لجريدة عمان:
2025-03-07@03:28:26 GMT

النادي الثقافي يناقش واقع الفلسفة في سلطنة عمان

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

نظم النادي الثقافي ندوة "واقع الدرس الفلسفي في عمان ومستقبله" احتفاء باليوم العالمي للفلسفة الذي يحل في الثالث من نوفمبر من كل عام، تأكيدا على أهمية الفلسفة في تطوير الفكر البشري وبناء مجتمعات قائمة على التسامح والاحترام.

وشارك في الندوة كل من: الدكتور سعود الزدجالي، والدكتور زكريا المحرمي، وعلي الرواحي، وأدارها سعيد الطارشي بحضور عدد من المهتمين.

وأوضح الدكتور سعود الزدجالي في ورقته أن قضية الفلسفة ووجودها في المشاهد الثقافية قضية إشكالية، نابعة من الفلسفة ذاتها ومن تعريفاتها ومن تحولاتها. مبينا أن الفلسفة كانت في البدايات علما ومعرفة عقلانية، ثم تطورت لاعتبارات كثيرة تجاوزت مسألة العمومية إلى مسار معين، يتعلق بالمعرفة الإنسانية ككل، وصولا إلى عدد صغير مبسط من المبادئ، بما يتعلق بالقضايا الروحية أو القضايا العقلية، والدراسات النقدية أو الفكرية التي تنظر في العلوم بمعناها الحقيقي، فهي تبحث في أصول المعارف الإنسانية. أما ما يتعلق بالنصوص الفلسفية، فينظر الفلاسفة إلى النصوص القديمة فحسب حتى لو كانت من زمن أرسطو وسقراط وأفلاطون عند اليونان، وفيما بعد أصبح ينظر إلى هذه النصوص بوصفها نصوص مستدامة، يمكن قراءتها مرة أخرى أو مرات عديدة. مشيرا إلى أن الفلسفة اليوم تحاول أن تكون في الهوامش، أو في الإشكالات، وهي موجودة في العلم، وفي اللغة، وفي الدين، وفي السياسة، وفي الأخلاق، وفي كثير من الحقول المعرفية، حيث تطرح الفلسفة أسئلتها في العلوم العلمية أو الطبيعية. فالفلسفة تحاول تقويض المسلمات. مضيفا أن هذه العلوم لا تستطيع أن تجيب عن الأسئلة الإنسانية الكبرى ولذلك نحن نقترب من منهج التفكير الذي يتوغل في هذه الحقول المعرفية، ونصل إلى ما يسمى بكينونة الإنسان أو ما يقلق هذا الإنسان أو يقلق هذه الذات في تأملها بمسائل وجودية والمصير أو الأسئلة الكبرى في السياسة والعدالة والإلهيات، مبينا أن للفلسفة حضورها في اللاهوت، أو في علم الكلام، أو على الأقل في البراهين التي نتوصل من خلالها إلى وجود الله، وهي محصورة في البرهان الأنطولوجي والبرهان الكوزمولوجي أو برهان اليهود الطبيعي.

ويوضح الزدجالي أن الفلسفة اليوم هي الحقل الوحيد الذي يستطيع أن يطرح الأسئلة، وأن يجدد طرح هذه البراهين فيما يتعلق بقضية وجود الله، فربط الفلسفة دائما كما هو واضح ودارج في الأوساط الثقافية، أو الأوساط العامة إنها مدخل إلى الإلحاد، لأن الفلسفة ممزوجة باللاهوت، وعلم الكلام عند المسلمين، وبالفقه والنحو والبلاغة وبكثير من الحقول التراثية، منوها أن علم الكلام يحاول استيراد الكثير من المنهجيات والأسئلة الفلسفية إلى هذا العلم فيما يتعلق بالإيمان، حول هل يتأسس الإيمان على البناء الفردي التأملي أم على التقليد من كونه معطى جاهزا، وكل جيل يتلقاه من الجيل السابق.

