لجريدة عمان:
2024-11-27@18:38:25 GMT

أبجديّات كوكب الأوطان

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

فـي مراحلنا المدرسية الأولى حفظنا نصوصا تعزّز علاقة الإنسان بوطنه، وعرفنا، عندما كبرنا، أن هذه النصوص تصنّف على أنها من الشعر الوطني الذي له دور فـي بثّ روح الحماس فـي نفوس أبناء الوطن، وحثّهم على الدفاع عنه حين يواجه عدوّا، ونتذكّر جيدا الأثر الذي كان يحدثه فـي نفوسنا سماع نشيد « الفتوّة» الذي لحّنه الراحل سعيد شابو، ومطلعه:

لاحت رؤوس الحراب

تلمع بين الروابي

هاكم وفود الشباب

هيا فتوّة للجهاد

هيّا.

.هيا هيا هيّا هي

وكانت حناجرنا ترتفع بأعلى ما تستطيع، ونحن نردّد «هيّا هي»، بحماس كبير، ما زلت أجسادنا تهتزّ حين نستذكر تلك الكلمات التي لا يُعرف قائلها، كما أخبرني ملحّنها سعيد شابو، وروى لي قصّته المثيرة حين سألته عن اسم شاعرها فـي مطلع التسعينيات، ولا غرابة فـي ذلك، فمشاعر الانتماء للوطن تجعل جميع مَنْ يعيش على ترابه شعراء، وحين يعبّرون عنها، تتدفّق بشكل عفوي.

وفـي الشعر العماني برز شعراء تغنّوا بأمجاد عمان وتاريخها وحاضرها مثل: الشيخ عبدالله الخليلي وأبي سرور (حميد الجامعي)، وعبد الله الطائي، وعبدالله بن صخر العامري، وهلال العامري وسعيد الصقلاوي وحمود العيسري، وحسن المطروشي، وتركية البوسعيدي، ود. سعيدة خاطر، التي تقول «معظم شعراء عمان تناولوا الشعر الوطني، ونُرجِعُ ذلك لظروف عمان قبل وبعد النهضة بالإضافة إلى تنوّع بيئات عمان لكونه وطنا ثريا بالجمال متنوع الملامح، ولن يخطئ الرائي الملامح والهوية العمانية فـي الشعر الوطني، وهناك أبعاد وجدانية وأبعاد شبه ملحمية وأبعاد تاريخية وأبعاد شبه الأسطورية، والبعد الوجداني هو الأساس فـي كل شعر وطني».

وخلال قراءتي لنصوص الشاعرة هاشمية الموسوي لاحظتُ أن البعد الوجداني يتجلّى بشكل واضح فـي شعرها الوطني، بدءا من ديوانها الأول (إليك أنت) الصادر عام 1993 وليس انتهاء بديوانها الجديد (أبجديات عشق) الذي صدر مؤخّرا عن دار (الآن ناشرون وموزعون)، فقد تضمّن العديد من القصائد الوطنية، فبدءا من العنوان، العتبة الأولى، تعطينا الشاعرة مفتاحا لقراءة التجربة، فالعشق هنا يتجاوز العشق الحسّي، فالشاعرة تذهب بنا إلى ما هو أبعد من ذلك، إلى عشق الوطن، وفـيها تتجلّى مشاعرها الوطنية التي تتأجّج فـي روحها وهي تتغنّى بالوطن المتوّج بالجمال:

وغالبا ما تبدأ نصوصها بالتغنّي بأمجاد عمان وحضارتها وتاريخها الزاهر، فعُمان فـي قصيدتها (قنديل الحضارة) تقترن بالضوء، الذي يسير على هديه الجميع، وهي «شموس المجد» و «سيدة الضياء» و«كوكب الأوطان» كما تصفها:

وفـي قصيدتها (تيجــان من العرفان) التي كتبتها بمناسبة العيد الوطني الـ٥٢ المجيد تتحدّث عن رؤية ٢٠٤٠ وركيزتها الأساسية الشباب، الذين هم عماد الوطن والحضارة، تقول:

وقد غلب نظام الشطرين على نصوص المجموعة التي بدأتها بأبجديات عشق الوطن وقيادته، وهذا المنحى يشغل جلّ نتاجها الشعري منذ بداياتها، وربما ساعد على توجّهها هذا عملها فـي التعليم وانخراطها فـي الأنشطة الطلابية، فجعلها تجتهد فـي وضع الكثير من النصوص ذات المنحى الوطني التي تُنشد فـي الاحتفالات والمناسبات الوطنية، وقد عبّرت فـي هذه النصوص عن مشاعرها اتجاه الوطن وجلالة السلطان والسيدة الجليلة، و(مسقط الحب) التي تخاطبها بقولها:

فهاشمية الموسوي عاشقة، ولم تجد وسيلة تعبّر عن عشقها لبلدها عُمان أفضل من القصيدة، وهي تتهجّى أبجديّات حروف أضواء كوكب الأوطان.

