرانية
  • حرب المعادن الأوكرانية مستمرة.. بعد توتر العلاقة بين ترامب وزيلينسكى.. السؤال الذى يشغل العالم لماذا تجعل واشنطن اتفاقية التعدين عنصرًا حاسمًا فى عملية السلام مع روسيا؟
  • أوكرانيا: القوات الروسية تحاول اقتحام الحدود من كورسك
  • رئيس الأركان الإسرائيلي تعليقا على تحقيق الجيش حول هزيمة 7 أكتوبر: أخطأنا وأنا أتحمل المسؤولية