ويتابع: لو كانت الفلسفة مدخلا إلى الإلحاد فلمَ لم يلحد الغزالي مثلا، فقد درس الفلسفة والمنطق، وأدخل الفلسفة والمنطق في أصول الفقه، أو لمَ لم يلحد الفخر الرازي وهو معروف في فلسفته، وله الكثير من الشروحات لنصوص ابن سيناء، ولمَ لم يلحد ابن تيمية الذي دافع عن توجهه الحنبلي وهو الذي يعد من أشهر نقاد المنطق الأرسطي. موضحا في تاريخ التراث الإسلامي هناك ثلاثة نقاد للمنطق الأرسطي عند المسلمين لكن نقدهم لا يتجاوز النقد الخارجي كما فعل السيوطي مثلا، حيث اعتبر المنطق من العلوم الخبيثة التي علينا أن نحذر منها بسبب ارتباط المنطق بالعمولة حسب زعمه، لكن الذين نقدوا أو دخلوا في المنطق فنظروا في مسائل الحج ومسائل القياس هم قله كالنوبختي الذي عاش في القرن الثالث الهجري ومات في بدايات القرن الرابع الهجري، والسهروردي المقتول، وابن تيمية هؤلاء هم أشهر الثلاثة الذين نقدوا منطق أرسطو وقدموا النقد المنهجي لهذا المنطق.

الفلسفة والبراهين

وتطرق الزدجالي إلى الفلسفة ووجودها في مختلف الحقول، فهي موجودة في فلسفة العلم، وفي قضايا الاستقراء ومناهج التجريب، وفي فلسفة الأخلاق، وفلسفة الدين. وهناك محاضرات في تعليم فلسفة الدين ترجمت من الألمانية إلى العربية تناولت براهين وجود الله بدءا من البرهان الأنطولوجي الذي ينطلق من الاستحالة إلى الضرورة ثم الكزبلج الذي يشتبك قضية الاتساق في الكون وهو دليل التمانع أو البرهان بالخلف وهو موجود في آية قرآنية من سورة الأنبياء "لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله عما يشركون"، مؤكدا أن هذا البرهان موجود ثم برهان اللاهوت الطبيعي، وتوصل إليه "كانْت" إلى ما يسمى بالبرهان العقلاني أو الأخلاق اللاهوتية ليتجاوز البراهين السابقة، ويطورها، لتدخل سلسلة تاريخية طويلة تطورت إلى أن وصلت إلى الوضع الحالي في الدراسات الفلسفية. كما نجد حضور الفلسفة في التراث الإسلامي من أبرز الفلاسفة والفقهاء والأصوليين والمتكلمين أبو سعيد بن رشد الذي تناول الفلسفة والذي يعد من شراح ما بعد الطبيعة، وله كتابات مهمة فيما يتعلق باللاهوت أو والفلسفة أو بشرح المنطق والمقولات وكثير من الحقول الفلسفية، وهو قاض ومتكلم وأسري ولم يدخل إلى الالحاد من خلال هذه الفلسفة كما يزعم البعض.

أما راهن الفلسفة في سلطنة عمان، فهناك عامل وعلاقة منفصلة غير قابلة للاتصال بين الظاهرة الدينية، والفلسفة بشتى القضايا والأسئلة الكبرى التي تطرحها الفلسفة، وهذا ملحوظ ولعل هذه الأفكار السائدة هي التي دفعت إلى إقصاء الفلسفة من التراث العماني أو من الراهن العماني والمشهد الثقافي أو العلمي العماني، وأصبحت الفلسفة عدوا، وربما لعدم وجود مهتمين ومتخصصين في جانب المنهجيات الفلسفية القادرة على طرح الأسئلة وتفكيك الظواهر الإنسانية وهذا أدى إلى تحجيم هذا الدور لهذا الحقل الحيوي.

