قبل 10 أعوام من اليوم، كانت «ميس أماني» تعيش حياة هادئة رفقة ولديها «أحمد» و«نورهان»، إذ كانت تعتبرهما هبة الله لها، بعدما عاشت حياة قاسية مع زوجها، لتستحيل بينهما العِشرة وتنفصل عنه، وهي شابة صغيرة، لديها طفلان، لم تجد مأوى لهما سوى «حضنها»، ولم يجدا أمانًا في الدنيا عقب أب تخلى عنهما صغارًا سوى والدتهما، قبل أن يتدخل القدر، ويحرم الأم من أبنائها في ليلة عيد ميلادهما.

 

«أماني» تفقد «أحمد» و«نورهان» ليلة عيد ميلادهما

تحكي السيدة أماني عدلي، صاحبة الـ65 عامًا، أنها كانت فتاة مُدللة، وحيدة والديها، درست في مدارس فرنساوي، وأتقنت اللغة وعملت بها، قبل أن تلتقي زوجها السابق وتتزوج منه، إلا أن الزيجة لم تستمر طويلًا: «كان للأسف اختيار خاطئ، مكانش فيه تفاهم أبدًا، وكنت فاكرة وجود الأولاد هيفرق، وتعبت جدًا عشان أقدر أخلف، لكن للأسف الوضع ازداد سوءا، ووصلنا للانفصال، أو تقريبًا طردني أنا والأطفال». 

لحظات صعبة كادت تخرج فيها روح «أماني» من جسدها، وهي تلد أبناءها، فالأولى نورهان وُلدت بعد 9 أشهر ما زاد على الأم صعوبة، بينما أحمد أُصيب في حمله بورم جعل أشهر الحمل والولادة أكثر صعوبة، لكن شاء الله أن يرزقها بالطفلين، ليكونا عونًا لها بعد الطلاق، وفقًا لحديثها لـ«الوطن».

حياة هنيئة عاشتها السيدة مع أولادها، حتى التحق الثنائي بكلية الحقوق، شعبة اللغة الإنجليزية، فانقسم يومهما بين التمارين والتدريبات، والدراسة والعمل، كل منها يجد له شخصًا قريبا منه سوى الآخر، فارتبطا ببعضهما ارتباطًا كبيرًا، قبل أن تُبتلى بفقدانهما سويًا. 

في لحظة لم تفارق عقل السيدة أماني، رغم مرور 10 أعوام عليها، فقدت ابنيها مرة واحدة في الوقت الذي كانت تُعد لهما حفلة عيد ميلادهما: «في نوفمبر 2014، كان عيد ميلادهم، نورهان هتتم 23 وأحمد 19 سنة، حضرت حفلة في النادي، وكانوا مع صحابهم وجايين، اتصلت بيهم، صوت غريب معرفوش قالي أصحاب الرقم عملوا حادثة».

جنَّ جنون الأم المكلومة، باتت تركض وتهرول إلى المستشفى الذي استقبل جثامين أولادها، ومن الاستقبال للمشرحة والثلاجات، تتعرف على ملامحهما، تلمس وجوههما، تأمل لو أن ما تعيشه يكون كابوسًا، أو أن الجثامين ليست لابنيها اللذين فازت بهما من الدنيا، لكن القدر كان أقوى من أمنياتها. 

ميس أماني.. تجتاز حزنها بالعمرة وحلقات الذكر ومراعاة القطط

انتهت أيام العزاء، وباتت السيدة المكلومة وحيدة في منزلها، عجز عقلها على نسيان ما حدث لها، فلم تجد ملجأ سوى الله تعالى: «روحت كذا عمرة، كانت هدايا ربانية، تقربت جدًا ولاقيت الراحة والصبر في قراية القرآن، وحلقات الذكر».

10 قطط تركهما ابني أماني، كأنهما إرثًا يلازمها، فظلت تعيش مع القطط لمدة 8 سنوات مضت، حتى ماتت جميعًا بفيروس: «حطيت كل مشاعري في القطط اللي ولادي سابوهم، أكلهم وأرعاهم، وأداويهم، بقوا ماليين عليا البيت لمدة 8 سنين، لحد ما جالهم فيروس وراحوا لصحابهم».

وفاة القطط، كان سببًا للسيدة لشراء غيرها، تتقاسم معها يومها، وتستأنس بها: «جبت غيرهم وعايشة معاهم دلوقتي، براعاهم وبيونسوني بدل ما أنا بقيت لوحدي». 

ولم تترك «أماني» مهنة تدريس اللغة الإنجليزية حتى اليوم، فتجد في التعامل مع الطلاب ابنيها اللذين حرمها القدر منهما: «كل الطلبة بشوفهم ولادي أحمد ونورهان، وده يمكن اللي مصبرني».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تربية القطط القطط صدمة الوفاة عید میلادهما

إقرأ أيضاً:

حكاية شوقي عبدالعظيم .. وعباس طيّارة !!

■ كنت ذات مرّة من سنوات الإنقاذ طيّب الله ثراها ضيفاً علي برنامج خطوط عريضة بتلفزيون السودان أقال اللهُ عثرته .. وكان الأخ أنس عمر حفظه الله متابعاً لتلك الحلقة في الجانب الآخر وكان مطلوباً مني التعليق علي حديث للشيخ حسن الترابي رحمه الله .. ومن باب التأدّب مع الشيخ الترابي ( زُغت) بطريقة حريفة من سؤال الأخ العزيزمحمد الأمين دياب مقدم الحلقة يومها والذي اكتفي بإبتسامة عريضة أبرزها المخرج ملء الشاشة !!

