بعد الكشف عن حيثيات مقتل الحاخام اليهودي تسفي كوغان في الإمارات، وصفت أوساط إسرائيلية السلوك الذي اتبعته حكومة بنيامين نتنياهو، في متابعتها للحدث بأنه "غير لائق"، ويمكن أن يقوّض العلاقات مع أبو ظبي، التي تتعرض لضغوط بسبب الحرب الدائرة في المنطقة، وكل ذلك يصب في مصلحة إيران.

وأكد الخبير في شؤون دول الخليج، والباحث كبير بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، والمسؤول الكبير السابق في مجلس الأمن القومي، يوئيل غوزانسكي٬ أن "التفاصيل حول اختطاف وقتل الحاخام كوغان، ليست معروفة بشكل كامل، مع أنه يمكن التقدير بحذر أن إيران تقف وراء الحادث، لأنه منذ فترة، تسعى لإيذاء أفراد وأهداف إسرائيلية في الخارج، وفي هذا السياق ترددت أنباء عن إخفاقات عديدة للموساد في التعاون مع أجهزة استخبارات أجنبية في أهداف مختلفة".



وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "الإمارات تحافظ على علاقاتها مع إسرائيل رغم الضغوط المفروضة عليها، سواء من إيران، أو بسبب الحرب الجارية في المنطقة، لأن الإمارات، كما هو الحال في الدول العربية الأخرى، لديها الكثير من الإحباط من استمرار الحرب دون حل سياسي في الأفق، رغم أنها لاعب مهم لا ينبغي تجاهله".


وأشار أن "المحافل الإسرائيلية ترصد أن الإمارات هي الدولة العربية الأكثر نشاطا في غزة، ويواجه رئيسها محمد بن زيد انتقادات بأنه رغم الدمار الكبير في القطاع، وعدد الشهداء الفلسطينيين، لكنه متمسك بالتطبيع مع إسرائيل، ويأتي مقتل الحاخام إلى فداحة الثمن الذي تدفعه الإمارات مقابل الحفاظ على هذا التطبيع".

واستدرك بالقول إن تل أبيب توقفت عند كلام عبد الله بن زايد، وزير الخارجية، الذي أكد أن بلاده لن تكون مستعدة لدعم جهود "اليوم التالي" في غزة دون إنشاء دولة فلسطينية، ويبدو أن الإمارات تعمل على تغيير ثمن العلاقات مع إسرائيل، التي ستتأثر بشكل متزايد بالقضية الفلسطينية، صحيح أن قطع العلاقات معها ليس على جدول أعمالها الآن، لكنها تعيش منذ فترة طويلة في نوع من الركود، على الأقل في بعدها العلني، لأنه من الأفضل الآن في نظر الحكام أن يبقوا على مسافة من إسرائيل، بسبب انتقادات الشارع العربي الموجهة إليهم".

وأوضح الباحث أن "مقتل الحاخام في الإمارات قد يؤدي لزيادة الانتقادات المحلية لوجود الإسرائيليين فيها، وبالتالي ستحاول التقليل من أهمية الحادث، ومعاملة القتيل كمواطن مولدوفي، وليس إسرائيلي، رغم أنه حاصل على الجنسية الإسرائيلية، رغم أن الحادث يعتبر اختبارا لعلاقة الإمارات مع إيران التي تشهد منذ 2019 محاولة لتحسينها، حيث يشكل نهجها في هذه العلاقة جزءاً من "تحوّطها" التقليدي للمخاطر، بما يعكس ضعفها إزاءها".

وزعم أن "إيران ترددت حتى الآن في التحرك ضد أهداف إسرائيلية على أراضي دول الخليج، خاصة في الإمارات، التي تعتبر مركزا اقتصاديا وتجاريا دوليا، ومهم جدا للاقتصاد الإيراني، وإذا تم إزالة العنصر النفطي، فإن الإمارات، خاصة دبي، هي الشريك التجاري الأكثر أهمية لإيران، ومن مصلحة الأخيرة عدم الإضرار بالعلاقة، ولعل السبب وراء قيامها بقتل الحاخام، إن ثبت، من خلال وكلاء هو إخفاء دورها فيها".


وختم بالقول إن "نصيحتي للساسة الإسرائيليين تتمثل بعدم الإدلاء بتصريحات تهديدية بطريقتهم الخاصة، ومحاولة التقليل قدر الإمكان من دور إيران في القضية، كي لا تحرج الإمارات، لأن إسرائيل من خلال ذلك تضر بصورة الإمارات كدولة حرة وآمنة، وتضيف التوتر في علاقاتها مع إيران، لأن الاحتلال لديه مصلحة أساسية في الحفاظ على علاقات طبيعية ومزدهرة قدر الإمكان مع الإمارات، لأنها الأكثر دفئاً الذي يتمتع به الآن مع أي دولة عربية، وهناك خشية أن يتحول فجأة إلى سلام بارد".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الحاخام الإمارات إسرائيلية إيران إيران إسرائيل الإمارات الحاخام صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مقتل الحاخام

إقرأ أيضاً:

تقدير عربي لجهود الإمارات في دعم ملف حقوق الإنسان إقليمياً ودولياً

أشاد السفير طلال المطيري رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان، بجهود الإمارات في مجال حقوق الإنسان، مشيراً إلى أن الإمارات أظهرت حرصاً كبيراً على تعزيز حقوق الإنسان وطنياً وإقليمياً من خلال إصلاحات تشريعية ومبادرات سياسية واجتماعية تهدف إلى تعزيز الحريات الأساسية، وحماية حقوق الفئات الأكثر احتياجاً، ودعم المساواة بين الجنسين.

جاء ذلك في كلمة المطيري، خلال أعمال الدورة الـ27 للجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان المخصصة لمناقشة التقرير الدوري الثاني للإمارات بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وثمن المطيري، جهود الإمارات في دعم ملف حقوق الإنسان على المستوى الإقليمي والدولي، من خلال مشاركتها الفاعلة في المحافل المختلفة، ودعمها للجهود الرامية إلى تعزيز السلام والعدل وحقوق الإنسان في العالم.
وهنأ المطيري الإمارات على تقديم تقريرها الثاني الذي وصفه بأنه "خطوة مهمة في مسيرة التزامها بالميثاق العربي لحقوق الإنسان، وشهادة على رحلة طموحة نحو بناء مجتمع عادل ومزدهر، يعكس رؤية ثاقبة وإرادة صامدة لتحقيق التقدم في مجال حقوق الإنسان".

مقالات مشابهة

  • هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
  • البنتاجون: إسرائيل حليف نموذجي في المنطقة
  • «مدبولي »: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة شاهد قوي على الجهود التي تبذلها مصر للتهدئة بالمنطقة
  • حمدان بن محمد: العلاقات الإماراتية الهندية نموذج رائد للتعاون والاستقرار
  • حمدان بن محمد: العلاقات الإماراتية ــ الهندية وصلت إلى مستوى متميز
  • 14 مبادرة تعزز استقرار الأسرة الإماراتية وتماسك المجتمع
  • محامي القرضاوي يطلب من حكومة لبنان متابعة التعهدات الإماراتية بشأنه
  • أكبر عقال مقصب يلفت الأنظار في حفل دخون الإماراتية
  • تقدير عربي لجهود الإمارات في دعم ملف حقوق الإنسان
  • تقدير عربي لجهود الإمارات في دعم ملف حقوق الإنسان إقليمياً ودولياً