هذي المشاعرُ فـي صدري أُسطّرُها

حلم تجلّى على روحٍ مناصِرةٍ

وطنٌ تغنّى على فرش مبللة

فـي النائبات على الأحياء بركانا

صار التلاحمُ فـي الأهوال إيمانا

بالورد تزهو ترانيما وألوانا

وعمان باتت للحضارة معلما

وطن الألى فـيه المفاوز روضة

وعمان سيدة الضياء منارة

فـي كوكب الأوطان تهفو أنفس

وطن التسامح فـي الخطوب تبسّما

فبيه حقول العلم باتت مغنما

ألق جميل بالمعاني قد نما

وبريق شوقي فـي المدائن خيّما

المجد يُشرقُ فـي ربا أوطاني

هي «رؤيةٌ» حَطَّتْ ركابَ رحالِها

بوَّابةٌ فـيها المزايا جَمَّةٌ

فـيها الشبابُ عمادُ كلِّ حضارةٍ

وعليه تيجانٌ من العرفانِ

لتضوعَ مسكًا فاح بالرَّيحانِ

هبةُ السماءِ وروعةُ البنيانِ

عَبقُ المساءِ وهمّةُ الشجعانِ

يا مسقطَ الحب انعمي وتدلَّلي سيطيب جرحٌ يا بلادًا صانها

دُمنا جمالًا يا عُمانُ على المدى

يا نسلَ أمجادِ السلاطين التي

محروسةً فـي عهد فذٍّ ضيغم

عشقٌ من الرحمن يرقى فـي دمي

بوحٌ ليسري فـي الفضاء الباسم

صنعتْ رجالًا للشدائد تنتمي

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

اكتشاف أصغر كوكب خارج المجموعة الشمسية يثير تساؤلات حول ولادة الكواكب!

#سواليف

اكتشف علماء من جامعة نورث كارولينا مؤخرا كوكبا خارجيا “فتيا” يثير تساؤلات حول كيفية تشكل #الكواكب في #الأنظمة_الشمسية الجديدة.

ويحمل الكوكب اسم IRAS 04125+2902 b، ويعتبر كوكبا صغيرا جدا من حيث العمر، حيث يبلغ عمره نحو 3 ملايين سنة فقط، ما يجعله أصغر كوكب تم اكتشافه حتى الآن باستخدام الطريقة السائدة لاكتشاف الكواكب.

وتشير النظريات العلمية التقليدية إلى أن الكواكب، خاصة الغازية، تحتاج إلى وقت أطول بكثير لتتكون بشكل كامل، عادة من 10 إلى 40 مليون سنة، وبالتالي فإن اكتشاف كوكب بهذا العمر القصير يثير تساؤلات حول سرعة تشكيل الكواكب في الأنظمة النجمية الفتية.

مقالات ذات صلة طريقة جديدة لقياس الوقت! 2024/11/26

ولا يقتصر الأمر المثير في هذا الاكتشاف على أن هذا الكوكب صغير جدا، بل أنه لا يختلف كثيرا في العمر عن نجمه المضيف. كما أن #مدار_الكوكب غير محاذ للقرص الكوكبي الأولي (سحابة من الغاز والغبار التي تحيط بنجم شاب في مراحل تكوينه)، ما يسمح للعلماء برؤيته بوضوح.

ويظهر القرص الكوكبي الأولي حول نجم هذا الكوكب بزاوية مائلة قدرها 30 درجة، وهو ما يسمح للعلماء برؤية الكوكب بوضوح عندما يعبر أمام نجمه المضيف.

ويبعد الكوكب، وهو عملاق غازي “فتي”، نحو 521 سنة ضوئية عن الأرض. ويتيح مداره الغريب للعلماء الحصول على معلومات مثيرة أثناء عبوره أمام نجمه المضيف مع وجود عوائق قليلة أو معدومة للأدوات الموجودة على الأرض، مثل قمر ناسا الاستكشافي للكواكب الخارجية العابرة (TESS)، الذي حقق الاكتشاف.

ويبلغ عمر IRAS 04125+2902 b تقريبا نفس عمر نجمه المضيف، وهو عمر قصير للغاية من الناحية الكونية وفقا لفهمنا الحالي لتكوين الكواكب.