■ عقب نهاية الحلقة هاتفني الأخ العزيز أنس عمر ضاحكاً بطريقته المحببة ومازحني قائلاً : ( الليلة ذكرتني عمنا عباس طيّارة !!)

■ ومن حكاية العم عباس وهو أحد الوجوه الشعبية والأهلية بقرية الطيّارة بجنوب الجزيرة حيث تقيم عشيرة وأسرة الأخ أنس وأهله الكرام .. من حكايته أنه كان عمدة المنطقة وله زوجتان ( واحدة) بالفَرِيقْ الورّاني .. و( التانية) بالفريق القِدّامي .. ومن سؤ حظه أن شجاراً نشب بين نسابته وجاء أهل كل فريق يشتكون الفريق الآخر .. وحتي لايدخل عباس في كلاش مع أهل هذا الفريق أو ذاك ، ما كان منه إلا أن أمسك العصا من ( النُص) وهو يردد ذات العبارات علي مسامع ضيوفه المتظلمين ..( عليّ الطلاق ناس الفريق ديل كلامن دة ماياهو .. علي الطلاق ناس الفريق ديل .. وعلي الطلاق ..) .. وهكذا دون أن ينحي باللائمة علي هذا الطرف أو ذاك .. فالنسيب ( عين شمش) !!

■ استدعيت اليوم هذه الحكاية من خزانة ذكرياتي العزيزة مع أخي الفارس أنس عمر وأنا أتابع الحديث التلفزيوني للصحفي المليشي شوقي عبد العظيم أحد ملوك المغالطات والأحاديث الدائرية وغير الموضوعية في وسائل ووسائط الإعلام .. شوقي أحد أبواق شتات الحرية والتغيير الذين قدّموا تجربة ديكتاتورية شائهة بسيطرتهم المطلقة علي الإعلام الحكومي أيام حكومة صديقهم حمدوك .. وشوقي أحد الذين أوقدوا نار حرب 15 أبريل حيث كان علي رأس قطيع الببغاوات الذي كان يردد وفي إصرار ( الإطاري أو الحرب) حتي إذا ما أشتعلت الحرب اللعينة لم يجد شوقي مهرباً ومخرجاً غير مخرج ومعبر مدينة القضارف وبضامن من شخصية وطنية مناصرة لحزب المؤتمر الوطني .. أي أن شوقي غادر السودان تحت حماية الفلول !!

■ شوقي الآن في موقف يشابه موقف عباس طيّارة !! شوقي متزوج عرفياً من مليشيا التمرد .. تربطه صلات مصاهرة ومناصرة براغماتية مع آل دقلو .. ومتزوج من جهة أخري من مجموعة هواه السياسي والفكري داخل شتات الحرية والتغيير .. وللظروف المعلومة وقع الطلاق المدني بين كلاب الصيد والراعي المليشي .. وبدافع العداد المقدم والموقف الجديد فإن شوقي عبد العظيم وأمثاله من الإعلاميين المناصرين للمليشيا السياسية لا يستطيعون أن ينبسوا بكلمة أو موقف يغضب ( النسابة) في الفَريق الورّاني !!

■ من مغالطات ومبالغات المليشي شوقي عبد العظيم مقارنته الغريبة بين حكومة السودان التي تبسط سيطرتها علي أكثر من 80% من مساحة البلاد وتتمتع بنسبة100% من الاعتراف الدولي ومع ذلك يرفع شوقي كفتيه بلا حياء ليضع حكومة السودان في كفة .. ونسابته القدامي في كفة أخري !!

■ ينطبق القول ( إذا لم تستح .. فقل ماتشاء ) علي شوقي عبدالعظيم .. بلا جدال ..
■ بالمناسبة .. إلي أين هربت قيادات ما سُمّي بالحكومات المدنية التي نصّبت نفسها علي ولاية الجزيرة وشمال ولاية النيل الأبيض؟! .. نسأل شوقي لأن بعضاً منهم تربطهم صلة رحم ومصاهرة بشوقي عبد العظيم ( جوبلز) حمدوك الذي سقط إلي أسفل سافلين !!

#عبدالماجد عبدالحميد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أكثر واحد ضحكنى.. محمد رمضان : فقدت حاجة عزيزة عليا فى طوخ
  • هل فقدت العلاقة بين أمريكا وبريطانيا سحرها؟
  • الأطباء: الدولة ترعى مرضى الأورام من الألف للياء رغم ارتفاع تكلفة العلاج
  • حكاية شوقي عبدالعظيم .. وعباس طيّارة !!
  • أماني القرم: نتنياهو لا يريد إغضاب ترامب ولكنه سيماطل لتنفيذ اتفاق غزة
  • إجراءات بيئية مشددة.. طلب إيداع المخطط التوجيهي لزحلة لحماية نهر الليطاني
  • نجوم السياسة والثقافة والفن فى توقيع رواية أماني القصاص .. صور
  • على الرصيف أمام المحكمة وتحت المطر.. تفاصيل مأساة صباح لرؤية ابنيها
  • حكاية العطار العتيق في كربلاء.. 60 عاماً في قلب سوق المسقف (صور)
  • روسيا: أوروبا فقدت حقها بالمشاركة في التفاوض بشأن أوكرانيا.. اختارت طريق العسكرة