الفلاسفة والأساطير

من جانبه أوضح الدكتور زكريا المحرمي أن الفلسفة كما يرى أرسطو هي دراسة المبادئ الأولى للأشياء، ثم يذهب كانت وهايدجر إلى أن الفلسفة تنقسم إلى دراسة علوم الطبيعة والمنطق والأخلاق ويضيف هايدجر الجمال وهذه مواضيع يتداخل فيها الدين مع الفلسفة، مضيفا أن موضوع دراسة المبادئ الأولى للأشياء يتداخل فيها ويتقاطع فيه الدين مع الفلسفة لذلك قال ديكارت في كتابه تأملات فلسفية بأن مسألتي "الله والنفس" أهم المسائل التي من شأنها أن تبرهن بأدلة الفلسفة. ويرى ديكارت بأن الفلسفة تبرهن وتدلل على الدين أكثر من الأدلة التي يستخدمها علماء اللاهوت، ويقول ويل ديورانت في كتاب قصة الحضارة بأن الفلسفة في أساسها نشأت للدفاع عن الدين ذلك أنه في مدينة إيطالية يسكنها اليونان جاء فيلسوف قال لهم أن الآلهة ليسوا سوى أساطير فثار عليه الحكيم قرمنيدس وقال له الآلهة أوحت إليه ألا يوجد شيء في الكون سوى الأفكار وأن كل هذا العالم المادي غير حقيقي، والآلهة فكرة. مبينا أن هذا الرد الذي يلغي المادة رد عليه فلاسفة آخرون وقالوا بأن الكون كله عبارة عن جواهر أو ذرات وأن كل ما نراه من حركة وسكون وفساد من تحول وفساد ليس حركة لهذه الذرات بمعنى لا يوجد شيء خارج المادة وهاتان الفلسفتان هما من تحكمان الفلسفة إلى اليوم. مضيفا بأن الفلسفة في الأساطير هي الأقوال غير الموثقة بينما المنطق هو القول المبرهن، والأدلة الفلسفية من الأساطير والخرافة جاءت للدفاع عن الدين، هكذا كانت البداية لكن بعد الثورة الفرنسية التي أطاحت بكل النظام القديم السياسي والاجتماعي، ابتدأت أيضا ثورة ضد الفلسفة وكان على رأس الثوار نيتشه الذي اعتبر الفيلسوف "حمار تراجيدي" وأن كل ما يقوله الفلاسفة ليس سوى مومياوات أفكار لذلك قال هايدجر بأن نيتشه قتل الفلسفة وأن نهاية الفلسفة ابتدأت مع نيتشه وانتهت مع ماركس. ويشير المحرمي بأن أغلب علماء المسلمين وقفوا ضد الفلسفة وكان الإمام الغزالي يقول بأن الفلاسفة أصناف كثيرة ولكنهم لا يخرجون عن الكفر والالحاد. والفلسفة استطاعت أن تتسرب إلى الفكر الإسلامي ليس من خلال الفلاسفة ولكن من خلال الفقهاء. مضيفا: يقول ديميتري كوتاس أستاذ الأدب العربي في جامعة ييل الأمريكية أن الخليفة العباسي المهدي كان أول المتكلمين في الإسلام وذلك أنه طلب من البطريرك أن يترجم له كتاب المقولات لأرسطو لكي يتعلم المسلمون كيف يردون على المزدكية والمانوية في احتجاجاتهم ضد الإسلام، وعندما انتهى البطريرك من ترجمة كتاب المقولات لأرسطو أعجب المهدي بالكتاب وحفظه وقام بتطبيقه ومجادلة البطريرك حول صحة الإسلام في قبال المسيحية.

أقوال في علم الكلام

وانتقل المحرمي بعدها إلى علم الكلام، مبينا أنه العلم المختص بحدوث العالم وصفات الخالق والنبوات وكليات الشريعة حسب الإمام الباقلاني، وله أسماء كثيرة هناك من يسميه علم التوحيد ومن يسميه علم العقائد والأسماء والصفات والفقه الأكبر وأصول الدين. ولعل أوضح عبارة هي ما قاله ابن تيمية بأن شيخ الإسلام الهروي قال بأن علماء الكلام أخذوا مخ الفلسفة فألبسوه لحاء السنة بمعنى أن حصان طروادة اخترق الفكر الإسلامي، وللمفارقة يذكر جورج مقدسي أن كتاب بين الشرق والغرب يقول لم يكن علم الكلام علما مدرسيا قط فالحق أنه استبعد من المدارس بوصف اعتقاد قائم على الفلسفة، بينما ترى الأمر في السياق اللاهوتي المسيحي بالضد من ذلك ففي أوروبا اعتبروا علم اللاهوت علما مهما وينبغي تدريسه في المدارس والكليات بينما في العالم الإسلامي صار مهمشا. ولكن علم الكلام التقليدي أيضا لم يخلوا من نقد معاصر فمنذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر الميلادي ظهر دعاة في الهند وعلى رأسهم سيد أحمد خان طالبوا بإحياء علم الكلام وتجديده وقالوا بأن علم الكلام الكلاسيكي غارق في التجريد ولم يلتفت إلى الإنسان وهو مفرغ من المضمون الاجتماعي ويفتقر إلى المضمون الأخلاقي، وقد نشأت عبارة علم الكلام الجديد كعنوان لكتاب شبلي النعماني في عام 1914.