ويبلغ نصف قطر IRAS 04125+2902 b نحو 10.7 مرة أكبر من نصف قطر الأرض، ما يجعله قابلا للمقارنة في الحجم مع كوكب المشتري. ومع ذلك، فهو أقل كثافة بشكل ملحوظ، حيث يمتلك 30% فقط من كتلة كوكب المشتري.

ويشير هذا الاختلاف في الكثافة إلى أن الكوكب الخارجي ما يزال في طور التكوين ولم يشهد بعد مراحل الانكماش والتبريد النموذجية لعمالقة الغاز الأكثر نضجا.

ويدور الكوكب الخارجي حول نجمه الذي تبلغ كتلته نحو 70% من كتلة شمسنا، على مقربة شديدة، ويكمل مداره كل 8.83 يوما أرضيا.

ووفقا لورقة بحثية حديثة، فإن هذا المدار غير المعتاد للكوكب، يختلف عن الكواكب الغازية الكبيرة مثل كوكب #المشتري، التي عادة ما تكون بعيدة عن نجومها. وهذا المدار السريع وغير العادي قد يقدم دلائل جديدة حول طريقة تشكيل الكواكب في بيئات نجمية نشطة.

وقبل اكتشاف IRAS 04125+2902 b، كان عمر أصغر #الكواكب_الخارجية العابرة التي تم تحديدها يتراوح بين 10 و40 مليون عام. ودفع هذا العلماء إلى التساؤل عما إذا كانت الكواكب يمكن أن تتشكل خلال أول بضعة ملايين من السنين من حياة النجم.

ويوفر هذا الاكتشاف الآن دليلا قاطعا على أن تكوين الكواكب يمكن أن يحدث في وقت أبكر بكثير مما كان يُعتقد سابقا.

ويحيط بالنجم المضيف لـ IRAS 04125+2902 b قرص كوكبي أولي، يتكون من الغاز والغبار المتبقي من تكوين النجم.

وعادة ما تكون الأقراص الكوكبية الأولية متمركزة بشكل يحاذي مستوى مدار الكواكب التي تتكون فيها، لكن في حالة الكوكب IRAS 04125+2902 b، لوحظ أن الجزء الخارجي من القرص الكوكبي يميل بزاوية 30 درجة. هذه الإزاحة غير مألوفة منعت المواد المكونة للقرص من الاستقرار في المحاذاة المعتادة مع المدار، ما أتاح فرصة فريدة للفلكيين لمراقبة الكوكب أثناء عبوره أمام النجم المضيف.

وهذا العبور خلق ظلالا واضحة ضد ضوء النجم، وهو ما أتاح للأجهزة الفلكية، مثل تلسكوب TESS، فرصة لدراسة الكوكب بشكل غير مسبوق. هذه الظاهرة توفر نافذة نادرة للعلماء لدراسة الديناميكيات الكونية في بداية تكوين الكواكب والنجوم في الأنظمة النجمية الفتية.

ويقدم اكتشاف IRAS 04125+2902 b لمحة نادرة عن المراحل المبكرة من تكوين الكواكب الغازية العملاقة. ويقع هذا الكوكب على بعد 521 سنة ضوئية من الأرض، ما يجعله مثاليا لدراسة غلافه الجوي وقرصه الكوكبي المائل. وهذا التكوين الغريب يتحدى النماذج الحالية لتشكيل الكواكب، خاصة مع ميل القرص الكوكبي بزاوية 30 درجة عن المدار المعتاد.

مقالات مشابهة

  • بعد الفشل في التأهل إلى الكان.. المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة يحل بأرض الوطن
  • إعلان دستوري بتولي رئيس المجلس الوطني مهام رئيس السلطة حال شغور المركز
  • في كوكب اليابان.. توقيف رجل اقتحم 1000 منزل للتخلص من التوتر
  • اكتشاف أصغر كوكب خارج المجموعة الشمسية يثير تساؤلات حول ولادة الكواكب!
  • دعم "صندوق الوطن" يقود رائدة أعمال إماراتية لإطلاق مشروع يرتكز على التراث الوطني
  • جمعية الطلبة المبتعثين بجلاسكو وفلوريدا تحتفل بالعيد الوطني
  • عبدالله آل حامد: المجلس الوطني الاتحادي يجسد نهج الشورى في الإمارات
  • مرشح على كوكب آخر: هكذا يتحرّك انتخابيا
  • أكبر من المشتري بـ 4 مرات.. اكتشاف كوكب عملاق خارج النظام الشمسي