تبقى سعيداً إذا ما كُنت منفرداً !
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
من المحاسن التي تمنح المرء أنساً وقوة باطنية تعينه على المسير في حياته، أن يستطيع أن يتلّذذ بالأنس بنفسه، فلا يُرعبه أن يقضي معها الوقت، أو يُمارس الأنشطة منفرداً.
وما خوف الأنام من الانفراد بالنفس إلا خوف من الوحدة، فمن يمتلك مهارات الألفة مع ذاته، يقضي وقتاً بهيجاً مؤنساً بصحبتها، يصطحبها في رحلةٍ بهيّة للطبيعة، أو مطالعة كتاب، أو السفر، أو الاستماع إليها وقت حزنها، وحين فرحها، أو تفحص ما قدمت يداه بين الفينة والفينة، يراجع النفس، ويقوّم الوجدان، ويظن أن ذلك فقط مُستملح مع الرفقة، ومُستنكرٌ في الخلوة، فقد فوّت على نفسه مُتعة من مُتع الدنيا.
وليس المعنى من ذلك أن يعتاد المرء على الوحدة، أو يستهجن الخُلطة، فالمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أعظم أجراً من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم، كما جاء في الحديث.
ولكن المُراد أن لا يستنكف المرء صحبة نفسه، والأنس بها، والتمّتع بالخلوة لا الوحدة، والاستلطاف بالانفراد لا بالعزلة.
ففي الخلوات مُتع وتجارب خاصة للإنسان ذاته، لا تصحّ لغيره، فيها يستكشف ذاته، ويُعيد الاتصال بربه، ويُدرك أكثر فكره ووجدانه، ويتبيّن زلاته وعيوبه، ويتعرّف على ما يُحب ويكره، فلا أصفى من الخلوات لراحة البال والتلذذ بالسكون والاستكنان.
ومن محاسن الخلوات الانشغال بتهذيب النفس، والسمو بالفكر والشعور، والارتقاء في مراتب الإحسان، بدل الانشغال بالناس ما قالوا وما فعلوا، وذلك أدعى للتزكي والتطهّر، وحفظ اللسان، وقصر النظر عن المقارنات ومد العين للغير، مما قد يُورث الحسرات والبغضاء، ويصرف النظر عن النعم والآلاء، فكما قيل: غرس الخلوة، يُثمر الأُنس.
ولعل هذا ما يُرسي للمرء اتزانه، ويفيض عليه بحكمته، ويضبط الشعور ويستقيم به الفكر.
– لحظة إدراك:
الانفراد بالنفس جنّة العاقل، وجذوة الحاذق، وسعادة القلب، ورصانة الحكيم، وفرصة لإعادة النظر، وباب للتهذيب، واتزان محمود.
كما قيل:
فاهرب بنفسك واستأنس بوحدتها
تبقى سعيداً إذا ما كُنت منفرداً
خولة البوعينين – الشرق القطرية
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
معتز صالح: عازمون على الفوز وعدم النظر في الحسابات الأخرى
قال معتز صالح لاعب منتخبنا الوطني لكرة القدم: إن جميع محبي الأحمر شاهدوا الأداء الذي أظهرناه خلال مباراة قطر، وأبارك لجميع الجماهير التي حضرت اللقاء وآزرتنا، كما أبارك للجماهير التي لم تتمكن من الحضور في المدرجات، مبينا أن الفريق ظهر بصورة إيجابية في مباراتي قطر والكويت، ونأمل بأن تكون نتيجة مباراة الإمارات من صالحنا لنتأهل إلى الدور الثاني.
وفي سؤال له عن مباراة الإمارات باعتبارها ديربي خليجي مثير، قال: نحترم المنتخب الإماراتي كثيرا ولعبنا معه سابقا في العديد من المناسبات، مشيرا إلى أن المنتخبات الخليجية جميعها متقاربة المستوى، ونعمل للظهور بشكل جيد خلال لقاء الإمارات.
وعن أفضلية التأهل لمنتخبنا وخوضه المباراة بأكثر من فرصة مقارنة بالإمارات الذي لا بديل له سوى تحقيق الفوز، وأكد أن منتخبنا عازم على تحقيق الفوز وعدم النظر للحسابات الأخرى، لأن الفوز هو من يضمن لك الاستمرارية والتقدم، ونأمل بتقديم جهود أكبر وتخطي عقبة الإمارات والسير بخطى ثابتة نحو بلوغ الدور الثاني.
وأضاف: عندما تلعب المباراة بأكثر من فرصة فإن هدفك يجب أن يكون تحقيق الفوز فقط، مبينا أنهم يتطلعون إلى الثلاث نقاط فقط، وعند لعب الفريق بأكثر من فرصة قد لا تنجح في تحقيق الذي تصبو إليه ومن الوارد جدا أن تكون خارج البطولة، وفي ضوء ذلك من الأفضل التكملة على المسار نفسه وحصد النقاط الثلاث.
وأوضح أن التراجع في المباراة الماضية أمام قطر جاء بسبب حرصنا على الحفاظ على التقدم في النتيجة فنحن لا نواجه أي منتخب وإنما نلعب مع حامل لقب كأس آسيا، كما أكد على أن منتخبنا لم يستغل المرتدات السريعة بصورة جيدة وإلا كان منتخبنا قد تفوق بفارق أكبر عن المنتخب القطري، وبين أن لاعبي المنتخب في أتم استعداد للظهور بمستوى عال خلال مباراة الإمارات.