أما علم الكلام العماني فهو عريق في الفكر العماني، وتحكي كتب التراث العماني أن أبا عبيدة مسلم بن أبي كريمة يعني الإمام المؤسس الثاني تلميذ الإمام جابر خاض سجالا كلاميا مع واصل بن عطاء مؤسس مدرسة المعتزلة، مشيرا إلا أن السجال يبين شعور أتباع هذه المدرسة بأصالة علم الكلام لديهم واقتدارهم على مساجلة أي شخص مهما بلغت مكانته، حيث يتميز علم الكلام العماني أولا بالاقتصاد في الكلام. مشيرا إلى أن من ضمن المميزات في علم الكلام العماني، الحياد الفلسفي، ولا يوجد في كتب التراث العماني أي قدح للفلسفة والفلاسفة، كما نجد الشيخ ناصر بن جاعد يقول بأن علم الفلسفة حق ولكن كل علم في بعض المتكلمين محب وبعضهم ضال، وليس علم الفلسفة بهذا مخصوص من سائر العلوم. ويقول السالمي ومنها مختلف في إباحته وهو على ثلاثة أقسام يقصد العلوم الأول المنطق الفلسفي فهو من العلوم المباحة لديه، والشيخ أحمد الخليلي أيضا يقول في كتابة الأخير الموسوعة الكبيرة في برهان الحب يقول فيها أن المنهج الفلسفي ليس كله معيبا في كل الأحوال، صحيح أن في التراث العماني لا يوجد كتابا فلسفيا صرفا بل حتى كتاب الجوهري المقتصر لأحمد بن عبد الله الكندي لم يكن كتابا فلسفيا ولكن هو كتاب كلامي أراد أن يناقش القدرة الإلهية ولكن من نافذة النظرية الذرية للديمقراطية، ويذهب المستشرق الألماني ولفرد مادلنج إلى أن بشير بن أحمد بن محبوب الرحيلي في القرن الثالث الهجري، هو أول عماني وظف قواعد المنطق والقياس في الاستدلال على وجود الله باستخدام دلالة الحدوث وقانون التناقض والوسط الممتنع، ويتميز علم الكلام العماني ببعده عن الإيديولوجيا.

ويتابع: أما اليوم نحن أمام اتجاهين في التأليف في علم الكلام، الاتجاه الكلاسيكي الذي ربما يعالج نفس المسائل التقليدية في علم الكلام مع أبرز مثال هو كتاب برهان الحق لسماحة الشيخ الخليلي، وربما يمكنني أن أضيف إليه كتاب من الإمكان الماهوي إلى الفكر الوجودي للدكتور محمد رضا. وهناك أيضا اتجاه تجديدي يعني ربما يمثله خميس العدوي في كتابه الإمام بين الغيب والخرافة الذي ناقش فيه قضية الخرافة وتأثيرها على الإيمان، وكتاب أحمد النوفلي الذي عالج في ثلاثية أقانيم اللامعقول قضايا متعددة مثل الوحي والرؤى والأحلام والخرافات. مشيرا إلى أن علم الكلام العماني اليوم يواجه تحديات بسبب الانفتاح اللامنضبط على الثقافات والأديان والفلسفات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الإنترنت وغيرها، والذكاء الصناعي وقدرته على تقديم بدائل وتبريرات للرأي الآخر.

غربة فلسفية

أما علي الرواحي فأوضح بأن الفلسفة في سلطنة عمان تحتاج إلى عملين أساسيين هما التاريخ أو التراث الفلسفي لكي تفسر من خلاله، كما يحتاج أيضا إلى دعم المؤسسات في سلطنة عمان، وهذا التراث، فهذه المرجعيات المحلية هي التي تمنح المتفلسف المشروعية، وتمنحه الدفعة المعنوية لكي يتفلسف.

مبينا إذا لم تكن لدينا هذه المرجعيات التاريخية والمحلية والسياقات لا تدعمها، فالمؤسسات هي التي تستطيع أن تغرس أو تبدأ أو تكون هذا الحراك المعرفي الفلسفي. منوها أنه على المستوى المحلي الآن نفتقد الجانبين هذه المؤسسات المقصود منها في المجالات المحكمة والدراسات الأكاديمية، والمجتمع المتفلسف كالكليات والجامعات وما تعنى بالثقافة بشكل عام، يستطيع أن يحتضن هذا المجال. ويضيف: نحن عندما نتحدث عن التراث نتحدث عن تراكم أكثر من موضوعات، وقد نجد هذا الموضوع مطروح من عدة أشخاص، ولكن مع استمرارية الطرح والنقاش سيتكون التراث، وهو من المعنى الأساسي متراكم وعدم وجود هذا التراكم يضع الإنسان أمام اغتراب تجاه الموضوع لذلك عندما نتحدث نلمس الغربة الفلسفية التي من الممكن تجسيرها عن طريق وجود مؤسسات تقلل هذا التراجع، وحتى مؤسسات العمل ومؤسسات الديمقراطية والحياة السياسية لها جانب حواري وتفاعلي أكبر من أن نتحدث عن الميتافيزيقيا، لذلك من الضروري أن تقوم بهذا الدور. وعن الإجراءات يوضح أنه من الممكن أن يساهم كما يساهم للعلوم الأخرى أيضا في خلق هذا التراث وفي خلق هذه الثقافة، مستشهدا بالذكاء الاصطناعي، حيث نتحدث عن الدراسات البيئية في عمان وفي غيرها وهذه العلوم حديثة بالمناسبة واضحة جدا ولكن لا توجد لدينا أرضية خصبة سواء في عمان أو في العالم، فالدراسات بالذكاء الاصطناعي حول الدراسات البيئية مع مرور الوقت نجد أن هناك مؤسسات تبنتها وعملت عليها وطورت من الأدوات والإشكاليات وساهمت في حل الكثير من التحديات، ومع مرور الوقت تجد أننا أمام تحديات توجد لها حلول أفكار تناقش هناك منشورات كتيبات هناك سوف يتشكل لدينا حلقة علم، وحلقة معرفة. ويشير الرواحي بوجهات نظر سلبية عن المعرفة بشكل عام ليس عن الفلسفة فقط، فالفلسفة جزء من المعرفة العامة ولكن فقط ستنحصر المعرفة في الجانب النفعي أو الجانب التقني في حين أن المعرفة النظرية التي هي أساس وأساس كل ذلك ستبقى لاحقا في الظل أو في الهامش.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التراث العمانی فی سلطنة عمان الفلسفة فی وجود الله مبینا أن ما یتعلق نتحدث عن لا یوجد فی کتاب إلى أن أن علم

إقرأ أيضاً:

بيت البرج التراثي.. شاهد على عراقة التاريخ العماني وحكايات الأجداد

في قلب ولاية الحمراء بسلطنة عُمان، يقف بيت البرج التراثي شامخًا كشاهد على تاريخ عريق وحضارة غنية. هذا البيت، الذي أسسه جابر بن مبارك العبري، ليس مجرد مبنى قديم، بل هو متحف حي يحكي قصص الأجداد ويروي تفاصيل الحياة في عُمان القديمة. لقد تحول بيت البرج إلى نافذة تطل على الماضي، يجمع بين جدرانه مقتنيات أثرية وتراثية تعكس براعة الإنسان العُماني وتنوع ثقافته.

رحلة شغف

لم يكن جابر بن مبارك العبري مجرد هاوٍ لجمع المقتنيات الأثرية، بل كان شغفه بالتراث العُماني جزءًا لا يتجزأ من حياته، بدأ رحلته في جمع التحف والآثار منذ صغره، مدفوعًا بحب عميق لتاريخ بلاده ورغبة في الحفاظ عليه للأجيال القادمة، وعلى الرغم من التحديات والصعوبات التي واجهها، كان إيمانه برسالته وشغفه بالتراث الدافع الأقوى لتحقيق حلمه.

من بيت إلى متحف

تحول بيت البرج من مجرد منزل عائلي إلى متحف تراثي يضم مجموعة كبيرة من المقتنيات الأثرية والتراثية التي تعكس مختلف جوانب الحياة في عُمان القديمة. من الأدوات الزراعية والمنزلية إلى الأزياء التقليدية والحرف اليدوية، وصولًا إلى الأسلحة والعملات والمجوهرات، كل قطعة في المتحف تحمل قصةً وتاريخًا.

ولا يقتصر دور متحف بيت البرج التراثي على عرض المقتنيات الأثرية، بل يسعى أيضًا إلى تحقيق أهداف أسمى. يقول جابر العبري: «المتحف صرح ثقافي يسهم في الحفاظ على التراث العُماني الغني والمتنوع، ويضمن نقل هذا الإرث للأجيال القادمة».

يعمل المتحف على تعريف الزوار بتاريخ عُمان وحضارتها، وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث. من خلال الجولات الإرشادية والمعارض التفاعلية، يصبح بيت البرج مركزًا تعليميًا يربط الماضي بالحاضر.

أضاف جابر العبري: إن المتحف أصبح وجهة سياحية بارزة تجذب الزوار من داخل عُمان وخارجها، مما يسهم في تنمية السياحة الثقافية في المنطقة. كما يوفر المتحف فرصًا للباحثين والدارسين للاطلاع على المقتنيات الأثرية وإجراء البحوث والدراسات التاريخية.

مقتنيات

يضم المتحف مجموعة من الأدوات والأواني الفخارية التي كانت تستخدم في الحياة اليومية، وتدل على براعة الإنسان العُماني في الصناعات اليدوية. وأسلحة تقليدية من السيوف إلى الخناجر والرماح، تعرض الأسلحة التقليدية في المتحف تاريخ الدفاع عن الوطن وبراعة الصناع العُمانيين، وعملات قديمة تشمل المقتنيات عملات قديمة كانت تستخدم في التبادل التجاري، مما يدل على ازدهار التجارة في المنطقة عبر العصور، ومجوهرات وحلي تظهر المجوهرات والحلي المعروضة ذوق ومهارة الصانع العُماني، حيث كانت تتزين بها النساء في المناسبات المختلفة، وملابس وأزياء تقليدية تعكس الأزياء التقليدية تنوع الثقافة العُمانية، حيث كانت ترتديها النساء والرجال في المناسبات الاجتماعية والدينية، ومخطوطات وكتب قديمة تضم المكتبة مخطوطات وكتبًا قديمةً تتضمن معلومات قيمة عن التاريخ والأدب والعلوم، مما يدل على اهتمام العُمانيين بالعلم والمعرفة.

رؤية مستقبلية

يخطط جابر العبري، لتطوير المتحف ليصبح مركزًا ثقافيًا متكاملاً، يضم قاعات عرض حديثة ومكتبة متخصصة في التراث العُماني. كما يسعى إلى إنشاء مركز للبحوث والدراسات التاريخية، ويهدف العبري إلى إقامة فعاليات ثقافية متنوعة، مثل المحاضرات والندوات والمعارض، بهدف نشر الوعي بالتراث العُماني وتعزيز الهوية الوطنية.

الجدير بالذكر، بيت البرج التراثي ليس مجرد متحف، بل هو إرث يحكي قصة عُمان بكل تفاصيلها، من خلال جهود جابر العبري، أصبح هذا البيت شاهدًا على عراقة التاريخ العُماني، ومركزًا يجمع بين الماضي والحاضر، ويحفظ تراث الأجداد للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • مدير أمن محافظة اللاذقية لـ سانا: المجموعات المسلحة التي تشتبك معها قواتنا الأمنية في ريف اللاذقية كانت تتبع لمجرم الحرب “سهيل الحسن” الذي ارتكب أبشع المجازر بحق الشعب السوري
  • كيف سطر خوان أنطونيو باتشيكو السيرة الفكرية لابن رشد؟
  • اجتماع بمحافظة صنعاء يناقش الجوانب المتصلة بعملية الدمج لمكاتب الوزارات التي شملها الدمج
  • هل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية تغيِّر مسار مستقبل المهن والوظائف في سلطنة عمان؟
  • مجلسُ الأعمال العُماني الإيراني المشترك يناقش تعزيز التعاون بين البلدين
  • مكان الصور مبوظ الكلام رجاء ضبط الفقرات////وكيل أوقاف الدقهلية يعقد اجتماعا مهما مع مديري الإدارات الفرعية
  • بيت البرج التراثي.. شاهد على عراقة التاريخ العماني وحكايات الأجداد
  • مدير التربية بحلب يناقش مع وفد تركي واقع التعليم في المدينة
  • الإسكان تستعرض فرص الاستثمار العقاري في مهرجان عالمي بفرنسا
  • سلطنة عمان تحقق إنجازا طبيا بفصل توأم سيامي